الرئيسيةمختاراتاخترنا لكممضامين التعبئة الفكرية في “الاخوان المسلمين” و”حماس”-القداسة والولاء

مضامين التعبئة الفكرية في “الاخوان المسلمين” و”حماس”-القداسة والولاء

في الحلقتين السابقتين في مضامين التعبئة[1] الداخلية في الاخوان المسلمين وفصيل حماس الفلسطيني تحدثنا عن المظلومية ولعب دور الضحية ثم تحدثنا عن فكر المؤامرة عليهم مع إنكار الآخر واليوم نصل الحلقة الثالثة من الحلقات العشر متحدثين عن القداسة والولاء

يغرم الاخوان المسلمين بالألقاب وابتدأ هذا من المرشد الأول الذي يطلقون عليه لقب (الإمام) رغم أنه مدرس لغة عربية ويطلقون عليه (فضيلة) المرشد ، واستمر معهم هذا الأسلوب بالتبجيل حتى اليوم ، وارتبط لاحقا ظاهريا بتقبيل اليد او تقبيل الرأس ، كما اصبحت الألقاب المختلفة التي تسبق الأسماء مثل الدكتور أو المهندس أو الأستاذ واجبة الكتابة كما تراها في مواقعهم الاعلامية وصحفهم وفي الاعلانات الضخمة في شوارع غزة (معالي رئيس الوزراء الأستاذ اسماعيل هنية كمثال) وليس في ذلك مظهر احترام نقدره أو مظهر اجلال فقط ، وإنما غرس حقيقي في النفوس الناشئة لدى الاخوان أنكم على مسافة بعيدة عن قيادتكم التي تفهم أكثر منكم ، فمن أنتم لتكونوا دكتور أو كمهندس أو …. ، وليس لكم أن تفكروا بأن يكون أي منكم اماما أو ان تتمتعوا بلقب (فضيلة) إلا ضمن شروط أتقنت قيادة الاخوان وحماس اسقاطها في روع الأعضاء كمسلّمات وبديهيات غير قابلة للنقض، وهي تمثلت في إهاب الطاعة المطلقة والانصياع بلا سؤال أو تفكير أو مخالفة مهما كانت للمراقب العام او المرشد العام او المسؤول المباشر، فالمتلقي ليس له إلا أن يكون كذلك وشتان بين موقع المرسل والمتلقي حيث لا انتقال بين المواقع إلا بشق الأنفس.

إضافة القداسة على التنظيم قد جاءت بشكل مقصود باعتقادي لإخضاع الاعضاء المنتمين للإخوان أو حماس (حيث يتكرر شعار الولاء والبراء والاستعلاء)، ورغم كل التبريرات التي تساق لمفهوم الطاعة العمياء او السلطة المطلقة للمسؤول الأول فإنها في الحقيقة قد أوجدت شيئين متناقضين داخل التنظيم الأول: هو التماسك الداخلي، والثاني هو التسليم والاستكانة وانتفاء روح النقد والمراجعة الى الحد الذي جعل تنظيم الاخوان المسلمين وبعد 85 عاما من انشائه لم يفد العالم الاسلامي بشيء على الصعيد الفكري او الثقافي او الفقهي، اللهم إلا ما ينسب لسيد قطب وأفكاره، فكيف لتابع أو مستقبِل أن يناقش شمسا مشرقة أو قائدا ملهما أو مقدسا . ان هذا لا يصح؟! ما افسد العقل وأذهب الأحلام، وجعل من الاعضاء كما هي الشغالات في مملكة النمل.

القداسة صفة متحركة ، وصفة لازمة بمعنى أنها ملازمة للدين، الذي يلقى في روع المسلم عندهم ألا يناقش فيه ما لا يعرف وإلا فمصيره جهنم ، وبالتالي لأن الإسلام يتم نقله عبر وسائل (أشخاص) فان ناقل المقدس مقدس ، سواء كتنظيم أوأشخاص ما ينسحب في الوعي، وفي إطار التعبئة على القيادات جميعا، وعلى مواقفهم المتناقضة مع البعض أو مع أنفسهم بحيث أنها تجد التبرير الدائم نظرا لعدم إمكانية إيجاد أي خطأ في مواقفهم واتجاهاتهم وأفعالهم لا سيما وأن قسم الإخوان (والتربية ضمن أسرها) قسم مقدس مرتبط بالبيعة للإمام وطاعته بلا تجاوز أو نقد كما يسقط في وعي الشخص.

القسم الإخواني بحد ذاته مقدس حيث يقسم بالله العظيم أن يكون مخلصا ليس للإسلام أو للدين الإسلامي أو لنبينا محمدا وإنما (لدعوة الإخوان المسلمين-ولا دعوة بلا دعاة) وهي دعوة بشرية مهما احتوت من أفكار نبيلة فيها من الصواب، كما فيها من الخطأ ما يجب اسقاطه أو تعديله . يعبر القسم عن ولاء مقدس يسقط على “المرشد” وعلى مؤسسيها وقادتها مالا يدركه الشخص العادي في الجماعة لأول وهلة، لأن قسمه في (المنشط والمكره) يضعه كما حال التابع لشيخه الصوفي أي (كالميت بين يدي المغسل) كما أشار ثروت الخرباوي في كتابه (سر المعبد)

في أثناء الانتفاضة الثانية في فلسطين (2000-2004م) صرخ أحد ائمة المساجد قائلا إنهم يسجنون الذين يوحدون الله فعاقبهم الله ، يقصد أن السلطة تحبس “حماس” فقصف الاحتلال مقرات السلطة ما هو مدعاة للشماتة من جهة (انظروا كم الفرح الهائل في ميدان رابعة العدوية عندما سمعوا باقتراب البوارج الأجنبية في ساحل مصر ظنا أنها لدعم الإخوان ، وانظروا توسل الشيخ يوسف القرضاوي بالأمريكان لضرب المسلمين في سوريا ، وانظروا قتلاكم في النار وقتلانا في الجنة التي تكررت في انقلاب غزة عام 2007 وفي مواجهات رابعة العدوية في مصر عام 2013)، وتقديس للذات أو الجماعة من جهة أخرى، وما كان من موسى أبومرزوق الذي يتميز برصانته وهدوئه في قيادة حماس إلا أن أوضح في مقابلة له مع الفجر الجزائرية عام 2013 ما وقر في نفسه والجماعة من تعبئة تقديسية تنزيهية للذات والتنظيم حيث صرح (أن العداء لحماس يأتي لخلفيتها الإسلامية) والأمثلة بهذا الصدد كثيرة ولك ان تجدها في تصريحات العشرات من قيادات حماس أو الاخوان.

إن آلية الربط المحكم بين قداسة التعليمات الإسلامية وبين التنظيم أو قياداته أصبحت حقيقة تجعل من المنتمي للتنظيم يشعر بتميزه عن الآخرين ليس لصلاته وصيامه واحترامه لجيرانه وعدم ايذائهم، وإنما لمجرد انه يحمل (الفكرة والمشروع الإسلامي) أو لمجرد أنه ينتمي للتنظيم (الإسلامي) ما يبرر له أن ينصاع بكل أريحية لقائده ، وما يبرر نظرة المغالاة إلى حد القداسة لقائده (في القداسة شعور أكثر من التبجيل بكثير إذ تتشابك عوامل الخوف والرجاء معا) ، وبالتالي المغالاة ضد من يخالفه إلى حد اتهامه بالكفر أو الزندقة أو الردة وبالخيانة كما امتلأت أفواه قيادات في حماس ضد مخالفيهم خاصة بعد (الحسم العسكري) في غزة عام 2007.

قال الناطق باسم طلبة حماس في بوليتيكنيك الخليل على قناة حماس غزة المسماة الأقصى التالي يوم 6/10/2013: (شنت أجهزة السلطة الصهيوأمريكية حملة كبيرة ومتغطرسة بحق كل ما هو إسلامي -على اعتبار أن حماس فقط هي ممثلة الله في البلاد- في الضفة الغربية وكل ما هو تيار ممانعة ومقاومة) ، وربما يحاجج البعض أن هذا طالب والطلاب معروفون بتهورهم أو اندفاعهم، ولدحض هذا الافتراء يقول صلاح البردويل من قيادات حماس في 9/10/2013 على قناة حماس الفضائية من غزة ردا على حديث لقائد الجيش الثاني المصري ضد حماس ما نصه (نحن وضعنا في خانة الإخوان المسلمون، أمامنا أحد الأمرين إما أن نتخلى عن الإخوان المسلمين ونقول أن لا علاقة لنا بدين الإسلام (؟) وربما يقبلوننا وربما لا يقبلوننا وأما نطبل كما يطبلون) وفي هذه العبارة الموجزة مزج متعمد وواضح بين الجماعة والإسلام بحيث أن لا تمايز بينهما في اسقاط معيب وخبيث في نفوس الأتباع والناس جميعا.[2]

وللإضافة في غيض من فيض يقول خليل الحية عضو القيادة السياسية لمنظمة حماس في مهرجان الجمعة 4/10/2013 في غزة تحت عنوان لبيك يا أقصى في تنزيه للذات وتبجيل : نأتي اليوم لنقول كلمة واحدة هي شعار هذا الإحتفال لبيك يا أقصى نزلزل بها الأركان ونضحي من أجلها بكل ما نملك، ألسنا الصالحين (؟!) ألسنا على طريق الأبرار(؟!) المجاهدين وألسنا من وقفنا في كل الميادين نقول لا للإستكانة ولا للهزيمة ولا للقبول بالعدوان ولا الظلم ولا الطغيان ولا الحصار.

ولم لا يكون ذلك رأيه وهنية يقول في خطاب له في 19/10/2013 في غزة (وما زالت حماس كذلك بفضل الله في قوتها ومنعتها ووحدة صفها وتماسك قيادتها والتحامها مع جماهير شعبها وجماهير أمتها في كل مكان.)

أسقط مفهوم القداسة في طريقه العقل، فافتقد التنظيم للتفكير كما افتقد للنقد الذاتي[3] ونفر واشمأز من المراجعات، ورغم أن كثير من قيادات “الإخوان” و”حماس” ممن درسوا العلوم التجريبية إلا ان المكون الأول للنشأة الذي ارتبط بالطاعة العمياء والقداسة قد قوّض الفكر العلمي التجريبي فيهم ، فمالوا نحو الأوهام والأحلام والتفسيرات غير العلمية لكثير من إخفاقاتهم التي أنكروها ولم يعترفوا بها في مصر وغيرها– إلا من رحم ربي من تلك القلة التي منها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الذي أشار في عديد المقابلات لأخطاء حصلت في غزة، أي أثناء الانقلاب عام 2007 من قبل حماس على السلطة – كما لم تعترف حماس بتشرذمها أو لنقل خلافاتها الفكرية ما هو طبيعي في أي تنظيم، وبأزماتها وفشلها في إدارة قطاع غزة أو إدارة العلاقات الوطنية، أو أدارة العلاقات الاقليمية أوفي ضبط طريقة تبني المقاومة والسلطة معا.

قداسة الفكرة والتنظيم والأشخاص وإن أشعرت القائد بأنه مرتبة أعلى وأسمى،[4] وأنه وصَفّ القيادة صفوة على من دونه إذ أنه من الخاصة والباقي من العامة ما يجد له سندا في التاريخ الاسلامي عندهم فان (منطقة الراحة) هذه للقائد هي نفسها منطقة الأزمة والعَنَت والصعوبة ، فكلما ارتفع معدل القداسة للرأي ، وهو الرأي المنزه أو العصي على النقد،[5] وفي الشخصية كلما اصطدم بالواقع السياسي المتغير ما يجعل من الصعب على هذا القائد الملهم أو المقدس أن يغير رأيه، وكأنه التف بالحبل في يده على رقبته، فإما العناد والاستمرار حتى يصطدم بالحائط ، وإما التراجع بسند شرعي يتم تكييفه كما يفعل الشيخ يوسف القرضاوي في كثير من فتاواه المؤيدة لمواقف الاخوان وحماس أصابوا أم أخطأوا، أوبالنقد الذاتي والاعتراف بالفشل المفضي للخروج او الانشقاق للأتباع.

لم يستطيع الإخوان المسلمين وحماس في منطقة حكمهم في غزة ومصر أن يفصلا بين الواقع السياسي المتحرك والفكر السياسي النسبي من جهة، وبين مطلق الدعوة وثبات العقيدة من الجهة الأخرى، بل كرسوا ذلك على اعتبار أن الاسلام دين ودولة ومصحف وسيف كما يقولون، فان كانت كل منهما تغذي الأخرى بشكل مباشر فعندها يصبح الرأي السياسي مقدسا كما التعاليم الاسلامية ويصبح التراجع صعبا ومهلكا ما أوقع الإخوان كما حماس في أزمات لم تخرج منها حتى الآن.

لا قداسة إلا لله ، ولا فعل مقدس لبشر فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون كما قال سيد البشرية ، ولكن كم من الناس أو القادة ينفذون ما يتلفظون به بألسنتهم، وأمامهم وخلفهم أتباع يهلّلون ويكبّرون، ويصدّقون ما يقولونه أصواب أم خطأ؟! فكيف أضحّى (بالقداسة) أو وجاهة الموقع ووهج الإعلام اليوم في سبيل الفكر العلمي وأساليب الادارة الرشيدة ؟! وكيف لي أن أفصل بين ثوابت العقيدة وأرجحيات الرأي ، وبين مطلق الدين ونسبية شؤون الناس؟! أو بوضوح كيف أحدد العلاقة بين المقدس العلوي، والمدني الثابت الدنيوي وهي معادلة لم تستطيع (أو لم ترد) “حماس” أو “الاخوان” عامة أن تفككها ربما لأن الجلوس في المنطقة المريحة أفضل كثيرا من التقلب بين المناطق والمساحات المتاحة الجديدة وما تحمله في داخلها من قلق وشك وتفكير وإقناع وتعب.

لطالما ردّد قادة من حركة حماس مصطلح إننا (تنظيم) رباني، واستخدموا مثل هذه المقولة ليبرروا أفعالهم ومواقفهم كما استخدموها إثر انتخابات 2006 في فلسطين فأصبحت الحكومة ربانية والى الأبد ، فمن يستطيع أن يحاسب الحكومة أوالجماعة الربانية ، وكأنه بذلك يحاسب الله أو أنبيائه مما يقع في روع المواطن العادي (يمكن مراجعة كتابنا “حركة حماس سيوف ومنابر” على الشابكة في موقع المحرر “سكريبد” في الاطلاع على مثل التصريحات، عدا عن امتلاء الشابكة بها).

لقد وصل استغلال الدين بإضافة القداسة على الفعل الانساني المتميز بالهدى والضلال والصواب والخطأ بل والخطايا أن أصبح سمة عملت الحركات الاسلاموية طويلا لحفرها في نفوس الناس[6]، فتصبح الطريق ممهدة وتصبح العقول متأهبة فقط لاستقبال ما يسقطه أو يرسله أو يقوله “الربانيون” الذين لا ينطقون عن الهوى، لاسيما وأن النقد[7] أو المراجعة أوالمحاسبة الذاتية ليست من مواصفاتهم.

لقد كانت ايهامات القداسة في مصر بارزة لدى الجماعات الاسلاموية في اعتصامهم في منطقة رابعة العدوية اذ جعلوا جبريل عليه السلام ينزل دعما لهم كما جعلوا الرسول يصلي معهم الى غير ذلك من أوهام القداسة التي لم تفد شيئا إلا في نسج مزيد من خيوط العنكبوت حول فكرهم أو طريقهم في التعبئة الاستتباعية .[8]

كتب، بكر أبو بكر، كاتب ومفكر عربي معني بالفكر وبشؤون الجماعات الاسلامية

الحواشي:

[1] التعبئة الداخلية هي عملية تهيئة وإدخال للأفكار المرجعية الممثبة لأعمدة البناء التربوي التثقيفي للجماعة ، في وعي ولا وعي الأعضاء والأنصار.
[2] في تسجيل صوتي مدته 16 دقيقة أذيع يوم 13/10/2013 بعنوان “التوحيد في مواجهة الطاغوت” قال أيمن الظاهري: أن السلطات المدعومة من الجيش (في مصر) تقوم بحرب على الإسلام (؟!) بأمر من الولايات المتحدة و(إسرائيل). وقال الظواهري: إن “الغلظة والقسوة والفظاظة” في تعامل الجيش المصري مع أنصار مرسي “تثبت مدى حقد العسكر العلمانيين المتأمركين وأحلافهم من أعداء الإسلام على كل من ينتسب له”، مشددًا على أن “العسكرية العلمانية وأحلافها وأعداء الإسلام يريدون أن يستأصلوا كل من يرفع شعار الإسلام”. (؟!) واعتبر الظواهري، أن الصراع بين قوات الأمن وأنصار مرسي هو “صراع ضد الإسلام، صراع ضد الشريعة، صراع ضد الإقرار بحق المولى سبحانه في التشريع صراع ضد استقلال الأمة المسلمة وصراع ضد قيام الخلافة”. (؟!) ونقول : ما الفرق في هذه التعبئة بين الاخوان المسلمين وحماس وتنظيم القاعدة؟!
[3] يقول القيادي في الاخوان يوسف ندا في كتابه من داخل الاخوان ص 235 في اشارة للمسلمين عامة (ان غياب النقد الذاتي هو من أوجه القصور في ثقافتنا، بالإضافة الى عدم قبول التفكير المختلف)
[4] يصف سامح عيد الاخواني السابق في الجماعة الاخوان المسلمين “إنها الجماعة التي جعلوها ديناً، والقيادة التي صنعوا منها كهنة، تُرمى تحت أقدامهم القرابين، لينالوا الرضا، وتحل عليهم البركة، ويذهب عنهم الشؤم”، ولك الرجوع لمزيد من التفاصيل لديه ولدى ثروت الخرباوي وغيرهما في كتبهما المشار اليها.

[5] لمراجعة رأي القيادي الاخواني يوسف ندا في النقد والاختلاف وغيرهما من الفاهيم في كتابة (من داخل الاخوان المسلمين) الصادر عن دار الشروق في القاهرة عام 2013.
[6] يقول الكاتب الاسلامي المعروف والقريب من الاخوان فهمي هويدي في مقال له يوم 13/10/2013 في صحيفة الشروق المصرية ما نكرره دوما (أن الإخوان ليسوا هم الإسلام، الذى هو موجود قبل الجماعة وبعدها. وغاية ما يمكن ان يقال بحقهم انهم جماعة من المسلمين، لا يمثل الاشتباك معهم أو خصومتهم اشتباكا أو خصومة مع الإسلام بالضرورة) ويضيف في ذات مقاله المعنون (الديمقراطية قبل الشرعية) (أزعم ان هتافات الدفاع عن الإسلام فى مظاهرات مؤيدى الدكتور محمد مرسى تقحم البعد العقيدى فى الصراع الدائر بغير مبرر. والأخطر من ذلك ان تلك الهتافات تكاد تقصى قطاعات لا يستهان بها من المعارضين المخالفين للإخوان والتحالف الذى يجمعهم مع آخرين، فى حين يقفون إلى جوارهم فى معسكر الدفاع عن الديمقراطية.)
[7] يرى بنكيران (رئيس الوزراء وزعيم الاخوان المسلمين في المغرب كما يقرأ في كتاب له تحت عنوان “الحركة الإسلامية وإشكالية المنهج” الحقوقي الياس بوزغاية في صحيفة هسبريس في مقاله في 15/10/2013 ) : ( أن على الحركة الإسلامية أن تراجع خطابها اتجاه الآخر.) مضيفا ( فإذا كانت قد وصلت حاليا إلى مرحلة من القوة والشعبية في الخطاب، وفي ظل فشل من نصبوا أنفسهم مدافعين عن التقدم والالتحاق بركب الحضارة، فإنها اليوم تتحمل مسؤولية تقديم نموذج مجتمعي جديد. هذه المسؤولية تأتي في سياق تاريخي يشير إلى ان هناك تدينا شعبيا يجب أن يرشد وواقع سياسيا يفرض اعتبار كل الأطراف الوازنة في الساحة السياسية.) وفي نقد متفرد يشي بتميز اخوان المغرب عن اخوان مصر وفلسطين والأردن تحديدا بشكل كبير جدا يقول (من هنا تبرز أهمية منهج المشاركة وعدم الإقصاء.)

[8] نظرة حديثة جدا على 5 نماذج تعطينا اليقين بأنهم بوارد التحول أو التغيير القطعي من جماعات الى مذاهب أوطوائف دينية تخاطب في دعواتها غرائز الناس وتدينهم الفطري ومشاعرهم وأحلامهم لمصالحها الطائفية منتهكة عقولهم وأحلامهم :
1-فجبريل عليه السلام نزل لدعم مرسي في اعتصام “الاخوان” في ميدان رابعة العدوية كما أدعى أحد شيوخهم المرضى على المنصة، في مقطع مرئي شهير له تجده على “اليوتيوب” حيث أكد “الشيخ” جمال عبد الهادي أحد مؤيدي الرئيس محمد مرسي أن هناك رؤية تواترت علي ألسنة الصالحين في المدينة المنورة وهي انهم شاهدوا سيدنا جبريل عليه السلام في مسجد رابعة العدوية يصلي معهم ويثبت المصلين في المسجد،وقد استقبل المعتصمون بميدان رابعة العدوية هذه الرؤية بالتكبير والتهليل مرددين دعاء:” اللهم انصر دعوتنا وبارك في إخوتنا وبارك في قادتنا”.
2-كما خرج “الشيخ” جمال عبدالهادي من وعاظ جماعة الإخوان المسلمين أيضا المتخصص بالرؤى على ما يبدو، على المعتصمين في رابعة العدوية في مدينة نصر قائلا: أنه رأى مجلساً فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، والرئيس مرسي والحضور، فحان وقت الصلاة، فقدّم الناس الرسول ولكن الرسول رفض و قدّم مرسي”. عدا رؤيا الحمامات الثمانية على كتف مرسي ..الخ.
3-كما أن هدم الكعبة كما قال وكتب مرشد “الاخوان” أهون من خلع مرسي حيث أقسم محمد بديع حانثا بالقول نصا: “أقسم بالله غير حانث أن ما فعله السيسي في مصر يفوق جرماً ما لو كان قد حمل معولاً وهدم به الكعبة المشرفة حجرا حجرا”.
4-فيما اعتبر أحد قيادات “الاخوان” وهو أحمد أبوبركة أن خلع المخلوع محمد مرسي شرك بالله، حيث قال نصا خلال لقائه ببرنامج “آسفين يا ريس”، مع الإعلامى طونى خليفة “إن الرئيس مرسي الذي جاء بإرادة الشعب يعتبر الانقلاب عليه شركا بالله”، على حد زعمه.
5-كما دعى القرضاوي الشهير للجهاد في رابعة العدوية والاعتصام حيث قال نصا أن (تكثير العدد –في اعتصام الاخوان في رابعة العدوية-فرض عين على كل مسلم)
إن فيما سبق من أوهام وأضغاث أحلام ما هي الا إساءة للرسول أولا كما قال الشيخ شوقي عبد اللطيف فلم يكن مرسي يوما ولا غيره في مقام سيدنا أبوبكر ليؤم الناس في الصلاة، كما إنه ليس تغييرا فظا فقط بل هو خلل وانحراف فكري وعقدي واضطراب سلوكي إسلامي نفسي يصل الى حد المرض أو الانفصام عن الاسلام والواقع، وكأن كل هؤلاء – وكل من يستخدم ويستغل ثوابت العقيدة لغرضه السياسي وهواه – قد أجّروا عقولهم للشيطان أو لأهوائهم، وأخذتهم العزة بالإثم مستبدلين الاسلام العظيم بشخوصهم الفانية وأكاذيبهم وأحزابهم أوطوائفهم المتهالكة على الدنيا والكرسي بدعوى تمثيلهم الحصري للدين والشريعة. (الرجوع لموقع بكر أبوبكر على الشابكة ومقاله “التحول الاخواني الى طائفة”)

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا