الرئيسيةأخبارعربية ودوليةالناشطون الإيرانيون بين "القتل والتهديد" في دولة العمائم الإيرانية

الناشطون الإيرانيون بين “القتل والتهديد” في دولة العمائم الإيرانية

لا تتوقف الدولة الإيرانية التي يقودها رجال الدين من عمائم آية الله الخميني عن إسكات أي صوت يعارضهم سواء بالقتل أو الترويع؛ ولذلك فجميع معارضيها تحت القصف الخميني وعلى رأسهم بالطبع النشطاء السياسين الذين يتم التخلص منهم بطرق شتى آخرها ما قامت به قوات خاصة من الأمن الإيراني بقتل ناشط من القومية التركية الآذرية بإطلاق النار المباشر عليه بعد محاصرة منزله في قرية تقع على الحدود الإيرانية- الآذرية، شمال غرب البلاد، وذلك أثناء اشتباكها مع شبكة تهريب مشروبات كحولية داخل القرية.

وبينما نقلت وسائل إعلام حكومية إيرانية عن رئيس محكمة ناحية خدا آفرين، أن المواطن صياد نجاد علي، قتل أثناء اشتباكات حصلت بين قوى الأمن ومهربي مشروبات كحولية في قرية “حسرتان” التي تقع على المثلث الحدودي الإيراني – الآذري – الأرمني، وأن شبكة التهريب المكونة من أعضاء إيرانيين وأجانب، حاولوا إدخال حمولة مشروبات كحولية تقدر بخمسة مليارات ريال (130 ألف دولار تقريبًا)، من حدود أرمينيا، عن طريق نهر آراس، وقد اشتبكوا مع الشرطة؛ حيث قتل أحدهم أثناء تبادل إطلاق النار بين البلدين”.
لكن موقع “آراز نيوز” الذي يغطي أخبار إقليم آذربيجان الإيراني، نقل عن طاهرة علي بور، زوجة المقتول، قولها: إن دائرة الاستخبارات أبلغتهم بأن صياد قتل عن طريق الخطأ، بينما كان عناصر الأمن يبحثون عن شخص آخر من أعضاء شبكة تهريب المشروبات الكحولية، وقالت زوجته: إن الاستخبارات أحالت الملف إلى المحكمة، وسط أنباء عن أن السلطات تنوي دفع دية المقتول لأسرته تفاديًا للغضب الشعبي من جهتهم، وقع أهالي القرية على عريضة طالبوا خلالها السلطات بفتح تحقيق عن ملابسات الحادث وتقديم القتلة إلى العدالة بينما يقول ناشطون أتراك: إن هذا الناشط المدني قتل “عمدًا” على يد عناصر الأمن.

وفي نفس سياق استهداف الناشطين قالت نجيبة صالح زادة الناشطة الإيرانية: إن محكمة الثورة بمدينة سقز في محافظة كردستان غرب إيران اتهمتها بـ”الدعاية ضد النظام” و”إهانة المرشد” عبر صحفة بـ”فيسبوك”، وأن الصفحة التي تتهمها المحكمة بإدارتها، يديرها شخص مجهول باسم مختلف لكنه وضع رقم هاتفها النقال على الصفحة، وهو الدليل الذي تتمسك به المحكمة ضدها وتقول نجيبة، وهي زوجة الناشط المعروف محمود صالحي، إن المحكمة تتهمها بنشر مواضيع مضادة للجمهورية الإسلامية، في حين لا تمتلك أي حساب على موقع التواصل “فيسبوك” بل وتنوي إيران فرض مزيد من القيود على مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، عبر إلزامهم باستخراج تصريح أو رخصة لاستخدام تلك المواقع.
وأعلن أبو الحسن فيروز أبادي، أمين المجلس الأعلى للإشراف على شبكات الإنترنت، في سبتمبر 2015م ، عن مشروع جديد يستهدف استخراج تصاريح لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. وفي حدث مشابه، اعتقل الحرس الثوري في محافظة كلستان شمال إيران امراة اتهمتها المؤسسة العسكرية الإيرانية بالنشاط ضد النظام عبر موقع التواصل الاجتماعي “تلغرام”. وقال مهدي حسيني تبار، مسئول العلاقات العامة في الحرس الثوري بمحافظة كلستان: إن امرأة في الـ33 من عمرها قامت بتأسيس مجموعات عبر “تلغرام” تنشر فيها مواد ضد مبادئ الثورة الإسلامية، من بينها إهانة الدين وأئمة الشيعة.

يذكر أنه في أغسطس 2016م نفذت السلطات الإيرانية الإعدام سراً ضد ثلاثة ناشطين عرب أهوازيين، هم كل من قيس عبيداوي (26 عامًا) وشقيقه أحمد عبيداوي (21 عامًا) وزميلهما سجاد بلاوي، بتهم “القيام بأعمال مسلحة وتهديد الأمن القومي”، ونقلت وكالة “نادي المراسلين الشباب” التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، عن دائرة العلاقات العامة بمحاكم الأهواز أن حكم الإعدام ضد هؤلاء المعتقلين نفذ صباح الأربعاء 17 أغسطس 2016م.
وكان المتحدث باسم سلطة القضاء الإيرانية، غلام حسين محسني إيجئي، أعلن في يونيو 2016م، مصادقة ديوان القضاء الأعلى في طهران، على أحكام الإعدام الصادرة ضد هؤلاء الناشطين الثلاث، إضافة إلى أحكام السجن الطويلة ضد 4 ناشطين آخرين وهم كل من محمد حلفي (25 عامًا) وقد حكم بـ 23 عامًا سجنًا والإبعاد لسجن مدينة يزد (وسط إيران)، ومهدي صياحي وقد حكم بالسجن لـ35 عامًا والإبعاد لسجن مدينة يزد أيضًا، ومهدي معربي الذي حكم بالسجن 25 عامًا، وعلي عبيداوي الذي حكم بالسجن 25 عامًا أيضًا.
واتهم القضاء الإيراني هؤلاء الشبان السبعة بـ”محاربة الله” و”الإفساد في الأرض” و”تهديد الأمن القومي” من خلال “تشكيل مجموعة مسلحة” و”تنفيذ عملية اغتيال ضد 3 من عناصر الحرس الثوري من خلال إطلاق النار من على دراجة نارية” في أبريل 2015 في قرية الكمبوعة التابعة لقضاء الحميدية، غرب الأهواز؛ حيث سقط ثلاثة من عناصر الحرس المرافقين للقوافل التي تزور المناطق الحربية الحدودية بنيران مسلحين مجهولين، بينما تقول منظمات حقوقية- من بينها منظمة حقوق الإنسان الأهوازية-: “إن هذه التهم وأحكام الإعدام والسجن الطويل صدرت عقب محاكمات خلف الأبواب المغلقة ودون السماح للمتهمين بالدفاع عن أنفسهم؛ حيث أجبروا على الإدلاء باعترافات قسرية تحت التعذيب في زنزانات دائرة الاستخبارات الإيرانية في الأهواز”.

وتأتي هذه الإعدامات ضد النشطاء العرب في الأهواز بعد تنفيذ إعدامات جماعية ضد عشرات الناشطين الأكراد، وفي ظل تصاعد موجة الإعدامات في أنحاء إيران خاصةً ضد أبناء القوميات، فسرها مراقبون بأنها تأتي في إطار سياسة بث الخوف والرعب في مواجهة الانتفاضات الشعبية خاصة في مناطق القوميات، مما سبق نستطيع التأكيد على أن الدولة الإيرانية التي يقودها رجال الدين من عمائم آية الله الخميني لن تتوقف عن إسكات أي صوت يعارضهم سواء بالقتل أو الترويع، وأن النشطاء السياسيين على رأس هذه القائمة التي لن تنتهي.

بوابة الحركات الاسلامية

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا