الرئيسيةمختاراتاخترنا لكملماذا ترفض حماس الانتخابات؟

لماذا ترفض حماس الانتخابات؟

تعتبر الانتخابات مؤشرا من مؤشرات تطور النظام السياسي في الدولة ووسيلة من وسائل اتخاذ القرار السياسي وينظر إليها بأنها حق من حقوق الإنسان تقوده للمشاركة السياسية وفي إدارة المجتمع حيث يتساوى من خلالها الأفراد داخل هذا المجتمع وتعبر عن روح الديمقراطية السائدة فيه. ويعتبر الهدف الأساسي من الانتخابات هو الوصول إلى المشاركة السياسية التي تفضي للاستقرار السياسي والاجتماعي وتزويد السلطة بالمشروعية المطلوبة، ويتم اللجوء اليها للفصل في حالة الخلافات السياسية في البلاد.
وقد اخذ موضوع الانتخابات في البلاد حيزا كبيرا في تداوله سواء من خلال وسائل الإعلام او من خلال الصالونات السياسية أو من خلال الشارع الفلسطيني وأصبحت الانتخابات مطلبا رئيسيا لدى معظم قطاعات الشعب الفلسطيني بهدف الخروج من حالة الجمود السياسي الذي تواجهه البلاد.
ولهذا طرحت القيادة الفلسطينية برنامجا لإجراء انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية للخروج من حالة الانقسام وتحقيق المصالحة المجتمعية الا ان حماس رفضت موضوع الانتخابات وربطته بإجراءات أخرى نابعة من مصالحها الحزبية والشخصية. وعندما اتخذت الحكومة الفلسطينية قرارا بإجراء الانتخابات المحلية وحددت موعدا لها رفضتها حماس تحت مبررات غير مقنعة واستندت في ذلك الى عدم وجود توافق وطني عليها مع ان كافة الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية رحبت بهذه الخطوة واعتبرتها بداية لتسوية الخلافات السياسية القائمة في الساحة السياسية ولتجديد الشرعية.
حماس تحاول تفريغ الانتخابات من مضمونها وحتى تفريغ النظام السياسي الفلسطيني من مضمونه أيضا فمعارضة الانتخابات وأشكالها لا تأتي من خلال البيانات ولا من خلال رفض المشاركة فيها ، وان الرفض في المشاركة في الانتخابات يعني سقوط شرعية هذه القوى من الخريطة السياسية إذ لم يعد بمقدورها الحفاظ على شرعيتها من خلال خوضها للانتخابات التي تعتبر حقا للجميع، وهي بذلك ترفض إحداث أي تغير أو تطور على النظام السياسي وتبقى تتمسك بمواقفها التقليدية في عملية أحداث التغيير متخذة من انقلابها على الشرعية الفلسطينية وسيلة لتحقيق كافة أغراضها السياسية إذ أن حماس وجدت أن العملية الديمقراطية لا تحقق أهدافها وأغراضها.
حماس وفي خطابها السياسي كانت تركز على عنصرا مركزيا وكنت تطالب دائم بمنع التفرد في اتخاذ القرار.. ألا تشكل الانتخابات علاجا جذريا لاتهامات حماس هذه بحيث تكون الانتخابات وإفرازاتها حكما نزيها لادعاءات حماس.
تهرب حماس من إجراء الانتخابات يحمل لغزا عميقا لان هذه الانتخابات ستكون المعيار الأخير في الحكم على حماس وشرعيتها فإذا جرت الانتخابات بموافقة حماس وخسرتها فإنها ستكون بداية النهاية لها ولمشروعها إما أن تخسر حماس الانتخابات وهي ترفضها وترفض المشاركة فيها فعندها تحاول رفض نتائجها والتشكيك بشرعيتها والادعاء بصحة طرحها.
ما يثير مخاوف حماس في العملية الديمقراطية برمتها حسابات سياسية داخلية حيث تعتبرها المحك الرئيسي في تحديد شرعيتها وفي المقابل تتخوف حماس من ان تؤدي الانتخابات القادمة من توفير الشرعية السياسية وتجديدها للقيادة الفلسطينية وهي التي ظلت تتغنى بشرعيتها وتعتبر نقطة الانطلاقة في تأكيد هذه الشرعية هي الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006 اذ ان مفهوم الديمقراطية في ثقافة حماس هي ان تجرى الانتخابات لمرة واحدة في التاريخ.

مركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا