الرئيسيةمختاراتمقالاترسائل نتنياهو الى حماس..مديح ووعيد! كتب حسن عصفور

رسائل نتنياهو الى حماس..مديح ووعيد! كتب حسن عصفور

اصاب بعض من مريدي حركة “حماس” غضبا غريبا نتيجة كشف حقيقة “التفاهم الأمني” القائم بين الحركة المسيطرة على قطاع غزة، بالقوة الجبرية، ودولة الكيان الاسرائيلي، واعتبروا ذلك تضليل وضلال سياسي على حركتهم “المقاومة”، والتي تشكل رأس حربة في مواجهة دولة الكيان..

دون الخوض في جدل لا يفيد كثيرا، مع من يصر على أن يعيش في “جلباب الخداع الذاتي”، فكل أهل القطاع وفصائله السياسية، وغالبية قيادة حماس السياسية والأمنية يعلمون تماما تلك الحقيقة، وأن ما هو قائم تجسيد لـ”تفاهم أمني” بين اسرائيل وحماس..

ولكي لا يبدو أن الأمر به اعادة تكرار للواقع، نشير الى تصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي مساء الاربعاء 27 يناير 2016، عندما قال أن حماس تقوم بمنع الفصائل من القيام باطلاق الصواريخ والرصاص على اسرائيل، وهو بهذا يشير الى ما يراه “إيجابا” لدور حماس الأمني، لكنه أيضا، أكد، بأن ذلك ناجم عن إدراك حماس لما سيكون من رد قاس جدا لو لم تفعل ذلك..

تصريح نتنياهو، جاء خلال استقبال رئيس الوزراء اليوناني، – بات صديقا خاصا لدولة الكيان – ، ولذا لم يكن هناك مؤشر ما على تطرق نتنياهو للحديث عن حماس وغزة، ما لم يكن “وفد الرئيس محمود عباس الأمني”، الذي التقاه قبل ذلك بفترة قصيرة ناقش معه أحداثا خاصة، عكسها رأس حكومة الاحتلال تصريحا سياسا مفاجئا..

الأهم هو انها المرة الإولى التي يتحدث فيها بيبي بهذه “الايجابية” عن دور حماس الأمني في حماية الحدود مع اسرائيل، وكشفه قيامها كـ”حارس أمني” لمنع اي عمل عسكري من قطاع غزة ضد دولة الكيان، وهذه الحقيقة السياسية التي تتهرب قيادات حماس الاشارة لها، بل وتهاجم ليل نهار الرئيس عباس وأجهزته التي تنسق مع دولة الاحتلال، متجاهلة دورها الأمني الخاص في حماية الحدود..

والأغرب، هو أن نتنياهو تجاهل كليا ما تقول عنه حماس أنه “تحضيرات عسكرية” ليوم “المواجهة الكبرى”، بل أن هناك حركة انفاق يتم الكشف عنها، دون ان يعتبرها نتنياهو “خطرا أمنيا”، ما يطرح علامات استفهام خاصة حول طبيعة تلك الأنفاق..

ولم يشأ رأس الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب، ان يكتفي باشارة “المدح الايجابي” لحماس، لكنه أكد بأنها تعلم يقينا بأنها لو لم تفعل ذلك سيكون “الرد قاسيا جدا”، رسالة تهديد ووعيد واضحة جدا، إما الالتزام الكامل بدور “الحارس الأمين” للحدود بين قطاع غزة واسرائيل او “العقاب الشديد”..هي بعضا من “سياسة العصا والجزرة”..

وقبل حديث نتنياهو ذلك، اشارت مصادر في دولة الكيان، أن اي عمل عسكري من غزة ضد اسرائيل سيعني الغاء كل “التسهيلات” التي منحت لقطاع غزة، دون تحديد تلك “التسهيلات”..

أن يقول نتنياهو ما قال، ربما يراه البعض حديثا عابرا، ولا يمثل أي أهمية سياسية، بل وقد يخرج بعضا ممن يعيشون في “جلباب الخداع”، أن “المقاومة مستمرة” وما يحدث من حماية الحدود هو “شكل من اشكال المقاومة”..

لكن، وافتراضا بـ”حسن نوايا” حماس في حراسة أمن اسرائيل، فما قاله نتنياهو بالتهديد والوعيد، لم يقم أي من قيادات حماس ولا ناطقيها بالرد عليه، بل ولم تحاول وسائل اعلامها اعادة نشر اقواله التي أعلنها..فهي لم ترد ولم تنشر، ولا نظن ذلك من باب “السهو والنسيان الإعلامي”..

وبالقياس السياسي، لو قال نتنياهو ذلك “المدح الايجابي” في أجهزة أمن الرئيس عباس، لكان ذلك الخبر الأهم في كل وسائل اعلام حماس والحركة الإخوانية واعلامها، ولقامت أقلام من كل الجنسيات بالتعليق والتحليل على مخاطر ما قال بيبي..كما حدث مع اقوال اللواء ماجد فرج، المرفوضة شكلا وموضوعا، ولا مبرر لها وهي سقطة سياسية..

لكن اليس ما قاله نتنياهو عن “حراسة حماس الأمنية” للحدود هو ايضا شكل من اشكال منع المقاومة، اذا اعتبرت أن اسرائيل دولة محتلة ومعادية، وأن حماس كانت تمارس ذلك بشكل مستمر قبل وصولها الى السلطة، ولم تقبل يوما اي نصيحة بعدم ممارسة تلك الأعمال، لانها رأت فيها مقاومة مشروعة..

اليوم، هي تقوم بالمنع الاكراهي، وعقوبة كل مخالف تبدأ بالاتهام بأن من يطلق اي رصاصة هو “عميل” او لو أرادت تحسين الإتهام تراهم “مخربين” على “مشروع المقاومة”..

لتقل حماس ما تقول في وصف دورها الشرطي في قطاع غزة لصالح الكيان، لكن لما لا ترد على تهديد نتنياهو لها، كما تفعل في أي مساس بها من أجهزة الرئيس عباس..

تصريحات ورسائل نتنياهو الى حماس درس سياسي خاص جدا، أن اللغو المستمر عن مشروع المقاومة بات ماضيا، وما هو حاضر دورا أمنيا في حماية حدود دولة الكيان..تلك هي الحقيقة ما لم يكن لحماس رأي عملي آخر..

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا