الرئيسيةتقاريرشموع المسيرةمحمد أحمد صالح سكيك (أبو علاء)

محمد أحمد صالح سكيك (أبو علاء)

بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب

الذكرى الثالثة لرحيل الحاج/ محمد أحمد صالح سكيك (عميد عائلة سكيك) ومدير عام وزارة الاتصالات والبريد سابقاً والذي أنتقل إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 19/7/2013م في غزة.
الحاج/ محمد أحمد صالح سكيك من مواليد مدينة غزة بتاريخ 1/8/1927م لأب ثري من كبار المقاولين في قطاع غزة، وأحد رجالات عائلة سكيك في القطاع، حيث كان والده عضو في المجلس البلدي لقطاع غزة، وأخوه الأكبر الأستاذ/ صالح سكيك (أبو نافذ) كان يشغل منصب مدير عام الأشغال العامة، وأخوه الثاني المرحوم/ عادل سكيك (أبو أحمد) عضو للمجلس البلدي لقطاع غزة أيضاً، ونشأ في أسرة عريقة عرفت بوطنيتها ومقاومتها للاحتلال.
الحاج/ محمد أحمد صالح سكيك، هو العميد الخامس لآل سكيك، وهو الابن الخامس للعميد الأول لآل سكيك المرحوم الحاج/ أحمد صالح سكيك، حيث تولى شرف عمادة آل سكيك الكرام بالتزكية من عموم الجمعية العامة لآل سكيك عند عودته إلى أرض الوطن عام 1994م، بعد غياب طويل خارج الوطن للعمل والنضال الوطني.
أنهى دراسته الثانوية في غزة عام 1945م من مدرسة فسلطين الثانوية للبنين، وذهب إلى القدس حيث درس هندسة الاتصالات السلكية واللاسلكية في القدس زمن الانتداب، وتفوق في دراسته وأكمل دراسته التعليمية في بريطانيا وتخصص وبرع في مقاسم فيلبس في هولندا وحصل على لقب (فيلبس مان) عام 1952م.
كان الحاج/ محمد سكيك رياضياً منذ الصغر فقد أحب السباحة وألعاب القوى وكان عضواً مؤسساً في نادي غزة الرياضي منذ عام 1943م وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة، مثل فلسطين في الدورة العربية لألعاب القوى في بيروت عام 1956م، وحصل على الميدالية الذهبية في ألعاب القوى (القرص والرمح).
كان الحاج/ محمد سكيك عضواً في المجلس الأعلى لرعاية الشباب في عهد الإدارة المصرية، وكان له شرف حمل الشعلة من مدينة غزة حتى مدينة العريش المصرية في أعياد النصر.
غادر قطاع غزة عام 1958م إلى السعودية حيث عمل مديراً لسنترال مدينة جدة وحتى عام 1960م حيث عاد إلى غزة ومنها توجه إلى المملكة الليبية حيث عمل هناك كرئيس لقسم الاتصال الدولي والمقاسم العامة والراديو الدولي ومن ثم أصبح مدير لدائرة التخطيط العام في وزارة الاتصالات في طرابلس عام 1975م.
في ليبيا كانت بدايات عمله الوطني فحبه لفلسطين جعل عطائه لا حدود له وذلك لخدمة فلسطين وأبناءها في المهجر، فكان الحاج/ أبو علاء أخ لكل فلسطيني يأتي إلى ليبيا وبيته في طرابلس بيت فلسطين، ولا عجب أن يكون أول لقاء للشهيد الرئيس/ ياسر عرفات بالجالية والشخصيات الفلسطينية في ليبيا في بيته، هذا وقد تشكلت في كل من طرابلس وبنغازي لجان تنظيم حركة فتح في ستينيات القرن الماضي كان من بينها الحاج/ محمد سكيك، وابو نبيل السراج، وجرير القدوة، وزيد وهبة وآخرون..
رأس الحاج/ محمد سكيك أول مؤتمر شعبي في ليبيا عام 1963م، وبعضوية كل من د. أحمد صدقي الرجاني، وكمال السراج أبو نبيل وعز الدين السراج.
كان محباً للعمل النقابي فقد عمل رئيساً للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في ليبيا، وكذلك أنتخب أميناً عاماً مساعداً للاتحاد العام لنقابات عمال النفط والمناجم عام 1977م، وممثلاً للنقابة العربية في حوض البحر المتوسط عام 1979م.
عين الحاج/ محمد سكيك عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني عن النقابات الفلسطينية عام 1979م، وكان كذلك رئيساً للمجلس الأعلى للمنظمات الشعبية في ليبيا عام 1981م.
سافر إلى معظم دول العالم لحشد الدعم لفلسطين ونقابات فلسطين والقضية الفلسطينية.
كان له نشاطاً تنظيمياً بارزاً في حركة فتح على الساحة الليبية فكان عضواً في لجنة إقليم ليبيا، كما كان له نشاط بارز في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وفي دعم المؤسسات الطبية الفلسطينية بالدواء والأجهزة والمعدات الطبية وجمع التبرعات من ليبيا، وانتخب عضواً في الأمانة العامة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
بقي الحاج/ محمد سكيك في ليبيا قرابة الخمس والعشرون عاماً من 1960م – 1985م، حتى تم ترحيله منها بناء على طلب من السلطات الليبية لحضوره المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد في عمان أواخر عام 1984م.
بعد عودته إلى قطاع غزة عام 1994م صدر قرار من السيد الرئيس/ أبو عمار بتعيين الحاج/ محمد سكيك مديراً عاماً لوزارة الاتصالات والبريد في غزة والضفة، حيث قام بإعادة ترتيب منظومة الاتصالات وتحديث مقاسمها وربط مقاسم الوطن بشبكات الألياف الزجاجية، كما كان له الدور الرئيس في توصيل الاتصالات إلى مطار غزة الدولي، وكذلك كان له الفضل في حصول فلسطين على كود عضوية جمعية هواه اللاسلكي في العالم، والحصول على كود دولي في الاتحاد الدولي للاتصالات عام 1997م، وكذلك كان له السبق في إصدار أول طابع بريد فلسطيني بحضور الرئيس/ ياسر عرفات.
عمل الحاج/ محمد سكيك بعد عودة السلطة الوطنية رئيساً لنادي المشتل الرياضي الذي ازدهرت فرقة الرياضة، دعم العديد من البطولات والمهرجانات وكانت له مساهمات كبيرة في مشروع تكريم قدامى الرياضيين، وكان من أبرز الداعمين للحركة الرياضية لا سيما اللجان الوطنية للساحات الشعبية، كذلك لم ينقطع عن تواصله مع الفرق والمنتخبات والكوادر الرياضية الفلسطينية بالخارج والداخل.
شارك الحاج/ محمد سكيك في معظم المناسبات والملتقيات والمؤتمرات الرياضية والوطنية التي أقيمت على أرض الوطن، وهو من أبرز المؤمنين بفكرة دمج الأندية وإبداء الاستعداد الدائم بالتعاون في هذا المجال.
تم تكريم الحاج/ محمد سكيك من قبل اللجنة الوطنية بوسامها تقديراً وإجلالاً لمواقفه المخلصة والمنتمية للوطن والقضية.
انتقل الحاج/ محمد سكيك إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 19/7/2013م أثر المرض بعد رحلة طويلة من العطاء والعمل والنضال، ونكران الذات، تاركاً خلفه سمعته الطيبة، ومآثره الحميدة الخلاقة، حيث كان مثالاً للعطاء وحسن الخلق.
الحاج/ محمد أحمد سكيك رجل ورع وتقي ومؤمن يخاف الله في كل شيء وملتزم بالقيم السامية التي تربى عليها وعاش بها في أسرته.
كان الحاج صاحب حكمة ورؤية، وكان مدافعاً صلباً، أعطى الكثير لشعبه ووطنه ودافع عن قضية شعبه بكل صدق وإخلاص.
كان الحاج/ محمد سكيك يعمل بصمت، ولم يزاحم أحداً يوماً على منصب أو موقع وهو يستحق أعلى وأرفع من كل المواقع والمناصب التي شغلها بكل جدارة واحترام.
لقد كان المؤتمن في شغل هذا الموقع وكان يتمتع بثقة عالية من الشهيد الرئيس/ ياسر عرفات.
كان عصامياً ومميزاً في عطائه وانتمائه لوطنه وقضيته وعقيدته حيث تميز بالصدق والأمانة والإخلاص.
كان ذو كرم محمود وسخاء غير محدود لمن هم أحق بالمساعدة، ولطالما رادوه حلم العودة إلى أرض الوطن، فهي قضيته وشغله الشاغل في فترة الاغتراب البعيد.
قول مأثور عن المرحوم الحاج الحاج/ محمد أحمد سكيك (أبو علاء):
(تذكروا دائماً أن السعداء هم من يعطون الكثير لا من يأخذون الكثير، وعدد السنوات ليس مقياساً للحياة، ولكن حياتنا الحقيقة تكمن في السنوات التي لها قيمة فعلية في العطاء والتعاون هو الإيمان الذي يقود إلى النجاح).
رحم الله الحاج/ محمد أحمد سكيك (أبو علاء) واسكنه فسيح جناته.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا