ترفض حركتنا كل محاولة تريد ان تفرض موقفا بالقوة على الناس ، خارج مناخ الديمقراطية وأشكالها واصولها المتبعة في كل مناطق العالم. فالانتخابات والنظم البرلمانية ، او المختلطة هي الوسائل الامثل لتداول السلطة ونشر الاراء والمواقف ، من خلال انتخابات هادئة نزيهة ، يدلي فيها الناخبون بأصواتهم بشكل حر ، دون ضغط او تأثير او اكراه من أي طرف .
والانقلابات اين حصلت ، نحن ضدها من حيث المبدأ ، ومن حيث الشكل ومن حيث النتائج ، فنحن اكثرمن اكتوى وما زال بنار الانقلاب الذي أقدمت عليه حركة حماس بقوة السلاح ، الذي وجه لصدر الاخ وحتى الاب والام في قطاع غزة قبل عشرة اعوام ، دون اعتبار لقيم انسانية او قيم دينية او قيم وطنية ، طالما حرمت الاقتتال الداخلي واعتبرت الدم الفلسطيني محرما في كل الظروف والاحوال.
اننا نعاني وكل شعبنا من نتائج الانقلاب الذي قسم الوطن ، واحدث خلخلة اجتماعية ، بحاجة الى المعالجة والعلاج ، واعادة الحقوق لمن هضمت حقوقهم ، وجرى الاعتداء عليهم وعلى أسرهم وأبنائهم ، وإراقة دمائهم ، عبر لجنة المصالحة المجتمعية التي شكلت لهذه الغرض ، اضافة الى لجان كان يجب ان تبدأ عملها وتواصله للوصول الى النتائج المرجوة ، وانهاء هذا الانقسام ونتائج الانقلاب ، الذي وضع القضية وجهود السعي لحلها على اساس الحقوق الثابتة المشروعة ، في وضع صعب معقد . اضافة الى ما ابداه من صورة مشوهه لشعبنا ، ولنضالنا امام الاشقاء والاصدقاء وكذلك امام الاعداء ، الذين يستغلون نتائج ما جرى ابشع استغلال ، في موقفهم السياسي المتعنت المتحدي للارادة الدولية ولمبادىء القانون الدولي ، وللقرارات التي صدرت عن مؤسسات الامم المتحدة بشأن الصراع ، ويستغلونه كذلك في الجانب الدعائي والاعلامي للاساءة البالغة لنا .
لقد مارسنا الديمقراطية طوال مسيرة ثورتنا ، واشعناها ديمقراطية في غابة البنادق ، وأجرينا انتخابات تشريعية ورئاسية عام 1996 م ، وقمنا بإجراء انتخابات مماثلة عام 2006م ، وكررنا الانتخابات المحلية للمجالس البلدية والقروية عدة مرات ، وها نحن حددنا موعد انتخاباتها الجديدة في تشرين الاول من هذا العام.
لقد كانت دهشتنا بالغة عندما سمعنا متحدثي حماس ، يرددون قولهم انهم ضد الانقلاب ومع الديمقراطية في تركيا ، هذه الدهشة نبعت من ادراكنا لموقف حماس المدافع عن الانقلاب والمتمسك به حتى الان والرافض لانهاء نتائجه، بما يخدم الوطن واهداف الشعب ، فالممارس للانقلاب ، ورافض الشراكة من حيث المبدأ، لا يقف ضد انقلاب في اي مكان الا اذا كان الانقلاب مستهدفا لحلفائه.
ونحن اذ نقف الى جانب الشعب التركي في رفضة للانقلاب ولحكم العسكر وتمسكه بالديمقراطية طريقا لصياغة حياته السياسية ونظامه السياسي ، فإننا ندين الانقلاب والانقلابين ، وندين الانقلاب الذي قامت به حركة حماس في وطننا ، ونطالبها بالعودة عنه ، والاحتكام عند ذلك لصندوق الاقتراع ، الذي التزمنا سابقا بما قرره ولن نعترض يوما على نتائجه سواء كانت في صالحنا ام لم تكن .
الرسالة الحركية الاسبوعية لمفوضية الاقاليم الخارجية