الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتالهلال الأحمر: ضربني وبكى.. سبقني واشتكى

الهلال الأحمر: ضربني وبكى.. سبقني واشتكى

رشا حرز الله

قبل أيام قليلة، أعطى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تعليماته لوزارة الخارجية الإسرائيلية برفع شكوى للصليب الأحمر الدولي في جنيف، يطالبه من خلالها بأن يقدم الهلال الأحمر الفلسطيني توضيحات، حول سبب ترك المصابين في عملية إطلاق النار بالخليل ينزفون، ولم يقدم لهم الإسعاف الأولي، وهو ما نفته الناطقة باسم الهلال الأحمر عراب الفقهاء.

وللمفارقة، فإن الاعتداءات الإسرائيلية على الطواقم الطبية والإسعاف، ما زالت في تصاعد، حيث وصل عددها منذ بداية الأحداث الحالية ولغاية اليوم إلى 272 حالة، منها إصابة 131 مسعفا ومتطوعا بجروح إما من خلال إطلاق النار أو عبر التعرض للضرب.

كما أدت هذه الاعتداءات إلى إلحاق ضرر بـ74 سيارة إسعاف، بينما جرى منع الطواقم الطبية من الوصول إلى المصابين والمرضى في 67 موقعا.

وحسب أقوال نتنياهو، فإن الاحتلال سيفرض عقوبات ضد الهلال الأحمر الفلسطيني، لامتناعه عن تقديم العلاج للمصابين من المستوطنين، ما اعتبرته فقها باطلا ولا أساس له من الصحة، مؤكدة أن الهلال وصل لمكان الحادث قبل الإسعاف الإسرائيلي وقام بفحص المصابين، وفحص مؤشرات الحياة لديهم.

وأشارت إلى أن أحد المسعفين حاول تهدئة المصابين، ومن ثم وصلت سيارات الإسعاف التابعة ‘لنجمة داوود’، وسيارة إسعاف عسكرية تابعة لجيش الاحتلال، وقاموا بإشهار أسلحتهم اتجاه الطواقم الطبية الفلسطينية.

واعتبرت أن تصريحات نتنياهو محاولة لصرف أنظار العالم عن الاعتداءات التي يمارسها الاحتلال ليس بحق الطواقم الطبية الفلسطينية وحسب، بل على كافة شعبنا، ومنع الإسعاف من الوصول إلى المصابين رغم أن هناك مصابين كان بالإمكان إنقاذ حياتهم مثلما حصل مع الشهيدين بشار الجعبري، وحسام الجعبري في الخليل.

وقالت فقها: ‘كان بالإمكان إنقاذ حياة الشهيدين اللذين تركا ينزفان حتى الموت، لأن الجنود حالوا دون وصول الطواقم الطبية للمكان، وفي حوادث كثيرة خاصة في مدينة الخليل تم منع وصولنا لتقديم العلاج، وطردنا من المكان’.

وأردفت أن الهلال الأحمر الفلسطيني عضو في الاتحاد الدولي للهلال والصليب الاحمر، وبالتالي يقوم برفع شكوى للصليب الأحمر في هذه الاعتداءات، والذي بدوره يقوم بتوثيقها عبر اخذ شهادة المسعفين والتواصل مع الاحتلال من أجل منعهم من تكرار هذه الاعتداءات.

وشددت على أن الهلال الأحمر لا يقوم برفع شكوى للصليب الأحمر فقط، بل يتم تزويد المؤسسات الحقوقية بها، معتبرة أن ردع الاحتلال بحاجة إلى تضافر جهود جميع هذه المؤسسات واتخاذ إجراءات فعلية.

بدوره، قال استاذ القانون الدولي محمد الشلالدة، إن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها سلطات الاحتلال باتهام الطواقم الطبية بعدم تقديم الإسعافات لمصابين إسرائيليين، حيث ادعت في السابق أن سيارات الإسعاف تستخدم لأغراض عسكرية.

وأضاف: ‘أن رفع شكوى ضد الهلال الأحمر هو تعدٍ وانتهاك للحقوق الفلسطينية، لأن الطواقم الطبية الإسرائيلية هي التي لا تقدم الإسعاف للجرحى وتتركهم ينزفون حتى الموت’.

وأوضح الشلالدة أن المسؤولية الجنائية في هذه الحالة تقع على الاحتلال، نظرا لوجود العديد من التوثيقات والإثباتات على ترك الشهداء ينزفون حتى الموت، ونتنياهو يعتقد أن من حقه ‘حسب ما يدعي’ رفع شكوى، لكن فعليا هو لا يستطيع ذلك إذا كان بحوزة الهلال الأحمر الأدلة التي تثبت زيف هذا الادعاء.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا