الرئيسيةمختاراتاخترنا لكممعركة المعرفة والذاكرة الوطنية في القدس

معركة المعرفة والذاكرة الوطنية في القدس

اذا انتصرنا في معركة التعليم والمعرفة والثقافة الوطنية وتحديدا في القدس، فإننا نؤسس لانتصار اعظم واشمل على المشروع الصهيوني، فانتصارنا في معركة التربية الوطنية، وفرض منهج التعليم الفلسطيني، يعني توجيه ضربة قاضية للمشروع الصهيوني الذي قام على أساس نكران هويتنا وشخصيتنا الوطنية العربية الفلسطينية.

منذ بداية العام الدراسي ووزارة التربية والتعليم العالي تكافح لتثبيت حق آلاف التلاميذ الفلسطينيين في مدارس القدس الشرقية بتلقي المعرفة وفق المنهج الوطني الفلسطيني، ما يعني ان الوزارة تناضل لمنع تهويد الذاكرة الوطنية، ولإبقاء عقول أطفالنا وفتياننا وشبابنا في القدس محصنة من الأسرلة، وعصية على قبول المنهج الاسرائيلي او التعامل معه كأمر واقع.

من البديهي جدا لجوء بلدية سلطات الاحتلال في القدس لكل الوسائل القهرية، والانتهاكات المخالفة للقانون الدولي، لمنع التلاميذ الفلسطينيين المقدسيين في الصف الثالث الابتدائي من قراءة النشيد الوطني (فدائي) الذي كان يقض مضاجع جنرالات الاحتلال عندما يسمعونه من اذاعات صوت العاصفة صوت الثورة الفلسطينية، فكيف سيكون حالهم ومعهم اعضاء حكومة المستوطنين المتطرفة وهم يسمعونه يردده آلاف الفلسطينيين في فضاء القدس، فهذا النص والدروس عن الرموز السيادية في فلسطين في منهج التربية الوطنية، اخطر بمليون مرة من قذائف صاروخية تتصدى لها دولة الاحتلال بقباب حديدية، فالأمر في هذا النوع من المعارك (العسكرية) تحسمه الخبرة وتفوق التقنيات، لكن المعركة في المعرفة والثقافة والتربية الوطنية، لا تنفع معها تكنولوجيا السلاح، ولا كل اوسمة الجنرالات الحربية، فالأمر في هذه المعركة يتعلق بمقومات الوجود وايمان الشعب الفلسطيني بحقه في اعادة بلورة هويته الوطنية الحضارية ارتكازا على حقه التاريخي والطبيعي في وطنه فلسطين.

خسرنا معارك عسكرية، وخسرنا مواجهات، لكن خسارتنا في ميدان المعرفة والتعليم ليست مسموحة ابدا، وكل تهاون أو تقاعس أو لعب في الصفوف الخلفية، وتعطيل المسيرة التعليمية في القدس، ومحافظات الوطن ايضا او اختلاق مشكلات تربك القيادة السياسية ووزارة التربية والتعليم، ومحاولات ذوي النزعات القيادية لتحييد الطاقة الهائلة لأهالي التلاميذ ومنع استثمارها في هذه المعركة، كل هذا لا يمكن اعتباره – وتحديدا في هذه اللحظة – مطالب او نضالا نقابيا مطلبيا، فالأولوية الآن للانتصار في معركة التربية الوطنية في مدارس العاصمة، فالقدس تحتاج منا هبة من نوع آخر، هبة ممنهجة، تكرس الوعي الوطني ليس بالخطابات الديماغوجية، وانما بعملية بناء الشخصية الوطنية، بمنهج تعليم أقرته مؤسسة التعليم الوطنية في فلسطين.

لا مجال الآن لأي سجالات او اضرابات في مؤسسة التعليم، فانعكاسات اية فعاليات حتما سلبية، فيما الأصل تداعي الجميع، كاتحاد المعلمين مع وزارة التربية والتعليم العالي ومعهما المتخصصون في هذا الشأن، وقيادات العمل الوطني الشعبي السلمي لوضع استراتيجية وطنية فلسطينية لافشال اسرلة وتهويد التعليم في القدس، فهناك في العاصمة (القدس) لا يجوز ترك وزارة التعليم تصادم الاحتلال وحدها في الميدان، رغم قدرة قيادتها على الصبر، والتخطيط والفعل الوطني الممنهج، والا فاننا قد شطبنا بايدينا كل ما ادعيناه من اخلاق وتربية وثقافة وطنية.

بقلم: موفق مطر

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا