الرئيسيةأخباراسرائيليةمعاريف : التحدي العام (في عمر 80 ينظر ابو مازن إلى التاريخ...

معاريف : التحدي العام (في عمر 80 ينظر ابو مازن إلى التاريخ )

تجلب السنة العبرية الجديدة الوافدة «تشعو» معها هزة للقيادة الامنية في (إسرائيل): ثلاثة من أربعة قادة أجهزة الأمن سيستبدلون ـ المفتش العام للشرطة، وبعده رئيس الموساد ورئيس الشاباك. كما أن التحديات التي يقفون امامها تتبدل: الاتفاق مع إيران يصبح حقيقة ناجزة، وفي (إسرائيل) يشمون ان ابو مازن يعد مفاجأة قبيل كلمته في الجمعية العمومية في الامم المتحدة في نهاية الشهر، وفقط لا يزال ليس واضحا أي مفاجأة.

يمكن منذ اليوم المراهنة بمخاطرة غير عالية بان غال هيرش لن يكون المفتش العام التالي لشرطة (إسرائيل). فالعوائق في طريقه كثيرة جدا، ويخيل أن رئيس الوزراء يستمتع من تأييد التعيين كي يقيد أكثر فأكثر جلعاد اردان مع الاختيار الذي اتخذه. ودون صلة بما سيفشل التعيين في نهاية المطاف، فان الحقيقة الاهم هي أن هيرش، الرجل الكفؤ والفهيم الذي لا مثيل له، اختبر حتى اليوم الكثير من الامور، ولكن ايا منها لم يهيئه لمنصب المفتش العام هذا.

لو كنت وزير الأمن الداخلي، لكرست الان معظم جهدي لاقناع سامي ترجمان، قائد المنطقة الجنوبية، في أخذ المنصب. ضابط ممتاز اكتسب حتى الان الخبرة في ادارة اجهزة كبرى، مستقيم وعديم الغمزات، زعامته ليست موضع شك ويمكنه أن يفرض على الشرطة المعايير القيمية التي تحتاجها بشدة.

لقد استاء الكثيرون من الانتقاد الجماهيري الذي رافق اختيا اردان لهيرش وادعوا بان في هذه الاجواء لا يمكن تعيين أي شخص في أي منصب؛ ولكن قبل نصف سنة فقط عين هنا رئيس الاركان دون أي حراك او تحفظ، وانا اراهن بان تعيين رئيس الشاباك ورئيس الموساد سيمر بسلاسة.

تمير باردو يعد منذ الان الايام المتبقية له في المنصب حتى نهاية ولايته في الموساد، في 6 كانون الثاني. ولكن هو ايضا يعرف بان لدى بنيامين نتنياهو تتخذ القرارات في اللحظة الاخيرة، وليس قبل ثانية من ذلك. المرشحون الثلاثة، يوسي كوهن، مستشار الأمن القومي، رام بن باراك، مدير عام وزارة الاستخبارات، ن. نائب رئيس الموساد، ينتظرون هم ايضا بعصبية. ولا يزال، أي منهم لن يفاجأ حقا إذا ما مدد نتنياهو ولاية باردو كي يسمح بتعيين امير ايشل، قائد سلاح الجو، أو يقرر انزال مرشح خارجي في شكل اللواء احتياط تل روسو.

في الشاباك سيتم تغيير الرئاسة في شهر ايار 2016، وهناك تبدو المنافسة اكثر بساطة. من جهة ر. ـ اليوم نائب رئيس الجهاز، الذي يعتبر احد رجال الاستخبارات الافضل الذين نشأوا في الجهاز. ر. هو قائد صلب، ولكن يوجد اجماع حول قدراته القيادية والمهنية. في هذه يتفوق بقدر اكبر على معلمه وسيده، رئيس الجهاز الحالي يورام كوهن.
ومثل كوهن، فان ر. هو الاخر يعتمر قبعة دينية، بل وسكن حتى قبل وقت غير بعيد في واحدة من المستوطنات. ويتنافس معه ن. الذي حقق حياة مهنية فاخرة في قسم العمليات في الشاباك حتى منصب رئيس القسم، وعمل كنائب اول ليورام كوهن. لا خلاف في كفاءاته كرجل عمليات، ولكنه عديم التجربة الاستخبارية ـ العربية التي جلبها معهم معظم رؤساء الجهاز إلى المنصب. ر. يبدو اليوم بانه المرشح الاكثر طبيعية للمنصب.

ليس مثل باردو، كوهن، يوحنا دانينو وبيني غاتس ـ الذين لم يكن أي منهم هو الاختيار الاول من جانب المسؤول ـ يمكن الامل في أن هذه المرة سيعين رؤساء الاجهزة كأهون الشرور. ولكن لما كان نتنياهو هو الذي يعين رئيسي المخابرات والشاباك ـ فلا يمكن لنا أن نعرف. في الشاباك لا يزال يتذكرون كيف أنه قبل يوم من التعيين السابق نشروا سيرة حياة اسحق ايلان الذي كان يفترض أن يحصل على المنصب، وفوجئوا في اللحظة الاخيرة حين ندم نتنياهو وعين كوهن. كما ان يوفال ديسكن يتذكر كيف انه على مدى يومين عينه نتنياهو رئيسا للموساد، إلى أن ندم في اللحظة الاخيرة وعين باردو.

صفر مبادرة

في كل الاحوال كائنا من كان سيعين في النهاية، فانه سيقف امام تحدٍ يفرضه محيط يواصل التغير بوتيرة مذهلة. فالان ليس الشرق الاوسط وحده هو الذي يتغير، بل واوروبا هي الاخرى لن تكون ذات القارة بعد أن تستوعب في داخلها موجة المهاجرين.
اوروبا عربية أكثر ومسلمة اكثر ستتبنى سياسة متطرفة اكثر ضد (إسرائيل)، وللتغييرات هناك ستكون آثار على منطقتنا ايضا.

وفي هذه الاثناء تتقدم مساعي الفلسطينيين لتشجيع المقاطعة على (إسرائيل) بخطوات صغيرة. ففي الاسبوع الماضي كانت هذه شركة أمريكان اير لاينز التي أغلقت الخط من تل ابيب إلى فيلادلفيا بتعليل انه «ليس ربحيا».

وقد حصل هذا بعد ان زارت ادارة الشركة (إسرائيل) واثنت على نجاح الخط. وهكذا سيبدو الامر على ما يبدو ـ بقضمات صغيرة من هذه المنظمة التجارية وتلك المنظمة المهنية، تبعد اعمالها التجارية عن (إسرائيل) دون قدر كبير من التصريحات.

اما ابو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية، فلا ترضيه هذه الوتيرة. فهو يرى كيف يفقد العالم الاهتمام بالموضوع الفلسطيني. ونشر هذا الاسبوع تقرير للامم المتحدة يقضي بان حتى 2020 ستنفد في قطاع غزة الماء المناسبة للشرب. وبالتوازي اعلنت مصر بان في نيتها اقامة برك اسماك جنوبي حدود القطاع لمنع حفر الانفاق. وعلى الطريق، ستسرع الخطوة المصرية ملوحة المياه الجوفية في غزة، ولكن لا يبدو ان احدا في العالم تأثر بهذين المعطيين.
في عمر 80 ينظر ابو مازن إلى التاريخ والى المنتقدين الذين يسألون: ما الذي حققه للشعب الفلسطيني بالضبط؟ ولا أي انجاز مع (إسرائيل)، المستوطنات تواصل النمو بوتيرة عالية، غزة محوطة باغلاق خانق، السياسة الأمريكية كلها منشغلة بقلق (إسرائيل) على إيران، وهو ـ الزعيم الفلسطيني المعتدل، المعارض للإرهاب والعنف ـ لم ينجح في تغيير مصير شعبه.

تهديدات ابو مازن بالاستقالة لم تعد تبدو كدعوات لـ «امسكوني». وهو يبحث الان عن خطوة تسجل على اسمه في التاريخ، وهو سيعدها في الاسابيع الثلاثة المتبقية له حتى كلمته في الجمعية العمومية في نيويورك. في (إسرائيل) يحاولون التخمين ماذا ستكون تلك الخطوة، ولكن ابو مازن نفسه لم يقرر بعد.

هذه تفترض أن تكون خطوة تفرض شروطا جديدة على (إسرائيل) ـ اعتراف الامم المتحدة بفلسطين كدولة محتلة او محاولة اخرى لتجنيد تدخل اجنبي في النزاع.

و(إسرائيل)؟ هي منشغلة بتخويف نفسها فيما تسير بعيون مفتوحة نحو مستقبل الدولة ثنائية القومية. ليس في هذه الحكومة حتى ولا واحدا يقترح أن تأخذ (إسرائيل) القيادة وتبادر إلى خطوة بنفسها. او كما اوعظ هذا الاسبوع رئيس الوزراء طلاب الصف الاول في عسقلان: «صفر تجلد، صفر احتواء، صفر تسامح مع الإرهاب». ليس مؤكدا ان ابناء الـ 6 سنوات فهموا عما يتحدث، لعلهم فهموا انه يقول «لا» لامور كثيرة، ولكن على ماذا في واقع الأمر يقول «نعم»؟

الون بن دافيد- معاريف

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا