الرئيسيةمتفرقاتكتابكتاب :واشنطن سعت لإسقاط 50حكومة وحاولت اغتيال 50 زعيما وأمطرت 30 دولة...

كتاب :واشنطن سعت لإسقاط 50حكومة وحاولت اغتيال 50 زعيما وأمطرت 30 دولة بالقنابل

الديمقراطية.. أشد الصادرات الأمريكية فتكا

الدبلوماسى الأمريكى السابق ويليام بلوم:واشنطن سعت لإسقاط 50 حكومة وحاولت اغتيال 50 زعيما وأمطرت شعوب 30 دولة بالقنابل

قبل أى مقدمات، تأمل جيدا هذه الكلمات، التى قالها ويليام بلوم، الدبلوماسى الأمريكى السابق، أو بالأحرى المستقيل، حيث يقول: “أتذكر المشاعر الطيبة الدافئة التى كانت تنتابنى فى مراهقتى، والعشرينيات من عمرى والثلاثينيات عندما كنت أسمع الكوميديان بوب هوب وهو يوزع فكاهاته الأمريكية الطيبة على الجنود الأمريكيين الطيبين المنتشرين فى أنحاء العالم.

لم يخطر لى أبدا أن أتساءل عما كان يفعله هؤلاء الجنود فى تلك البقاع، ذلك لأنه لم يخطر لى أن يقوم بوب هوب، الخيّر المحبوب، بالترفيه سوى عن جنود يؤدون مهمة شريفة، أو أن هؤلاء الصبية الأمريكيين حسنى المظهر الذين يضحكون من قلوبهم على نفس النكات التى كانت تضحكنى، يضمرون الأذى للأماكن التى يتواجدون بها…. ظل حالنا كذلك الى أن أفقنا من غفلتنا لدى اندلاع مظاهرات الاحتجاج العارمة، ومعها التغطيات الاعلامية المعارضة للأهوال التى كانت تحدث فى فيتنام، مما أدى بى الى الانطلاق فى مسيرة فكرية جديدة، مسيرة كان الأرجح لها أن تحدث قبل ذلك، لو أننى قرأت كتابا كهذا الذى بين يديك أيها القارئ”.

تلك هى كلمات “الكاتب” ويليام بلوم، أحد أهم المتخصصين فى السياسة الأمريكية الخارجية، ممن لا ينتمون الى التيار السائد فى الولايات المتحدة، أما “الكتاب”، والذى تقدم “الأهرام” عرضا لأهم ما ورد به، فهو كتابه الصادر العام الماضى، وقامت أخيرا الدكتورة فاطمة نصر بترجمته الى اللغة العربية، وأصدرته دار نشر “سطور الجديدة”، تحت عنوان “الديمقراطية أشد الصادرات الأمريكية فتكا”.

وكان “بلوم”، الذى تمت ترجمة كتبه الى 27 لغة فى مختلف أنحاء العالم، قد ترك عمله بوزارة الخارجية عام 1967، متخليا عن طموحه فى أن يصبح مسئول الخدمات الخارجية، بسبب معارضته لحرب فيتنام، ليتحول الى صحفى مستقل فى الولايات المتحدة وأوروبا وأمريكا الجنوبية، حيث أسس جريدة “واشنطن فرى برس” آنذاك، والآن يقوم باصدار نشرة اخبارية شهرية على الانترنت بعنوان “تقرير معاد للامبراطورية”. وكان أسامة بن لادن قد ذكر فى أحد تسجيلاته عام 2006 أنه قد يكون من المفيد للأمريكيين قراءة كتاب “الدولة المارقة”، كى يفهموا عدوهم بشكل أفضل، وهو الكتاب الذى أصدره ويليام بلوم.

يبدأ كتاب “الديمقراطية أشد الصادرات الأمريكية فتكا”، بما يشبه القنبلة المدوية، التى تهدم البيت من أساسه، أو بالأحرى تفند الفكرة، فكرة الدعم الأمريكى للديمقراطية، حيث يقول المؤلف، بكل هدوء، فى أولى كلماته بمقدمة الكتاب، ان السر الذى يؤدى الى فهم السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية هو أنه ليس هناك سر، اذ أن علينا أن ندرك أن أمريكا تسعى الى الهيمنة على العالم، وأنها فى سبيل ادراك هذا الهدف، على استعداد لاستخدام أية وسيلة تراها ضرورية، وبمجرد أن ندرك ذلك، سنجد أن كثيرا من اللبس والتناقض والغموض الذى يحيط بسياسات واشنطن سيختفى.

ويتبع المؤلف ذلك فورا بقوله، انه من أجل التعبير “بالأرقام” عن هذا المسعى الأمريكى الدائم، فما علينا الا أن نتذكر أن الولايات المتحدة قامت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بمحاولة الاطاحة بأكثر من 50 حكومة فى العالم، كانت غالبيتها منتخبة ديمقراطيا، كما تدخلت بأسلوب ما فى الانتخابات الديمقراطية فى 30 دولة على الأقل، وعملت على قمع حركات شعبية وقومية فى 20 بلدا، بل وحاولت اغتيال أكثر من 50 زعيما أجنبيا، وأمطرت شعوب أكثر من 30 دولة بالقنابل!

رسالة القذافى لأوباما

فى التفاصيل، يقول الكتاب ان الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى وجه رسالة للرئيس الأمريكى باراك أوباما يوم 6 ابريل 2011، وسط قصف قوات حلف الناتو والولايات المتحدة لبلاده، قال فيه: “لقد حاق بنا الضرر المعنوى والمادى بسبب ما ترتكبه ضدنا من أفعال وأقوال، وعلى الرغم من ذلك، فانك ستظل، ومهما حدث، ابننا الغالى، يا فخامة الرئيس باراك حسين أبو أوباما. ان تدخلك باسم الولايات المتحدة ضرورى كى ينسحب الناتو نهائيا من الشأن الليبى”.

ويعلق المؤلف قائلا انه قد اتضح عدم واقعية القذافى فى الظن بامكانية أن يشكل خطابه دافعا لأوباما لوضع نهاية لقصف ليبيا. وهو، أى المؤلف، يفند بذلك ما يسميه “الاعتقاد السائد فى العالم بأن للسياسة الخارجية الأمريكية جانبها الطيب الذى يمكن مناشدته”. ويضيف أن العراق حاول أيضا فى السابق، قبل الاجتياح الأمريكى له فى مارس 2003، التفاوض على صفقة السلام مع الولايات المتحدة، حيث عرض المسئولون العراقيون السماح للقوات الأمريكية بالتفتيش للتأكد من عدم وجود أسلحة للدمار الشامل، وقدموا دعمهم الكامل لأى خطة أمريكية لدفع عملية السلام العربى الاسرائيلى، واستعدادهم لتسليم المتهم فى تفجير مركز التجارة العالمى عام 1993، بل انهم ذهبوا الى القول بأنه اذا كان النفط هو دافع الحرب، فهم على استعداد لاجراء مباحثات حول منح الولايات المتحدة امتيازات نفطية، ولكن ماذا كان رد واشنطن؟.. أنت تعرف الاجابة بالطبع.. جاء الرد محمولا على أجنحة قاذفات عملية “الصدمة والترويع”.

خفايا محاكمة صدام

وفقا للكتاب، فان كارين هيوز مبعوثة البيت الأبيض للديمقراطية، فى ادارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، اتهمت الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، فى تصريحات لها بعد اجتياح العراق، بأنه قتل 300 ألف من الأكراد فى مدينة حلبجة بالغاز السام عام 1988، قائلة ان هذه معلومات تحدثنا كثيرا بشأنها فى أمريكا، الا أن وزارة الخارجية الأمريكية قامت بعد ذلك بتصويب تصريحات “هيوز” فأعلنت أن عدد ضحايا حلبجة هو 5 آلاف، الا أن ويليام بلوم مؤلف الكتاب، يرى أن هذا الرقم أيضا مبالغ فيه لأسباب سياسية، اذ أن الاعلام أخذ يردد بعد وقوع الحادث لمدة 6 أشهر أن الضحايا هم بالمئات، بما فى ذلك اعلام ايران التى كانت تخوض حربا مع العراق، لكن “هذه المئات” ظلت تتزايد بأسلوب ما حتى وصل الرقم الى 5 آلاف.

وأيا كان الأمر، فقد كان من المتوقع أن تكون “حلبجة” هى موضوع الاتهام الرئيسى فى محاكمة صدام، فى ظل تأكيد واشنطن الدائم على الحادث، ولكن ما حدث هو أنه تمت محاكمته عن واقعة أخرى، وهى اعدام 140 شخصا فى قرية الدجيل ذات الأغلبية الشيعية، بعد اطلاق النار على موكبه منها، فلماذا تم استبعاد موضوع حلبجة من الاتهام وعدم تقديم الأدلة بشأنه، رغم أن الضحايا بالمئات أو الآلاف؟

يعلل “بلوم” ذلك بأن شواهد الجريمة ظلت موضع شك بشكل أو بآخر، فقد وجه تقرير أمريكى الاتهام لايران باستخدام الغازات السامة فى حلبجة، كما أن واشنطن سبق أن زودت صدام حسين بالمال والدعم المخابراتى، بالاضافة الى مواد كثيرة تساعد العراق على الحصول على الأسلحة البيولوجية والكيميائية، كما أن الولايات المتحدة كانت على علم تام باستخدام النظام العراقى للأسلحة الكيميائية فى الحرب مع ايران. وهكذا فانه اذا ما كان الدفاع عن صدام قد قام باثارة هذه الأمور فى المحاكمة، فإن ذلك كان سيسبب احراجا لواشنطن، لذا فقد عملت بدهاء وحرفية على استبعاد أية أدلة غير مرغوب فيها بالمحاكمة، كما يقول بلوم.

حقيقة حرب أفغانستان

اذا كان قد تبين أن عملية التخطيط لهجمات 11 سبتمبر قد تمت فى ألمانيا واسبانيا وأمريكا ذاتها، أكثر منها فى أفغانستان، فلماذا لم تهاجم الولايات المتحدة برلين أو مدريد بينما قامت بشن الحرب ضد أفغانستان؟.. يطرح ويليام بلوم السؤال، ويجيب عنه قائلا ان الضرورة الوحيدة لهذه الحرب هى رغبة واشنطن فى اقامة وجود عسكرى لها فى ذلك البلد المجاور لمنطقة بحر قزوين فى آسيا الوسطى، والتى تذكر التقارير أنها تحوى ثانى أكبر احتياطى مثبت من النفط والغاز فى العالم، ثم العمل على مد خطوط أنابيب لهما عبر أفغانستان، والتى تتمتع بموقع متميز لتحقيق هذا الغرض، حيث ستخدم هذه الخطوط جنوب آسيا وتتجنب فى الوقت ذاته المرور فى أراضى ايران وروسيا، لكن الخوف الوحيد كان هو امكانية قيام حركة طالبان بمهاجمة تلك الخطوط.

ويضيف أن التخطيط لمد هذه الأنابيب يرجع الى الثمانينيات فى القرن العشرين، ولكن كان يتم تأجيل التنفيذ أو الغاؤه، بسبب المشاكل الحربية أو المالية أو السياسية وغيرها فى ذلك البلد. بل أن حكومة طالبان أجرت فى التسعينيات مفاوضات فى هذا الشأن مع شركة “يونوكال كوربوريشن” الأمريكية، ومقرها كاليفورنيا، بعلم ادارة الرئيس الأسبق بل كلينتون، وقام مسئولو طالبان بزيارات للولايات المتحدة، ولم يمنع هذه المحادثات تطرف طالبان وتشددها وقمعها للمجتمع الأفغانى.

ووفقا للكتاب، فإن جون مارسكا ممثل الشركة الأمريكية قال فى شهادته أمام اللجنة الفرعية لشئون آسيا والباسيفيك بالكونجرس يوم 12 فبراير 1998، ان مجموع الاحتياطيات النفطية بالمنطقة يزيد عن 60 مليار برميل، وقد يصل الى 200 مليار برميل، لذا فقد أوضحنا من البداية أنه لا يمكن البدء فى اقامة خط الأنابيب المقترح قبل أن تتولى الأمور حكومة معترف بها، تنال ثقة الحكومات والقادة وشركتنا.

ويشير المؤلف الى أن المحادثات تعثرت وتوقفت فى شهر يوليو 2001، وعندئذ هددت ادارة الرئيس الأسبق جورج بوش حركة طالبان بشن عمليات عسكرية ان لم تساير المطالب الأمريكية، لكن المحادثات انهارت تماما فى شهر أغسطس، أى قبل شهر من أحداث 11 سبتمبر، ثم جاءت بعد ذلك الحرب على أفغانستان.

التعذيب للجميع

يقول ويليام بلوم فى كتابه، ان كل من عرفوا المعتقلات الأمريكية فى العراق وأفغانستان وجوانتانامو، أو قضوا وقتا فى السجون السرية للمخابرات المركزية الأمريكية، لا يوجد بينهم من يتردد فى القول بأن ما شاهده هو “تعذيب”، حتى وان كان يتم بغير الوسائل المعتادة تاريخيا.

ويضيف قائلا: لقد قمت بجمع قائمة من الأساليب المستخدمة، مثل الحرمان من النوم، واستخدام الكلاب، ومحاكاة الاغراق، والرقود عاريا على لوح من الثلج، والصدمات الكهربائية، والاغتصاب بآليات مختلفة، واتخاذ أوضاع جسدية بالغة الايلام لساعات طويلة، وأساليب أخرى كثيرة تمتهن آدمية الضحية، أساليب أخرى كثيرة كان لابد للنازيين واليابانيين أن يتعلموا منها، على حد قول بلوم.

وفى المقابل، ينتقل بنا الكتاب المهم الى نقطة أخرى، لا تقل أهمية أو خطورة، وكأنه يريد التأكيد على أن الولايات المتحدة يمكن أن تفعل أى شئ فى سبيل رغبتها الأساسية فى الهيمنة، حتى ولو أدى ذلك الى هلاك أولئك “الشبان الأمريكيين الذين يحملون بنادقهم”، جنود الولايات المتحدة، ففى التسعينيات عاد آلاف الجنود من حرب الخليج وهم يعانون أمراضا غير معتادة، وظهر الاشتباه فى تعرضهم لعوامل بيولوجية وكيميائية ضارة، لكن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” أنكرت حدوث ذلك.

ومرت السنوات وتواصلت المعاناة الرهيبة لهؤلاء الجنود، من مشاكل عصبية وجلدية واجهاد دائم ورضوض فى الرئتين وفقدان الذاكرة وصداع حاد وآلام فى العضلات والمفاصل واغماءات، فضلا عن تغيرات فى الشخصية، وعندئذ عاد البنتاجون ليقول فى النهاية انه تم قصف مستودعات أسلحة كيميائية وانه من المحتمل حدوث تسرب للغازات السامة، لكنه ظل يراوغ فيما يتعلق بعدد الجنود الذين كانوا موجودين فى محيط القصف، حتى ذكر أنهم 20 ألفا و 867 جنديا، لكنه عاد ليعلن أخيرا أن حوالى 100 ألف جندى قد تعرضوا لكميات ضئيلة من غاز السارين!

ويقول المؤلف انه لو كان البنتاجون أكثر صراحة من البداية، لأتيح لهؤلاء الجنود التشخيص السليم لأمراضهم فى وقت مبكر، وتلقوا العلاج اللازم.

الدروس الكبرى

فى خلاصة شاملة، يقدم بلوم عددا من النقاط الرئيسية، يمكن أن نقول انها بمثابة الدروس الكبرى، التى ينبغى استخلاصها من مجمل السياسات الأمريكية، حيث يقول ان أكثر الدروس أهمية، والذى يجب أن تستوعبه عقول الأمريكيين وأرواحهم، هو أنه على الرغم مما تربّوا عليه طيلة حياتهم وتعلموه، فإن نوايا السياسة الخارجية الأمريكية ليست طيبة، وان الحقائق التى يقدمها كتابه لا تترك أى شك حول ذلك.

ويضيف، ضمن دروسه، أن أمريكا لا يهمها هذا الشئ المسمى “ديمقراطية”، أيا كان عدد المرات التى يستخدم فيها جميع الرؤساء الأمريكيين هذا اللفظ فى كل مرة يفتحون فيها أفواههم، والأرقام تدلل على ذلك. وأن الولايات المتحدة لا تعادى الارهاب كارهاب، بل تعادى فقط الارهابيين غير المتحالفين مع امبراطوريتها، فهناك تاريخ طويل شائن لدعم واشنطن للارهابيين المعادين للرئيس الكوبى فيدل كاسترو، حتى حينما ارتكبوا عملياتهم داخل الأراضى الأمريكية، ومنهم “لوى بوسادا” الذى توفر له أمريكا الحماية رغم قيامه بتدبير تفجير طائرة أمريكية مما أدى الى مقتل 73 شخصا. فضلا عن الدعم الأمريكى الخاص للارهابيين الذين قاتلوا فى صفوف الجهاديين الاسلاميين فى كوسوفو والبوسنة وايران وليبيا وسوريا، ومنهم من له روابط معروفة بتنظيم القاعدة، وذلك من أجل تحقيق أهداف للسياسة الخارجية أكثر أهمية من محاربة الارهاب.

الختام.. طرفة ورسالة

من بين دفتى هذا العمل المهم، نختار فى ختام عرضنا له، طرفة ورسالة، فها هو المؤلف بحسه الساخر، والمتألم فى الوقت ذاته، يضع فصلا فى الكتاب، بعنوان “طرائف متوقعة فى العام الجديد”، أى 2015، حيث يتوقع أن يعلن ديك تشينى نائب الرئيس الأمريكى الأسبق، من سريره بالمستشفى، أن الولايات المتحدة قد اكتشفت أخيرا مخازن أسلحة الدمار الشامل بالعراق، الا أنه يرفض التصريح بأى تفاصيل عنها، لأن ذلك قد يكشف المصادر الاستخبارية، أو الأساليب المستخدمة فى العملية!

أما الرسالة، التى يقدمها ويليام بلوم، فهو يوجزها فى سطر واحد قائلا.. “هذا الكتاب موجه الى الجماهير المغيبة.. فى الوقت الراهن.. وفى المستقبل”.. وها نحن الآن ننقل الرسالة.

الاهرام المصرية – عرض : محمد شعير

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا