الرئيسيةمختاراتمقالاتبلير ..ووعد جديد يلغي الدولة الفلسطينية كتب حافظ البرغوثي

بلير ..ووعد جديد يلغي الدولة الفلسطينية كتب حافظ البرغوثي

((تحدث الكاتب في المقال حول جولات مبعوث اللجنة الرباعية الدولية السابق توني بلير المكوكية بين عدد من العواصم بينها «تل أبيب» والقاهرة والدوحة في إطار مساعيه لإيحاد تفاهم حول رفع الحصار عن غزة مقابل اتفاق هدنة طويلة الأمد، ورأى الكاتب ان بلير يواجه صعوبات لدى أجنحة حماس المختلفة وكذلك يحتاج إلى قرار بريطاني لرفع حماس من قائمة الإرهاب.))

وقال الكاتب إن قطر تراهن على مخزون محتمل للغاز في البحر قبالة غزة ليكون مورداً لتمويل غزة في حالة إنفصالها عن الضفة الغربية ما يشكل ضربة قوية هي الأقسى للمشروع الوطني الفلسطيني المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو )1967 ولهذا السبب يرفض السيد الرئيس مقابلة بلير باعتبار أنه يقوم بجهود لتدمير المشروع الفلسطيني

يقوم مبعوث اللجنة الرباعية الدولية السابق توني بلير بجولات مكوكية بين عدد من العواصم بينها «تل أبيب» والقاهرة والدوحة في إطار مساعيه المدفوعة سلفاً لإيحاد تفاهم حول رفع الحصار عن غزة مقابل اتفاق هدنة طويلة الأمد بين الكيان «الإسرائيلي» وحركة حماس.

وكان بلير أثناء توليه رئاسة اللجنة الرباعية الدولية ركب موجة الوساطة بين حماس والكيان فور سماعه أنباء عن محاولة قطر ترتيب اتفاق هدنة طويلة لرفع الحصار عن غزة وانفتاح غزة الواقعة تحت سيطرة حلفائها من جماعة الإخوان في غزة نحو تركيا عبر ممر مائي يربط قبرص التركية بمنصة عائمة تقام قبالة غزة يتم تحويلها إلى محطة لتفتيش وإفراغ البضائع المتجهة إلى غزة وبالعكس تحت رقابة «إسرائيلية» تركية.

وأراد بلير الذي فشل في مهمته كرئيس للجنة الرباعية سابقا في إقناع حماس بالموافقة على شروط الرباعية لإضفاء صبغة سياسية على الاتفاق وانتزاع اعتراف من حماس ب «إسرائيل» وإشهار ذلك في مؤتمر صحفي في لندن لتدشين دخول حماس الحلبة السياسية.

لكن مثل هذا الطلب يواجه صعوبات لدى أجنحة حماس المختلفة وكذلك يحتاج إلى قرار بريطاني برفع حماس من قائمة الإرهاب، فيما قطر تسعى من جانبها إلى بلورة تفاهم ضمني بين «إسرائيل» وحماس يضمن رفع الحصار وتمديد التهدئة إلى أجل غير مسمى لأن «إسرائيل» تعارض أي اتفاقات سياسية وتريد إملاء شروطها على حماس من موقف قوة، أي هدنة مقابل هدنة ورفع الحصار لا أكثر ولا أقل.

وتعي «إسرائيل» خطورة أي اتفاقات سياسية أو فتح ممر مائي نحو تركيا رغم أن حماس أبدت التزاماً جدياً في ملاحقة مطلقي النار والصواريخ وقمعهم بالقوة واعتقالهم وتعذيبهم وقتل بعضهم.

ف «إسرائيل» لا تريد استفزاز مصر وهي تدرك تردي العلاقات المصرية – التركية والتوتر الشديد بين حماس ومصر وقطر، ولا تستطيع التضحية بعلاقاتها مع مصر مقابل تحويل غزة إلى قاعدة تركية قطرية لجماعة الإخوان والجماعات الإرهابية التي تنشط في سيناء, ولذلك تكتفي بهدنة مقابل هدنة ورفع الحصار، مع أن «إسرائيل» عملياً خففت الحصار فيما أن مصر تفتح المعبر في رفح لفترات طويلة.

وبالتالي فإن ما تعرضه «إسرائيل» هو هدنة مقابل هدنة وقد لا يتضمن ممراً بحريا لعدم الحاجة إليه لنقل البضائع..

بينما سقف مطالب حماس أكبر فهي تطالب بميناء عائم وحركة تنقل للبضائع والأشخاص عبره وبناء ميناء وفتح المطار لاحقاً، لكن «إسرائيل» لن تسمح بإبقاء الوضع التسليحي في غزة على ما هو عليه وتشترط لأي اتفاق نزع السلاح الثقيل والصاروخي ووقف التهريب والتصنيع وهي مطالب لا تستطيع حماس تلبيتها في الظروف الحالية.

عمليا قطر ليست بحاجة إلى جهود توني بلير لأنه يسعى إلى اتفاق سياسي فوق المستطاع، ولذلك فإن الجهود التي يبذلها ممثل قطر لدى حماس في غزة السفير محمد العمادي هي التي ستفرز تفاهما محصلته هدنة مقابل هدنة مع رفع الحصار، وتراهن قطر على مخزون محتمل للغاز في البحر قبالة غزة ليكون مورداً لتمويل غزة في حالة انفصالها عن الضفة الغربية ما يشكل ضربة قوية هي الأقسى للمشروع الوطني الفلسطيني المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو )1967 ولهذا السبب يرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس مقابلة بلير باعتبار أنه يقوم بجهود لتدمير المشروع الفلسطيني أو كمن يقدم هدية ل «إسرائيل» هي الأكبر منذ وعد بلفور أي تقزيم مشروع الدولة الفلسطينية وحصره في غزة على مقاس حماس.

ورغم أن «إسرائيل» نفت وجود اتصالات بهذا الخصوص إلا أن تأكيدات صحفية ومخاوف أبداها مسؤولون «إسرائيليون» حول ذلك وتأكيدات حماس تعكس الموقف «الإسرائيلي الذي يحاول دائما الابتزاز وفرض املاءاته حيث تقول بعض المصادر إن هناك قناة اتصال سرية بين حماس و«إسرائيل» تتم في دولة إفريقية بمعزل عن جهود بلير والممثل القطري.

وحتى الآن لا يعرف طريقة تعامل السلطة مع هذا الأمر في حالة حدوثه لأنها تعتبر ذلك انفصالاً لغزة عن الضفة وتكريسا للانقسام، لكن البعض يقدر أن مثل هذا الأمر سيستغرق وقتاً طويلًا ليس أقل من ربيع العام المقبل، لأن المفاوض «الإسرائيلي» ليس في عجلة من أمره ويريد ابتزاز حماس حتى آخر لحظة لتصل إلى اتفاق أوسلو جديد لا لون له ولا طعم وفيه رائحة التنازلات.

– الخليخ الاماراتية

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا