الرئيسيةأخباراسرائيليةاحتكاك عسكري اسرائيلي محدود في غزة لتفوز "حماس" بالبلديات

احتكاك عسكري اسرائيلي محدود في غزة لتفوز “حماس” بالبلديات

تحت عنوان: الصاروخ الغزي وفر (لإسرائيل) فرصة تكتيكية للعمل ضد منشآت حماس العسكرية.

· يكتب عاموس هرئيل، في “هآرتس” ان القصف الاسرائيلي، مساء الاحد في قطاع غزة، كان استثنائيا. فلقد هاجم سلاح الجو عددا كبيرا من الاهداف، نسبيا، في اكبر عملية قصف منذ انتهاء الحرب الأخيرة قبل عامين. إسرائيل وحماس لا توضحان ما الذي تم مهاجمته تماما، رغم ان الجانبان يعرفان الجواب كما يبدو. يمكن الافتراض انه الى جانب عامل الردع، تم هنا استغلال فرصة تكتيكية – رغبة اسرائيلية بتدمير عقارات عسكرية لحماس. واطلاق الصاروخ على سديروت من قبل احد التنظيمات الفلسطينية وفر المبرر الملائم.

· رغم قوة الهجوم، يبدو ان (اسرائيل) بذلت جهدا لمنع اصابة المدنيين. لقد تم التبليغ من غزة عن اصابة واحدة طفيفة، وعدة مصابين بالصدمات. في هذه الظروف، يبدو الان ان حماس لا ترى نفسها ملتزمة بالرد. وحاليا يبدو بأن مصلحة الجانبين الأساسية – عدم الرغبة بمواجهة عسكرية خلال الصيف الحالي – لا تزال على حالها.

· في الخلفية تقف مسألة تأثير وزير الأمن افيغدور ليبرمان، على السياسة الاسرائيلية. عندما كان المثلث السياسي – الامني، مؤلفا من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وزير الامن السابق موشيه يعلون، ورئيس الاركان السابق بيني غانتس (وبعد ان تم استبدال الاخير بغادي ايزنكوت)، كان الموقف الاسرائيلي من غزة واضحا. لقد رغب نتنياهو بالامتناع قدر الامكان عن المواجهة، وبالتأكيد عن الحرب البرية، ولم يعتقد ان عملية اسقاط سلطة حماس تساوي المخاطر المنوطة بها. وقد اتفق معه في ذلك قادة الجهاز الأمني.

· لكن ليبرمان يعتقد غير ذلك، ووصل الى منصب وزير الامن بعد فترة وجيزة من تقييد نفسه بتصريحات عدوانية ضد حماس. هذه التصريحات تستخدم الآن من قبل منتقديه في وسائل الاعلام وخصومه في اليسار، من اجل مهاجمته على ضعفه. ليس كل شيء مسألة سياسية في معايير الامن، لكنه يصعب استبعاد امكانية وجود ابعاد معينة لهذه الانتقادات على القرارات المتعلقة بالهجوم الاستثنائي امس.

· هل يمكن لهذه السياسة الشديدة ان تقود الى مغامرة عسكرية؟ نتنياهو لا يبث أي اهتمام بذلك، ويبدو الان، انه صاحب القرار الأخير في الجانب الاسرائيلي. وتملك حماس ايضا معايير خاصة بها، تدعم الانضباط. وقد ادعت مصادر فلسطينية في غزة ان اجهزة الامن هناك اعتقلت عدة نشطاء في احد الفصائل الفلسطينية، بشبهة الضلوع في اطلاق الصاروخ. وقال محمود الزهار، احد قادة الحركة، ان جولة العنف الحالية انتهت بالنسبة لتنظيمه. وتم نقل رسائل مشابهة الى (اسرائيل) عبر قنوات سرية ايضا.

· يبدو ان الأولوية القصوى بالنسبة لحماس هي تحقيق فوز مقنع في الانتخابات البلدية التي ستجرى في المناطق الفلسطينية في الثامن من أكتوبر. لقد فاجأت حماس السلطة الفلسطينية (والاستخبارات والقيادة في إسرائيل) بقرارها المشاركة في الانتخابات هذه المرة. وحذر مسؤولون كبار في الجهاز الأمني السلطة الفلسطينية من انه سيكون من الخطأ الموافقة على إجراء الانتخابات في هذه الظروف.

· في هذه الأثناء، يعتقد قادة السلطة الفلسطينية وحركة فتح انهم سيفوزون في الانتخابات بسهولة. لكن حماس اثبتت بالفعل في الماضي، قدرتها على قيادة تنظيمات سياسية فعالة، حتى في الضفة الغربية، تحت حكم السلطة الفلسطينية. وهناك اعتبار آخر في صالح ضبط النفس من جانب قيادة حماس: قيادة التنظيم راضية عن الحل المؤقت لأزمة الرواتب بعد موافقة (إسرائيل على تحويل الأموال من دول الخليج لدفع رواتب عشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين في غزة.

· ربما تكون سياسة حكومة نتنياهو الحالية – حرب اعلامية ضد السلطة على الحلبة الدولية، وبطء متعمد في الساحة السياسية (تعتبر سلطة عباس في الضفة الغربية شريكة فيها) ودرجة من الاحتكاك العسكري مع حماس – تخدم بالذات حماس في جهودها لكسب المزيد من الشعبية بين سكان الضفة الغربية وقطاع غزة قبل الاشتباك السياسي وجها لوجه مع السلطة في الانتخابات.

كتب عاموس هرئيل

نقطة واول السطر

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا