الرئيسيةتقاريرشموع المسيرةذكرى رحيل المناضلة زكية عمر حسن شموط (ام مسعود)

ذكرى رحيل المناضلة زكية عمر حسن شموط (ام مسعود)

بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب 16/9/2016م

تحل علينا اليوم الموافق 16/9/2016م الذكرى الثانية لرحيل المناضلة الأسيرة المحررة/ زكية عمر حسن شموط (ام مسعود) والتي انتقلت إلى رحمة الله تعالى في العاصمة الجزائرية قبل عامين.
المناضلة/ زكية عمر حسن شموط من مواليد مدينة حيفا عام 1945م، وبلدتها الأصلية هي (سولم قضاء الناصرة)، عاشت في كنف أهلها داخل أراضي عام 1948م، حياة طفولة صعبة ومريرة، كباقي أهلنا الصامدين تحت قبضة الاحتلال ومنزرعين داخل وطننا المحتل عام 1948م، حيث ولدت هذه الطفولة الصعبة لديها الحقد والانتقام من المحتل.
تزوجت الأخت/ زكية شموط من ابن عمها محمود شموط، والذي كان منتمياً إلى حركة فتح بعد عام 1967م.
شاركت زوجها النضال المنتمي لحركة فتح حيث لم تتردد لحظة واحدة عندما عرفت ان زوجها ضمن الفدائيين والتحقت الأخت/ زكية شموط بالعمل الفدائي داخل الأراضي عام 1948م، حيث كانت من أوائل الفدائيات الفلسطينيات التي تقوم بتنفيذ عمليات فدائية داخل أراضي عام 1948م المحتلة، وكان من أبرز تلك العمليات التي نفذتها وضع عبوة ناسفة داخل بطيخة كبيرة بعدما افرغتها من محتواها وتم حشوها بالمواد المتفجرة، وارتدت معطفاً وحملت أبنها ذو التسعة أشهر على يدها وذهبت إلى سيرك وبيدها الأخرى سلة، حيث قامت بترك السلة الموضوع بها البطيخة والمعطف للتمويه في سيرك بلغارى في مدينة حيفا، وقفلت عائدة إلى منزلها، حيث انفجرت تلك العبوة أثناء عرض السير مما أدى إلى مقتل حوالي خمسة عشر إسرائيلياً وعشرات الجرحى، بعدها بحوالي العام قامت بزرع عبوة ناسفة في سوق العفولة والذي يعج بالإسرائيليين ونجحت تلك العملية في قتل العديد منهم وإصابة آخرين بجراح.
الَّا أن بعض أصحاب الضمائر الخائنة والعميلة قام بـالوشاية عنها، مما أدى إلى وقوعها في أيدي المخابرات الإسرائيلية بعدما قاموا بهجوم على منزلها والتنكيل بها وتعذيبها أمام أطفالها الصغار.
تم القاء القبض على المناضلة/ زكية شموط (أم مسعود)، ومارس العدو المحتل بحقها أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي كي يرغمها على الاعتراف، إضافة إلى استخدام وسائل الصعقات الكهربائية على جسدها والضرب المبرح ووضعها في زنازين انفرادية لا تمت للبشرية بأي نوع كان، حيث كانت تلك الزنازين مملؤة بالقاذورات ولا يوجد بها مكان للتهوية أو التنفس، وبعيدة كل البعد عن الشروط الصحية والإنسانية، ومن شدة التعذيب الذي مورس بحقها والتي لم يراع العدو وضعها كونها امرأة وحاملاً، فقدت وعيها عدة مرات من جراء ذلك التعذيب المبرح.
في بداية السبعينيات من القرن الماضي حكمت المحكمة العسكرية الإسرائيلية حكماً بحق المناضلة/ زكية شموط (أم مسعود) بـ اثنى عشر مؤبداً أي ما يعادل (1188 سنة)، بينما حكم على زوجها/ محمود شموط بالسجن مدى الحياة.
خلال وجودها بالسجن وضعت ابنتها التي انجبتها داخله، حيث كانت مفاجأة للجميع أن تبقى حية ولم يكن أحداً يتوقع أنها سوف تلد طفلة وترى النور بعد الممارسات التي مارست ضدها.
بعد خمسة عشر عاماً من الأسر والتعذيب والإذلال، وخلال عملية تبادل الأسرى التي جرت بين م.ت.ف وإسرائيل تم الافراج عن المناضلة/ زكية شموط (أم مسعود) وزوجها، ورفضت السلطات الإسرائيلية بقاءها داخل أراضي عام 1948م واشترطت مغادرها إلى الخارج.
بعد أن تم الإفراج عنها أبعدت إلى الجزائر ومن ثم حضرت إلى تونس وزوجها، حيث عادت لمواصلة نضالها في الشتات.
بعد عام من مكوثها في تونس انتقلت وزوجها وبناتها إلى الجزائر الشقيقة حتى توافها الله بعد رحلة طويلة من النضال والعمل.
يوم الثلاثاء الموافق 16/9/2014م، غيب الموت المناضلة الأسيرة/ زكية عمر حسن شموط (أم مسعود) في العاصمة الجزائرية بعد صراع مع المرض اللعين، حيث وورى جثمانها الطاهر بعد الصلاة عليها في مقبرة (زرالدة) الجزائرية.
المناضلة/ زكية شموط التي وهبت جل حياتها حباً لوطنها ولم تبخل عليه بالغالي والنفيس، وأفنت سنين من عمرها وفراق فلذات كبدها من أجل الوطن والقضية والشعب.
لقد ناضلت زكية شموط من أجل زوال الاحتلال عن أرضنا المغتصبة واعادة الحق لأصحابه.
زكية شموط رحلت جسداً ولكنها عادت روحاً لتجمع الشتات الفلسطيني وتدق أجراس العودة.
رحلت المناضلة الفلسطينية/ زكية شموط بدون ضجيج وبدون وداع لقد أحتلت المناضلة/ زكية شموط (أم مسعود) وأخواتها الاسيرات في الحركة الاسيرة الفلسطينية مكاناً بارزاً في ضمائر شعبنا الفلسطيني رحلت دون أن يتحقق حلمها برؤية فلسطين محررة والقدس عاصمة لها ويرفرع على مآذنها وكنائسها أعلام فلسطين، زكية شموط نموذج مشرف لنضال وكفاح المرأة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، حيث ستبقى مثالاً يحتذى به للمرأة العربية من المحيط إلى الخليج.
لقد كانت المناضلة/ أم مسعود أماً حنونة ونموذجاً للعطاء والكرم.
لقد كانت المناضلة/ زكية شموط ايقونة النضال منذ البدايات وذاكرة وطنية ومدرسة ثورية، حيث كان عطائها وتضحياتها الجسام وصمودها في السجن تحدياً للسجان وجبروته.
رحم الله المناضلة الكبيرة/ زكية عمر شموط (أم مسعود) والتي ستبقى رمزاً في مسيرة النضال الفلسطيني وأسكنها فسيح جناته،،

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا