الرئيسيةمتفرقاتكتاب"عرفات-حياته كما أرادها" للكاتب أحمد عبدالرحمن..الفصل الأول:زمن السلاح (أول لقاء مع الاسرائيليين)

“عرفات-حياته كما أرادها” للكاتب أحمد عبدالرحمن..الفصل الأول:زمن السلاح (أول لقاء مع الاسرائيليين)

أهدى القيادي التاريخي والقائد في حركة فتح أحمد عبدالرحمن دنيا الوطن كتابه الجديد “عرفات – حياته كما أرادها” , يُبحر عبدالرحمن في كتابه بتجربة ياسر عرفات بدءاً من تأسيس “فتح” حتى استشهاده حصاراً .

وبتناول الكتاب الصادر عن دار الحرية للثقافة الوطنية، أبرز مراحل الثورة الفلسطينية من خلال شهادته عن حياة القائد ياسر عرفات، ويقع في 530 صفحة .

ويناقش الكتاب الجديد عدة محاور شكلّت تاريخ الثورة الفلسطينية المُعاصرة وكيفية تعامل ياسر عرفات مع متغيراتها , كما كشف عبدالرحمن عن وقائع تاريخية لم يُكتب لها النشر سابقاً .

في الفصل الأول الذي أطلق عليه عبد الرحمن عنوان “زمن السلاح” يكشف القيادي الفتحاوي كيف أسس ياسر عرفات لحركة فتح وكيف تعامل مع الواقع العربي المرير بعد النكبة , وينتقل الكاتب لتعزيز روايته عن شخصية ياسر عرفات لأحداث سياسية وتحركات قام بها ياسر عرفات ليحافظ على قراره المستقل ..

وفي الفصل الأول مُلحق لأول بيانات عسكرية وسياسية صدرت عن حركة فتح .

الى الفصل الأول كاملاً :

الفصل الأول:زمن السلاح

جسَّد ياسر عرفات الشخصية الوطنية الفلسطينية على مدى أربعين عاماً، وأعاد فلسطين إلى التاريخ والجغرافيا في الشرق الأوسط, وهو أولاً وقبل أي تحديد آخر, ابن النكبة الكبرى التي أصابت وطنه وشعبه في عام 1948.

عاش ياسر عرفات النكبة ساعة بساعة ويوماً بيوم, عاش الدمار والموت والمجازر والتشريد القسري لشعبه, وغياب القيادة والوحدة والقوة الذاتية, أمام عدو أعد عدته للحرب والعدوان منذ زمن بعيد, وشعبه أعزل وقيادته منفية وأما إن وُجِد قرارها، فإنه يخضع للوصاية الرسمية.

عاش ياسر عرفات مهزلة الحرب ومأساتها التي أعلنتها سبع دول عربية بعد إعلان قيام إسرائيل في 15 أيار 1948، حيث أضاعت هذه الحرب الوهمية ما تبقى من فلسطين, وقررت الوصاية الرسمية ضم الضفة الغربية للأردن, ووضع قطاع غزة بإمرة حاكم عسكري مصري, ولم يمض وقت طويل حتى شطبت فلسطين من خريطة الشرق الأوسط ومن الأمم المتحدة وأصبحت قضية لاجئين, وأنشأت لهم الأمم المتحدة « وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين».

هذا الوضع المأساوي لوطنه وشعبه كان بداية مسيرة ياسر عرفات في مواجهة الكارثة الكبرى، وبادر على الفور إلى الالتحاق شاباً يافعاً بالجهاد المقدس، ويتذكر كيف تمكن من توفير أسلحة وذخائر للمجاهدين من بدو الصحراء الغربية وسيناء, ويتذكر يوم سقط عبد القادر الحسيني شهيداً في معركة القسطل، خط الدفاع الأول عن القدس, ويتذكر مذبحة دير ياسين, ويتذكر ياسر عرفات ما قاله مناحيم بيغن عن هذه المذبحة: «كانت قواتنا تتقدم في البلدة كما السكين في الزبدة»، ويعود ياسر عرفات إلى مصر لمتابعة دراسته الجامعية، حاملاً في عقله وقلبه كل هذا الغضب وهذا السخط الذي عاشه وهو يرى وطنه فلسطين يسقط في يد الأعداء, وتقوم دولة إسرائيل وتعترف بها القوى الدولية الكبرى, أما فلسطين فلا يعترف بها أحد ولا تقوم دولتها المقررة في قرار التقسيم عام 1947, ولا توافق الجامعة العربية على قيام حكومة عموم فلسطين, بل يصدر قرار لجنتها السياسية الوصية على فلسطين وعلى الهيئة العربية العليا, بإقامة «إدارة مدنية ممنوع عليها التعاطي بالشأن السياسي», أما حكومة عموم فلسطين التي أقيمت بعد خمسة أشهر من قيام إسرائيل, فسرعان ما أجبرت على الرحيل من غزة إلى القاهرة بقرار من الملك فاروق, وفي الضفة الغربية أقدم الملك عبد الله على تجريد الجهاد المقدس من سلاحه, وبعد مؤتمر أريحا الصوري وافقت الجامعة العربية على الضم انطلاقاً من التمسك «بعروبة فلسطين». فضاعت فلسطين وضاعت العروبة وأقيمت دولة إسرائيل التي شكلت حاجزاً بشرياً وعسكرياً بين عرب المشرق وعرب المغرب, يمنع الوحدة ويعيق التقدم، ويديم التخلف ويحرس حقول النفط في الشرق الأوسط.

لم يضيع ياسر عرفات وقته في القاهرة التي كانت تغلي بالغضب على الحكام العرب قاطبة, المسئولين عن ضياع فلسطين, إنه يتلقى التدريب العسكري مع طلاب الجامعات والمتطوعين المصريين لمقاومة الإنجليز في قناة السويس، ويحمل رتبة ضابط احتياط في الجيش المصري, ويبدأ بتدريب الطلبة الفلسطينيين على حمل السلاح واستخدامه, وأدرك في وقت مبكر أن المطلوب أولاً هو أن يحمل الشباب الفلسطيني السلاح للدفاع عن فلسطين, ومنذ تلك الفترة لم يفارق السلاح وسلاحه لم يفارقه حتى آخر لحظة في حياته, مسدسه ورشاشه لا يفارقانه أبداً في الليل أو النهـار, الكوفية والعقال، ولباسه العسكري الذي أصر عليه حتى وهو يلقي خطابه التاريخي في الأمم المتحدة في عام 1974.

وفي عام 1953 رأى العالم لأول مرة ياسر عرفات وهو يرتدي الكوفية والعقال ويقدم مذكرة من الطلبة الفلسطينيين مكتوبة بالدم للواء محمد نجيب, من أجل تحرير فلسطين, كان عمره في ذلك الوقت «24» عاماً, وكان قد أصبح رئيساً لرابطة الطلبة الفلسطينيين, وأعلن أن الرابطة إطار سياسي – نقابي للطلبة الفلسطينيين كافة، وليس لفئة دون أخرى, وصارت الرابطة بيت الطلبة الفلسطينيين على اختلاف انتماءاتهم, ولا تفارقه الكوفية والعقال, إنها رمز لفلسطين ورمز للمقاوم الفلسطيني منذ ثورة 1936, ومن المهم أن نلاحظ هنا أن ياسر عرفات أقام علاقات حميمة مع كل القوى السياسية الفلسطينية دون استثناء, ودون أن ينخرط في أي منها, كان يجمع الإخوان والقوميين والبعثيين والشيوعيين في إطار واحد في الرابطة، والجميع يعترف بقيادته وزعامته دون منازع, إلا أن هذه الرئاسة ليست مطلوبة لذاتها بل هي وسيلته المتاحة لبناء إطار فلسطيني ينتمي لفلسطين وليس لهذا الحزب أو ذاك, ولم يمض وقت طويل حتى كان النشطاء الأوائل في التنظيمات القائمة في حينه يتحلقون حول ياسر عرفات لتشكيل النواة الأولى لحركة فتح, وهذه النواة كانت من الصلابة والوحدة والقوة بحيث استمرت في العمل على قلب رجل واحد طوال سنوات الكفاح، ولم يفرق بين أعضائها إلا الاستشهاد في ميدان المعركة.

إن سر هذه الصلابة والوحدة والقوة يكمن في شخص ياسر عرفات, فلا مجال لمن يتعرف على هذا الرجل أن يسقطه من حسابه, فهذا أمر مستحيل, إنه يحيطك من كل جانب بحيويته المذهلة, وبعمق إيمانه فيما يقول، وبتكريس حياته للهدف الذي يدعو إليه, فليس أمامك سوى السير معه في الطريق الذي اختاره.

وبهذه الشخصية الفريدة اقتحم ياسر عرفات كل الأبواب المغلقة، وتعرف في القاهرة على الجميع, مواطنين، مسئولين, مصريين وفلسطينيين, وفي عام 1954 حينما كان ياسر عرفات يبلغ من العمر (25) عاماً، كتب خالد محي الدين، عضو مجلس قيادة الثورة في مذكراته أنه استمع إلى نصيحة ياسر عرفات حين وقع الخلاف بينه وبين أعضاء مجلس قيادة الثورة وأنه أخذ بهذه النصيحة, أما حلمية الزيتون حيث مقر المفتي الحاج أمين الحسيني، فقد كان يتردد عليه باستمرار, وكذلك الأمر مع مقر حكومة عموم فلسطين في القاهرة وهو بجوار مقر الرابطة, ومن هذا الإطار الطلابي مد بصره إلى الساحة العالمية، واستطاع بعلاقاته الواسعة أن يؤمن دعوة من اتحاد الطلاب العالمي لحضور مهرجان الشباب العالمي في وارسو، وأصبحت الرابطة عضواً في اتحاد الطلاب العالمي, وفي هذا المهرجان كان ياسر عرفات يترأس وفد فلسطين وهو يرتدي الكوفية والعقال, ومما لا شك فيه أنه في هذا المهرجان قد لفت إليه أنظار الوفود كافة، من خلال علاقاته وحرصه على التعرف على الوفود جميعها, فهناك هذا اللباس المتميز الذي يلفت الأنظار ويطرح بدوره تساؤلات للتعرف على هذا الرجل الذي يرتدي الكوفية والعقال، ويجلس بثبات وكبرياء أمام كلمة فلسطين, ويخرج من المؤتمر بحصيلة كبيرة من العلاقات والأسماء التي تفتح أمامه الأبواب في الساحة العالمية, ويكشف هذا الجهد الذي بذله لدخول الساحة الدولية عن وعيه المبكر لبناء علاقات دولية تخدم قضيته, وكان يردد دائماً «أن قضيتنا دولية منذ نشأتها وإن حصرها في الإطار المحلي الضيق إنما يفقدنا دعماً وتضامناً دولياً نحن في أمس الحاجة إليه».

وبعد 18 عاماً على مهرجان الشباب العالمي في وارسو, يحضر مهرجان الشباب العالمي في برلين (تموز 1973) ضيف الشرف الأول في المهرجان, إنه اليوم قائد الثورة الفلسطينية ويحيطه زعيم ألمانيا الديمقراطية أريك هونيكر بالاعتراف والحفاوة والتكريم، وتتقاطر الوفود العالمية للاجتماع به والتعرف عليه, وفي المهرجان المركزي في أكبر ساحات برلين يجري الاحتفال الضخم لشباب العالم، ويجلس في منصة الشرف, وتجري وقائع المهرجان, وفي لحظة تاريخية نهضّتُ وتسلّمتُ العلم من الوفد الفيتنامي وتقدمتُ من المنصة وصافحتُ ياسر عرفات وقلتُ له: «اليوم تسلم فيتنام علم الثورة والكفاح من أجل الحرية إلى فلسطين, وإلى الزعيم الثوري ياسر عرفات», وسط هتافات شباب العالم: عاشت الثورة, عاشت فيتنام, عاشت فلسطين، وللحقيقة فقد قمتُ باندفاعٍ بأخذ علم الثورة العالمية بكل قوّة من الشاب الفيتنامي وسلمته لأبو عمار.

ولا يغيب عن ياسر عرفات وجود وفد إسرائيلي من حزب راكاح الشيوعي الإسرائيلي، فيطلب من أصدقائه الألمان عقد لقاء سري معه، وينعقد اللقاء الذي وجه ياسر عرفات من خلاله رسالة للإسرائيليين بأنه مستعد لتحقيق السلام العادل.وهنا لم يكن إلى جانب أبو عمار في هذا اللقاء السري جدا إلا شخص واحد هو أحمد عبد الرحمن.

أما الأرض العربية فكانت تغلي بالغضب, فالسلاح الفاسد أدى إلى ثورة 23 تموز 1952 في مصر, وفي سوريا انقلابات وانقلابات مضادة, وفي لبنان إعدام أنطون سعادة واغتيال مرشد الإخوان حسن البنا في مصر, واغتيال رياض الصلح في عمان، والملك عبد الله في المسجد الأقصى إلا أن الكيانية والنظام العربي لا يتغير في جوهره، كيانية عنيدة وعصية على التغيير، والوحدة تكاد تكون مستحيلة, والجامعة العربية بدل أن تكون قاطرة الوحدة, كانت الأداة الأمثل لإدامة الوضع الراهن، وبسبب من ضخامة الهزيمة والنكبة راحت الأحزاب والقوى تدعو إلى الوحدة من أجل تحرير فلسطين, وانخرط الشباب الفلسطيني في هذه الأحزاب من أجل فلسطين, فالوحدة من هذا المنظور تحقق القوة التي لا غنى عنها لتحرير فلسطين, لكن السنوات تمر، ولا تتحقق الوحدة وتتفاقم الخلافات والصراعات العربية-العربية، وقضية فلسطين تتراجع إلى الظل, أما ياسر عرفات فكان له رأي آخر يقوم على دور طليعي مقاتل للفلسطينيين تجاه وطنهم وقضيتهم، رغم تشتتهم في الأقطار العربية المحيطة بفلسطين, «فالدعوة للوحدة لا تعني أبداً ترك العدو ينعم بالهدوء ويبني كيانه ويصلب وجوده، بحيث تصبح مهمة استعادة فلسطين مستحيلة تماماً بمرور الوقت، واكتساب الكيان الصهيوني المزيد من القوة وشرعية الوجود على المستوى الدولي», وهكذا أطلق ياسر عرفات جملته الشهيرة «التحرير طريق الوحدة»، فالمعركة ضد العدو القومي تقضي على التناقضات الثانوية بين الأقطار والقوى العربية, إن التناقض الرئيسي هو مع الاستعمار والصهيونية, ومع هذا الكيان الصهيوني المزروع خنجرا في قلب الوطن العربي، وخير من كتب عن هذا الخنجر المسموم هو الصحفي أندري كارنجيا، إنه خنجر يهدد الجميع ولا يقتصر خطره على فلسطين, ولقيت هذه الدعوة المنطقية والواقعية والمدعومة بالتجربة الجزائرية ترحيباً قوياً من الشباب الفلسطيني.

طرح أبو عمار نظرية التكامل بين النضال القومي للوحدة والنضال الفلسطيني للتحرير, «واعتبر حركة فتح رأس الرمح العربي في معركة التحرير», وحين قامت أطراف تناهض حركة فتح وتتهمها بالإقليمية والانفصالية والشوفينية، جاء الرد بأن تحقيق هذا الطموح القومي في الوحدة لا يعني إلغاء مسؤولية الشعب الفلسطيني الأولى والمباشرة في النضال من أجل تحرير فلسطين, ولماذا لا يناضل الفلسطينيون كما يناضل الجزائريون؟ وفي هذا السجال المنطقي حرص أبو عمار أن تبقى العلاقات قوية مع كل القوى السياسية التي ترفع شعار الوحدة طريق التحرير, كان يرفض الاتهام المضلل بأن قيام حركة مقاومة في فلسطين ضد إسرائيل يشتت الجهد القومي نحو الوحدة, بل ويؤدي إلى توريط الدول العربية في حرب غير متكافئة مع إسرائيل, وكان رده القاطع على هذه المقولات السطحية, بأن حرب الشعب كما أثبتت تجربة فيتنام والجزائر أنها الطريق للتحرير والطريق للوحدة، لأنه لا يمكن للعرب مجاراة إسرائيل في الحصول على أحدث الأسلحة من ترسانة الدول الكبرى التي أقامت إسرائيل، خدمة لمصالحها الإستراتيجية في المنطقة ولمنع العرب من التقدم وتحقيق وحدتهم القومية, فالطريق العربي لتحرير فلسطين هو طريق شعوب العالم الثالث, طريق حركات التحرر الوطني, ولا بد في هذا الكفاح التحرري أن يكون الشعب الفلسطيني في طليعة الأمة العربية، لأنه صاحب القضية وصاحب الأرض، فهذه الحرب ليست بين دول، بل كفاح وطني من قبل شعب اغتصبت أرضه وشرد من وطنه.

وفي عام 1959، تصدر في بيروت مجلة «فلسطيننا نداء الحياة», وصدورها في هذا الوقت يؤكد أن النواة الصلبة لفتح قد بدأت العمل الواسع في أوساط الشعب الفلسطيني, إن المجلة تدعو الفلسطينيين إلى الانخراط في الكفاح لتحرير فلسطين وتطبع عشرة آلاف نسخة وتوزع في الأقطار العربية, صدرت المجلة وثورة الجزائر في أوج اشتعالها ضد الاستعمار الفرنسي, وفي العام نفسه خطب عبد الناصر أمام المجلس التشريعي لقطاع غزة, وقال: «ليس هناك خطة لتحرير فلسطين» لدى الأنظمة العربية, ولم يمض وقت طويل حتى وقع الانفصال (1961)، الذي وجه ضربة قاصمة لدعاة الوحدة, إن سوريا ومصر هما دعامة الوحدة ودعامة التحرير، فكيف يقع الانفصال وتسقط الوحدة؟ كان الانفصال وانهيار دولة الوحدة ضربة قاسية للفلسطينيين الذين ساروا وراء زعامة عبد الناصر، إن الانفصال قد أرغم الشباب الفلسطيني على التفكير الجدي والبحث عن طريق آخر، إنه الطريق الجزائري والاعتماد على الذات بدل الاتكال على وحدة قد لا تتحقق.

إن تراجع دعوات الوحدة بعد الانفصال في عام 1961, قد وضع الشباب الفلسطيني أمام حقيقة لا مهرب منها، وهي أن عليهم تشكيل الإطار الفلسطيني الذي يتولى قيادة الكفاح لتحرير وطنهم, ومن أقدر من ياسر عرفات وإخوانه المهيئين منذ زمن بعيد لهذا الدور, على جذب الطلائع الفلسطينية إلى صفوف فتح؟ ومن الملاحظ أنه بعد تراجع الوحدة انخرطت كوادر متقدمة من الأحزاب في صفوف حركة فتح, وقد شهدت هذه السنوات جولات عديدة لياسر عرفات في غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان، إضافة لزيارات دول وإمارات الخليج العربي، وظلت الجزائر نصب عينيه قدوة ومثلا، وحين استقلت في عام 1962 كان ضيف الشرف في احتفالات الاستقلال، وكرمته القيادة الجزائرية بمنحه جواز سفر الجزائر المستقلة، وقدمت له مكتباً لحركته فتح، وسرعان ما دخل الجزائر مئات الشباب لتلقي التدريب العسكري، ومن كلية ( شرشال) العسكرية، تخرج الضباط الأوائل لقوات العاصفة، إن الجزائر المستقلة هي ركيزة فتح الأولى في الإعداد للكفاح المسلح، ومن الجزائر المستقلة والثورية تفتح أبواب الصين الشعبية وكوبا أمام ياسر عرفات، وفي عام1964 يزور بكين سعياً وراء الدعم الصيني، ولا يبخل القادة الصينيون عليه، بل يؤكدون له أنهم مع عدالة القضية الفلسطينية ومع الكفاح المسلح وحرب الشعب لتحرير فلسطين، وقد لعبت هذه العلاقة الفلسطينية – الصينية دوراً بارزاً في تعزيز قدرة فتح وفي دعمها على المستوى الدولي وفي تزويدها بالسلاح، وفي تدريب الشباب الفلسطيني في المعاهد والمدارس العسكرية الصينية، ومن الباب الصيني يصل إلى فيتنام ليلقى الدعم والترحيب، أما كوبا فإن زيارة جيفارا إلى الجزائر في ساعة استقلالها قد ربطت بين كوبا وبين فلسطين، ولم يمض وقت طويل حتى كانت كوبا تستقبل الشباب الفلسطيني للالتحاق بكلياتها العسكرية وبجامعاتها.

إن عقد الستينات هو عقد التحرر الوطني والقضاء على الاستعمار في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، كان هذا زمن كاسترو وجيفارا وهوتشي منه وجياب وبن بيلا وهواري بومدين وسوكارنو ونهرو وعبد الناصر وماوتسي تونغ وشوإن لاي ونكروما وسيكتوري ونيريري، وديغول محرر فرنسا من النازية، إنه زمن قادة عظماء حرروا شعوبهم من نيران الاستعمار، فلماذا لا تلحق فلسطين بركب التحرر الوطني، إن الفلسطينيين يتحملون المسؤولية الأولى والأساسية عن مصيرهم ومصير وطنهم، وإن سياسة الاتكال على الآخرين قد أدت إلى ضياع فلسطين في عام 1948، ولهذا قال ياسر عرفات في حينه، «نحن حركة تحرر وطني ليست تابعة ولا خاضعة لأحد، وإن قوتنا تكمن في عدالة قضيتنا وفي قرارنا المستقل»، وبهذه الشجاعة والرؤية السياسية الصائبة، دخل ياسر عرفات الساحة الدولية قائداً للتحرر الوطني في فلسطين بعد عشرين عاماً من الإعداد والعمل السري.

ياسر عرفات ليس طارئاً ولم تأت به الصدفة، وليس صنيعة القوى المحيطة، وكم حاولت القوى المحلية والدولية أن تلبسه ثوبها، ولكنه ظل عصياً على الاحتواء والتبعية والوصاية، إنه يؤثر في الآخرين من أصحاب المناهج السياسية المختلفة، ويرغمهم بقدرته الهائلة على التأثير على مراجعة مواقفهم الجامدة وغير الواقعية، وقدم نفسه وحركته على المستوى الدولي دون حاجة إلى اعتناق هذه العقيدة أو تلك، في زمن الصراع بين التقدمية والرجعية، أو في صراع الحرب الباردة بين المعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسمالي، فالأفكار والعقائد السائدة تصلح لأصحابها ومعتنقيها، أما فلسطين فيجب تحريرها أولاً من الاغتصاب الصهيوني، وهدف التحرير هذا فيه مصلحة أكيدة لجميع قوى الشعب، ومخطئ من يقسم صفوف الشعب في مرحلة التحرر الوطني، بين تقدمي ورجعي أو يساري ويميني، هناك متسع في نظرية فتح للتحرر الوطني لكل القوى والأفكار والعقائد على أساس الانخراط الكامل في معركة التحرير، إن الأصالة الوطنية لياسر عرفات قد ميزت حركة فتح عن غيرها من القوى والتنظيمات، وكانت هذه الأصالة الوطنية هي سر قوة فتح وانضواء الشباب الفلسطيني تحت لوائها، إضافة إلى أن الانخراط في الأحزاب والحركات القومية والأممية والدينية، لم يحقق ما كان يعول عليه هذا الشباب من حشد الجهد والطاقات، وتحقيق الوحدة المرجوة التي تحرر فلسطين. أما الانصهار في بوتقة حركة فتح ومعركة التحرير فإنه يحقق للشباب المتحمس استعادة الثقة بالنفس، وإحياء الشخصية والهوية الوطنية المغيبة بفعل مضاعفات النكبة، إن قيام النظام العربي بضم شرق فلسطين إلى الأردن وأصبح اسمها الضفة الغربية وجعل قطاع غزة تابعا لمصر أدى إلى تدمير الكيان الفلسطيني بدلا من العمل على حمايته.

وكوّن ياسر عرفات جماعته السياسية على غرار فكرته، ذلك الاستحواذ المطلق لفلسطين، هذا الاستحواذ يسكن عقله ووجدانه فيجد نفسه مختلفاً، إنه نسيج وحدة والتنظيم الجديد الذي يكرس حياته من أجله يجب أن يكون لفلسطين، فليست فلسطين قميص عثمان، وليست سلماً للوصول إلى السلطة، وهكذا ولدت فتح وأعلنت عن ميلادها بعمل عسكري ضد إسرائيل، حركة تحرر وطني أسوة بكل حركات التحرر الوطني في العالم، مستقلة في قرارها وإستراتيجيتها السياسية والعسكرية، وتحرك السكون الطويل في الشرق الأوسط، ويتذكر أبو عمار جملة قيل أن ستالين قد قالها ليبرر اعترافه بإسرائيل حيث قال: «ألقينا حجرا في هذا المستنقع». وببراعته المعهودة طمأن النظام العربي بشعار «عدم التدخل في الشؤون الداخلية»، وفي نفس الوقت رفض الوصاية والتبعية والاحتواء، ليؤكد قراره المستقل واستقلالية حركته الوطنية.

وأطاحت هزيمة حزيران المدوية 1967 بالقوى والنظريات القومية والقطرية التي تصدت على مدى عامين لياسر عرفات وفدائييه وحركته الجديدة «فتح» التي استعصت على التصنيف، وألقي القبض مرتين على ياسر عرفات وسجن وأضرب عن الطعام، أما الأنظمة المذهولة من حركته وما ترمي إليه فقد قتلت بالرصاص والتعذيب أحمد موسى في الأردن وجلال كعوش في لبنان، وألقت إسرائيل القبض على الأسير الأول لفتح محمود بكر حجازي، وأدى كل هذا إلى إسماع العالم صوت الشعب الفلسطيني الذي داسته أقدام الفيلة، على رأي دالاس.

أعطى ياسر عرفات الأولوية المطلقة لوطنه وشعبه، وقاد بنفسه المجموعات المقاتلة، وقام بتصنيع الألغام والمتفجرات، وحمل مدفع هاون قديم الصنع في جبال لبنان الشاهقة حتى يصل نقطة الحدود ويطلق قذيفة واحدة على إسرائيل، لم تكن كل القذائف صالحة، لكنه أوصل رسالته إلى إسرائيل بقذيفة واحدة وسمع صوتها الإسرائيليون، لقد تحطم السكون على الجبهة الشمالية كما على جبهة الجولان، كما في الضفة الغربية، وحين قبضوا عليه مع الفدائيين وزجوا به في سجن الرمل ببيروت، تصرف مستفيداً من لهجته المصرية، كضابط مصري فأطلق سراحه، وقال وهو يتذكر «الزمن الجميل» على حد قوله، «أنه كان سعيداً في سجنه بنفس درجة سعادته وهو يطلق قذيفة الهاون على إسرائيل، في الحالتين كان زمن الموات الفلسطيني قد انتهى وبدأ زمن الفعل».

وكان حزيران 1967 أقسى الشهور، لكنه لم يفاجئ ياسر عرفات، فكان يعرف غير المعروف عن النظام العربي واستعداداته العسكرية، وسخر من مقولة: سقطت الأرض ولكن الأنظمة التقدمية صمدت، ولكن بعد احتلال الأرض!!

في حزيران سقطت أوهام كثيرة، وجيش إسرائيل وطيرانه أسقط الحدود واحتل الأرض العربية، سيناء والجولان والضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وسقوط القدس مأساة يسجلها التاريخ، فلم تجد المدينة التاريخية المقدسة، مدينة الحروب والدمار من يدافع عنها، وجيش إسرائيل لم يجد من يقف في وجهه، فالفلسطينيون في الحرس الوطني على خطوط الهدنة عزل من كل سلاح، والوحدات العسكرية الأردنية المتناثرة في الضفة صدر لها قرار بإخلاء الضفة، وبعد أن تم ضرب الطيران المصري بالضربة القاضية صبيحة الخامس من حزيران وتدميره وهو رابض في المطارات، أسقط أي أمل في الصمود على الجبهتين الشمالية والشرقية، وفي الواقع صدرت قرارات غريبة في سوريا والأردن بسحب القوات على الجبهتين الشمالية والشرقية، وسقطت الأرض في يد إسرائيل دون قتال يسجله التاريخ للطرف العربي، وتعزى كل هذه القرارات الخطيرة لسيطرة الطيران الإسرائيلي المطلقة على الأجواء وميدان المعركة.

وسط المأساة لم يضيع ياسر عرفات وقتاً في البحث عن أسباب الهزيمة وتداعياتها، وأصدر أمراً لنفسه ولعدد من أتباعه بالدخول إلى الأراضي المحتلة، وكانت لديه أسماء وعناوين من جولاته التي قام بها في فترات سابقة، وكانت نظرية البؤر والقواعد الثورية الارتكازية ذات صدى في وعيه من حرب الجزائر وفيتنام وجيفارا وماوتسي تونغ، وداخل الوطن حيث وصل متخفياً بعد الحرب مباشرة، وأعاد دراسة الوضع الجديد في وجود الاحتلال الإسرائيلي لكل فلسطين التاريخية، ولم يجد وجهاً للمقارنة بين الوضع الفيتنامي والفلسطيني أو الفلسطيني والجزائري، مساحة صغيرة من الأرض، والجبال والغابات متواضعة، إنه يستحيل في ظل هذه الشروط الحديث عن البؤر الثابتة والقواعد الارتكازية الثابتة، وحين علم أن أحد رجاله دخل علانية المسجد في طوباس وفي بيت فوريك وأمسك بمكبر الصوت ليعلن أن البلدة محررة، أسرع إلى تدارك الموقف وأمر رجاله بالاختفاء.

إن نظرية البؤر الثابتة لا تصلح في فلسطين والبديل المجموعات الصغيرة المتحركة التي تضرب العدو وتختفي عن الأنظار، وتقول المصادر الإسرائيلية عن دخوله إلى الأراضي المحتلة، إنها تعقبته وفشلت في القبض عليه واستطاع الإفلات منها، وقد أنعش تواجده في الأرض المحتلة الآمال، والمعنويات التي أصابها الإحباط جراء هزيمة حزيران، ووقعت عدة عمليات عسكرية ضد الإسرائيليين، وتحرك الجو الشعبي وبدأت تصدر البيانات عن القوى والأحزاب تندد بالاحتلال الإسرائيلي وتنفذ الإضراب العام، وتقع الصدامات العنيفة بين جنود الاحتلال والمتظاهرين، وتنشر الصحف ووكالات الأنباء الصور عن هذه الصدامات التي أخذت تتكرر ويتسع نطاقها في المناطق الفلسطينية كافة.

وهكذا أوجد ياسر عرفات في الأراضي المحتلة بهذه المجازفة المذهلة، مجازفة الدخول إلى الأرض المحتلة وهو القائد الأول لحركة فتح، حالة ملفتة من المقاومة المسلحة والجماهيرية للاحتلال الإسرائيلي، وبدأت قوات الاحتلال سياسة الإبعاد، فلا يمر شهر دون أن تبعد إسرائيل قيادات سياسية ودينية إلى خارج الأراضي المحتلة، أما ياسر عرفات فقد تمكن من مغادرة الأراضي المحتلة بعد أيام قاسية من الملاحقة والمطاردة، كان يتخفى نهاراً ويسير ليلاً حتى وصل منطقة الأغوار عن طريق طوباس، وهناك يتوارى في مزرعة للموز على مقربة من النهر لأيام عدة ويتحين التوقيت الأفضل لعبور النهر إلى شرق الأردن.

وقد اعتبر دخوله إلى الأراضي المحتلة ومباشرة المجموعات المسلحة شن عمليات مقاومة ضد الاحتلال وكذلك الحراك الشعبي المتصاعد، بأنه الانطلاقة الثانية لحركة فتح في 27 آب 1967، بعد الانطلاقة الأولى في الفاتح من يناير/ كانون الثاني من عام 1965. وأعلن ياسر عرفات الانطلاقة الثانية لفتح من داخل فلسطين وليس من خارجها، في إشارة واضحة بأن مقاومة الاحتلال هي فعل فلسطيني داخلي، وليس كما تدعي إسرائيل مجموعات تحركها الدول العربية.

الفاتح من كانون الثاني يناير 1965

الليلة يطلع القمر

بسم الله الرحمن الرحيم

بلاغ عسكري رقم (1 )

اتكالاً منا على الله، وإيماناً منا بحق شعبنا في الكفاح لاسترداد وطنه المغتصب، وإيمانا منا بموقف العربي الثائر من المحيط إلى الخليج، وإيمانا منا بمؤازرة أحرار وشرفاء العالم، لذلك فقد تحركت أجنحة من قواتنا الضاربة في ليلة الجمعة 31/12/1964، 1/1/1965 وقامت بتنفيذ العمليات المطلوبة منها كاملة ضمن الأرض المحتلة، وعادت جميعها إلى معسكراتها سالمة.

وإننا لنحذر العدو من القيام بأية إجراءات ضد المدنيين الآمنين العرب أينما كانوا، لأن قواتنا سترد على الاعتداء باعتداءات مماثلة، وستعتبر هذه الإجراءات من جرائم الحرب. كما وإننا نحذر جميع الدول من التدخل لصالح العدو وبأي شكل كان لأن قواتنا سترد على هذا العمل بتعريض مصالح هذه الدول للدمار أينما كانت.

عاشت وحدة شعبنا

وعاش نضاله لاستعادة كرامته ووطنه

القيادة العامة لقوات العاصفة

1/1/1965

بسم الله الرحمن الرحيم

بلاغ عسكري رقم (2)

صادر عن القيادة العامة لقوات العاصفة

تلبية لنداء الواجب المقدس تجاه وطننا السليب، وأيمانا منا بحقنا المغتصب وبأن السبيل لاسترجاعه هو الثورة المسلحة فقد تحركت قواتنا في أرضنا المحتلة كما يلي:

قامت قوة ضاربة من المجموعة الأولى من الجناح الثالث بمهاجمة العدو ومنشآت تحويل نهر الأردن واستطاعت هذه القوات أن تصب أهدافها المحددة لها في كل من نفق عيلبون وسهل البطوف. وقد استشهد في هذه العملية مناضل واحد انضم لإخوانه في قائمة البطولة والشرف.

واصطدمت قوة من المجموعة الثالثة بمفرزة من جنود العدو على طريق بئر السبع – إيلات وقد قتل ثلاثة من جنود العدو في هذه العملية. وعادت القوة إلى وقواعدها سالمة.

تحركت قوة من المجموعة الثالثة ونسفت خزان المياه ومحطة للضخ في بيت نخاس في المنطقة الجنوبية وعادت القوة إلى قواعدها سالمة.

تحركت قوة من المجموعة الثانية ( الجناح الأول) ونسفت جسراً على طريق عكا–المنصورة.

عاشت وحدة النضال لشعبنا المناضل

عاشت فلسطين حرة عربية
بيان سياسي هام رقم (1)

28/1/1965

لقد مرت ستة عشر عاما على شعبنا وهو يعيش بعيداً عن قضيته التي قبعت في أدراج الأمم المتحدة كقضية لاجئين مشردين بينما العدو يخطط بكل إمكاناته على الصعيدين المحلي والدولي لإقامة طويلة الأمد في بلادنا متجاهلا شعبنا الفلسطيني البطل.

ومن وحي هذا الواقع السيئ ولأن عامل الزمن يسير في اتجاه مضاد انطلقت قوات العاصفة لتؤكد للعدو وللعالم كله أن الشعب لم يمت وأن الثورة المسلحة هي طريق العودة والنصر.

إن قوات العاصفة المنبثقة من إرادة الجماهير الفلسطينية الثائرة لتدرك إدراكا تاما أبعاد المعركة سياسيا وعسكريا وهي تعمل متخطية كل الظروف والعقبات معتمدة على قوتها الذاتية وطاقات شعبنا العربي.

يا جماهير شعبنا الصامد المجاهد هذا طريقنا وهذه مسيرتنا، الموقف جد لا هزل فالشهداء قد تساقطوا والدماء قد أريقت فلنرتفع إلى مستوى المسؤولية.. مسؤولية المعركة الشريفة لأن هذه الانطلاقة ما هي إلا بداية لحرب تحريرية ذات منهج مخطط مدروس.

ويهمنا في هذه المرحلة التاريخية الحرجة أن نعلن بوضوح تام أن مخططاتنا في الميدانين العسكري والسياسي لا تتعارض مع المخطط الفلسطيني والعربي الرسميين في المعركة لأن الكفاح من أجل فلسطين يصب في مجرى واحد يبتدئ وينتهي باجتثاث الخطر الصهيوني من على أرضنا، وأننا لنناشد الأمة العربية وقادتها أن يرتفعوا بمسؤولياتهم إلى المستوى القومي الملتزم فمعركتنا مع إسرائيل معركة ضارية لا بد لها من الاستعداد والاستنفار.. أما نحن فلقد تحركنا من منطلق فلسطيني مرتبط بتربة الوطن وخيره ويدفعنا إيماننا بأن هذا هو الطريق السليم لإخراج قضيتنا من الدوامة التي عاشت فيها معتمدين على أمتنا العربية وكفاحها المشترك والقوي التحررية في

العالم ولن يوقَف هذا الزحف حتى يرفرف علم فلسطين فوق أرضنا الغالية مهما كانت التضحيات.

وإننا لنعاهد شعبنا على الاستمرار في هذا الطريق وألا نلقي السلاح حتى يتحقق النصر. وبهذه المناسبة تتوجه قوات العاصفة بالشكر لجميع وسائل الإعلام العربية إذاعات وصحافة وأقلام حرة شريفة التي تفهمت موقفنا وساندت بكل إخلاص في انطلاقتنا المباركة كما نشيد بموقف المنظمات والهيئات الفلسطينية والعربية التي قامت بتأييدنا ووقفت إلى جانبنا.

وإن الشعب العربي مطالب بتأييد هذه الانطلاقة وبذل المزيد من الدعم المادي والمعنوي حتى نحقق أهدافنا في العودة والحرية.

عاشت أمتنا العربية البطلة

عاشت فلسطين عربية حرة

القيادة العامة لقوات العاصفة

دنيا الوطن

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا