بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب
الذكرى الثالثة لرحيل سفير دولة فلسطين بالعراق/ دليل ميخائيل القسوس والذي أنتقل إلى رحمة الله تعالي يوم السبت الموافق 20/07/2013م، وهو على رأس عمله سفيراً لدولة فلسطين بالعراق.
السفير/ دليل ميخائيل القسوس ينحدر من عائلة أردنية من مدينة الكرك حيث ولد هناك عام 1951م، تلقي تعليمه الأساسي والثانوية في مدينة الكرك، والتحق بصفوف الثورة الفلسطينية عام 1970م، وعند التحاقه بالجامعة أصبح دليل القسوس عضواً في الهيئة التنفيذية لطلبة الأردن.
عمل دليل القسوس في الاعلام الموحد الفلسطيني في لبنان حيث كان مسؤولاً عن الشؤون الإدارية والمالية لعدة سنوات و عمل كذلك في السلك الدبلوماسي الفلسطيني والتي تدرج خلالها في وزارة الخارجية إلى أن عين سفيراً لدولة فلسطين في العراق.
قدم السفير/ دليل ميخائيل القسوس تجربه رائدة في العمل النقابي والاعلامي والسياسي بكفاءة واقتدار، وبقي صامداً في بغداد أثناء غزوها واحتلالها، وتعرض لتهديدها لإغلاق سفارة فلسطين، فكان قائداً في مهمته في ظل علم فلسطين المرفوع في سماء بغداد، رمزاً لفلسطين في عمق قلبها القومي.
توفي سفير دولة فلسطين لدى العراق/ دليل ميخائيل القسوس في الساعات الأولي من صباح يوم السبت الموافق 20/07/2013م وهو على رأس عمله سفيراً لدولة فلسطين في بغداد، وقد نقل جثمانه الطاهر إلى مسقط رأسه في مدينة الكرك الأردنية جنوب المملكة وورى الثرى هناك، حيث عاد جسده إليها بعد أن قدم لفلسطين نبض قلبه وأحسن سنوات عمره.
هذا وقد نعي السيد الرئيس/ محمود عباس “أبو مازن” السفير دليل القسوس الذي وافته المنية في بغداد، وقد نعت حركة فتح ووزارة الخارجية الفلسطينية السفير/ دليل القسوس، حيث جاء في بيان النعي:-
لقدم قدم السفير/ دليل ميخائيل القسوس حياته فداء للقضية المركزية للأمة العربية، قضية فلسطين العادلة، حيث كان واحداً من الأشقاء العرب الذين اعتنقوا الهوية النضالية الفلسطينية، واتخذوها ضميراً شخصياً ووطنياً ومنارة فكرية وثقافية وتحررية، فكان فلسطينياً وهو الأردني الشقيق، وكان مثالاً ونموذجاً للعلاقة المصيرية والأخوية بين الشعبين الفلسطيني والأردني، إذ أعطي السفير لفلسطين بإخلاص وصدق ونكران ذات وكرم اخلاق مميز، برز جلياً في مهامه التي كان خلالها يمثل فلسطين ومنظماتها الشعبية ومؤسساتها الوطنية والدبلوماسية منذ أن كان الراحل/ دليل ميخائيل القسوس، عضواً في الهيئة التنفيذية للاتحاد العام لطلبة الأردن، والتحاقه بحركة فتح عام 1970م مروراً بمسؤولياته في مجلة فلسطين الثورة، وخطواته الناجحة في السلك الدبلوماسي الفلسطيني منذ العام 1980م، حتى تعيينه سفيراً لدولة فلسطين في العراق، حيث ارتفعت روحه الطاهرة وهو على رأس عمله سفيراً لدولة فلسطين في العاصمة العراقية بغداد، وعاهدت حركة فتح روح الشهيد/ القسوس أن تبقي على عهدها بالوفاء للمبادئ التي من أجلها أنخرط المناضلون العرب في صفوفها وأن تبقي حاضنة كل المؤمنين بالحرية والاستقلال لفلسطين وشعبها.
لقد كان السفير/ دليل ميخائيل القسوس يقدم خدمات جليلة لأبناء شعبه الفلسطيني الذي يعانيه نتيجة ما يتعرض له أهلنا اللاجئين في العراق، وكان خير سفير لتمثيل دولة فلسطين في عراقنا الشقيق.
رحم الله السفير/ دليل ميخائيل القسوس وأسكنه فسيح جناته
