الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمحديث الرواسي: إنهاء الانقسام ممرٌ إجباريٌ لتفعيل مرحلة التحرر الوطني ووسائله

حديث الرواسي: إنهاء الانقسام ممرٌ إجباريٌ لتفعيل مرحلة التحرر الوطني ووسائله

مع دخول الهبة الشعبية عامها الثاني تصعد حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي من عدوانها ضد الشعب الفلسطيني ممعنةً في تنفيذ الإعدامات الميدانية التي تطال الشبان والأطفال والفتيات تحت ذرائع وحجج واهية لم تعد تنطلي على أحد، وأسفرت جرائم الاحتلال عن ارتقاء (249) شهيداً، بينهم (57) طفلاً منذ اندلاع الهبة الشعبية في مطلع تشرين الأول 2015 ، إضافة إلى التنكيل بالمواطنين في أثناء عمليات الاعتقال اليومية وتشديد الحصار على المدن والقرى في الضفة الغربية وإحكام الحصار والاعتداءات المتكررة من قوات الاحتلال والاستهداف اليومي للصيادين والمزارعين في قطاع غزة.

جميع تلك الجرائم تنفذها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وهو ما تؤكده التصريحات التحريضية اليومية التي يتفوه بها قادة الكيان وحمايتهم للجنود القتلة بما يدلل على أن عمليات القتل والإعدامات اليومية التي ينفذها جنود الاحتلال تتم بقرار إسرائيلي رسمي تشترك في تنفيذه أذرع ومؤسسات كيان الاحتلال المختلفة فيما تقوم النيابة العسكرية الإسرائيلية بطمس الحقائق، وإخفاء الأدلة التي تثبت ارتكاب تلك الجرائم في توزيع للأدوار يعكس مدى عنصرية وتطرف كيان الاحتلال ونزوعه نحو العنف والإرهاب الممنهج .

إن ما نشهده من تصعيد إسرائيلي خطير على كافة الأصعدة يؤكد مدى عجز المجتمع الدولي عن ردع الاحتلال وكبح إرهابه وتوفير حماية دولية لشعبنا ، كما يؤكد الانحياز والدعم الأمريكي الصارخ والمستهجن للاحتلال وآخره اتفاق المساعدات الأميركية لإسرائيل الذي تم توقيعه بقيمة أكثر من ٣٨ مليار دولار على مدى السنوات العشر القادمة والذي أعقبه قرار الاحتلال بناء عشرات الوحدات الاستيطانية ، لتصبح أمريكا بذلك شريكة في العدوان على شعبنا وهي تعلم أن الأموال التي تضخها لكيان الاحتلال تستخدم لتطوير وزيادة الترسانة العسكرية الإسرائيلية التي تفتك ليلاً نهاراً بأبناء شعبنا إضافة لتوسيع وبناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية ، كل ذلك يتناقض مع المواقف المعلنة من قبل الإدارة الأمريكية ويثير التساؤلات حول مصداقية تلك المواقف وآخرها ما جاء في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول وجوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية .

عام مضى على الهبة الشعبية ولم ينجح الاحتلال في كبح جماح الفلسطيين الغاضبين المطالبين بحقوقهم، وعلى الرغم من استخدامه لكافة الوسائل لن ينال الاحتلال من الإرادة الفلسطينية الصلبة ولن تثني جرائمه اليومية شعبنا الفلسطيني الصامد عن حماية مقدساته وحقوقه وصد اعتداءات الاحتلال على ممتلكاته وأرضه ومقدساته ، فما يجري على الأرض من مقاومة شعبية للاحتلال ومستوطنيه تزامناً مع التحرك السياسي والدبلوماسي لفلسطيني على كافة الأصعدة يؤكد الإصرار الفلسطيني على مواصلة طريق النضال بكافة أشكاله المشروعة لانتزاع كافة حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم وتحرير كافة الأسرى من سجون الاحتلال ، وبعيداً عن المواقف العربية الضعيفة والدولية المتذبذبة والمنحازة في غالبيتها للاحتلال ، يبقى الرهان الأقوى على صمود شعبنا وقيادته التي تزداد يوماً بعد الآخر إصراراً على دحر المحتل وانتزاع كافة حقوقنا المشروعة، وهذا يتطلب العمل الجاد من أجل إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية التي يتوق إليها شعبنا لنكون صفاً واحداً في مواجهة كافة التحديات. وكما أكد المجلس الثوري لحركة “فتــح” في دورته الأخيرة أن إنهاء الانقسام يعد ممراً إجبارياً لتفعيل مرحلة التحرر الوطني ووسائله.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا