الرئيسيةأخباراسرائيليةأضواء على الصحافة الاسرائيلية 17 نيسان 2016

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 17 نيسان 2016

الحكومة الايطالية تطلب من نتنياهو اعادة النظر في قرار تعيين برلمانية ايطالية سابقة سفيرة لإسرائيل في روما

تكشف صحيفة “هآرتس” ان رئيس الحكومة الايطالية، ماثيو رانتشي، طلب قبل نحو شهر ونصف، من رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اعادة النظر في تعيين عضو البرلمان الايطالي سابقا، فايما نيرنشتاين، سفيرة لإسرائيل في روما.

وكان نتنياهو قد اعلن في آب الماضي قراره تعيين نيرنشتاين (71 عاما) التي عملت صحفية في السابق وكانت عضوا في البرلمان الايطالي بين 2008 و2013 في اطار حزب اليمين الذي قاده رئيس الحكومة السابق سيلفيو برلسكوني، وشغلت منصب نائب رئيس لجنة الخارجية.

وقال مصدر اسرائيلي مطلع على التفاصيل لصحيفة “هآرتس” انه تم تحويل الرسالة الى نتنياهو بعد ان فهموا في ديوان رئيس الحكومة الايطالية الاشكالية التي قد يسببها هذا التعيين في ضوء عدم رضا الجالية اليهودية الايطالية عن هذا التعيين ومعارضته من قبل وزارة الخارجية الايطالية والجهاز الأمني هناك. وتنبع المعارضة من تناقض المصالح الكامن في هذا التعيين، خاصة حقيقة انها سياسية شغلت منصبا رفيعا في البرلمان الايطالي ومثلت ناخبين ايطاليين وتتلقى راتبا من الحكومة الايطالية كعضو سابق في البرلمان، في الوقت الذي ستمثل فيه دولة اجنبية.

ويعارض جهاز الأمن الايطالي هذا التعيين لأن نيرنشتاين كانت بحكم منصبها في البرلمان مطلعة على اسرار كثيرة للدولة الايطالية، ويتسلم ابنها منصبا رفيعا في جهاز الاستخبارات الايطالي. اضف الى ذلك انه على الرغم من هجرة نيرنشتاين الى اسرائيل في 2013 وحصولها على المواطنة الاسرائيلية، الا ان مركز حياتها لا يزال يعتبر في روما، بل انها نافست هناك على منصب رئيسة الجالية اليهودية وخسرت، وتواصل العمل اليوم على الحلبة العامة وفي الاعلام الايطالي، الأمر الذي يعتبر خرقا للبروتوكول الدبلوماسي.

وأضاف المصدر انه تم تحويل الرسالة الايطالية الى نتنياهو عبر احد مستشاريه الكبار، وحسب المسؤول الاسرائيلي الرفيع فان ما تقوله الحكومة الايطالية لنتنياهو عمليا، هو انه اذا كان مستعدا للنظر في تعيين شخص آخر لهذا المنصب، فانه مدعو للاتصال بالحكومة الايطالية وسيسرها مناقشة ذلك معه.

ولم ينف مصدر في ديوان نتنياهو الموضوع في رده على سؤال وجهته اليه صحيفة “هآرتس” بهذا الشأن. وعلم انه على الرغم من الموقف الايطالي الا ان نتنياهو لم يتراجع عن قراره، ففي نهاية آذار الماضي، توجه ديوانه الى مفوضية خدمات الدولة وطلب البدء بعملية التصديق على تعيين نيرنشتاين، وفي الأسبوع الماضي صودق على التعيين، وخلال الأسابيع القريبة سيطرح للتصويت عليه في الحكومة.

ورغم التحفظ الايطالي الواسع الا ان مسؤولين في وزارة الخارجية الايطالية قالوا بأنهم لا ينوون اختلاق ازمة مع اسرائيل بسبب هذا التعيين واذا أصر نتنياهو على قراره فانهم لن يعارضوه.

وكان رؤساء الجالية اليهودية في ايطاليا قد طلبوا من الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين، خلال زيارته الى روما في ايلول الماضي، التدخل لإلغاء هذا التعيين، واوضحوا له بأنهم يخشون ان يؤدي هذا التعيين الى اثارة ادعاءات تتهم يهود ايطاليا بالولاء المزدوج. كما ابلغوا ريفلين بأن نيرنشتاين متماثلة مع الجناح اليميني في ايطاليا، الامر الذي قد ينعكس على العلاقات بين الحكومة الاسرائيلية والحكومة الايطالية التي يسيطر عليها اليسار.

أعضاء الائتلاف غير متحمسين لإلغاء قانون ايحاء ميراث زئيفي

تكتب صحيفة “هآرتس” ان أعضاء الائتلاف الحكومي لا يسارعون الى الانضمام لمطلب الغاء قانون تخليد ذكرى الوزير وعضو الكنيست سابقا، رحبعام زئيفي، على خلفية ما كشفه تحقيق “عوبداه” التلفزيوني عن تورطه في اعتداءات جنسية وعلاقاته مع العالم السفلي. وفي الوقت الذي صرح فيه عدد من نواب المعارضة بأنهم سيعملون على الغاء القانون، الا انه لم يعلن أي نائب في الائتلاف تأييده لذلك حتى اليوم. وفي ضوء معارضة حزب “يسرائيل بيتينو” الذي يجلس في المعارضة لإلغاء هذا القانون، يقدر اعضاء الائتلاف بأن فرص الغائه ضعيفة جدا. وقال نواب من المعارضة انهم سيطلبون الى جانب الغاء القانون، بتجميد الاموال الى تحول لمشروع تخليد ذكرى زئيفي، وهي خطوة من السهل نسبيا تحقيقها.

المنافس على الرئاسة الامريكية كايسيك: “لن ابادر الى دفع اتفاق اسرائيلي – فلسطيني”

قال المنافس على منصب مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الامريكية، جون كايسيك، في حديث ادلى به لصحيفة “هآرتس” انه لا ينوي في حال انتخابه انتهاج توجه فاعل لدفع اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين، الا اذا طلب الجانبان من الولايات المتحدة التدخل في الموضوع. وقال: “لا اعتقد ان هذه هي مهمتنا، عباس في الثمانين من العمر، ونتنياهو يحاول اتخاذ قرار حول ما سيفعله ازاء العنف غير المتوقف. عليهما ان يقررا الموعد المناسب، واذا طلبا منا التدخل كوسطاء فسنفعل ذلك، لكنني لن اسافر الى هناك من اجل الضغط على اناس كي يرجعوا الى طاولة المفاوضات. هذا مسألة محكومة بالفشل”.

وفي الموضوع الايراني، وخلافا لما وعد به منافسيه دونالد ترامب وتيد كروز على منصب مرشح الحزب الجمهوري، من انهما سيعملان فور انتخابهما على الغاء الاتفاق النووي، ورغم كونه ليس من المؤيدين للاتفاق، الا ان كايسيك يرى بانه يجب الانتظار بعض الوقت “لأننا لا نعرف ما الذي سيحدث لاحقا. هل نريد قيام عدة دول بفرض عقوبات على ايران في اللحظة التي تخرق فيها الاتفاق، ام اننا نفضل العمل لوحدنا وفقدان الشركاء. اعتقد انه حين يجري العمل في مجموعة فان هذا ينطوي على قوة اضخم، وغالبية التصريحات في هذا الشأن ليست الا دعاية انتخابية ومحاولة لتأجيج الغرائز”.

وفي رده على سؤال حول ما اذا كان يدعم مبدئيا القيام بخطوات دبلوماسية لمواجهة المشروع النووي الايراني قال كايسيك انه لو كان رئيسا للولايات المتحدة لما تم التوقيع على الاتفاق الذي يعتبر بأنه لا يوجد له أي اساس من الصحة.

ويحتل كايسيك المكان الثاني بعد ترامب في الانتخابات الداخلية الامريكية حاليا، ويدعم تعزيز التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة، اولا من خلال تمويل مشروع تطوير القبة الحديدية، حسب ما صرح به خلال خطاب القاه في مؤتمر اللوبي اليهودي “آيباك” الشهر الماضي. ويوم الخميس الماضي كرر دعمه لتزويد اسرائيل بالأسلحة وقال: “اعتقد ان إسرائيل يجب ان تتمتع بالتفوق العسكري بكل الطرق الممكنة”، مضيفا انه “يمكن للولايات المتحدة ان تتعلم الكثير من اسرائيل في المجال الأمني”. وقال: “لا يوجد منافسون للاستخبارات الاسرائيلية. انهم يعرفون كيف يحبطون (الاحداث الأمنية) بأفضل شكل، ونحن يمكننا بالفعل تعلم الكثير منهم”.

ارئيل ينتقد الظروف التي تواجه الفلسطينيين على الحواجز!

في تصريحات مفاجئة لمن يعرف مواقفه اليمينية المتطرفة ازاء الفلسطينيين، انتقد وزير الزراعة الاسرائيلي اوري اريئيل (البيت اليهودي)، الظروف التي تواجه الفلسطينيين على الحواجز بين الضفة واسرائيل، وقال في لقاء اجراه معه راديو تل ابيب، في اطار برنامج “برلمان الجمعة”، ان الظروف التي يمر بها الفلسطينيون خلال وقوفهم على الحواجز تعتبر “وصمة مخجلة لدولة اسرائيل والجهاز الأمني”.

وحسب ما تنشره “هآرتس” فقد قال اريئيل انه اقترح على رئيس الحكومة نتنياهو، العمل من اجل اقامة سلام اقتصادي مع الفلسطينيين والقيام بخطوات من جانب واحد، لتحسين الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة. واكد انه لا يرى سببا يمنع بناء ميناء بحري في القطاع وعدم تحويل الغاز والمياه المحلاة الى الضفة.

وقال اريئيل موجها حديثه لنتنياهو “قم ببناء الميناء في غزة في ظل 100% من الأمن وتوجد طريقة لعمل ذلك. انا اقول لك هذا عن وعي. لماذا تقف على الحياد وتقول سندرس، سندرس. نحن ندرس منذ 47 سنة. لا يوجد لهم أي ميناء دولي، لماذا لا يكون لديهم ميناء؟”. واضاف اريئيل لاحقا، ايضا معقبا على موقف نتنياهو: “انقل الغاز الى نابلس والخليل وطولكرم وجنين. لدينا غاز، افعل ذلك من جانب واحد، وليس وفقا لمقولته المعروفة (مقولة نتنياهو) “اذا اعطوا – اخذوا”. نحن نتحمل المسؤولية عن المنطقة. اعطهم الماء”.

وقال اريئيل انه لا يجب على الفلسطينيين اجتياز الحواجز العسكرية داخل الضفة. “اذهب وانظر كيف يقفون على الحواجز في انتظار الدخول الى اسرائيل. هذا امر مخجل وعار على دولة إسرائيل والجهاز الأمني. يقف هناك اناس في ظروف غير ملائمة، في الصيف حر وفي الشتاء ينزل المطر. ما هي مشكلتنا في تسوية الأمر. هل تكمن مشكلتنا في صرف 50 مليون شيكل على هذا؟”

ووصف اريئيل كيف يصل العمال الفلسطينيين الى الحاجز في الثالثة صباحا، كي يدخلون الى اسرائيل في السابعة صباحا، وينتظرون هناك لساعات بدون ظل وبدون ماء. وحين سئل اريئيل كيف يرد نتنياهو على هذه الادعاءات، قال: “انه لا يرد، نصف الأمور تقاس على الأرض، وليس مهما ما الذي يقولونه. انا أرى – هل غيروا الحاجز؟ لا لم يغيروا”.

ليبرمان: “حكومة نتنياهو تفاوض حماس”

ادعى رئيس حزب “يسرائيل بيتينو” النائب افيغدور ليبرمان، امس، ان اسرائيل تجري مفاوضات مع حماس بواسطة مصر، واتهم الحكومة بانها “تشتري الهدوء” بشكل غير مسؤول. وقالت صحيفة “هآرتس” ان ليبرمان الذي كان يتحدث خلال برنامج “سبت الثقافة” في بئر السبع، قال: “اسرائيل تجري مفاوضات مع حماس بواسطة مصر ومبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط نيكولاي ملدانوف. لقد تم تحويل عشرات الرسائل من اسرائيل الى حماس من اجل شراء الهدوء وكي يتم نقل المشكلة الى الحكومة التالية”.

وحسب اقواله فان “هذه الحكومة تدير سياسة انهزامية وضعيفة. هذه قيادة لا تستطيع، عقليا ونفسيا وشخصيا، مواجهة التحديات التي تواجه جدول اعمالها. حكومة لا تعرف كيف تقرر وتتخوف من محاربة الارهاب. يجب هزم الارهاب وليس احتوائه”.

الشرطة ترفض تسجيل شكوى بالاعتداء على فلسطيني مسن حتى يحضر بنفسه الى مركز الشرطة!

كتبت صحيفة “هآرتس” ان المسن الفلسطيني زهير ابو خضير (63) عاما من القدس، تعرض الى الاعتداء يوم الخميس على ايدي “مجهولين” لكن الشرطة لم تفتح تحقيقا حتى الآن. ويعمل ابو خضير في موقف باصات “ايغد” في القدس، ويوم الخميس ليلا تعرض للاعتداء والضرب البالغ من قبل شخصين. وقال ابناء عائلته انه يتبين مما تمكنوا من سماعه منه ان المهاجمين كانا يهوديين. وتم نقل ابو خضير الى مستشفى عين كارم حيث تبين بأنه يعاني من كسر في انفه، وجرح عميق في وجهه وكدمات في مختلف انحاء جسمه.

وقال ابناء عائلته انه يعاني منذ الحادث من ضعف في الوعي ولا يستطيع وصف تفاصيل الحادث. وبعد ساعة من الاعتداء اتصل ابناء عائلة ابو خضير بالشرطة، لكنه قيل لهم بأنه يجب عليه الوصول شخصيا لتقديم شكوى. وحتى حين ابلغوا الشرطة بأن في ايديهم صور سيارة قال زملاء المسن بأنها ترتبط بالمهاجمين، لم تقم الشرطة بفتح تحقيق.

ويوم الجمعة توجه ابن المسن الى محطة الشرطة في نفيه يعقوب، لكن افراد الشرطة رفضوا تسجيل شكوى، وطلبوا منه احضار والده بنفسه الى المحطة.

يشار الى ان ابو خضير هو ابن عم حسين ابو خضير والد الطفل محمد ابو خضير الذي اختطف وقتل من قبل ثلاثة يهود قبل عامين. وقال ماجد ابو خضير شقيق زهير: “لا نريد ان يتكرر ما حدث في قضية محمد، وان لا تفعل الشرطة شيئا. ماذا كان سيحدث لو كان الأمر معاكسا. كانت الشرطة ستصل خلال دقائق وتنفذ اعتقالات”.

من جهتها تدعي شرطة القدس انه لا يوجد لديها أي تسجيل لتوجه بهذا الشأن الى المركز الهاتفي او المحطة، ولم يتم التبليغ عن الحادث. وقالت انه اذا لم يكن باستطاعته فعلا الوصول الى المحطة فسيصل اليه شرطي يوم الاحد لتسجيل افادته.

جدل بين القيادتين السياسية والامنية على خلفية اعادة جثة فلسطيني

تكتب “يديعوت احرونوت” ان مئات الفلسطينيين الذين وصلوا، امس، الى مخيم العروب للاجئين، المجاور لغوش عتصيون، لم يشاركوا في جنازة ابراهيم برادعية فقط، وانما كانوا جزء من خطأ عسكري إسرائيلي، ذو ابعاد سياسية.

وقد بدأت العاصفة في الحادث الذي اطلق خلاله الجندي النار على المخرب الجريح في الخليل، قبل شهر، والذي اعلن رئيس الحكومة على أثره بأن إسرائيل لن تعيد جثث المخربين الى السلطة الفلسطينية. وتم اتخاذ القرار خلافا لرأي وزير الأمن موشيه يعلون، ورئيس الأركان غادي ايزنكوت، ومنسق اعمال الحكومة في المناطق الجنرال يوآب مردخاي، لأن القيادة الامنية تعتقد ان الضرر الناجم عن احتجاز الجثث يفوق الضرر الكامن في اعادتها، لأن احتجاز الجثث يثير الغليان ويزيد من توتر الأجواء، بل يمكنه تشجيع محاولات اختطاف اسرائيليين من اجل المساومة. وقال ضابط رفيع في قيادة المنطقة الوسطى، انه تم في الأشهر الأخيرة اعادة غالبية الجثث الى الفلسطينيين، وبقيت لدى الجهاز الأمني ثلاث جثث فقط.

محاولة الهجوم تلك التي وقعت في الخليل، والتي قادت الى اطلاق النار على المخرب الجريح، كانت العملية الأخيرة في الضفة، حتى يوم الخميس الماضي، حيث حاول المخرب ابراهيم برادعية (45 عاما) من مخيم العروب، وهو اسير سابق ومن نشطاء حماس، مهاجمة جنود من كتيبة “حروب” التابعة للواء كفير، بالبلطة، بالقرب من مخيم العروب. وقام الجنود بإطلاق النار عليه وقتله.

هذه العملية التي انتهت بدون وقوع اصابات (في الجانب الاسرائيلي) لم يكن من المفروض ان تترك أثرا على الحوار الاسرائيلي. لكنه طرأ التحول يوم الجمعة، عندما قام الجيش بإعادة جثة برادعية خلافا لتوجيهات رئيس الحكومة. وفي اعقاب ذلك تم تشييع برادعية في المخيم امس، في جنازة شارك فيها مئات الفلسطينيين. وتم تغطية الجثة بعلم حماس.

وقد اثار موضوع اعادة الجثة انتقادات وتساؤلات في الجانب الاسرائيلي، لأن ذلك تم بشكل واضح خلافا لتوجيهات رئيس الحكومة. وتم نشر الموضوع في وسائل الاعلام، فسارع الجيش الى الادعاء بأنه تم اعادة الجثة نتيجة خطأ. وتقرر التحقيق في الحادث لفهم كيف تم اتخاذ القرار، وكيف تم تنفيذه دون ان يكتشف احد هذا الخطأ ويمنع ذلك. الجيش يتعامل مع الموضوع كخطأ بالغ الخطورة، ويسود التقدير بأنه سيتم اتخاذ اجراءات تأديبية ضد المسؤولين.

ويستدل من تحقيق أولي ان الامر صدر عن ضابط برتبة منخفضة، تصرف ببراءة ولم يكن على علم بتغيير الاوامر في اعقاب قرار نتنياهو. وسيتم اليوم اجراء تحقيق موسع في الموضوع ومن ثم اتخاذ الاجراءات بحق المسؤولين عن اصدار وتنفيذ القرار. كما من المتوقع ان يتم تحديث الأوامر بهذا الشأن في صفوف الجيش.

بعد تصريحات التحذير من تضخم حماس، قائد المنطقة يسعى الى تهدئة سكان غلاف غزة

تكتب “يديعوت احرونوت” انه على مدار نهاية الأسبوع، اجرى قائد المنطقة الجنوبية، ايال زمير، محادثات مع رؤساء السلطات المحلية في بلدات غلاف غزة، بهدف تهدئة النفوس العاصفة في اعقاب تصريحات صدرت عن جهات في الجهاز الأمني حول تضخم قوة حماس.

وقال الجنرال زمير خلال تلك المحادثات بأن “حماس ليست معنية حاليا بالتصعيد، رغم مساعيها الى التضخم”. واوضح “اننا نقدر بأنه سيتم الحفاظ على الهدوء كما يحافظ على الردع منذ الجرف الصامد”.

وكان رئيس مجلس شاعر هنيغف، الون شوستر، قد بعث في نهاية الأسبوع، ببرقية الى السكان كتب فيها: “في الأيام الأخيرة تزايد الانشغال الاعلامي في الجوانب الأمنية لما يحدث لدينا. انا اعرف التوتر الذي يحدثه لدينا نشر هذه الأنباء، لكنه من المهم التأكيد بأن الحلبة الرئيسية لمعالجة الرد على التهديدات الارهابية لا يحدث في وسائل الاعلام وانما بشكل مباشر، مقابل قادة الجيش والجهاز الأمني. هناك توتر بين الحاجة الى ترسيخ مشاعر الأمن لدينا، والحفاظ على اسرار الدولة الحيوية لأمننا. ومن اجل ايجاد التوازن الملائم انا اطلع بشكل متواصل من قبل قادة الجهاز الامني، بقدر ما تسمح به التوجيهات الامنية، واعرض امامهم مشاعر السكان واحتياجات البلدات والمجلس الاقليمي. ومن المحادثات التي اجريها، باسمكم، يسود لدي الانطباع بأننا في أيدي امينة، تملك الوسائل المتطورة والقدرات التي ترد على التهديدات”.

حكومة نتنياهو تعقد جلستها الاسبوعية في هضبة الجولان

كتبت “يديعوت احرونوت” انه لأول مرة في تاريخ الدولة، ستعقد الحكومة جلستها الاسبوعية، اليوم، في هضبة الجولان. وسيصل رئيس الحكومة والوزراء صباح اليوم الى احدى مستوطنات الجولان، حيث سيتم استقبالهم في النادي المحلي، ومن ثم سيعقدون جلسة مغلقة، تأتي تماما في اليوم الذي يصادف فيه مرور سنة على تشكيل الحكومة. وسيناقش الوزراء خلال الجلسة مخططات للتطوير الاقتصادي والاجتماعي في الجولان والجليل والشرقي.

وقال رئيس المجلس الاقليمي جولان، ايلي مالكا، ان “قرار عقد جلسة الحكومة في الجولان ينطوي على مقولة هامة، مؤثرة وتاريخية، تعزز الاستيطان على طول الحدود الشمالية الشرقية لدولة اسرائيل. في هذه الأيام التي نستعد فيها لإحياء الذكرى الخمسين لتجديد الاستيطان اليهودي في الجولان، هذه فرصة كبيرة لتنظيم الاعتراف الدولي بالجولان كجزء من ارض اسرائيل ومواصلة البناء والتطوير وتنمية الجولان لصالح سكانه ومئات العائلات التي سيتم استيعابها هنا في السنوات القريبة”.

نتنياهو يهاجم اليونسكو على خلفية شجبها لممارسات اسرائيل في الحرم القدسي

كتبت “يديعوت احرونوت” انه في اعقاب القرار الذي اتخذته اليونسكو بشجب العدوان الاسرائيلي في الحرم القدسي، وتجاهل قدسية المكان للشعب اليهودي، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ان المقصود “قرار آخر عبثي من قبل الامم المتحدة. اليونسكو تتجاهل الترابط التاريخي المميز لليهودية بجبل الهيكل، المكان الذي قام فيه الهيكل طوال الف سنة، وصلى له كل يهود العالم طوال آلاف السنين. الأمم المتحدة تعيد كتابة جزء هام من التاريخ الانساني وتثبت مرة اخرى انها لم تترك انحطاطا الا وصلته”.

كما هاجم رئيس “يوجد مستقبل” يئير لبيد اليونسكو، وبعث برسالة الى الامينة العامة لمنظمة الثقافة والعلوم والتعليم، ايرينا بوكوفا، طلب فيها العمل لإلغاء القرار الذي وصفه بالوصمة.

وادعى ان هذا القرار يشكل “محاولة مخجلة لإعادة كتابة التاريخ واعادة كتابة الواقع كجزء من معركة سياسية متواصلة ضد دولة إسرائيل والشعب اليهودي”. وكتب ان “التحريض الفلسطيني بشأن جبل الهيكل – الذي ثبت مرة تلو مرة بأنه كاذب – كلف حياة عشرات الإسرائيليين في موجة الارهاب الحالية. هذا القرار يغذي ويطيل موجة الارهاب وسيؤدي الى موت المزيد من الابرياء، لن تتمكنوا من الافلات من المسؤولية”.

دانون يجند عائلة قتيلة يهودية للتحريض على الفلسطينيين في الأمم المتحدة

تنشر “يديعوت احرونوت” تقريرا يتناول مساعي سفير إسرائيل لدى الامم المتحدة داني دانون، الى تجنيد عائلة من المستوطنين للتحريض على الفلسطينيين. وتكتب الصحيفة ان بناية الأمم المتحدة في نيويورك التي يفترض ان تكون رمزا لوحدة كل الأمم والنضال المشترك لتحسين جودة حياتها، تحول في السنوات الأخيرة بالنسبة لضحايا الارهاب الفلسطيني خاصة والمواطنين الاسرائيليين عامة، الى رمز مناصر للفلسطينيين وحلبة يتم فيها اتخاذ قرارات ضد اسرائيل من خلال تجاهل الواقع على الأرض. والان، تصل عائلة واحدة، من بين العائلات التي عانت من الارهاب الفلسطيني، الى هذه البناية لكي تقول للعالم بصوت عال وواضح: “اسمعوا ألمنا، اوقفوا دعم الارهاب”.

والحديث عن عائلة دفنا مئير (38 عاما) التي قتلت على مدخل بيتها في عتنئيل من قبل مخرب (16 عاما) تسلح بسكين. وقد حاربت بقواها الأخيرة لمنع المخرب من دخول البيت واصابة اولادها الخمسة الذين تواجدوا في الداخل. حتى قتل مئير، لم يكن كافيا لجعل الامم المتحدة تشجب الارهاب الفلسطيني، بل ان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وقف بعد اسبوع من القتل في مجلس الأمن واظهر تفهما للعمليات ضد اسرائيل، بقوله “هذه هي الطبيعة البشرية للرد على الاحتلال”. واضاف ان “الاحباط الفلسطيني يتزايد تحت وطأة الاحتلال الذي يتواصل قرابة نصف قرن، وبسبب شلل العملية السلمية. هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها”.

هذا الواقع سيحاول تغييره ناتان مئير وابنته رنانا، في الامم المتحدة التي وصلا اليها في نهاية الأسبوع بدعوة من سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، ومنظمة “عائلة واحدة” التي تنشط من اجل ضحايا الارهاب وعائلاتهم. ومن المنتظر ان يشاركا في جانب من النقاش الذي سيجري في الامم المتحدة حول الارهاب.

وقالا بعد استقبالهما من قبل دانون في الأمم المتحدة ان هدفهما هو اسماع صوت ضحايا الارهاب لممثلي العالم. “نحن نأتي بقلب متألم ودام لطلب تفهم المجتمع الدولي لضحايا الارهاب الفلسطيني. نحن نسمع اصوات تقول ان هذا سببه الاحباط، ويجب الفصل والشجب، ونحن نسأل هل هناك احباط اكبر من احباطنا؟”

ويأمل دانون بأن ينجح ناتان ورنانا بتغيير تعامل الامم المتحدة مع الارهاب الفلسطيني او على الاقل كشف نفاق المنظمة، وقال: “سنظهر للعالم حقيقة الارهاب الفلسطيني. على الأمم المتحدة شجب التحريض الفلسطيني وتقل رسالة حادة وواضحة لا تميز بين الارهاب في فرنسا او بلجيكا والارهاب في اسرائيل. دم مواطني اسرائيل ليس اقل من دم بقية مواطني العالم. ان الأوان لوضع حد للتحريض الصادر عن السلطة الفلسطينية”.

تظاهرة امام الصليب الاحمر في غزة بمناسبة يوم الأسير

كتبت “يسرائيل هيوم” ان عشرات الفلسطينيين تظاهروا في الجانب الثاني من السياج الحدودي مع غزة، امس، في موقعين، الاول في شمال القطاع، والثاني في المنطقة الوسطى. وشارك في كل مظاهرة بن 20 و30 شخصا، قاموا برشق الحجارة على قوات الجيش.

وقامت قوات الجيش بإطلاق النيران حسب نظام اعتقال مشبوه، وقال الجيش انه تم تشخيص ثلاث اصابات.

الى ذلك جرت امام مكاتب الصليب الأحمر في القطاع صلاة جماعية بمناسبة يوم الاسير الفلسطيني، شارك فيها اسماعيل هنية، الذي دعا في خطابه رجال الذراع العسكري لحركة حماس الى العمل بكل الطرق من اجل اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وقال ان “مسألة الأسرى تحتل صدارة اولوياتنا، الزمن يمضي، لكننا لا نغير مبادئنا، ورجالنا الذين يمضون على درب الشهداء والأسرى يبقون مخلصين لمبادئهم. نحن ندعو المحاربين الأبطال في كتائب عز الدين القسام الى اخلاء سجون الاحتلال الصهيوني واطلاق سراح اخوتنا الأسرى. رسالتنا الى اخوتنا في سجون المحتل الصهيوني هي رسالة مخضبة بالدم، البندقية والنفق هي التزامنا نحوهم”.

شطاينتس: “يجب فحص الأفكار التي تحافظ على مفتاح الأمن وتحرر غزة”

تكتب “يسرائيل هيوم” ان وزير الطاقة يوفال شطاينتس تطرق خلال مشاركته في برنامج “سبت الثقافة” في حولون، امس، الى تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وقال: “انا انظر بالإيجاب الى التصريح السعودي بشأن الالتزام بحرية الملاحة الإسرائيلية في مضائق تيران. عمليا، هذه هي المرة الأولى التي تلتزم فيها السعودية رسميا ودوليا ازاء إسرائيل، والذي يعني منح الشرعية السعودية غير المباشرة لاتفاق السلام بين مصر واسرائيل”.

واضاف شطاينتس: “ليس سرا ان مستوى التنسيق والاتصالات بين إسرائيل ومصر افضل بكثير من أي وقت سابق”. وقال انه التقى قبل اسبوعين مع وزير الخارجية المصري على انفراد، وهو عمليا اول لقاء علني رفيع المستوى منذ خلع نظام مبارك.

وفي موضوع المفاوضات مع تركيا، قال شطاينتس ان “هناك اتصالات متقدمة مع الاتراك، تم الاتفاق على 90% من الأمور. وبشأن اقامة ميناء في غزة، هذا الموضوع لم يطرح في المفاوضات. يجدر بنا فحص مثل هذه الأفكار التي تحافظ على مفتاح الأمن لدينا ومن جانب آخر تحرر غزة باتجاه العالم”.

المعارضة تبادر الى قانون يقيد فترة ولاية رئيس الحكومة

كتبت “يسرائيل هيوم” ان قادة احزاب المعارضة، المعسكر الصهيوني ويسرائيل بيتينو والقائمة المشتركة، بادروا الى اعداد مشروع قانون يهدف الى تحديد عدد المرات التي يمكن فيها للشخص شغل منصب رئيس الحكومة، وحصرها في دورتين فقط. ونشرت القناة الثانية، امس، ان المبادرين الى هذا القانون ادعوا بأن “الديموقراطية ليست ملكية”.

وينوي قادة المعارضة طرح هذا القانون للتصويت عليه في القراءة التمهيدية في الكنيست خلال الدورة الصيفية التي ستبدأ في اواخر ايار. ويشار الى ان الكنيست اسقطت اقتراحا مشابها قبل عدة أشهر.

وقالوا في الليكود انه “من الغريب تحالف ليبرمان مع اليسار المتطرف في محاولة لاسقاط حكومة اليمين”.

نتنياهو يقوم بزيارة خاطفة الى روسيا

كتبت “يسرائيل هيوم” ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيقوم يوم الخميس القادم بزيارة خاطفة الى موسكو لالتقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وسيركز اللقاء على موضوعين اساسيين: التنسيق واستمرار التفاهم بشأن العمل العسكري الروسي في سورية وفحص مواقف موسكو بشأن استمرار وقف اطلاق النار في سورية.

وينعقد هذا اللقاء عشية النقاش الذي ستجريه القوى العظمى في موضوع وقف اطلاق النار ومستقبل سورية. وفي الوقت الذي يشعر فيه بشار الأسد بالقلق ازاء الحرب القاسية والطويلة، يصر على طرح ادعاء خلال المؤتمر بأنه يملك حق استعادة هضبة الجولان.

وينص المطلب السوري الذي تؤيده روسيا، حسب مخاوف القدس، على عدم التنازل عن أي جزء من الأراضي السورية واعادة هضبة الجولان. ويعارض نتنياهو بشدة ذلك ويدعو بوتين الى عدم دعم هذه الامور من خلال وثيقة او تصريح، بل يعمل امام الولايات المتحدة على الاعتراف بالجولان كأرض اسرائيلية. ويقول نتنياهو منذ اشهر طويلة بأن خمس الأراضي السورية فقط يخضع لسيطرة الأسد، وانه في كل الحالات لن ترجع سورية الى ما كانت عليه. واوضح بالنسبة لهضبة الجولان بأنها ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية.

مقالات

كفى لميراث زئيفي

أنشأت صحيفة “هآرتس” افتتاحية طالبت فيها بإلغاء قانون “ميراث زئيفي” وتمويل النشاطات التي تخلد ذكراه، وقالت، ان رحبعام زئيفي كان بلطجيا في طابعه، وفي وجهات نظره وبرنامجه السياسي. وقد طبقه على العاجزين، من المجندات وحتى الأسرى، وقام بتفعيل بلطجيين من اجل تهديد وتنفيذ التهديد ضد صحفيين، ووقف على رأس حزب يميني متطرف كان يطمح الى طرد العرب من البلاد.

عرض زئيفي كمحارب لامع كان مبالغا فيه منذ البداية. لقد شارك مثل الكثيرين غيره في حرب 1948، وفي العمليات التي سبقت حرب الاستقلال، وبهذا انتهت مسيرته الحربية. وخلال شغله لمنصب قائد كتيبة في لواء جولاني، خلال المعركة في تل موتيلا كان مسؤولا عن الاخفاقات الجوهرية التي ادت الى وقوع عدد كبير من المصابين. رئيس الأركان يغئال يدين الذي سعى الى تمويه المسؤولية المتسلسلة عن الاهانة التي حدثت في المعركة قام بمنحه وسام الشجاعة. ومنذ ذلك الوقت تقدم زئيفي كضابط في مقر القيادة، عرف عنه موهبته في الصياغة وفي معاشرة المسؤولين الملائمين. لقد كان جنديا سيئا ومواطنا سيئا وليس اكثر من ذلك.

في تشرين الاول 2001، قبل ساعات قليلة من انتهاء عضويته في حكومة شارون، قتل على ايدي فلسطينيين. في تلك الفترة قتل مئات الإسرائيليين، لكنه تم ترقية زئيفي بعد موته الى رتبة قديس، وحصل في الذاكرة القومية على مكانة مساوية للراحل يتسحاق رابين. وتم سن قانون خاص لإحياء مناسبات وصرف ميزانيات رسمية – غالبيتها لفائدة المستوطنين – تخليدا واهيا لصورته.

الاعمال الحقيرة التي قام بها زئيفي، من التحرش بالنساء، مرورا بالتنكيل بالعرب، وحتى مرافقة القتلة المدانين ورجال العالم السفلي – كانت معروفة للكثير، لكنها لم تمنع انتخابه للكنيست والانضمام الى الحكومة. وقد سبق ونشرت بشكل متقطع في الصحف، ولكن في الاسبوع الماضي، فقط، تجرأ ضحاياها ومن كانوا شهودا على اعماله العنيفة على الوقوف امام كاميرات برنامج “عوفداه” مع ايلانا ديان.

تركيز المواد التي عرضت خلال البرنامج يشكل لائحة اتهام شديدة ليس فقط ضد زئيفي، وانما ضد المجتمع الاسرائيلي ومؤسساته- من سنوات الستينيات والسبعينيات، الفترة الرئيسية التي ارتكب خلالها زئيفي افعاله، مرورا بسنواته في السياسة وحتى تخليده منذ قتله. صحيح ان زئيفي هو المشبوه الرئيسي، ولكنه يكشف الى جانبه عار من كانوا عن معالجة افعاله وامتنعوا عن ذلك – قادة اركان، وزراء امن، مدعون عسكريون، والمستشارين القانونيين للحكومة. ويشاركه هذا العار رفاقه في الخدمة العسكرية الذين دعموه اثناء تعرضه للانتقاد بدل شجبه.

لقد اهينت الكنيست بسن قانون “ميراث زئيفي” – وهي اهانة باهظة الثمن بالشواقل، وباهظة الثمن اضعاف ذلك في القيم. والان، بعد ان تجرأ ضحاياها على الحديث، ليس من المتأخر تصحيح التشويه. ميراث زئيفي الحقيقي قذر. الدولة التي تطمح الى تثقيف اولادها على الأخلاق والحقيقة لا يمكنها السماح لنفسها بتقديس قيم من كان عنصريا، عنيفا ومرتكبا للجرائم الجنسية بشكل منهجي.

رحبعام زئيفي، واين كان الجهاز؟

يكتب امير اورن، في “هآرتس” انه في الخلاف المتكرر حول ما اذا كان الجيش الاسرائيلي هو الأكثر اخلاقيا في العالم، او على الأقل في المكان الأول في دول OECD، ام انه فقط الجيش الأكثر اخلاقيا في العالم الثالث – مني أصحاب الأخلاق بضربة صارمة، مع الاستيقاظ المتجدد للشياطين المرتبطة باسم رحبعام زئيفي.

في الغالب يتواجد في مركز النقاش، تعامل الجندي الإسرائيلي مع العربي، عامة، والفلسطيني خاصة (مواطن، جندي، أسير، مهاجم وما بين ذلك). ومع كل الاهمية الكامنة في هذا الاختبار، فان المعيار الأول والحاسم هو التعامل الداخلي. هنا يكمن الفشل الاكبر للجهاز الاسرائيلي – العسكري، ولكن ايضا، السياسي والقضائي؛ لأنه يمكن تفهم لماذا رسخوا في الأدمغة بأن العربي هو ذئب للإسرائيلي (والعكس ايضا)، لكنه لا يوجد أي تفسير يمكن تقبله للتسليم بالواقع الجنائي البائس لجنرال في الجيش – زئيفي.

التنظيمات التي تم ضبطها مرة تلو اخرى تقدم تقارير كاذبة – الشاباك والشرطة – لا تنجح بالتحرر من ثقافة الكذب. لقد تهرب الجيش بشكل ما، طوال غالبية سنواته، من هذا التشبيه، رغم ان حقيبة القائد كانت مرارا حقيبة للأكاذيب. الأكاذيب العسكرية والاخفاء عن القيادة السياسية ارتبطت في التغطية على ضباط انحرفوا، باستثناء حالات كان من المريح فيها للقيادة العليا، التلويح امام الخارج بمسؤول معين، والتلويح به كنموذج للحرص على كل وسم.

لقد تبنى الجيش الإسرائيلي اخلاق مزدوجة: الصغار يطالبون بالطاعة، والكبار منحوا انفسهم الاعفاء منها. من قاموا بتحديد القوانين كانوا يعرفون كيف يتجاهلونها عندما يتعلق الأمر بهم وبالمقربين منهم. هكذا، مثلا، موشيه ديان واريئيل شارون وغيرهما. وكانت الحجة هي الحاجة الى الليونة، بالخداع، بالتنكر المحكم للدستور. وكانت النتيجة تشجيع المشاغبين والمهووسين. احد الاطباء في سلاح المظليين سئل مؤخرا، عن انطباعه من رجال الوحدة 101، التي ابتلعت في داخلها الفصيل 890.

لقد رفض الطبيب الممتاز تبني وصف “متوحشون؟”. وقال: “غير متوحشين – مرضى نفسيين”.

واذا كان واضحا التعامل الخاص مع من خاطروا بحياتهم في العمليات الحربية، خطر ملموس اكبر في الوحدات المعدودة التي شاركت في العمليات، فانه لا يوجد أي تفسير مقنع للتسامح ازاء الجنائيين الكبار، من سرقوا الآثار واعتدوا على المجندات. لقد تم تسجيل الانحطاط في السنوات السيئة بين حرب الأيام الستة وحرب يوم الغفران، حين اهمل الجهاز الجنود الصغار. القتل عديم الفائدة في حصون السويس خلال حرب الاستنزاف وعجز المجندات أمام ضباطهم، الذين تصرفوا كاقطاعيين يطلبون لأنفسهم حق الليلة الاولى، والثانية والثالثة، كان عاملا مشتركا من الاستهتار والاحتقار الذي تم دفع ثمنه في تشرين الاول 73. ارفاق لقب بطل إسرائيل باسم زئيفي يهين محاربي حرب الاستقلال الذين حصلوا على هذا اللقب بجدارة، ويهين المئات الذين استحقوه وتركوا، اعتباطا، خارج القائمة.

الخيانة الأكبر هي خيانة الجهاز. الجيش الاسرائيلي في تلك العقود، لم يتعلم كيف يخلق اطارا يدعو الضحايا لتقديم شكاوى ضد ضباطهم، بشكل خاص الكبار، ويلفظ المجرمين من صفوف الجيش. بقايا الملفات التي حكم عليها بالإحراق في ديوان قائد الأركان في اوائل السبعينيات، تدلنا على وجود شركاء في اعلى المناصب القيادية، للتغطية والاخفاء – ضباط تقدموا وتمت ترقيتهم لمناصب رفيعة في الحكومة، في النيابة وفي المحاكم. حتى الضابطات في سلاح النساء، في الألوية ومقرات القيادة اللواتي تطلعن الى منصب ضابطة رئيسية في سلاح النساء، عرفن ذلك وفضلن الصمت.

لقد كان ذلك مرض الذئبة، الذي يعتبره القاموس من امراض المناعة الذاتية والذي يمكنه المس بكل اعضاء الجسم، بما في ذلك منظومة الأعصاب الرئيسية. حسب تعامل الجيش المتواصل مع الجنرالات، الذين يتم ترقيتهم عن الشعب ويحظون بتخليد ذكراهم سنويا، دون أي علاقة بسجل سلوكياتهم وسجلهم الجنائي، نجد ان الجيش شفي من ذلك بشكل جزئي، لكنه لا يزال ينتظر تجرؤ رئيس الاركان على التحرر نهائيا من اصحاب الخطايا السابقين.

صفقة الجزر: يسرقون الخيول

تحت هذا العنوان تكتب سمدار بيري، في “يديعوت احرونوت”، انظروا جيدا الى سلمان، ملك السعودية: انه مسن، يبلغ اكثر من 80 عاما، وحالته الصحية هشة جدا. سمات خارجية: يجد صعوبة في السير والحديث، ومن تواجدوا في حضرته قالوا ان ذاكرته تخونه احيانا، ويقظته محدودة. مستشاروه يقلصون لقاءاته، وعندما يضطر الى القاء خطاب، يقوم احد ما بقراءته نيابة عنه. بالإضافة الى ذلك، فانه على الرغم من وجود سلالة منظمة، الا ان الصراعات على الوراثة داخل المملكة لا تهدأ.

على الرغم من ذلك ذهبنا معه لسرقة الخيول، و”المفاجأة” التي طرحها الملك السعودي خلال زيارته “التاريخية” الى مصر، مرت لدينا بشكل سلس. كان يمكنهم لدينا ان يحذروا بسهولة من محفزات الخطر عندما تخلى الرئيس السيسي للسعودية عن جزيرتي تيران وصنافير، على مدخل البحر الأحمر. السعوديون غير ملتزمين ازاء اسرائيل، وبلادهم تمر بسلسلة من التقلبات امام اذرع الارهاب الايراني، من جهة، واذرع داعش من جهة اخرى، بينما المنافسة في سوق النفط العالمي في اعقاب التوصل الى الاتفاق النووي مع ايران، بدأت لتوها. اذا تلقى القصر الملكي ضربة، فان ما تم الاتفاق عليه من وراء الكواليس مع اسرائيل، امس، يمكنه ان يتحول بالسرعة ذاتها بعد غد.

يتضح الآن ان خطة اقامة جسر سياسي – امني – اقتصادي بين مصر والسعودية، تم حياكته من خلال عمل مشترك. لقد عرفوا لدينا مسبقا عما يحدث ومتى، السعودية اطلعت إسرائيل واسرائيل قدمت ملاحظات. وزير الأمن يعلون كشف ان الاجهزة لدينا اهتمت بتسلم ضمانات. ولا يلتزم بهذه الضمانات الملك سليمان وحده وانما الوريثين الرئيسيين: الامير محمد بن نايف، الملك التالي في السلالة، والأمير محمد، نجل الملك، الذي يشغل منصب ولي عهد ولي العهد.

لا توجد هنا قصة حب. وزير الخارجية السعودي عادل جبير لخص السلوك السري بعناوين حادة: السعودية تلتزم باتفاقات السلام المصرية. لا توجد لدى السعودية نوايا بإعلان حرب ضد إسرائيل او ادخال قوات عسكرية الى الجزر في مضائق تيران. وبعيدا عن الأعين، ألمح الى ان السعودية تدير حوارا مع إسرائيل، ولكنه أضاف، في الوقت ذاته، انه ليست لديها خطط للتوقيع مع إسرائيل على اتفاقيات سلام.

أنا أصدق كل كلمة قالها. من وجهة نظر السعودية، فان اتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل وبين الاردن وإسرائيل، تخلق طاولة عمل. الاتجاه الجديد في حينا يقوم على التعاون الاستراتيجي من دون تطبيع العلاقات، ودون تحييد العداء في الشارع لإسرائيل. بالنسبة لهم، فليواصلوا تسميتنا “العدو الصهيوني” وليواصلوا شتم نتنياهو.

هكذا ينضج على نار هادئة مربع المصالح المشتركة. السعودية ومصر والأردن وإسرائيل، امام مسار الشر الإيراني. الرياض والقدس تنظران بالعين ذاتها الى التهديد الايراني الكبير ومحفزات الخطر الكامن في حماس وحزب الله، اتباع ايران.

ورغم ذلك يوجد هنا انقلاب: لقد ارتسمت السعودية في القضايا الاسرائيلية طوال السنوات الماضية، كشيخ سمين وكسول، ينام على برميل نفط، ويدفع للأخرين كي يقوموا بالعمل من اجله. وفجأة تختطف السعودية من مصر، في قمة ضعفها، مكانة القيادة في العالم العربي. اذرع الاخطبوط السعودي وحقائب الدولارات تصل الى القاهرة وعمان والمغرب وتركيا، ولكل من يقرر القفز على قطار المعسكر السني.

انظروا الى وتيرة عملهم: خلال اربعة ايام، “اشترت” السعودية جزيرتين في البحر الأحمر، وهبط وريث ولي العهد في عمان، وفي اليوم التالي اعلنوا في عمان عن اغلاق مكاتب حماس، ثم هبط سليمان في اسطنبول، وبدأ بطبخ المصالحة بين السيسي واردوغان. هذا لا ينجح حاليا، لكن الملك يتحلى بالصبر، واردوغان يواجه مشاكل، وتم اغلاق الدائرة: ما يطلبه السيسي من اردوغان، هو تماما ما يطلبونه لدينا.

الأمر الأكثر الحاحا في مصر الان هو تثبيت كرسي السيسي. التمويل توفره السعودية، واسرائيل هي “الأخ الأكبر”. وفي المرحلة القادمة، ستطبخ السعودية مصالحة بين فتح وحماس. واذا نجحت، ستأتي الينا بمبادرة السلام العربية وتطلب سماع ما لدى إسرائيل لتقوله. اذا تأتأت اسرائيل، سيكون كل شيء مفتوحا امام المشاكل في البحر الأحمر.

احيانا يكون الذعر خطيرا

يكتب اليكس فيشمان، في “يديعوت احرونوت” ان حماس تواجه ضائقة عملية، وبالذات لدينا، لسبب ما تبدأ حالة الذعر من الحرب. صحيح ان الاعلام الفلسطيني ينشر منذ عدة ايام عن عمل الآليات العسكرية الاسرائيلية الثقيلة في جنوب قطاع غزة، داخل الأراضي الفلسطينية – لكنه لم يتم اطلاق حتى رصاصة واحدة في هذا القطاع. ليست حماس هي التي تمضي نحو الحرب – فحماس هي التي تواجه الاحراج – لكن طبول الذعر تضرب بلا توقف، كما لو ليست لدينا أسباب أخرى للقلق.

ليست هذه المرة الأولى التي يمكن للعناوين ان تقود الى مواجهة في اعقاب ما يسمى في الجهاز الامني “حسابات حماس الخائطة”، او بعبارة أخرى: قراءة غير صحيحة للخطوات وخاصة التصريحات الاسرائيلية. في الأيام الأخيرة وقعت هنا عدة احداث، وتم في الأساس اطلاق عدة تصريحات، لا يوجد بالضرورة رابط بينها. هذا التواصل خلق ارتباطات غير صحيحة قادت الى مشاعر التأهب والاستعداد لمواجهة في الجنوب. ليس مفاجئا ان إسرائيل وحماس تبادلتا في الأيام الأخيرة رسائل طمأنة متبادلة. لا حاجة الى التذكير بأنه لم يظهر من الجانب الفلسطيني ما يدل على خطوة هجومية.

سباق التسلح الذي تقوم به حماس لم يتغير في الأيام الأخيرة. تماما كما لم يتغير سباق التسلح الاسرائيلي مقابل قطاع غزة. اذا كان هناك تغيير ما فيجب ان يقلق حماس بشكل اكبر. في هذا السباق سينتصر الجانب الذي يملك وسائل اكبر، وتكنولوجيا اكبر وقوى بشرية اكبر. حماس لا تنجح بتهريب الصواريخ المعيارية، التي تعتبر اكثر فتاكة- والانتاج المحلي الذي تم ترميمه بعد الجرف الصامد، ليس جيدا بما يكفي. في المقابل، تبذل حماس جهدا من اجل تدعيم المنظومة الهجومية التي يفترض فيها زرع الدمار والصدمة في غلاف غزة. من اجل تحريك إسرائيل على التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار بسرعة، ووفق شروط حماس – وفي هذا المجال ايضا لا يعتبرون قصة نجاح.

عندما نفحص العوامل التي تدفع الى المواجهة في غزة، مقابل الجهات الكابحة – نجد ان الصورة هنا ايضا غير متوازنة. الجهات التي تدفع نحو المواجهة هي الذراع العسكري لحماس، التي قد لا تتقبل سيادة الذراع السياسي – وكذلك حقيقة ان قيادة حماس لا تنجح بترميم مكانة التنظيم في المنطقة وترميم القطاع. هذه كلها يمكنها ان تجعل محمد ضيف يقود الى خطوة عسكرية مستقلة. في المقابل، تقف على رأس الجهات الكابحة مكانة حماس السياسية. لا يوجد لحماس اليوم راع في العالم العربي – الاخوان المسلمين يضعفون، والاردن اغلق مكاتبها، وفي مصر تتعرض للملاحقة، والكويت والسعودية اخرجاها عن القانون. امس فقط، خلال مؤتمر الدول الاسلامية في تركيا، تم الاعلان عن ايران – راعية الارهاب في قطاع غزة – جهة تزرع القلاقل في الشرق الأوسط، وغادر الرئيس روحاني المؤتمر مهانا قبل انتهائه. مصر تشدد من قبضتها على غزة ولن تتحمل أي عنف من جانب حماس خلال الفترة القريبة. وفي المقابل تحذر حماس من الانضمام من غزة الى المواجهة في الضفة. هذا جزء من الردع الذي خلفته الجرف الصامد. قيادة الجنوب استكملت خطة الدفاع قبالة القطاع وعززت قواتها.

ترميم قوة حماس العسكرية هي جزئية، واذا قررت تحطيم الأدوات صباح غد، فسيكون ذلك قرارا جنونيا من ناحيتها. حماس تنظيم موزون، ولا تنوي فقدان الاملاك التي راكمتها في لحظة من الفزع. دروس الجولة الاخيرة من الذعر يجب دراستها جيدا. مثل هذه الجولات التي لا تدعمها حقائق وتتغذى من القلق بشكل خاص، يمكنها ان تقود الى اندلاع حقيقي.

حماس: بين الهدوء والتصعيد

يكتب البروفيسور أيال زيسر، في “يسرائيل هيوم” ان سكان الجنوب، وليس وحدهم، خرجوا مرتبكين في الأيام الأخيرة، من سيل التصريحات التي نشرت في وسائل الاعلام الإسرائيلية حول مستقبل حماس. لقد تحدثت التقارير عن قيام الذراع العسكري بتضخيم قوتها، وزيادة عدد محاربيها وجودة الصواريخ التي تملكها، والتي يمكنها تحويل الذراع العسكري بقيادة محمد ضيف الى “دولة داخل دولة” في حماستان في قطاع غزة – ذراع عسكري تعمل حسب معايير قادتها، دون ان تأخذ في الاعتبار القيادة السياسية للتنظيم او الانصياع لها.

في المقابل سارع مسؤولون كبار في الجهاز الأمني الى توفير السطر الأخير، الذي يقول ان حماس لا تزال ملتزمة بالحفاظ على الهدوء على امتداد الحدود، كما فعلت خلال الأشهر الطويلة التي مضت منذ الجرف الصامد، وان وجهتها ليست المواجهة وانما الهدوء ومواصلة ترسيخ سلطتها في القطاع.

ميدانيا، يتواصل التوتر على الحدود. هذه ليست حدود هادئة كما عرفنا الهدوء في هضبة الجولان قبل اندلاع الحرب السورية. ولا حتى كما هو الوضع على الحدود الشمالية خلال العقد الذي مضى منذ حرب لبنان الثانية. الخطوط الحدودية، وبشكل اكبر، شروط اللعب بين إسرائيل وحماس، ليست معرفة ومتفق عليها، وبين الحين والآخر تحدث مواجهات عنيفة – سواء كانت مظاهرات فلسطينية قرب السياج او محاولات تسلل، واخيرا نشاط حماس من اجل تعزيز منظومتها العسكرية بما في ذلك شبكة الأنفاق، وفي المقابل نشاط الجيش الاسرائيلي على الحدود، واحيانا خلفها، ضد هذه المنظومة.

لا شك ان حكومة حماس، خلافا لجيش حماس، تملك مصلحة واضحة في الامتناع قدر الامكان عن التصعيد والتدهور نحو مواجهة اخرى، فقطاع غزة لم ينتعش بعد من المواجهة السابقة في صيف 2014. وخلافا لحزب الله في لبنان، لا تملك حماس جبهة داخلية برية كما تعتبر سورية بقيادة الاسد، بمطاراتها وموانئها، بالنسبة لنصرالله ورجاله. بل على العكس، مصر السيسي معادية لحماس وتتمنى القضاء عليها اكثر من اسرائيل، والتفكير الدائم لديها هو ما هو البديل للتنظيم، واذا كان هذا البديل – فوضى في القطاع بهيمنة داعش- يعتبر مفضلا لديها.

راعيا حماس، قطر وتركيا، دولتان سنيتان معتدلتان، تعاديان ايران، وفي الوقت نفسه تديران حوارا مع إسرائيل. المصالحة التركية – الاسرائيلية المتوقعة في كل لحظة، تساهم ايضا في تهدئة حماس، واخيرا، خلافا لحزب الله الذي عرف كيف يقنع اللبنانيين بأن الحفاظ على المواجهة مع اسرائيل لا يخرب على اعمار لبنان، واستمرار حياتهم الطبيعية، يعرف كل فلسطيني ان الطريق لإخراج قطاع غزة من الوحل والمجاري الذي يغرق فيه يمر في القدس ويحتم الحوار والتفاهم مع اسرائيل.

في المقابل لا تحافظ حماس على مبنى هرمي منظم، يسيطر فيه القادة بشكل كامل على نشطاء التنظيم حتى آخرهم. لأسباب سياسية فلسطينية داخلية، تضطر حماس الى التسليم بوجود مجموعات اخرى، كالجهاد الاسلامي، ذات الحسابات والمصالح الخاصة. هذا الضعف يستدعي المشاكل ويسمح بوضع تطلب فيه حماس الهدوء بيد واحدة، وتدفع باليد الثانية نحو التصعيد او على الأقل الحفاظ على التوتر الدائم على الحدود. في نهاية الأمر، في كل عامين او ثلاث تندلع مواجهة على الحدود لم يتوقعها ولم يرغب فيها احد. لكن للميدان قواه وديناميته الخاصة.

وباستثناء هذا كله، لا يمكن حقا الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية بشكل كامل. الواقع الذي تحافظ فيه حماس على الهدوء على حدود القطاع لكنها تعمل بواسطة رجالها في الضفة على تأجيج الشارع، وتسخين الأجواء واشعال النار، نهايته اشعال النار في غزة ايضا.

سياسة اسرائيل ازاء غزة يجب ان تشمل بذل جهد مختلط: من جهة صيانة الردع الاسرائيلي الى جانب تحسين اقتصاد القطاع بشكل يخلق ضغط الشارع الغزي على قيادة حماس كي تحافظ على الهدوء والاستقرار، الذي تلتزم فيه قيادة السلطة في الضفة. ومن جانب آخر هناك حاجة الى عمل متعنت ضد خطوات التضخيم العسكري لحماس، والاستعداد في الوقت ذاته، للمواجهة اذا وقعت، بشكل يضمن عدم استمراريتها لمدة 50 يوما انما انهائها بترتيب مريح لإسرائيل خلال ساعات او ايام قليلة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا