غزة: المدارس بلا طلاب

محمد أبو فياض

تغيب السواد الأعظم من طلاب قطاع غزة اليوم الأربعاء عن مدارسهم، رغم قرار التربية والتعليم في قطاع غزة، ليلة البارحة، باستئناف الدراسة للفصل الدراسي الثاني، رغم سوء الأحوال الجوية.

وخلق قرار تربية وتعليم غزة هذا رغم الأجواء الباردة والعاصفة، حالة من الاستياء لدى أولياء الأمور في قطاع غزة، الذين قرروا تعطيل أولادهم عن الدراسة، خاصة في ظل الأنباء عن تدني درجات الحرارة واستمرار سقوط الأمطار خلال الأيام المقبلة.

وعقب هذا القرار تهكم العديد من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على استئناف الدراسة، قائلين “أين التدفئة في المدارس؟”، “هل ستوفرون تدفئة مركزية في المدارس؟”، “هل يوجد دفايات او كهرباء وغاز لتشغيلها”، “حابعث الدفاية مع أبني على المدرسة”.

الطالب عبد الله محمد، الذي ذهب الى مدرسته برفقة اخوية، يقول لـ”وفا”: انه توجه الى المدرسة كالمعتاد في الصباح الباكر، ولم يجد فيها أي طالب، لكن جاء فيما بعد العدد القليل جدا من الطلاب الذي غادروا ساحة المدرسة بعد دقائق من وصولهم.

وأضاف أن ثمانية أطفال من مجموع الطلاب في فصله حضروا اليوم، ولم يمكثوا حتى انقضاء بعض الوقت وغادروا جميعا دون أي اذن من المعلمين الذين لم يحضر الا القليل منهم ايضا.

أحمد شقيق عبد الله قال انه دخل الى الفصل وخرج على الفور. “فقد كان الفصل بارد جدا والجدران مليئة ومشبعة بالمياه، فخرجت وعدت للبيت مبللا من شدة الامطار التي هطلت علي وانا عائد للبيت”.

من جانبه، قال الوالد تيسير أحمد: إنه منع أولاده عن الذهاب الى المدرسة هذا اليوم. أي تعليم هذا في ظل هذه الأجواء الشديدة البرودة، كيف سيذهب الطلاب الى المدرسة والطرق تحولت الى اودية وانهار ووحل. كيف سيجلس الطالب في الفصل في ظل هذه الأجواء الباردة. كيف سينتبه الطالب للمعلم وهو يشرح الدروس، حتى ان المعلم لن يتمكن من الوصول الى المدرسة من مناطق نائية. الأجدر بالقائمين على التربية والتعليم تأجيل الدراسة حفظا لهيبة المعلم والطالب معا.

من جانبه، قال معلم في المرحلة الاساسية ايهاب موسى إن قرار استئناف التعليم اليوم هو مناكفة سياسية فقط وخطأ، ماذا سيحصل لو تأجل الفصل الدراسي يوم او يومين ويتم تعويضهم من اجازة نهاية الفصل.

وأضاف ان “الطلاب لن يحصلوا اليوم على درجتي الماجستير والدكتوراة، لقد جمعت طلاب الصفين الاول والثاني اليوم في فصل واحد، وقرأت لهم القرآن فقط واناشيد الصباح، ثم غادر الطلاب وانا غادرت المدرسة التي تقع في قرية نائية شمال خان يونس الى منزلي في معسكر خان يونس، وقد عدت مستحما من الطبيعة وارتجف من شدة البرد، وأنا متأكد انا حال الطلاب لا يقل سوءا عن حالتي. حتى انه لم يتم توزيع الكتب على الطلاب كما هو الحال في اليوم الاول من الفصل الدراسي”.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا