تصعيد المواقف أصبح هدفا استراتيجيا لدى حماس في علاجها لكثير من الأزمات التي تمر بها، فقد وجهت حماس تعليماتها الى ضرورة تصعيد المقاومة في الضفة الغربية بأشكالها مهما كلف الثمن لوقف “اعتداءات” الاحتلال على الأراضي الفلسطينية ونهبها وإنشاء المستوطنات عليها وطرد أصحابها.
وتحمل عبارة “مهما كلف الثمن” أيضا تصعيدا آخر إذ أن حماس لا تستهدف إسرائيل بهذا التصعيد ولكن تستهدف السلطة الفلسطينية وإحراجها أمام الرأي العام الدولي.
إذا كانت أهداف حماس تتعلق بتصعيد المقاومة في الضفة الغربية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية هناك فلماذا لا تعمل على وقفها في القطاع بتصعيد مقاومتها هناك مع العلم أن قطاع غزة بات مستهدفا من قبل إسرائيل باستمرار عدوانها على غزة.
هناك مفارقة غريبة وعجيبة في مخيلة حماس من حيث التمسك بهذه المواقف ومحاولة تسخينها للوضع في الضفة الغربية وخلق حالة من الإرباك والحروب وفي الوقت ذاته تجري الأمور بشكل مغاير ومعاكس في القطاع بالعمل على التهدئة هناك فهذا لا يمكن أن يتطابق مع الفكر التحرري لأي حركة من الحركات إذ أن النضال لا يمكن تجزئته تحت أي ظرف من الظروف والمتتبعين يدركون هذه الحقيقة بشكل كامل فلا يعقل أن من يتبنى نهج المقاومة يهدف من خلالها الى ترسيخ الانقسام في داخل الوطن الواحد.
حماس بالتأكيد بعيدة عن الفكر التحرري لتعارضه مع مشروع الإخوان المسلمين الذي يخلو من هذه المفاهيم ولو كانت حماس تتبنى هذا النهج لكانت صاغت سياستها في القطاع بهذا الاتجاه ، لكن الأهداف والمقاصد ابعد ما تكون عن هذه التوجهات بتصعيد المقاومة في الضفة.
المستهدف جراء مواقف حماس هذه هي السلطة الفلسطينية وبرنامجها السياسي الذي يتعارض مع سياسة حماس حيث تعمل حماس جاهدة لمقاومة المشروع الفلسطيني بشتى الطرق والسبل حتى لو كان الثمن الركون إلى إسرائيل وهي من هذه البوابة قطعيا تخدم مصالح إسرائيل الإستراتيجية.
هكذا تريدها حماس الحفاظ على امن إسرائيل وحماية حدودها الجنوبية وملاحقة “المقاومين” ومطلقي الصواريخ على إسرائيل وتشعل مقاومتها في الضفة وكأن مفهوم المقاومة في مخيلة حماس يرتبط بأبعاد جغرافية وليست سياسية فما تهدف اليه حماس هو تفجير الموقف العسكري في الضفة الغربية لإعطاء المبرر لإسرائيل لإعلان حربها هناك واستهداف السلطة الفلسطينية.
خاص- مركز الإعلام
