الرئيسيةأخباراسرائيليةأضواء على الصحافة الاسرائيلية 22 ايلول 2016

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 22 ايلول 2016

اوباما لنتنياهو: “مواصلة البناء في المستوطنات وشرقي القدس يهدد حل الدولتين”

تكتب صحيفة “هآرتس” ان الرئيس الأمريكي براك اوباما، قال لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال اجتماعهما في نيويورك، مساء امس الاربعاء، بأن مواصلة البناء في مستوطنات الضفة الغربية وشرقي القدس يهدد القدرة على تطبيق حل الدولتين. وقال مسؤول امريكي رفيع، بعد اللقاء، ان اوباما عرض امام نتنياهو “القلق الامريكي العميق ازاء التأثير الساحق للبناء في المستوطنات والذي يتواصل مع دخول السنة الخمسين للاحتلال، على فرص تطبيق حل الدولتين”. واضاف المسؤول الامريكي بأن نتنياهو رفض انتقادات اوباما وعرض ادعاءات مضادة. وأوضح المصدر الأمريكي بأن نتنياهو واوباما “لم يخفيا ابدا الخلافات بينهما”.

وقال اوباما لنتنياهو ان الولايات المتحدة تشعر بالقلق ازاء استمرار البناء في المستوطنات ومعنية بضمان عدم استحالة حل الدولتين. واضاف: “ارغب بسماع تقييم رئيس الحكومة بشأن الاوضاع في اسرائيل والضفة الغربية. هناك خطر كبير من اندلاع الارهاب والعنف والمواجهات ونحن نشعر بالقلق ازاء البناء في المستوطنات.. نحن نريد ضمان الابقاء على امكانية بقاء اسرائيل آمنة ومستقرة وتعيش بسلام مع جاراتها، ووجود وطن فلسطيني يلبي طموحات الشعب الفلسطيني”.

وعكست تصريحات اوباما تقييم الادارة الأمريكية بأن حل الدولتين يواجه خطر تحوله الى غير واقعي قريبا، خاصة بسبب البناء في المستوطنات والجمود السياسي بين الطرفين. ويعتقد الامريكيون بأن الوضع في الضفة الغربية والتوجهات الحالية تقود الى واقع الدولة الواحدة ثنائية القومية.

وقال مسؤول اسرائيلي مطلع على فحوى المحادثات بين نتنياهو واوباما، للصحفيين بعد اللقاء، ان الخلافات في موضوع المستوطنات طرحت بين الزعيمين لكنها لم تكن الموضوع الرئيسي. ووصف اللقاء بأنه ايجابي وقال انه استغرق حوالي ساعة وربع، وليس نصف ساعة كما ادعى مسؤولون امريكيون، وقال بأن نتنياهو ابلغ اوباما أن المستوطنات هي ليست أساس الصراع اليوم ولم تكن أساس الصراع عندما خرجت اسرائيل من غزة.

وحسب المسؤول الرفيع، فقد “سادت بين نتنياهو واوباما طوال السنوات الماضية خلافات مركزية – ايران ومسألة ما هو سبب عدم التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين. مع كل الاحترام فالمستوطنات ليست المشكلة. المشكلة هي رفض الفلسطينيين المتعنت للتخلي عن حق العودة والاعتراف بالدولة اليهودية داخل أي حدود”.

وقال المسؤول الرفيع ان نتنياهو لم يعرض خلال اللقاء امكانية قيام اوباما بخطوة في مجلس الامن في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني، خلال الفترة الفاصلة بين الانتخابات الامريكية وموعد تسلم الادارة الجديدة في 20 كانون الثاني 2017. واوضح المسؤول الاسرائيلي ان “هذا الموضوع لم يطرح ولم يناقش. يوجد فيل في الغرفة. نتنياهو يعرف انه يوجد فيل واوباما يعرف انه يوجد فيل وكلاهما يعرفان ان الآخر يعرف بوجود فيل في الغرفة”.

وعرض نتنياهو امام اوباما مفهومة الذي يرى بأنه يمكن ترقية العلاقات المتطورة بين اسرائيل والعالم العربي من اجل دفع العملية السلمية مع الفلسطينيين. وذكر نتنياهو اوباما بخطاب الرئيس المصري السيسي، امس الاول، والذي دعا من خلاله الى دفع السلام. وحسب المسؤول الاسرائيلي فقد قال نتنياهو لاوباما “ان هذا يولد من ناحيته امكانيات تختلف عما كان قائما حتى اليوم. لم تكن حتى اليوم أي مصلحة عربية واضحة كهذه للتوصل الى تفاهمات وتعاون مع اسرائيل”.

على هذه الخلفية تجري في البيت الأبيض، في الأشهر الاخيرة، مناقشات حول امكانية دفع خطوة في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني في مجلس الامن بعد الانتخابات الامريكية وقبل مغادرة اوباما للبيت الابيض. وقال نائب مستشار الرئيس لشؤون الامن القومي، بن رودس، خلال لقاء مع الصحفيين قبل لقاء نتنياهو واوباما انه لا يستبعد امكانية قيام اوباما بخطوة ما قبل انتهاء ولايته، لكنه اوضح بأنه لا توجد حاليا خطة لعمل ذلك.

وكان نتنياهو قد تطرق في بداية اللقاء بشكل عام الى الموضوع الفلسطيني، وقال ان “اكبر فرصة هي دفع السلام وهذه مسألة لن نتخلى عنها انا والشعب الاسرائيلي الى الأبد”.

واطرى نتنياهو في بداية اللقاء الذي جرى في فندق New York Palace كثيرا على اوباما وشكره على اتفاق المساعدات الأمنية، الذي سيمنح اسرائيل 38 مليار دولار خلال عشر سنوات، لشراء صناعات امنية امريكية. وقال ان “اتفاق المساعدات الأمنية يحصن اسرائيل ويضمن تمكنها من الدفاع عن نفسها بقوة امام أي تهديد”. واضاف نتنياهو انه “لا توجد لإسرائيل صديقة افضل من الولايات المتحدة. هذه علاقة لا يمكن تحطيمها وتقوم على قيم مشتركة ومصالح مشتركة”.

وقال اوباما في موضوع المساعدات الأمنية ان “اسرائيل الآمنة التي يمكنها الدفاع عن نفسها هي مسألة هامة بالنسبة للأمن القومي الامريكي. نحن نريد ضمان توفر كل القدرات التي تحتاجها اسرائيل”.

في السياق، قال مسؤول اسرائيلي رفيع في حاشية رئيس الحكومة نتنياهو الى نيويورك انه لم تجر حتى الان أي اتصالات مع طاقم نتنياهو لتنظيم لقاء بينه وبين احد مرشحي الرئاسة الامريكية او كلاهما، لكنه اوضح بأنه اذا تم التوجه الى نتنياهو بهذا الشأن، فانه سيوافق على الاجتماع بهما.

ويشار الى ان نتنياهو حدد قبل عدة اشهر سياسة تقضي بحفاظ اسرائيل على التوازن المطلق في اتصالاتها مع ممثلي المرشحين للرئاسة الامريكية، وذلك بعد اتهامه في انتخابات 2012 بالوقوف الى جانب مرشح الحزب الجمهوري في حينه، ميت روماني. وقال المسؤول الاسرائيلي ان “توجيهات نتنياهو واضحة – اذا التقينا مع احد المرشحين فيجب التقاء المرشح الثاني. كما اننا نتعقب عدد اللقاءات من اجل ضمان عدم تفوق احد الجانبين على الآخر”.

الفلسطينيون يعترضون على تصنيف 29 قسيمة من الأراضي المجاورة لعمونة كأراضي للغائبين

تكتب “هآرتس” ان المزيد من المواطنين الفلسطينيين في البلدات المجاورة لبؤرة عمونة، قدموا امس الاربعاء، بواسطة منظمة “يوجد قانون”، اعتراضات على اعلان خمس قسائم اخرى مجاورة للمستوطنة كأراضي للغائبين، وبذلك يصل عدد القسائم المعترض عليها الى 29 من اصل 35 قسيمة تفحص اسرائيل الادعاء بأنها املاك غائبين. واذا ثبتت مصداقية هذه الادعاءات، لن تتمكن اسرائيل من نقل البؤرة الى هذه الاراضي، الأمر الذي من شأنه تصعيب امكانية ايجاد حل سياسي لازمة إخلاء البؤرة.

وكان فلسطينيون من بلدات الطيبة وعين يبرود وسلواد قد قدموا اعتراضات مشابهة قبل اسبوعين، ارفقوها بصور جوية تدل على زراعة الأرض بعد عام 1967 ايضا.

ويواصل مكتب المستشار القانوني للحكومة، والادارة المدنية حتى اليوم، فحص حل يقوم على الاعلان عن هذه الأراضي كاملاك للغائبين، بهدف نقل البؤرة اليها، انطلاقا من الادعاء بأن الفلسطينيين اصحاب هذه الأراضي هربوا من المنطقة في 1967. مع ذلك وفي ضوء كثرة الاعتراضات وادعاء الملكية، يقدرون في الجهاز السياسي وفي الادارة المدنية بأنه يصعب تطبيق حل “املاك الغائبين” بشكله الحالي.

يشار الى ان بؤرة عمونة تقوم اليوم على اراضي فلسطينية خاصة، وبناء على قرار المحكمة العليا يجب إخلاء الارض حتى 25 كانون الاول القادم. ودعا سكان البؤرة و25 نائبا ووزيرا من الليكود مؤخرا الى سن قانون الترتيب الذي يهدف الى تشريع البؤر القائمة على أراضي فلسطينية خاصة، ويسمح ببقاء عمونة مكانها. وقد انتقد المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت مشروع القانون وحذر من عدم قانونيته ومن انه لن يصمد في اختبار المحكمة العليا.

وقام بعض نواب البيت اليهودي، من بينهم نائب وزير الامن ايلي بن دهان، وبتسلئيل سموطريتش وموطي يوغيف وشولي معلم، بزيارة عمونة امس، واجتمعوا بالسكان. ولم يحضر وزراء الحزب الثلاثة. وخلال اللقاء احتد النقاش بين المستوطنين ونائب وزير الامن، واتهموه بانه يتحدث مثل شارون، وطالبوا النواب بمعارضة ميزانية الدولة واسقاط الحكومة اذا لم يتم ترتيب بقاء عمونة.

ليفني تناقش مع بارك امكانية تشكيل كتلة يسار – وسط جديدة

تكتب “هآرتس” انه بالإضافة الى مئات الرؤساء ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية الذين يصلون الى مؤتمر الجمعية العامة في نيويورك، يصل الى المدينة الكثير من الشخصيات الرسمية سابقا، التي تجتمع في اطار منتدى يحمل اسم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.

وخلال اللقاء هذا الأسبوع، التقى هناك، ايضا، ايهود بارك وتسيبي ليفني، وعقدا لقاء ثنائيا على هامش المؤتمر، في غرفة جانبية في فندق شيراتون. وعلم ان اللقاء تناول، ايضا، “سيناريوهات سياسية”.

وتقود ليفني في الآونة الأخيرة مبادرة لتوحيد كل احزاب الوسط واليسار في كتلة واحدة، واجراء انتخابات داخلية مفتوحة لقيادته. وتقول ليفني ان كل من يعتقد بأنه يلائم هذا الاطار مدعو الى المنافسة. وكان رئيس حزب يوجد مستقبل، يئير لبيد، الذي تتنبأ له الاستطلاعات بالوقوف على رأس اكبر حزب في معسكر المركز – اليسار، قد اعلن بأنه خارج هذه اللعبة. واذا بقي كلك فستواجه مبادرة ليفني مصاعب تمنع تقدمها. لكن ليفني تواصل دفع الفكرة. وقد طرحت هذه الفكرة خلال اللقاء مع براك، الذي يدير اليوم نوعا من الحملة الخاصة لتقويض مكانة رئيس الحكومة نتنياهو كـ”سيد للأمن”.

ورغم ان براك يستمتع بأفكار العودة الى الحلبة السياسية في الانتخابات القادمة، الا انه لم يقرر بعد ما اذا كان سيرجع وفي أي اطار. ويشار الى ان العلاقات الشخصية بين ليفني وبراك لم تكن جيدة في السابق، في اقل تقدير.

تحسبا لغضب امريكي: بلدية القدس تؤجل مناقشة بناء جديد في جيلو قبل ساعات من لقاء نتنياهو واوباما

كتبت “هآرتس” ان لجنة التنظيم المحلية في بلدية القدس الغت جلسة كان من المقرر عقدها امس، لمناقشة ثلاث مخططات للبناء في مستوطنة جيلو الواقعة خلف الخط الاخضر. وكان من المقرر عقد الجلسة قبل فترة وجيزة من اجتماع اوباما ونتنياهو في نيويورك.

وتضم مخططات البناء انشاء 68 وحدة اسكان في اطار خطة اكبر تسمى “منحدرات جيلو الغربية” والتي تشمل بناء اكثر من 700 وحدة اسكان. وكانت هذه الخطة قد اثارت في السابق احتجاجا من قبل الادارة الامريكية.

وكان من المقرر مناقشة هذه المخططات خلال جلسة لجنة التنظيم امس، وورد ذلك في جدول اعمال الاجتماع، لكنه تقرر ازالتها في اللحظة الاخيرة. وبعد تأجيل موعد بدء الاجتماع، بدأ بمناقشة بنود اخرى في جدول الاعمال. واكدت مصادر في البلدية ان ضغوط خارجية ادت الى شطب هذه المخططات عن جدول النقاش.

ويشار الى ان نهج الامتناع عن مناقشة مخططات كهذه تكرر في السنوات الاخيرة عشية كل موعد حساس من ناحية سياسية، او زيارات لشخصيات رسمية اجنبية الى اسرائيل. ويجري عادة ارسال المخططات الحساسة من ناحية سياسية، بما في ذلك مخططات البناء وراء الخط الاخضر، الى جهات سياسية للمصادقة عليها قبل مناقشتها.

وجاء من بلدية القدس تعقيبا على الغاء النقاش، ان “لجنة التنظيم المحلية في القدس لم ولن تجمد البناء، واحيانا يحدث تأخير غير جوهري في المصادقة على مخططات لعدة اسابيع، لأسباب تقنية”.

وقال دوف كلمنوفيتش، نائب رئيس بلدية القدس معقبا، ان “بلدية القدس تتخلى عمليا عن سيادتها في القدس. اذا تم في كل مرة يجتمع فيها نتنياهو مع مسؤولين امريكيين او اوربيين، ازالة قضايا مطروحة للنقاش في لجنة التنظيم والبناء، فربما من المناسب ان تقيم وزارة الخارجية الامريكية لجنة تنظيم وبناء خاصة بها في موضوع القدس، لأنهم هم الاسياد في المدينة وليس نحن، ممثلي الجمهور المقدسي”.

وقالت عضو بلدية القدس، وعضو لجنة التنظيم والبناء، من حركة ميرتس تعقيبا على القرار: “يؤسفني ان البلدية تواصل لعبة القط والفأر مع المجتمع الدولي وتقوم بأحابيل تقوض القانون الدولي”.

يشار الى ان بلدية بيت جالا المجاورة لجيلو قدمت بواسطة مركز “عدالة” اعتراضا على بناء 770 وحدة اسكان في جيلو، في اطار مخطط “منحدرات جيلو الجنوبية”. وادعت البلدية في اعتراضها النادر ان المخطط يتعارض مع القانون الدولي ومع وجهة نظر المحكمة الدولية.

“حراس الامن” يطلقون النار على طفلة فلسطينية من قلقيلية

ذكرت “هآرتس” ان “حراس الامن” على معبر “الياهو” المجاور لمستوطنة الفيه منشيه في الضفة، اطلقوا النار امس، على طفلة فلسطينية (13 عاما) واصابوها في ساقها. وتم نقل الطفلة الى مستشفى كفار سابا بعد اصابتها بجراح طفيفة. وقالت وسائل اعلام فلسطينية ان الطفلة هي “براء رمضان عويسي” من قلقيلية، وهي قريبة رشا عويسي (23 عاما) التي قتلت في تشرين الاول 2015 على الحاجز نفسه. وادعت وزارة الامن الاسرائيلية امس ان الطفلة قالت خلال التحقيق معها بأنها جاءت لتموت.

وحسب الناطق بلسان الوزارة فقد وصلت الطفلة الى المعبر المخصص للسيارات فقط، وكانت تحمل حقيبة. وامرها الحراس اكثر من مرة بالتوقف، وبعد ذلك اطلقوا عيارات تحذير في الهواء، ولما لم تتوقف اطلق احدهم عيارا على ساقها. ولم يتم العثور على أي شيء في حقيبتها.

ثلاثة اسرى اداريين يوقفون الاضراب عن الطعام

نقلت “هآرتس” ان دائرة شؤون الاسرى الفلسطينيين بان ثلاثة من الاسرى الاداريين الذين اضربوا عن الطعام طوال اكثر من شهرين، اوقفوا اضرابهم امس وسيتم اطلاق سراحهم. وقد اضرب مالك القاضي عن الطعام لمدة 69 يوما، بينما اضرب الشقيقان محمد ومحمود البلبل عن الطعام لمدة 75 يوما. وتم التوصل بين الاسرى الثلاثة والجهاز الامني الى اتفاق ينص على إطلاق سراح مالك القاضي اليوم، مع انتهاء فترة اعتقاله الاداري، بينما سيتم إطلاق سراح الاخوين بلبل في الثامن من كانون اول مع انتهاء فترة الاعتقال.

وقال رئيس دائرة شؤون الاسرى عيسى قراقع، انه تم التوصل الى الاتفاق بعد تدخل الرئيس عباس شخصيا. واكد جهاز الشاباك توقف الثلاثة عن الإضراب واطلاق سراح القاضي اليوم. وقال مصدر في الجهاز الامني لصحيفة “هآرتس” ان التحقيق مع الاخوين بلبل سيستأنف بعد تحسن حالتهما الصحية.

مصدر لبناني: “المعارضة السورية ستعيد عظام الجاسوس كوهين لإسرائيل”

تكتب “يسرائيل هيوم” انه بعد يوم من نشر الشريط الذي يصور جانبا من اعدام الجاسوس الاسرائيلي ايلي كوهين في دمشق، في عام 1965، نشرت شبكة LBC اللبنانية، نقلا عن جهات رفيعة في تنظيمات المتمردين السوريين بأن المعارضة السورية تملك عظام كوهين وستسلمها لإسرائيل. وقالت الشبكة انه سيتم كشف المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع في الأيام القريبة. لكنه لم يتم التطرق الى هذا التقرير من قبل أي مصدر رسمي في اسرائيل او سورية، وليس من الواضح ما هو مدىمصداقية المعلومات.

واثارت التقارير الاخيرة املا جديدا في اسرائيل، وبالذات لدى عائلة الجاسوس كوهين التي يحذوها الامل منذ اكثر من 50 عاما بإحضار عظامه لدفنها في اسرائيل. وقد ادعي في السابق انه تم دفن كوهين في قطعة ارض مجاورة للساحة الرئيسية في دمشق، لكنه تم منذ ذلك الوقت بناء الكثير من العمارات وشق الشوارع فوق تلك الارض، ولذلك لا يستطيع النظام السوري الالتزام بإعادة بقايا جثة كوهين في اي اتفاق مستقبلي مع اسرائيل.

وقالت ارملة كوهين، نادية (81 عاما) لصحيفة “يسرائيل هيوم” انه رغم رغبتها القوية بإعادة بقايا جثة زوجها، الا انه يحظر عمل ذلك بكل ثمن. وقالت: “لست مستعدة لإعادة والد ابنائي الى البيت مقابل اطلاق سراح قتلة ملطخة اياديهم بالدماء. لن تكون هنا صفقة غلعاد شليط 2. انا اعرف بان الرجل الذي تزوجته واخذوه مني بوحشية عندما كنت في الرابعة والعشرين من العمر، ما كان سيوافق على صفقة كهذه”.

وقالت انه لم يقم أي مسؤول رسمي من الموساد او الحكومة باطلاعها على المنشورات الاخيرة. “لا ازال مرتبكة جدا. كانت هناك الكثير من التوجهات والاستجداءات للنظام والشعب السوريين من اجل تحرير عظام ايلي، وهكذا فان الشعور الاولي الذي يمر في الرأس هو ان هذا البيان ليس صحيحا. قلت لابنتي انهم يعيدوننا الان الى ايام المحكمة حين كان ايلي لا يزال في السجن السوري وفي كل مرة وعدونا بشيء آخر”.

وتقدر نادية بأن المقصود حرب نفسية من جانب النظام السوري ليس اكثر. “يبدو لي انهم يريدون التلاعب بمشاعرنا ومواصلة تعذيبنا، لأن المعاناة رهيبة مع كل نشر كهذا. ليتهم كانوا يعيدون عظام ايلي. هذه ستكون اعجوبة، وانا اصلي لكي يحدث ذلك، ولكن في هذه الاثناء، هذا الأمر يسبب لي الألم الشديد في الرأس والعيون، والالم الجسدي الكبير. هل يمكن اتهامي لأنني اتخوف من انهم يتلاعبون بنا مرة اخرى؟”

قائد منطقة غزة يهدد حماس

تكتب “يسرائيل هيوم” انه بعد يوم من قيام الجيش الاسرائيلي باسقاط طائرة غير مأهولة تابعة لحماس في سماء غزة، تطرق قائد المنطقة الجنوبية، الجنرال ايال زمير، الى التحديات الأمنية في منطقته، وقال خلال مؤتمر عقده مجلس حركة الكيبوتسات، امس، بمناسبة الذكرى السبعين لاستيطان النقب، ان العامين الاخيرين، منذ الجرف الصامد، يستغلان لتعزيز الاستيطان في النقب واستيعاب عائلات جديدة. حماس التي تلقت ضربة بالغة خلال الجرف الصامد، مكبوحة، ولكنها وللأسف، بدلا من الاهتمام بجمهورها المدني، تستغل هذه الفترة لتعزيز قوتها والاستعداد لحرب جديدة. واوضح بأنه “اذا تم فتح حرب جديدة فسنعمل بسرعة، وبالقوة الكبيرة التي نملكها، من خلال تعزيز جهود الدفاع المتعددة الجوانب والجهود الهجومية الواسعة”.

مخطط لبناء مشفى للأسرى الامنيين داخل سجن ايالون

تكتب “يسرائيل هيوم” ان وزارة الامن الداخلي وسلطة خدمات السجون تعملان هذه الأيام، على انشاء مستشفى للأسرى الامنيين والمخربين، من اجل منع اخضاعهم للعلاج في المستشفيات المدنية، الى جانب افراد الشرطة والسجانين والمدنيين الذين اصيبوا في العمليات. وفي اعقاب اخضاع الشرطية التي اصيبت في العملية التي وقعت في القدس امس الاول، للعلاج في ذات القسم الذي يعالج فيه المخرب الذي طعنها، قالت جهات في وزارة الامن الداخلي وسلطة السجون، لصحيفة “يسرائيل هيوم” ان “هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك وهذا وضع لا يحتمل”.

وحسب الخطة سيقام المستشفى الخاص داخل سجن أيالون في الرملة، بحيث يتألف من ثلاث طبقات ويضم 70 سريرا. ويقف وراء هذه المبادرة وزير الامن الداخلي غلعاد اردان، ويجري حاليا فحص الموضوع مع سلطة السجون. كما تم اشراك وزارة الصحة في المخطط، ومن المنتظر ان يتم خلال الاسابيع القريبة حسم الموضوع. وقال اردان ان اقامة هذا المشفى، سيوفر ردا عمليا لمجمل المسائل الطبية التي سيحتاجها المخربون والاسرى الامنيين، وسيوفر الامتيازات الأمنية المرتبطة بمعالجة الاسرى داخل جدران السجن، مقارنة بإرسالهم الى المستشفيات المدنية.

وحسب اردان فان “انشاء هذا المشفى سيمنع اطلاق سراح الاسرى المبكر في اعقاب الضغط الذي يولده المضربون عن الطعام وقرارات المحاكم ونقابة الاطباء التي تهدد الاطباء في الجهاز المدني”. واكد اردان ان “هذا المشفى سيسمح بتقديم الرد الطبي للمخربين من قبل طاقم طبي سيعرف كيف يوازن الامور ويعمل حسب قوانين الكنيست، ولذلك لن يسمح الأمر بتكرار الحالات المهووسة، لإطلاق سراح الاسرى الامنيين الذين يعودون لتشكيل خطر على الجمهور”.

النيابة تعارض التوصل الى صفقة في موضوع الجندي القاتل ازاريا

تكتب “يديعوت احرونوت” انه ستنتهي يوم الخميس القادم مرحلة احضار الأدلة في محاكمة الجندي اليؤور ازاريا، مطلق النار في الخليل، لكنه لا تجري حتى الان أي اتصالات بين الجانبين، حول صفقة ادعاء. وقال المحامي ايال بسارجليك، موكل أزاريا انه “لا تجري مفاوضات مع النيابة العسكرية ولم يتم التوجه الينا في هذا الموضوع بتاتا”.

وكانت رئيسة المحكمة قد اقترحت على الجانبين، منذ الجلسة الاولى، السعي الى اجراء تسوية، الأمر الذي كان سيوفر الحاجة الى افادات الضباط والجنود التي تسبب ضررا كبيرا للجيش. وقد وافق الدفاع على الاقتراح، الا ان النيابة رفضت ذلك. وفي مطلع الأسبوع، عادت رئيسة المحكمة وطرحت اقتراحها، فقال محامي ازاريا، ايلان كاتس، ان الدفاع مستعد للحوار، لكن النيابة ترفض.

وحتى اذا بدأت اتصالات كهذه، فقد تم الحاق الضرر، لكنه يمكن للصفقة ان تمنع قرارا قد يتسبب بضرر اكبر للجيش بسبب تفسيراته. فاذا تمت تبرئة ازاريا سيتم تسجيل احراج كبير للقيادة العسكرية ولثقة المجتمع بالجيش، واذا ادين سينتقل الصراع الى الاستئناف.

واستمعت المحكمة، امس، الى افادة جندي اخر من فرقة ازاريا، حول مشاعر الخطر، وقال: “سمعت صرخات ‘توجد قنبلة’، ‘لا تلمسوا المخرب حتى يصل خبير المتفجرات’، وهذا جعلني اعتقد انه توجد قنبلة. كان مخربا مع معطف اسود وحي ويتحرك. بالنسبة لي شكل خطرا”. وتنضم هذه الافادة الى افادات اخرى لجنود ومدنيين تحدثوا عن مشاعر الخطر من وجود قنبلة ودعموا موقف ازاريا. وسيضطر القضاة في اعقاب هذه الافادات الى اتخاذ قرار صعب، وتحديد ما اذا كانت النيابة محقة في توجيه تهمة القتل. وفي هذه الأثناء يحلق الشك في الأجواء.

مقالات

يجب فتح ملف النكبة

تكتب صحيفة “هآرتس” في افتتاحيتها الرئيسية، ان دولة اسرائيل تنتهج سياسة ليبرالية جدا في كل ما يتعلق بكشف الوثائق الرسمية، خاصة بروتوكولات جلسات الحكومة. وهناك دول اقل ليبرالية منها واخرى اكثر ليبرالية. فتح الملفات يعتبر حيويا لدراسة التاريخ؛ معرفة الماضي وفهمه هو من حق وواجب كل شعب، وحيوي لمنع الاخطاء في المستقبل. ولذلك يجب التعامل بقلق مع قرار تمديد فترة السرية المفروضة على الدراسة التي طلبها بن غوريون في مطلع الستينيات من اجل الاثبات بأن اسرائيل ليست مذنبة بولادة مشكلة اللاجئين في 1947 -1948. هذا قرار احمق وخطير.

انه احمق لأن كل من يهتم بالموضوع لن يجد صعوبة في العثور على افادات تثبت بان الجيش الاسرائيلي انشغل بطرد السكان العرب خلال حرب الاستقلال. قسم كبير من هذه المعلومات يتواجد في وثائق اسرائيلية رسمية مفتوحة للبحث في ارشيف الدولة، وارشيف الجيش وغيرها. بعض الافادات جاءت على لسان بن غوريون نفسه، والذي شاهد بأم عينه بعض عمليات الطرد. في يوميات بن غوريون ووثائق كثيرة اخرى هناك افادات حول قيام جنود الجيش بارتكاب جرائم حرب، واعمال قتل واغتصاب وسلب. قرار تمديد فترة السرية على الوثيقة التي طلب المؤرخ شاي حزقاني الاطلاع عليها، يمكنه تعزيز الادعاء بأن اسرائيل تتستر على جرائم حرب، من الواضح انها رهيبة اكثر من تلك التي سمح بالنشر عنها.

السياسيون والمسؤولون يتصرفون في هذا الموضوع كما لو انهم يحتكرون التاريخ. سياسة كشف وثائق الدولة تعتمد عمليا على الافتراض بأن السرية هي معيار وفتح الملف هو امتياز: ينشرون فقط ما لا يتسترون عليه. وهم لا يشركون في اتخاذ القرارات المؤرخين الذين يمثلون حق الجمهور وواجبه في معرفة الحقيقة. كما تميل المحاكم ايضا الى دعم قرار السرية.

لقد بدأت محاولة اخفاء طرد العرب مع بداية تنفيذ عمليات الطرد، كجزء من السياسة الخارجية. وساد الافتراض، غير المعقول، بأن الصورة الاخلاقية لإسرائيل حيوية من اجل الدخول الى عائلة الشعوب ومن اجل قدرتها على تلقي المساعدات العسكرية والاقتصادية والسياسية، التي كانت حيوية لقيامها. مع السنوات تطورت ذاكرة النكبة واصبحت عاملا رئيسيا بين عوامل الهوية الفلسطينية. الكثير من الاسرائيليين يرون فيها تهديدا لهويتهم ولحق وجود اسرائيل. من اجل التغلب على ذلك يجب مواجهة الحقيقة. لا يمكن معرفة ما اذا سيوافق الفلسطينيون ذات مرة على تقبل اعتراف اسرائيل بمسؤوليتها او حتى الاعتذار التاريخي، من خلال جهد لاصلاح ما يمكن اصلاحه من الظلم الذي اصابهم. على كل حال، يكمن في محاولة انكار النكبة تشجيع الاحتلال وخنق كل فرصة للسلام. يصعب التحرر من الانطباع بأن هذا هو هدف فرض السرية.

وضعنا لم يكن افضل بتاتا

يكتب اري شبيط، في “هآرتس” انه عندما ينظر الجيش الاسرائيلي من حوله، يرى واقعا استراتيجيا لم يشهد مثله منذ قيام الدولة. تم تعليق التهديد النووي الايراني، اختفى التهديد العسكري السوري، وحزب الله يغوص في وحل الحرب السورية وفي الوحل السياسي في لبنان، وحماس معزولة. لا يوجد أي خطر باد للعيان بأن يقوم أي تحالف اقليمي بمهاجمة حدودنا. لا توجد أي علاقة بين قوتنا وبين قوة القوى المعادية لنا حتى الان.

اضف الى ذلك، وهو ما لم يتم استيعابه هنا بعد، ان جزء كبيرا من العالم العربي اصبح وديا. هناك منظومة جديدة من علاقات التقارب، في الخفاء، بين الدولة اليهودية والكثير من جاراتها السنية. وهكذا يمكن القول بحذر وبانضباط بأن وضعنا لم يكن ابدا اكثر مريحا واكثر آمنا. التفوق الجوي والاستخباري والتكنولوجي يحول اسرائيل الى صخرة من الاستقرار داخل الشرق الاوسط المتفكك.

قسم كبير من حكاية النجاح في السنوات الاخيرة لا ينبع من العمل الاسرائيلي. براك اوباما هو الذي منح اسرائيل متسعا من الوقت والنفس امام التهديد الوجودي الايراني (بثمن يستحق مناقشته). الاضطراب العربي هو الذي فكك الجيش السوري، وخفف غالبية التهديدات الاخرى التي واجهت اسرائيل من قبل دول اخرى. الحرب في سورية هي التي ادخلت حزب الله الى ضائقة تنظيمية وسياسية. معارضة العرب المعتدلين للاخوان المسلمين هي التي فرضت الحصار السياسي على حماس. التخوف من الاعداء المشتركين (ايران وداعش)، وخيبة الأمل من الحليف المشترك (الولايات المتحدة) هي التي حولت الكثير من المعارضين لنا الى اصدقاء.

غياب الاستقرار الاقليمي بالذات هو الذي خلق نوعا من الاستقرار الذي يخدم جيدا مصالح دولة اسرائيل.

في المقابل، ينبع قسم آخر من النجاح الاستراتيجي من العمل الاسرائيلي. غالبية المعارك غير المتناسقة التي ادارها الجيش الاسرائيلي خلال العقد الأخير (2006، 2008، 2012، 2014)، لم تكن لامعة، لكن نتائجها المتراكمة ولدت الردع الكبير. فعملية الجرف الصامد، مثلا، اوجدت الهدوء غير المسبوق منذ 48 عاما على حدود غزة. الجيش الاسرائيلي يعمل بين الحروب. هناك نتائج بعيدة المدى لهذه المعركة الهادئة. من جهة، تقيد تضخم حزب الله وحماس، ومن جهة اخرى تضخم التعاون الاقليمي. الهدوء الذي عايشناه خلال السنة العبرية الماضية لم يكن صدفة. لقد نبع من النشاط المكثف والمتواصل للجيش الاسرائيلي، الذي يدور من وراء الكواليس.

في السنة القادمة ستحلق فوق هذا الهدوء ثلاث علامات استفهام: ما الذي سيحدث في ايران بعد الانتخابات الرئاسية في 2017. ما الذي سيحدث في يهودا والسامرة مع الأفول التدريجي لعباس، وما الذي سيحدث في قطاع غزة في غياب كل امل. ايران لا تزال هي الظل الكبير. اذا قرر الجنرال الذي يتمتع بالكاريزما، قاسم سليماني المنافسة على الرئاسة وتغلب على حسن روحاني، فسيتقلص جدا شباك الفرص الذي خلقة الاتفاق النووي الذي توصل اليه اوباما.

الفلسطينيون هم الخطر الفوري والقريب. في الضفة الغربية يمكن ان يتطور عدم الهدوء، وقطاع غزة هو قنبلة موقوتة تماما. واذا لم يتم القيام بعمل في المستقبل القريب، يمكن حدوث انهيار شامل فيه حتى سنة 2020، سيقود الى كارثة انسانية.

هناك سبب يجعل الجيش الاسرائيلي مفاخرا في السنوات الهادئة والجيدة التي منحها لشعب اسرائيل، لكنه يمكن ان تأتي سنوات تحدي. سباق التسلح الاقليمي الجنوني، وغياب الهدوء الاقليمي الذي عمل حتى الان في صالح اسرائيل، يمكن ان يعمل ضدها في المستقبل. وهكذا فانه بين سنة عبرية واخرى، يجب طرح الاسئلة ذاتها حول حساب النفس التي يمنع الجيش من طرحها: هل فعلنا ما يكفي من اجل استغلال الجيل الذهبي الاستراتيجي الحالي حتى النهاية؟ هل نفعل كل ما يمكن عمله من اجل ضمان عدم كون الهدوء الحالي مضللا؟

الجواب على السؤالين الاخيرين هو “لا ولا”.

الحرب في سورية – ماذا بعد؟

يكتب البروفيسور أيال زيسر، في “يسرائيل هيوم” انه مع انهيار وقف إطلاق النار المتكرر استؤنف القتال في سورية، وحتى اذا تم التوصل الى تهدئة جديدة، فانه لا شك بأنها ستنهار مرة اخرى مثل سابقاتها. ويتضح ان الاطراف المتحاربة في سورية لا تزال تتمتع بالقوة ولا يزال هناك الاصرار والايمان بالانتصار، ولا يقل اهمية عن ذلك، حصولها على الدعم الدولي والمساعدات السخية – المالية والعسكرية – التي تسمح لها بمواصلة القتال من اجل حياة او موت آخر سوري.

ومع ذلك، فمن المرجح أنه بعد الفشل الذريع بوضع حد للقتال في سورية والبدء بمحادثات السلام، ستفهم إدارة أوباما أيضا ما فهمته معظم دول العالم بالفعل منذ وقت طويل – أنه لم يكن ولن يكون أي حل سياسي للحرب في سورية. وسيتقرر مصير الصراع في البلاد المنكوبة، في ساحة المعركة، وسينتهي بانتصار جانب واحد وتصفية الطرف الآخر، وربما أيضا المواطنين الذين يدعمونه.

خلال سنوات الحرب الست، قدر “الخبراء” اكثر من مرة بأن مصير بشار الأسد السقوط. ولكن في كل مرة كان يبدو فيها اقتراب نهاية الطاغية السوري، حدث تحول مفاجئ منحه النفس، بل وفرصة البقاء على كرسيه.

صحيح ان النظام السوري منهك بعد حوالي ست سنوات من الحرب، وبقي مع قلة من الجنود الذين يمكنه ارسالهم الى الحرب في مختلف انحاء سورية. اما المتمردون فيحظون بدعم من الجمهور في مناطق القتال، ويهجمون كالجراد المرة تلو الأخرى على قوات النظام السوري ويضربونها، لكنهم لا يستطيعون القضاء عليها نهائيا.

لكن المتمردين اصابهم الانهاك ايضا، وكذلك الجمهور الذي يدعمهم. لقد فشلوا المرة تلو الاخرى في محاولة توحيد صفوفهم وتشكيل قيادة عسكرية وسياسية، ناهيك عن ان عملية التطرف الإسلامي التي مروا بها، ابعدت الكثيرين من المؤيدين لهم داخل وخارج سورية.

من المهم ان نفهم بأن الحرب في سورية تشكل عمليا، مجموعة من عشرات وربما مئات المعارك المنفصلة في مواقع مفصولة عن بعضها البعض في كل انحاء الدولة، التي يحارب فيها عدة مئات من المتمردين ضد مئات من جنود بشار. ولذلك، يكفي ارسال عدة طائرات روسية وعدة عشرات او مئات من الجنود الايرانيين من اجل هزم وصد المتمردين.

كل محاولة لتنبؤ المستقبل في سورية فشلت في الماضي وستفشل في المستقبل، ولكن على الرغم من ذلك لا يمكن التنكر للإصرار الروسي – الايراني غير المحدود على حماية كرسي بشار الأسد. لا يمكن ايضا، انكار وهن المتمردين، بل اكثر من ذلك، وهن انصارهم، ولا يمكن التنكر للقرار الاستراتيجي الذي اتخذه اوباما بسحب اياديه من سورية وعدم العمل فيها.

الدولة السورية التي يسيطر عليها الأسد لم تنهار، وحتى ان تقلصت الى ربع الاراضي السورية – التي تتركز فيها غالبية الجمهور المتبقي في الدولة. ان الذين يدعمون الأسد او يبدون استعدادهم للعيش تحت نظامه هم ليسوا العلويين فقط، وانما سوريون من ابناء طوائف اخرى، بما في ذلك سنة يتوقون الى الاستقرار والهدوء. وفي المقابل، فان المناطق التي يسيطر عليها المتمردون تتميز بالفوضى ولم ينجح المتمردون بتشكيل بديل سلطوي فيها.

يمكن التكهن بالحذر المطلوب بأن الحرب في سورية ستتواصل لزمن طويل، وستشهد صعودا وهبوطا، ولكن اذا استمر التوجه الذي شهدناه في السنة الاخيرة، سيتم دفع المتمردين الى الهامش وسيفقدون كل امل بالانتصار في الحرب. كما سيتم دفع الاكراد – بضغط تركي ودولي – للعودة الى اعماق الدولة السورية، بل يتم ايضا دفع داعش الى اعماق الصحراء السورية والعراقية. وفي مثل هذا الوضع سيتمكن النظام السوري من العودة تدريجيا واستعادة المناطق التي سقطت من ايديه.

هذه توقعات متفائلة بالنسبة للأسد – لكنها غير مؤكدة بتاتا. وفي كل الأحوال، ستمر سنوات حتى يتمكن كيان سوري ما من النهوض ثانية. ورغم ذلك، يبدو ان بشار الأسد الذي نعته جهات كثيرة في السنوات الأخيرة، يظهر كأكبر منتصر باق في هذه الحرب، وهذا الاسبوع قام بخطوة هامة اخرى على طريق الانتصار.

صمت، انهم يخادعون

يكتب اليكس فيشمان في “يديعوت احرونوت” ان الأتراك يخدعون اسرائيل، والايرانيين يخدعون القوى العظمى، والجميع يصمتون، لأنه من المريح الصمت الآن. ذات مرة، عندما كان الارهاب الذي ادارته حماس من تركيا، وتخصيب اليورانيوم الايراني، يعتبران روح السياسة الاسرائيلية، لم تتردد الحكومة في التلاعب وتحريض الرأي العام. اما اليوم فإنها تفضل غض النظر. صمت الخراف هو امر الساعة.

خلافا للتفاهمات بين اسرائيل وتركيا – التي قادت الى انهاء قضية مرمرة واستئناف العلاقات بين الدولتين – يواصل الجناح العسكري في حماس العمل من اسطنبول، بمعرفة وبحماية اذرع الامن التركية. خلال المفاوضات بين البلدين طالبت اسرائيل بإغلاق مكتب حماس في اسطنبول، الا ان الاتراك رفضوا واوضحوا بأن هذا المكتب سيعمل في القضايا السياسية فقط. وبالفعل فقد انتقل ممثل حماس الكبير في اسطنبول، ورجل الجناح العسكري صلاح العاروري للعمل من قطر – الا ان من واصلون تفعيل مكتب حماس في اسطنبول هم محررون في اطار صفقة شليط، والذين ينتمون الى الجناح العسكري. ويواصل مكتب حماس هناك محاولة اقامة قواعد لحماس في مناطق الضفة، وجمع المال لإرساله الى الضفة لتمويل النشاطات الارهابية، كما يواصل تجنيد المتطوعين – القسم الاكبر منهم طلاب جامعات فلسطينيين يتعلمون في اوروبا – لإقامة خلايا ارهابية في الضفة. التصنيف الاول للمتطوعين، فحص ولائهم الامني والتدريب الأساسي الذي يمرون به، يجري على الأراضي التركية، في مباني تابعة لحماس، وقد تكون محاولة الهجوم خارج السفارة الاسرائيلية في انقرة، امس، تعبيرا لوجود حماس في المنطقة.

حماس تعمل في الأراضي التركية بحذر وبشكل سري. وفي المقابل توجد للأتراك انفسهم في القدس بعثات لتنظيمات تشبه تنظيم IHH، التنظيم الذي وقف وراء اسطول مرمرة. ممثلو التنظيمات التركية يعملون ليس فقط بدعم المؤسسات الدينية والخيرية في القدس وتنظيم السياحة الاسلامية التي تصل من تركيا، وانما، ايضا، في المجال السياسي في صفوف الحركات الإسلامية في القدس، بهدف زيادة تأثير تركيا في عاصمة اسرائيل. هذا يقلق ليس فقط قوات الامن المحلية، وانما ايضا دول اخرى في المنطقة تملك مصالح واضحة في الحرم القدسي. هذه الدول توجهت وطلبت من الحكومة الاسرائيلية وقف هذا النشاط، لكن اسرائيل تغض النظر، كي لا تمس بالاتفاق مع تركيا.

كما ان الولايات المتحدة التي وقعت على اتفاق نووي مع ايران تغض النظر- رغم انها تعرف بالتأكيد بأن ايران تخرق الاتفاق. فالاتفاق يسمح لإيران بانتاج 300 كلغم من اليورانيوم المخصب بمستوى 3.6%، وفي الفحص الذي اجراه مفتشو الامم المتحدة، اتضح ان ايران انتجت 330 كلغم، دون ان تملك تفسيرا لعشرات النسب المئوية الزائدة. ليس المقصود خرقا دراماتيكيا، لكن مصادر مطلعة تدعي ان ايران لم تخطئ صدفة، وانما فعلت ذلك عمدا من اجل فحص رد فعل العالم. وبالفعل فان التقرير الذي اصدرته وكالة الطاقة النووية قبل اسبوعين، يحدد بأن ايران تنفذ الاتفاق بحذافيره. ويتضح ان الامم المتحدة، ايضا، تتسامح مع ايران، كما يبدو بضغط امريكي.

ولا تنحصر الخروقات في مسألة اليورانيوم. ووفقا لأسوشيتد برس، نقلت القوى الأوروبية الشريكة في الاتفاق مع إيران، معلومات الى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة النووية، حول قيام ايران بانتاج اجزاء لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة، خلافا للاتفاق. لقد مرت بالكاد سنة، وها هي إيران تختبر الحدود. معهد العلوم والأمن الدولي، برئاسة رئيس طاقم المفتشين الدوليين في العراق، سابقا، ديفيد أولبرايت، كشف قبل شهر تقريبا، عن تجاوز ايران للاتفاقات، وجاء في التقرير الذي اعده ان الكونغرس تلقى في كانون الثاني من هذا العام بيانات من الإدارة الأمريكية تدل على المخالفات. الا ان الادارة الامريكية تخشى أن يؤدي أي ضغط يطبق اليوم على إيران الى ضرر للنظام الحالي بقيادة روحاني والمس بفرص اعادة انتخابه في نيسانالمقبل – ولذلك فان واشنطن ليست صامتة فقط، وانما تقوم أيضا بالضغط على إسرائيل ودول أخرى لإسكات أي شكوى بشأن المخالفات الايرانية.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا