الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمتراجع حماس عن اتفاق التهدئة هل هو قرار ام مناورة

تراجع حماس عن اتفاق التهدئة هل هو قرار ام مناورة

بدأت الاوساط السياسية في حماس تتحدث عن فشل لقاءات حماس مع بلير بخصوص التوصل الى تهدئة طويلة مع اسرائيل وحاولت حماس من خلال اعلامها تسليط الضوء على عدم وجود اتصالات مع اسرائيل بواسطة بلير وإنما كان هناك مجموعة من الافكار تم مناقشتها مع المبعوث “الإسرائيلي” ولم يتم التوصل لتفاهمات حولها رغم ان كافة المصادر الاسرائيلية والدولية ومصادر مقربة من حماس اكدت وجود اتفاق مع اسرائيل ينتظر التوقيع عليه.
هل تراجعت حماس عن اتفاقها مع اسرائيل ام ان ذلك يدور في سياق المناورة والتكتيك الذي تعتمده حماس من خلال حملات التضليل التي تسوقها، وهل المرحلة الحالية يمكن ان تخدم حماس او قد تتسبب في مزيد من المتاعب لها فيما لو اصرت على موقفها بإبرام اتفاق مع اسرائيل خارج حدود الشرعية بما يشبه التمرد على الشرعية الفلسطينية؟
حماس وبعد دراسة معمقة ادركت ان استمرارها في اجراء اتصالات مع اسرائيل بغية التوصل لاتفاق معها قد ولد ردود فعل غاضبة في الشارع الفلسطيني وفي الشارع السياسي ايضا وأدركت حماس ان ذلك سيزيد من الضغوط عليها بدلا من المساعدة في اخراجها من عزلتها.
وجاءت الخطوات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية بالدعوة لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني لدراسة الاوضاع السياسية المحيطة بالقضية الفلسطينية واتخاذ قرارات سياسية هامة لمواجهة ومجابهة التحديات والمخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.وجاءت تلك الخطوات لتضع حماس في ورطة حقيقية وضرورة اتخاذ قرار يحدد وجهة سيرها فيما اذا كانت ستستمر في مخططاتها بتجاوزها للشرعية والإبقاء على اتصالاتها مع اسرائيل ام انها ستستجيب لنداء القيادة الفلسطينية والمشاركة في اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني مع ادعاءاتها بان هذا الاجتماع ليس شرعيا وجاء لخدمة الاغراض السياسية للقيادة الفلسطينية حسب زعم حماس. لكن من المؤكد ان القناعة رسخت في الشارع السياسي الفلسطيني بان المجلس الوطني الفلسطيني هو البرلمان الفلسطيني للشعب الفلسطيني كافة وهو صاحب السلطة التشريعية العليا وان كافة الفصائل الفلسطينية تستمد شرعيتها من المجلس ومن منظمة التحرير الفلسطينية، ولا شرعية لأي فصيل يتمرد على هذا الجسم السياسي الفلسطيني، ومن هنا جاءت مواقف حماس بضرورة الاعلان عن تراجعها عن اتفاقها مع اسرائيل لإعلان حسن نواياها تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الشرعية الفلسطينية حيث جاءت ويحذوها الامل في تثبيت شرعيتها.
حماس امامها فرصة تاريخية للحاق بركب الشرعية الفلسطينية شريطة التزامها بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني وهي صاحبة الصلاحيات في البت بالأمور والقضايا السياسية الاخرى وإبرام الاتفاقيات مع الجهات السياسية الأخرى فإذا كان لدى حماس الاستعداد للتخلي عن استراتيجية الاخوان المسلمين واعتماد استراتيجية وطنية فلسطينية فأنها تكون قد وضعت رجلها في بداية الطريق الصحيح، اما إذا بقيت مصرة على مواقفها ومناوراتها فإنها ستبقى تراوح مكانها وتبقى غارقة في ازماتها.

خاص- مركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا