جاء في تقرير المقاطعة الدوري ، الذي يصدره المكتب الوطني للدلفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان أن حركة المقاطعة تتصاعد في ظل ازمات سياسية وديبلوماسية تعيشها علاقات اسرائيل مع عدد من دول العالم ، حيث تتجه حركة مقاطعة إسرائيل عالميا إلى مزيد من التوسع في شتى المجالات ، وتفضي في الوقت نفسه الى ازمات سياسية بين اسرائيل وعدد من دول العالم . فقد تلقت اسرائيل خلال الفترة الماضية صفعة جديدة بقرار المجلس الوزاري في الاتحاد الاوروبي الذي صدر عنه بمقاطعة ما تنتجه المستوطنات الاسرائيلية من بضائع بشكل تام، واستثناء الاراضي المحتلة عام ” 1967 ” من الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الاسرائيلي والاوروبي ،
قرار دولة البرازيل شكل هو الاخر صفعه كبيرة لاسرائيل بعد ان رفضت اعتماد داني ديان سفيرا إسرائيليا جديدا لديها بسبب ماضيه الاستيطاني، حيث كان يشغل خلال السنوات الماضية منصب رئيس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، ويعتبر من أشّد غلاة المُستوطنين، وأكثرهم عداءً للفلسطينيين وعلى خلفية نشاطاتها الاستيطانية وانتهاكاتها المتواصلة لحقوق الانسان الفلسطيني تحت الاحتلال تمر العلاقات السياسية مع دولة السويد بأزمة حادة ، خاصة بعد ان طالبت وزيرة الخارجية مارغوت فالستروم بفتح تحقيق دولي في عمليات الإعدام الميدانية التي تنفذها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين . وقد ارتفعت في الآونة الأخيرة نبرة التهديد لوزيرة الخارجية السويدية والتي وصلت الى حد المطالبة بتصفيتها جسديا بدعوى عدائها للسامية . ما دفع انصار المقاطعة وأبناء الجالية الفلسطينية والجاليات الصديقة الى تحديد يوم السبت 30/1 موعدا لتظاهرات تأييد للوزيرة في عدة مدن سويدية من العديد من الجمعيات والروابط الفلسطينية والصديقة في السويد.
في السياق ذاته يعتبر التقرير الصادر عن “هيومن رايتس ووتش” (“تجارة الاحتلال )علامة فارقه، حيث يسلط الضوء على كيفية اسهام الأعمال التجارية بالمستوطنات في انتهاك إسرائيل لحقوق الفلسطينيين” ، حيث يوثق التقرير كيف تسهل الشركات الناشطة بالمستوطنات من تطويرها وتنمية الأعمال فيها. هذه الشركات تعتمد على وتسهم في مصادرة السلطات الإسرائيلية غير القانونية للأراضي الفلسطينية والموارد الفلسطينية الأخرى، كما تستفيد من هذه الانتهاكات ومن سياسات إسرائيل التمييزية التي تقدم امتيازات للمستوطنات على حساب الفلسطينيين، مثل إتاحة الأراضي والمياه والمساعدات الحكومية وتصاريح استصلاح الأراضي. ما دفع أرفيند غانيسان مدير قسم الأعمال التجارية وحقوق الإنسان في هيومن رايتس ووتش، مطالبة اسرائيل باحترام القانون الدولي ومطالبة الشركات الكف عن العمل في المستوطنات الإسرائيلية
وقد أفاد المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان أن سلسة من النجاحات قد تحققت على المستوى الفلسطيني والمستوى الدولي ، وسلط في تقريره الدوري الضوء على أبرز هذه الإنجازات .
فلسطينيا: رحب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني – سليم الزعنون بقرار المجلس الوزاري في الاتحاد الاوروبي بمقاطعة ما تنتجه المستوطنات الاسرائيلية،واعتبر هذا القرار دليل اخر على تغيير هام في التعاطي مع الاستيطان الاسرائيلي غير الشرعي وغير القانوني وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وتأكيدا على رفض العالم للسياسات العنصرية التي تقودها حكومة الاحتلال، ورفض ارهاب المستوطنين وجرائمهم اتجاة ابناء شعبنا الأعزل،
ودعا الزعنون كافة دول العالم وبرلماناتها بالضغط على حكوماتها لتحذو حذو المجلس الوزاري الأوروبي بمقاطعة منتجات ألمستوطنات ووقف كافة الاستثمارات في المستوطنات الاسرائيلية المقامة على الاراضي المحتلة عام 1967، فيما وصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات قرارات المجلس الوزاري الاوروبي بأنها خطوة إلى الأمام، وقال إن دولة فلسطين ترحب بهذه القرارات، وتطالب الاتحاد الاوروبي بمقاطعة المستوطنات الاسرائيلية بشكل تام، لأنها باتت عنوان الابرتهايد الاستيطاني الاستعماري الاسرائيلي الذى يمارس على الشعب الفلسطيني في دولته المحتلة،ولفت إلى أن القيادة الفلسطينية تتطلع لدور أوروبي أكبر لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الحدود المحتلة عام 1967.
ودانت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) بقوة التطبيع الاقتصادي المتثمل في مشاركة رجال أعمال وشركات فلسطينية في مشروع المركز التجاري الذي سيقام في منطقة الرام، شمال القدس المحتلة، بالتعاون مع رجل الأعمال الإسرائيلي رامي ليفي، المستثمر في المستعمرات والداعم لليمين الصهيوني المتطرف، ودعت اللجنة الوطنية للمقاطعة رجال الأعمال الفلسطينين والشركات المتورطة للتراجع فوراً عن هذا التطبيع،،وانها ستقوم بنشر أسماء الشركات المتورطة وتدعو لملاحقتها قانونياً وشعبياً (بأسلوب سلمي وفعال)، كما دعت لمقاطعة كل شركة فلسطينية يثبت تورطها في هذا المشروع أو غيره من المشاريع التي تخدم المستعمرات والاحتلال كما نقاطع الشركات العالمية المتواطئة.
وميدانيا شارك عشرات المواطنين، ، في مسيرة لمقاطعة المنتجات الاسرائيلية، دعت إليها حركة “المبادرة الوطنية الفلسطينية” وحملة “بادر ” وانطلقت المسيرة من أمام مسجد الحسين في عين سارة، وصولا إلى دوار ابن رشد وسط المدينة. حيث ردد المشاركون هتافات وطنية ورفعوا الأعلام الفلسطينية وصورًا للشهداء، ولافتات تدعوا لحملة المقاطعة “بدنا الاحتلال يخسر”، “لا تدفعوا ثمن الرصاص الذي يقتل أطفالنا.
وعقد بمقر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية لقاء خاص دعت له الحملة النسائية لمقاطعة البضائع الاسرائيلية تخلل اللقاء افطار تقشفي من خير بلادك ربي ولادك … وقد تم خلال اللقاء وضع خطة عمل للعام 2016 انطلاقا من تنفيذ ما ترتب على العام الماضي ياستكمال اللقاءات التوعويه بالمدارس داخل المدينه والقرى والمخيمات وتأطير العمل بحملات تنطلق من بيت لبيت والعمل على تشجيع التجار بالتخلص من البضائع الاسرائيلية،وتم اعداد برنامج عمل لشهر اذار انطلاقا بالاحتفال السنوي بيوم المرأة والام الارض لتكريس الفعاليات وتجسيدها بميدان العمل الفعلي لخصوصية يوم المرأة ولتأثير المرأة على اقتناء البضائع الوطنية ومحاربة البضائع الاسرائيلية.
دوليا: أزالت شبكة ‘مركتور’ التجارية الأكبر في سلوفانيا، والتي تمتلك الحكومة جزءا من أسهمها، كل المنتجات الإسرائيلية عن الرفوف، وبضمنها الأفوكادو والبوملي والتمور، وذلك استجابة لضغوط حركة المقاطعة ‘BDS’.
وأفشل نشطاء في الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل (BDS) في محاضرة لرئيس جهاز الشاباك السابق عامي أيالون في جامعة بريطانية.فبينما كان أيالون يلقي محاضرة في جامعة كينغر كوليج بلندن، قاطعه نشطاء مؤيدون للقضية الفلسطينية بالهتاف والصراخ حيث كان النشطاء يهتفون ويضربون على المقاعد بأيديهم ويطلقون صافرات الإنذار كل ما حاول أيالون الحديث.
وتوجه أطباء بريطانيون مؤخرًا إلى نقابة الأطباء العالمية بطلب إخراج نقابة الأطباء الإسرائيليين من المنظمة، وقال ممثل نقابة الأطباء في إسرائيل الدكتور زئيف فيلدمان خلال مداولات أجريت ضمن جلسة للجنة العلوم والتكنولوجيا في الكنيست حول المقاطعة الأكاديمية للمؤسسات العلمية الإسرائيلية: “سيف المقاطعة مرفوع على المؤسسات العلمية الطبية في إسرائيل. نحن في خطر كبير. المجلات الطبية البريطانية تبنت فكرة الرسائل التي تصل إلى إدارة الصحف والمجلات والتي تتضمن حملة ضد الأطباء الإسرائيليين بدعوى أنهم يقومون بتعذيب المرضى الفلسطينيين”.
في الوقت نفسه باشرت الجمعية الفلسطينية للرفق بالحيوان تحضير رسالة للحكومة الهولندية من اجل وقف تصدير الكلاب الهجومية لجيش الاحتلال الاسرائيلي، حيث من المقرر ان تسلم رسالة تحمل ما يقارب على 3000 توقيع جمعت على مدى اسابيع ماضية من كافة بلدان العالم في حملة هي الاولى من نوعها، حيث مدى التضامن الدولي فيها و ايضا الشراكة بين مؤسسات الرفق بالحيوان الدولية ومؤسسات حقوق الانسان الدولية بالإضافة الى مجموعات التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني ، ومن المقرر ان تشارك مجموعات المقاطعة الدولية في هولندا بتسليم العريضة خلال شهر شباط الى وزارة الخارجية الهولندية، وومثلين عن البرلمان الهولندي فيما ستسلم الجمعية الفلسطينية بالرفق بالحيوان العريضة الى الممثلية الهولندية في رام الله، ووزارة الخارجية الفلسطينية.
وعلى صعيد آخر قالت مصادر عبرية نقلا عن مصادر امريكية اعلامية وسياسية ان عددا من اعضاء مجلس الشيوخ والنواب الامريكي المناصرين لاسرائيل طالبوا بتسريع الاجراءات اللازمة لسن قانون يمنع حملة المقاطعة الدولية لاسرائيل وسحب الاستثمارات منها BDS من العمل في الولايات المتحدة الامريكية واخراجها عن القانون.
واشار النواب الذين ينون تقديم مشروع القرار الى انهم يسعون لمنع انصار واعضاء الحملة من العمل في الولايات المتحدة الامريكية مشيرين الى انه لا يمكن السماح للمعادين لدولة حليفة من استغلال الديمقراطية الامريكية للاضرار بدولة ديمقراطية حليفة لواشنطن.
عربيا: دعت قوى المجتمع المدني التونسي الحكومة بإستثناء كل من ثبت تورطه في التطبيع من المناصب الرسمية، وطالبت بالتراجع عن تعيين خميس الجهيناوي وزيراً للخارجية كونه سبق أن خدم كممثل لتونس في مكتب العلاقات في تل أبيب في عهد الرئيس المخلوع، واعتبرت ان نضال الشعب التونسي الشقيق وقواه السياسية والمجتمعية ضد التطبيع، بما في ذلك مطالبتهم بعزل الوزراء المطبعين من الحكومة الحالية، يتناغم مع دور تونس التاريخي في دعم نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والمشروع الاستعماري-الاستيطاني الإسرائيلي.
اسرائيليا: أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اتصالات هاتفية مع زعماء ووزراء خارجية عدد من دول الاتحاد الأوروبي، وطالبهم بمعارضة مشروع قرار ضد المستوطنات، وتحدث نتنياهو مع زعماء ووزراء خارجية كل من اليونان وقبرص وبلغاريا وهنغاريا والتشيك، وطلب منهم معارضة النص الحالي لمسودة مشروع القانون، زاعما أنها غير متوازنة تجاه إسرائيل، و تم استدعاء سفيرة سلوفانيا في إسرائيل إلى وزارة الخارجية لإجراء محادثات بخصوص موقف سلوفينيا بعد إعلان سلسلة متاجر “ميركاتور” امتناعها عن بيع الفواكه الإسرائيليةحيث أوضحوا للسفيرة أن إسرائيل تنظر بخطورة إلى ما حصل.
وقال عضو الكنيست الإسرائيلي أوري مكلاف: “لا شك أن ظاهرة المقاطعة الأكاديمية تتوسع وهناك علاقة بين ذلك وبين المقاطعة الاقتصادية والاستهلاكية لإسرائيل. يوجد للمقاطعة الاقتصادية والتجارية سياق سياسي مقابل ذلك فإن المقاطعة الأكاديمية تحقق تأثيرا أقوى”، وأضاف عضو الكنيست نحمان شاي: “يقلقني أن BDS لا تتوقف وهي في تطور دائم. حكومات إسرائيل لم تجد بعد الحل الأمثل لذلك.
