الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمبصراحة .. نحن نمارس العمى الارادي ..

بصراحة .. نحن نمارس العمى الارادي ..

قبل حوالي العام .. قامت السلطة بحملة في مخيم بلاطه استمرت لفترة ليست قصيرة وصلت الى الاشتباك بالاسلحة بشكل يومي وعنيف جدا من الطرفين .. في حينه لم يرفض الحملة الامنية سوى ابناء مخيم بلاطه .. وكانت المواقع الاخرى تنادي (باجتثاث الفلتان ) ..
بعدها تعاملت السلطة بنظام الصفقات لغالبية المطلوبين في كافة انحاء المحافظة .. بحيث يسلم المطلوبون انفسهم وقد حدث وذهبوا للمحاكم وافرج عن غالبيتهم بل وتلقى البعض منهم مساعدات وتم توظيف بعضهم على اعتبار ان سبب الفلتان الامني هو اجتماعي واقتصادي وليس امني بحت ..
حتى وصلنا الى حادثة ابناء الكردي الذين قتلوا الشهيدين عنان و عدي الصيفي .. هم محسوبون جغرافيا على منطقة خارج اي معادلات قوة وتقريبا كانوا هم القوة الوحيدة بها .. لذلك .. طالب الجميع باعدامهم ميدانيا .. اؤكد .. الجميع طالب باعدامهم ميدانيا .. علما ان صبري الكردي كان مطلوبا سابقا وايضا تلقى مساعدات لاكثر من مره .. وكل مساعدة كانت تستعمل لشراء المزيد من الذخائر ..
هروب صبري الكردي الى منطقة كفر قليل (قريتي) وهي اقرب القؤى اليه جغرافيا وتربطه علاقات طبيعية كثيره مع كثيرين من ابناء القرية .. ادخل القرية الى مربع الاستهداف الامني بحيث ان اجهزة الامن علمت ان البعض قدم له المساعده بمستويات مختلفه .. اكبر مساعده قدمت له كانت توصيلة بسياره من شبان على بساطتهم وليس عن سابق اصرار ورضى عن اعماله وبحيث ان الجميع اعتقد ان ما قام به صبري هو دفاع عن النفس ليس نية مسبقة للقتل ..
قامت الاجهزة بحملة اعتقالات ضخمه في القرية وكل من ادرج اسمه كمطلوب قام بتسليم نفسه دون وساطات او ترتيبات ولا زال 90% منهم داخل سجن اريحا بتهم مختلفه ..
ايضا هذه الحملة نالت رضا بل والتشجيع العلني من كل المواقع الاخرى واتهمت كفر قليل بالشراكة بالقتل على السنة الغالبية ..
استمر النشاط الامني بعد حادثة استشهاد عنان وعدي مع رضى من الغالبية عن الاداء الامني حتى اللحظة التي استشهد فيها اثنين من العسكريين اثناء محاولتهم ملاحقة مطلوبين او مداهمة منزل لمطلوب .. تم قتل العسكري الاول لدى وصولهم .. والثاني تم قتله حين حاول سحب جثة زميله .. واصيب اخرين عن سابق اصرار وترصد من القتله فيما تم وصفه بأنه كمين محكم ..
هنا .. طالب الجميع وخاصة من خارج البلدة القديمه بالثأر والاعدام ووووو وما ان بدأت عملية البحث عن الجناة حتى ظهر رفض اهل البلده القديمه ولم يخفى رضا بقية المواقع .. على قاعدة ( طول ما راسي بخير ) ..
تم اعتقال البعض وقتل اثنين قيل رسميا انهم اطلقوا النار على الامن واصيبوا وتوفوا جراء هذا الاشتباك ..
بدأ صوت الرفض يبدو اكثر ارتفاعا ايضا من داخل البلده ولم يظهر حتى تلك اللحظة رفض شعبي من خارجها ..
الاعتقالات التي جرت قادت الى اعترافات محدده وواضحه بالاسماء والتفاصيل الكاملة قادت لاعتقالات اخرى لاشخاص شاركوا فعليا بعملية القتل اضافة الى ضبط اسلحة وذخائر اضافة الى استعادة قطعة السلاح التي سرقت من الرقيب الشهيد شبلي ..
استمرت العملية الامنية وباصرار كبير من الامن حتى الوصول لانهاء هذا الملف نهاية تامه بحيث اصبح عمليا لدى الامن صورة كاملة ..
بشكل متاخر .. تداعت وجوه ومفاصل المدينه ووضحت موقفها الداعي للحلحله مع استمرار النشاط الامني وكان الحديث عن مبادرة لتسليم المطلوبين انفسهم للامن ..
الامر لم يحدث حتى مساء امس كما قيل واستمرت العملية الامنية حتى اعتقال المرحوم ابو العز حلاوة والذي قتل كما عرفنا رسميا على يد عسكريين نتيجة الضرب المبرح ..
من وجهة نظري استطيع ان احلل سبب ما حدث تحديدا مع ابو العز .. ربما اعتقد العسكريين ( الواثقين حسب معلوماتهم بأن ابو العز كان يقف خلف كل الحدث ) ان تقديم ابو العز للعدالة او للمحاكمة سينهي المسالة بحكم القانون بحكم قضائي لا يتجاوز 6 اشهر بحيث يحمل المطلوبين الذين تم قتلهم في البداية تهمة قتل العسكريين وعليه قانونيا يخرج من الامر بريئا كما حدث في كثيييير من القضايا السابقه ومعروفه ومتداوله بين الناس .. حيث انهم ايضا يعرفون ان اسلوب التحقيق الحالي لا يستطيع انتزاع معلومات بسهولة من اي شخص له تجربة او خبرة بعمل اجهزة الامن … الطبيعي ان يغضب الناس مما حدث بحيث ان القتل مرفوض والتصرف الامني بخلفية شخصية ايضا مرفوض وهذا كان موقف حركة فتح الواضح في نابلس والمنسجم مع كافة المواقف في كافة ارجاء المحافظة ..
ليس من حق حماس ان تتحدث عن الامر كما ليس مقبولا ان ينزل البعض لمقارنة ما حدث ومحاولة شرعنته من خلال استعراض افعال حماس ..
محافظ نابلس اللواء اكرم الرجوب لم يعط اي امر بالقتل بل تحدث عما حدث فقط ..
خيرا فعلت الحكومة بتشكيل لجنة التحقيق وكل الثقة بالتزام الامن بها ومحاسبة كل من سجل اختراقا جوهريا اثناء مهمته ..
نابلس فعلا بحاجة ماسة للامن والامان .. ونابلس ليست البلده القديمه فقط والشهادة لله ان النشاط الامني الذي بدأ في الضاحية وانتقل الى كفر قليل وسالم ومخيم بلاطه ثم البلدة القديمه يجب ان يبقى مستمرا حتى يطال كافة مظاهر الانفلات في كل بقعة من محافظة نابلس وان يشتمل على كل شيء .. سيارات مشطوبة ومخدرات وسلاح وجرائم قتل ونصب واحتيال ..
خلاصة القول .. كلنا لدينا جانب من الانانية حين يتعلق الامر بنا او بمن يخصنا … ونتغاضى عن ما لا يخصنا شخصيا او مناطقيا .. بكل اسف ..

بقلم: خالد سليمان

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا