الرئيسيةمختاراتمقالاتيجب أن يفعل العرب شيئا؟ كتب يحيى رباح

يجب أن يفعل العرب شيئا؟ كتب يحيى رباح

عملية القتل بدم بارد التي نفذتها وحدات جيش الاحتلال ضد الشاب محمد أبو لطيفة في مخيم قلنديا على التخوم الشمالية لمدينة القدس لم تكن حادثا منعزلا، بل جاءت في سياق راسخ ومستمر، وما على العالم سوى مراجعة أرقام وأسماء الشهداء من الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ بداية هذه السنة، وهي أرقام تتقافز بسرعة شديدة، وهي تستهدف شبابا لم يكن احد منهم في حالة اشتباك خطير مع قوات الاحتلال بمن فيهم الشاب الذي قتله قائد لواء بنيامين من القوات الخاصة الذي كان يرمي حجرا، فرد عليه قائد اللواء الجبان برشقات من رشاشه وكذلك من جنوده المرافقين، وتمت تهنئة الضابط الكبير جيش الاحتلال، وترقيته وعدد من الجنود “البحث عن بطولة مفقودة ووهمية، ولو دققنا النظر، فسوف نجد أن اسرائيل كلها كدولة ابتداء” من رئيس وزرائها، الى الحكومة الى اجهزة الجيش والأمن، الى الصحافة الإسرائيلية، كلها متورطة مع سابق اصرار وتعمد في مثل هذا النوع من جرائم القتل الفلسطينية.
وعمليات القتل ايضا تأتي في سياق ارهابي أوسع وهو جنون الاستيطان وموجاته اللاشرعية واللاأخلاقية، حيث المؤسسة الاسرائيلية كلها تنخرط في تلك الجرائم الإرهابية سواء على مستوى تزوير الوثائق، أو على مستوى تورط القضاء الإسرائيلي في تبرير الجرائم…الخ وهذا كله يأتي وسط بانوراما شاملة بالهجمات على القدس والأقصى والمقدسات داخل القدس بجماعات مهووسة يحميها الجيش والشرطة ويتصدرها وزراء الحكومة! إذن هناك خطة علنية تنفذ، وهناك سباق مجنون مع الزمن لتنفيذ هذه الخطة، واسرائيل التي تبكي وتهدد من وراء عزلها على الهامش في اتفاق, السداسية الدولية مع ايران، التي تبكي وتصرخ من تهميشها في الاتفاق الاميركي وحلف الناتو مع تركيا بخصوص داعش وحزب العمال الكردستاني، تعرف ان التعويض لها يأتي من خلال اطلاق يدها في الموضوع الفلسطيني، اسرائيل تفعل ما تشاء، اسرائيل لديها رخصة، اسرائيل يتم تعويضها من الدم الفلسطيني ومن الاستيطان بلا حدود ومن رمي الالتزامات بالاتفاقات مع الشعب الفلسطيني وراء ظهرها، والسعي الواضح لتصعيد الأمور إلى حد الانفجار والفوضى وفقدان السيطرة، والعالم مشغول بقضاياه الكبيرة الجديدة، هناك صفقات، هناك ارهاب وداعش والعراق وسوريا واليمن…الخ فماذا عن فلسطين والقدس، وهذا الاستفزاز الدموي اليومي؟
كنا نأمل أن ينطلق صوت من داخل الساحة الفلسطينية بالتقدم نحو انهاء الانقسام الذي هو في الأساس قرار إسرائيلي مئة في المئة، بل هو اخطر القرارات التي اتخذها ونفذها الجنرال شارون وما زال متواصلا، ولكن حماس التي شكلنا معها بعد اتفاق الشاطئ حكومة وفاق وطني، فعلت المستحيل لكي تعطل عمل هذه الحكومة، وعرضنا عليها حكومة وحدة وطنية فرفضتها بصخب كأنها الكفر بعينه، حماس لا تزال تتغذى على الأوهام بلا نهاية.
لا بد اذن من رسالة يرسلها العرب وما يمكن أن يجمعوه من حلفاء، ولا بد للمستوى العربي ان يفعل شيئا، صحيح ان الوضع العربي غارق في الملفات الأخرى، ولكن هذا السياق الإسرائيلي خطير، ومتواصل بسرعة، وفي سباق مع الزمن، لا بد من فعل شيء، لا بد من رسالة، قرار، صرخة، ولكن لا يمكن ان يظل الموت هكذا فعلا يوميا وتهديد القدس والأقصى فعلا يوميا ونحن ساكتون.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا