الرئيسيةمختاراتاخترنا لكملا للتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني

لا للتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني

المؤتمر الذي تم الإعداد له في العاصمة المصرية القاهره من قبل المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط لمناقشة القضية الفلسطينية بكل أبعادها وإعادة هيكلة الحركة الوطنية الفلسطينية بحسب برنامجهم يعتبر تدخلا سافرا في الشأن الداخلي الفلسطيني. فقد وجهت الدعوات لقيادات محسوبة على المفصول من حركة فتح محمد دحلان وبعض الشخصيات الفلسطينية التي تتساوق مع هذا الطرح بما فيها منظمات المجتمع المدني، حيث تحمل عناوين البحث في هذا المؤتمر مضامين متعددة لكنها تحمل عنوانا رئيسيا ومضمون شعارات “التيار الإصلاحي” الذي يتزعمه دحلان مما يضفي الشك والريبة في أهداف وغايات المواضيع التي يضعها المؤتمر في أوراق بحثه، حيث الأهداف المعلنة والغير المعلنة. فالأهداف المعلنة للمؤتمر تندرج تحت عنوان الإرهاب الإقليمي وانعكاساته على القضية الفلسطينية أما الأهداف الغير معلنة فهي ضرب حركة فتح من خلال طرح قضية الإصلاح الداخلي في الحركة ومحاولات إيجاد بدائل لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهنا تكمن الخطورة في الأهداف والغايات ومحاولة إضفاء الشرعية على المؤتمر بمشاركة الجامعة العربية ممثلة بأمينها العام احمد ابو الغيط، وهنا تكون الجامعة العربية قد انحرفت عن مسارها ومبادئها وبرنامجها السياسي الذي ينص صراحة على عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول الأعضاء وتراجعت عن تبني الموقف الفلسطيني في المطالبة بالحرية والاستقلال.
كنا نمني النفس أن يدعو المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط لعقد مؤتمر داعم للمشروع الوطني الفلسطيني وتحت عنوان عريض يستذكر فيه الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني والمشروع وتسليط الضوء على مشاريع إسرائيل الاستيطانية وسياسة التهويد وتدمير حل الدولتين. كان بودنا ان يتم في هذا المؤتمر فضح إسرائيل وتهربها من استحقاقات عملية السلام وتنكرها للحقوق الوطنية الفلسطينية وتقديم الدعم اللازم للقيادة الفلسطينية في معركتها التي تخوضها ضد سياسة التعنت الإسرائيلية، لا أن يصار الى محاولات إضعاف القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية. كان من المفترض أيضا بحث موضوع المبادرة العربية التي وصلت الى طريق مسدود برفض إسرائيل لها فهي لا تقيم وزنا لكل الأطراف العربية.
كان حري بهذا المؤتمر توفير الدعم اللازم لفلسطين برؤية وطنية إستراتيجية مدعومة بموقف عربي بدلا من محاولات فرض الوصاية على الشعب الفلسطيني ومحاولات تنصيب قيادة مفصلة بالمقاس العربي والإقليمي والدولي والإسرائيلي تقبل بأنصاف الحلول وتمهد للتطبيع الكامل مع إسرائيل على غرار حماس وأتباعها.
إن تحريف أي مؤتمر عربي عن أولوية الصراع مع إسرائيل وتجاوز الأخطار التي تهدد القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني ويشكل تساوقا مع السياسة الإسرائيلية التي تشكل تهديدا للأمن القومي العربي يعطي دلالات واضحة بالغايات والأهداف لهذا المؤتمر في تكريس الاحتلال وترسيخ الانقسام الفلسطيني ومحاولات شق وحدة حركة فتح.
جامعة الدول العربية التي تشكل الإطار السياسي العام للأمة العربية باتت متهمة بالتآمر على القضية الفلسطينية. والمطلوب من الأمين العام للجامعة عدم التلوث بمثل هذه الاجتماعات وعدم حضوره لهذه الاجتماعات ورعايته لها وإلا فان ذلك يعبر عن عجز الجامعة العربية في دعم القضايا العربية القومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ودعم الحقوق الوطنية الفلسطينية.
إن المؤتمر يأتي في محصلته النهائية تجسيدا لحالة العجز العربي وإمعانا بدعم الانحراف لبعض “القيادات” ويسعى إلى تكريس الانقسام وتقديم التنازلات بغطاء جامعة الدول العربية وعلى حساب الثوابت الوطنية الفلسطينية.
نأمل من الأشقاء المصريين وحفاظا على الحقوق الوطنية الفلسطينية ووحدانية التمثيل الفلسطيني وشرعية منظمة التحرير الفلسطينية عدم توفير الغطاء لهذا المؤتمر، وسحب أي غطاء آخر يمكن أن يعطي شرعية لعقده لأنها اتضحت العناوين الرئيسة لهذا المؤتمر والتي تحمل مخاطر تهدد القضية الفلسطينية في محاولات فرض قيادة بديلة للشعب الفلسطيني وتتساوق مع مخططات الاحتلال وأهدافه.

مركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا