ماذا بعد الدعوات؟

تختلف المواقف الدولية من الصراعات والنزاعات الدولية تباعا للأحداث السياسية ونوعيتها وطبيعة التحالفات الدولية والإقليمية وأبعاد تلك الصراعات وأنواعها وعناصرها ومحدداتها والجغرافيا السياسية وتشابك الفضاءات الجغرافية الاخرى .
وتختلف ايضا مستويات الصراع حسب موقعه في سلم الصراعات الدولية لكن المرحلة الاهم في محددات الصراع هو الانتقال من مرحلة الصراع الى مرحلة التسوية وهنا يجب ان تتوفر مواقف دولية ودور المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان لكن الاهم في ذلك هو ان تصاعد حدة الصراعات وتداعياتها التي يمكن ان تذهب بعيدا في العلاقات الدولية وتزيد من رفع وتيرة الازمات الدولية وقد ينتج عنها حروبا دولية وهنا لا بد من تطويق اتساع رقعة تلك الصراعات بمواقف دولية حاسمة وقرارات استراتيجية تحفظ الامن والسلم الدوليين.
الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بقي اسيرا لمواقف دولية ومصالح شخصية وأثرت بعض الظروف الدولية سلبا على ايجاد حل بضعف النظام العربي الرسمي وعدم قدرته على احداث اختراق في المواقف الدولية الامر الذي ادى الى انتقال حل الصراع الى الدول الكبرى.
ولم تنجح نظريات الاحتواء في ايجاد حلول عملية لكثير من الصراعات ومنها الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بسبب طبيعة المحتل ومكانته في السياسة الدولية والدعم المقدم له من قبل بعض الدول الكبرى. لكن على الاقل اصبح هناك موقفا دوليا بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وبضرورة انسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية المحتلة لكن ذلك مرهون بقرار دولي سواء كان قرارا امميا ام قرار تدعمه القوة.
وكثيرا ما سمعنا مواقف تحض الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على اتخاذ خطوات ملموسة في سبيل تطبيق حل الدولتين لكن تلك الدعوات لا ولن تلقى اذانا صاغية وان حل الصراع من خلال توجيه الدعوات هو ضرب من الخيال.
متى يتطور الموقف الدولي ويخرج من دائرة القرارات الشكلية الى قرارات عملية وخاصة ان اسرائيل اعربت عن مخاوفها في امكانية صدور قرار اممي خاص بالصراع مع تجدد النشاط الدبلوماسي للرباعية العربية في مجلس الامن لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي.
وتعتقد اسرائيل ان الادارة الامريكية يمكن ان تغير سياستها بتمرير قرار في مجلس الامن الدولي خاص بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي وهي مخاوف اسرائيلية تعكس طبيعة العقلية الاسرائيلية باستمرار احتلالها للاراضي الفلسطينية لكنها تدرك جيدا ان المجتمع الدولي قد ضاق ذرعا بها وبسياستها وان كل له مصالحه ولا شك ان حل الصراعات الدولية تقع في خانة المصالح الدولية احيانا.

خاص- مركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا