الرئيسيةأخباراسرائيليةأضواء على الصحافة الاسرائيلية 20 تشرين اول 2016

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 20 تشرين اول 2016

نتنياهو للمستوطنين: “السلوك الحكيم قبل انتهاء ولاية اوباما قد يشكل خطرا على المستوطنات كلها”

تنقل صحيفة “هآرتس” عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قوله خلال لقاء مع نشطاء في حزب الليكود، من بينهم نشطاء من سكان مستوطنة عوفرا وبؤرة عمونة، ان “السلوك غير الحكيم” من قبل اسرائيل في موضوع المستوطنات، خلال الفترة المتبقية لإدارة اوباما في البيت الأبيض، حتى 20 كانون الثاني، من شأنه “ان يشكل خطرا على المستوطنات كلها”.

وجرى اللقاء الذي استغرق حوالي ساعتين ونصف، في الأسبوع الماضي، في مكتب رئيس الحكومة، بناء على طلب السكان الذين طلبوا من نتنياهو العثور على حلول تمنع إخلاء عمونة الذي يفترض ان يتم في 25 كانون الاول، حسب قرار المحكمة العليا، وهدم المباني التي اقيمت في مستوطنة عوفرا على اراضي فلسطينية خاصة. كما طلب المستوطنون من نتنياهو تشريع الاف البيوت في المستوطنات والبؤر التي يدعون انها تواجه خطر الاخلاء.

وقال مصدر شارك في اللقاء، لكنه طلب التكتم على اسمه، لصحيفة “هآرتس” ان نتنياهو اكد امام المستوطنين بأنه يضع مصلحة المستوطنات امام ناظريه، ولا يريد التسبب لها بضرر بسبب عدة بيوت اقيمت على اراضي فلسطينية خاصة.

وحسب المصدر فقد اكد نتنياهو بأن الفترة الفاصلة بين الانتخابات الامريكية في الثامن من تشرين الثاني، وانتهاء ولاية اوباما في العشرين من كانون الاول، هي فترة حساسة. وقال المصدر ان نتنياهو عرض عينات من الماضي لخطوات قام بها رؤساء سابقين للولايات المتحدة خلال هذه الفترة، وقال ان على اسرائيل الامتناع عن اجراءات خاطئة خلال الأسابيع العشرة بين الانتخابات وتسلم الادارة الجديدة. وقال: “يجب التصرف بحكمة وانتم بالذات يجب ان تفهموا ذلك”.

وجاء من ديوان نتنياهو انه اشار خلال اللقاء الى قيام رؤساء سابقين للولايات المتحدة بالمبادرة خلال الفترة المشار اليها، الى مبادرات لم تتفق مع مصالح اسرائيل. واضاف رئيس الحكومة بأنه “يأمل ان لا يتكرر الأمر ويتوقع من الولايات المتحدة عدم تغيير سياستها التقليدية المتبعة منذ عشرات السنين، بمنع قرارات معادية لإسرائيل في مجلس الامن”.

وتأتي تصريحات نتنياهو هذه على خلفية التخوف في ديوانه وفي وزارة الخارجية من محاولة الرئيس اوباما قبل انتهاء ولايته، دفع خطوة ترسخ ميراثه في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. ويسود التقدير في القدس بأن اوباما قد يلقي خطابا يعرف من خلاله رؤيته لحل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، او دعم قرار في موضوع المستوطنات في مجلس الامن او حتى دفع قرار في مجلس الامن يحدد مبادئ لحل المسائل الجوهرية للصراع، كحدود الدولة الفلسطينية ومستقبل القدس.

تظاهرة نسائية ضخمة امام منزل نتنياهو تطالبه بالسعي الى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين

تكتب “هآرتس” انه اختتمت مساء امس الاربعاء، امام منزل رئيس الحكومة في القدس، “مسيرة الامل” التي بدأت من رأس الناقورة، على الحدود اللبنانية، قبل اسبوعين. وجرت امام منزل نتنياهو تظاهرة حاشدة شارك فيها حشد كبير من النساء اليهوديات والعربيات من مختلف انحاء البلاد، واللواتي تطالبن رئيس الحكومة بالسعي الى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين. وقام حراس رئيس الحكومة بنشر ستار ضخم غطى مجال الرؤية في شارع بلفور، لكنه تم في كل مركز المدينة الشعور بحضور الآلاف من النساء للمظاهرة.

وقد بادرت الى التظاهرة حركة “نساء تصنعن السلام”، التي تأسست في 2014 بعد عملية الجرف الصامد. وبالذات في ظل طرح الموضوع السياسي على هامش جدول الاعمال القومي، كان من المفاجئ نجاح المنظمات باحضار عدة آلاف من النساء اللواتي ارتدت غالبيتهم ملابس بيضاء. وقد جالت المسيرة شمال اسرائيل وجنوبها، وصباح امس، وصلت الى مناطق السلطة الفلسطينية في منطقة اريحا. وحسب المنظمات فقد شاركت في المسيرة خلال الاسبوعين المنصرمين عشرات الاف النساء.

وكانت ضيفة المسيرة والتظاهرة الحائزة على جائزة نوبل للسلام في عام 2011، ليما بوئي، زعيمة حركة النساء التي ساهمت بوضع حد للحرب في بلادها، ليبيريا، والاطاحة بالطاغية تشارلز تيلور. وقالت بوئي ان مشاركتها للنساء الاسرائيليات والفلسطينيات في المسيرة “كانت ايام أمل، ايام نظرة الى المستقبل، ايام تقول بشكل مطلق ان السلام ممكن”. وتحدثت عن اقامة حركة النساء في ليبيريا التي تشكلت في الأساس من نساء تعرضن للاغتصاب او الاصابة خلال الحرب المتواصلة “واللواتي لم تسمحن لأنفسهن بان تكن ساخرات”.

وقبل ذلك استقبلت النساء بتصفيق متواصل خطاب الحاخامية هداسا فرومان، ارملة الراب مناحيم فرومان من تكوع، وخطاب كنتها ميخال فرومان، التي اصيبت خلال كانون الثاني الماضي، وهي حامل، في عملية طعن وقعت في المستوطنة التي تعيش فيها. وقالت ميخال التي صعدت الى المنصة مع طفلتها التي ولدت قبل اربعة اشهر، ان المخرب، فتى ابن 16 عاما، كان يمكن ان يقتلها، وانها طوال الطريق الى المستشفى كان واضحا لها بأن الله “يتوجه الي ويريد ايقاظي”.

وقالت “ان اختيار الحياة هو اختيار رؤية كل مركبات الواقع هنا، الاعتراف بالحتمية، بالدفاع عن الحياة وكذلك رؤية الضائقة ومد يد مساعدة. من مات لم يعد يشعر، انا اخترت الشعور والتعبير عن كل مشاعري، عن الألم والغضب، ولكن ايضا عن الرحمة والمحبة. الموت يعني الفراق، الحياة هي لقاء، هي سلام، والحياة هنا ستكون ممكنة فقط اذا توقفنا عن اتهام احدنا للآخر، ونتوقف عن ان نكون ضحايا. يجب على الجميع التغلب وتحمل المسؤولية وبدء العمل الصعب من اجل الحياة هنا”.

كما عقب الجمهور بالتصفيق على خطاب هدى العرقوب، الناشطة السياسية من الخليل، التي قالت خلال خطاب القته بالإنجليزية، بأنها تقف كامرأة حرة، وان “هذا هو الوقت الذي يجب ان تقول فيه النساء كلمتهن والعمل من اجل السلام والامن للجميع والاعتراف المتبادل”. وقال في ختام خطابها “يوجد لكن شريك للسلام”.

وتحدث رئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، باللغتين العربية والعبرية، وقال انه “يفخر بوجوده هنا ورؤية النساء اليهوديات والعربيات تسرن معا. هذه هي امكانية التعايش معا. كلنا نرسل من هنا رسالة واضحة لكل الذين لا يؤمنون بأن الانسان اغلى من الأرض”.

وتحدثت المغنية ياعيل ديكل باوم، عن صلاة النساء المشتركة التي اقيمت صباح امس في قصر اليهود في منطقة اريحا. وقالت “كنا 4000 امرأة، نصفهن فلسطينيات. قالوا لي انه لا يوجد من نصنع السلام معه. اليوم اثبتنا ان هذا ليس صحيحا”.

خلاف علني بين امريكا واسرائيل في مجلس الامن حول “بتسيلم”

كتبت “هآرتس” ان النقاش الشهري في مجلس الامن حول الوضع في الشرق الاوسط، امس، تحول الى خلاف علني وعلى الملأ بين اسرائيل والولايات المتحدة، حول نشاط تنظيم حقوق الانسان “بتسيلم”، فبعد قيام السفير الاسرائيلي داني دانون بمهاجمة “بتسيلم” ومطالبة الامم المتحدة بوقف تمويل التنظيم بادعاء ان ذلك يشكل مسا بالشؤون الداخلية لإسرائيل، خرج نائب السفير الامريكي ديفيد فراسمان، للدفاع عن “بتسيلم”.

وقال فراسمان: “نحن نشكر التنظيمات التي ظهرت امام مجلس الامن في الأسبوع الماضي – “بتسيلم” و”اصدقاء سلام الان” في الولايات المتحدة، على تقاسمهم معنا لخبرتهم المهنية. وكما نعترف بنشاط التنظيمات غير الحكومية الأخرى في انحاء العالم، والتي تسلط الاضواء على قضايا صعبه.. من الحيوي ان تدافع الحكومات وتخلق اجواء يتاح فيها سماع كل الأصوات”.

وادعى دانون في خطابه ان “اسرائيل هي ديموقراطية فخورة واننا نقدر حرية التعبير، لكننا لا نحترم من ينشرون الأكاذيب عن اسرائيل. هناك ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة تقوم بتمويل “بتسيلم”.. ليس صدفة انه تمت دعوة “بتسيلم” لتقديم وجهة نظر خبير خلال نقاش في مجلس الامن، الاسبوع الماضي. هذا تدخل مباشر في العملية الديموقراطية في اسرائيل من قبل جهات معادية لإسرائيل هنا في الأمم المتحدة. انا اطالب بوقف دعم مثل هذه التنظيمات المتطرفة من قبل الامم المتحدة”.

وجاءت تصريحات دانون هذه والتي تمثل موقف الحكومة الاسرائيلية، بعد عدة ايام من قيام الادارة الامريكية بالدفاع عن بتسيلم، وتوجيه انتقاد شديد الى الهجوم الذي شنه رئيس الحكومة نتنياهو على “بتسيلم”، على خلفية مشاركتها في اجتماع مجلس الامن الذي ناقش موضوع المستوطنات.

وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية الامريكية جون كيربي لصحيفة “هآرتس” ان الادارة الامريكية تقدر المعلومات التي ينشرها التنظيمان حول الاوضاع في الضفة الغربية، واكد ان الولايات المتحدة تعتقد ان على الحكومات الدفاع عن حرية التعبير وخلق اجواء يمكن فيها سماع كل الأصوات.

وقال كيربي: لا انوي التطرق الى كل ما قيل (عن بتسيلم وسلام الآن)، بشكل عام، نحن نؤمن بأن المجتمع المدني الحر والمحرر من القيود هو عامل حاسم في الديموقراطية. وكما قلنا في مرات كثيرة، نحن نؤمن بأنه من المهم ان تدافع الحكومات عن حرية التعبير وتخلق اجواء تتيح سماع كل الأصوات. نحن نشعر بالقلق ازاء تهديد هذه المبادئ في كل مكان في العالم”.

وأضاف كيربي انه وكما قال نائب السفير الامريكي في الامم المتحدة، خلال النقاش في مجلس الامن، فان الولايات المتحدة تشكر الجهود التي تبذلها الجهات غير الحكومية في الولايات المتحدة واسرائيل، بما في ذلك اصدقاء “سلام الان” و “بتسيلم”، من اجل اطلاع الادارة على التطورات الحاسمة للأوضاع الميدانية، خاصة البناء في المستوطنات. واوضح: “نشعر بالقلق الشديد ازاء استمرار البناء في المستوطنات. كنا واضحين جدا في معارضتنا القوية لهذه الأعمال التي تخرب على هدف تحقيق السلام.”

وتطرق كيربي بذلك الى البيان الذي نشره نتنياهو مساء السبت، والذي هاجم فيه هذين التنظيمين بسبب مشاركتهما في اجتماع مجلس الامن، يوم الجمعة، بل هدد بسحب وظيفة المتطوع من قبل الخدمة القومية في “بتسيلم”.

كما نشر نتنياهو، على صفحته في الفيسبوك، هجوما على الحركتين، وصف فيه “بتسيلم” بأنه تنظيم “زائل وغير واقعي”، واتهم الحركتين بالانضمام الى “جوقة التشهير باسرائيل وكررتا الادعاء الكاذب بأن “الاحتلال والمستوطنات” هي سبب الصراع”، على حد تعبيره. كما ادعى ان توجه التنظيمات الى المجتمع الدولي “غير ديموقراطي”، كاتبا ان “ما لم تنجح هذه التنظيمات بتحقيقه في الانتخابات الديموقراطية، تحاول تحقيقه بواسطة الاكراه الدولي”.

واضاف نتنياهو في منشوره على الفيسبوك ان “الحقيقة هي ان الفلسطينيين هاجموا اسرائيل طوال حوالي 50 سنة، قبل قيام مستوطنة واحدة. انهم يواصلون مهاجمة اسرائيل من قطاع غزة، حتى بعد خروجنا منها تماما. انهم يهاجموننا من يهودا والسامرة، من خلال مطالبتهم ليس بهذه المناطق فقط وانما بحق العودة الى يافا، عكا وحيفا. هذه المطالب هي التي تدعم التحريض القاتل الموجه ضدنا منذ قيام الدولة”.

وحسب رأي نتنياهو فان “هذه الحقائق تثبت ان جدور الصراع ليست “الاحتلال والمستوطنات” وانما الرفض الفلسطيني المتواصل للاعتراف بالدولة اليهودية داخل اية حدود”.

وكتب نتنياهو على صفحته ان “رئيس بتسيلم حث مجلس الامن على العمل ضد اسرائيل. ما لا تنجح هذه التنظيمات بتحقيقه في الانتخابات الديموقراطية، تحاول تحقيقه بمساعدة الاكراه الدولي. هذا عمل غير مناسب”. واضاف انه “في الديموقراطية الاسرائيلية تتواجد ايضا تنظيمات زائلة وغير واقعية مثل بتسيلم، لكن غالبية الجمهور يعرف الحقيقة. سنواصل الدفاع عن العدالة وعن دولتنا امام الضغوط الدولية”.

النيابة العامة تفاوض اربعة ارهابيين يهود لعقد صفقة ادعاء معهم

كتبت “هآرتس” ان النيابة العامة تجري مفاوضات للتوصل الى صفقة ادعاء مع اربعة مستوطنين اتهموا بالارهاب، حسب ما نشرته القناة الثانية امس. ومن المتوقع ان تتوصل الاطراف الى الاتفاق على سجن قاصر لمدة سبع سنوات على خلفية قيامه بإحراق منزل لعائلة فلسطينية والقاء قنابل غاز داخل منزل اخر في قرية بيتلو. وشاركه في اعماله ثلاثة مستوطنين آخرين، لم يتم بعد التوصل الى صفقة معهم.

وحسب لائحة الاتهام فقد اعد القاصر زجاجات حارقة، والقاها داخل منزل في المزرعة القبلية، وتسبب بأضرار للممتلكات. كما يتهم القاصر مع اثنين آخرين بحيازة سلاح، شمل قنابل غاز. وقام القاصر بالقاء هذه القنابل داخل منزل في بيتلو في العام الماضي. كما يتهم بمهاجمة فلسطينيين بالهراوات والغاز المسيل للدموع واحراق سيارة في بيتلو في 2014.

وتطالب النيابة بفرض عقوبة السجن لست سنوات على المتهم الثاني يسرائيل شندورفي، المتهم بالعضوية في تنظيم ارهابي مع المتهمين الآخرين، وحيازة سلاح. كما يتهم بمهاجمة الفلسطينيين واحراق السيارة.

اما المتهم الثالث بنحاس شندروفي فتطالب النيابة بحبسه لثلاث سنوات واربعة اشهر بتهمة العضوية في تنظيم ارهابي واحراق سيارة ورشق حجارة مع المتهمين الآخرين، فيما تطلب النيابة حبس المتهم الرابع، شنيؤور دانة، لستة اشهر، تستبدل بالخدمة العامة، بتهمة مساعدة المتهمين الاخرين برشق الحجارة، لكونه اعارهم سيارته.

سلطة السجون تعاقب اسرى اشتكوا تعذيبهم من قبل الشاباك

كتبت “هآرتس” ان سلطة السجون رفضت في السنة الاخيرة السماح لأسرى امنيين اشتكوا تعرضهم للتعذيب خلال التحقيق معهم من قبل الشاباك، بالتقاء اطباء من خارج السجن، لكي يكتبوا لهم وجهات نظر طبية يستخدمونها في الاجراءات القضائية. وتدعي سلطة السجون ان كل اسير ومعتقل قدم شكوى في الموضوع، يحظى حسب السياسة الرسمية بالتوجه الى الطبيب. ونفت السلطة حدوث أي تغيير في سياستها، لكنها اضافت بأنها ستفحص الأمر.

لكن المعطيات التي جمعتها اللجنة لمكافحة التعذيب تناقض ادعاءات سلطة السجون. وقالت ان طاقمها مثل عدة اسرى ومعتقلين ادعوا تعرضهم للتعذيب خلال التحقيق. وهذه السنة رفضت سلطة السجون السماح لثلاثة من هؤلاء الاسرى بإجراء فحص لدى طبيب، مقابل سنوات 2013 -2014، التي نفذت خلالها خمس تقييمات طبية كهذه. وفي 2015 قدمت اللجنة طلبان لإجراء تقييم طبي، صودق على احدهما فقط.

ترامب سيوجه خطابا الى اليهود في اسرائيل ضد قرار اليونسكو

تكتب “يسرائيل هيوم” ان مقر مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الامريكية، دونالد ترامب، في اسرائيل، اعلن بان ترامب ونائبه المرشح مايك فانس، سيلقيان خطابين عبر بث مباشر، خلال مهرجان تأييد للقدس، في اعقاب قرار اليونسكو. ومن المتوقع ان يتم تنظيم المهرجان تحت شعار “ندعم القدس” في البلدة القديمة بعد العيد وقبل اسبوعين من الانتخابات الامريكية. وحسب مقر ترامب في اسرائيل، فان الهدف هو نقل رسالة تؤكد وقوف الحزب وراء الحاجة الى الحفاظ على وحدة القدس، ومنع التدخل السياسي في كل ما يتعلق بالهوية التاريخية للقدس.

تظاهرة مؤيدة لمستوطنة عمونة، اليوم

كتبت “يسرائيل هيوم” انه من المتوقع وصول الاف الاسرائيليين، اليوم، الى التظاهرة المؤيدة لمستوطنة عمونة، والتي ستخرج من عوفرا، الساعة العاشرة صباحا، وذلك على خلفية مخطط إخلاء عمونة في نهاية السنة ومطلب سكانها بتشريعها ووقف الاخلاء.

وستقام في الساعة الثانية والنصف تظاهرة في عمونة تأييدا للسكان، بمشاركة وزراء ونواب كنيست ورؤساء سلطات محلية وشخصيات عامة وحاخامات، سيتم خلالها مطالبة رئيس الحكومة بتشريع المستوطنة وكل مستوطنات الضفة الغربية.

استشهاد فلسطينية من عصيرة الشمالية بنيران الاحتلال

كتبت “يديعوت احرونوت” انه تم ظهر امس الاربعاء اطلاق النار على شابة فلسطينية (19 عاما) وقتلها على مفترق تفوح في الضفة الغربية، بعد قيامها، حسب ادعاء الشرطة، باستلال سكين والتقدم نحو جنود حرس الحدود المتواجدين في المكان. وقالت مصادر فلسطينية ان القتيلة هي رحيق البيراوي، متزوجة ومن سكان بلدة عصيرة الشمالية، شمال نابلس.

وحسب ادعاء الشرطة فقد لاحظ احد المحاربين الشابة وانذر رفاقه، فأشاروا اليها بالتوقف، ثم اطلقوا النار في الهواء، لكنها واصلت التقدم نحوهم واستلت سكينا، فاطلقوا النار عليها وقتلوها. وظهرت البيراوي في الصور التي نشرتها الشرطة وهي ممددة على الأرض وفي يدها اليمنى سكين.

مقالات

حكاية ترامب والظلام

يكتب آري شبيط، في “هآرتس” انه حتى لو كان خبير الإحصاءات نيت سيلفر على حق، ومني دونالد ترامب حقا بهزيمة كبيرة في الانتخابات الرئاسية – فان الظلام اصبح هنا. حقيقة أن البلطجي وكاره الأجانب ومهين النساء والمهاجرين تمكن من كسب تأييد أكثر من ثلث الأميركيين تثبت أن الظلام هنا. وحقيقة أن الشخصية التلفزيونية، الذي يتباهى بأنه يمكنه اطلاق النار على الناس في الجادة الخامسة والامساك بالنساء من اعضائهن التناسلية، ومهما كان المكان الذي وصل اليه، يثبت أن الظلام هنا. وحقيقة أن الحزب الجمهوري لم ينجح بالتخلص من المهرج السياسي، ووجدت هيلاري كلينتون صعوبة بالتغلب على غوغائي المراحيض، يثبت أن الظلام هنا. حتى إذا حقق أبناء النور فوزا كبيرا في 8 تشرين الثاني، فسيبقى أبناء الظلام معنا. لأن معركة الانتخابات الرهيبة جدا والاكثر جنونية التي عايشتها الولايات المتحدة في السنوات ال 150 الماضية أثبتت لنا جميعا، ان الظلام أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا.

امريكا ليست لوحدها. في الانتخابات القريبة في هولندا المتحررة، يتمتع اليمين المتطرف بفرص جيدة للحصول على ربع حتى ثلث الأصوات. في الانتخابات القريبة في فرنسا المستنيرة، يتمتع اليمين المتطرف بفرصة جرف دعم غير مسبوق. وبولندا عادت الى التحفظ الرجعي، وهنغاريا عادت الى التطرف المتزمت، وفي روسيا يسيطر دكتاتور يتمتع بمجد رجولة شبه فاشية. وحتى في بريطانيا الكبرى، ترتدي الشعبوية في اكثر من مرة الوان الكراهية السوداء للآخر، وفي اسكندنافيا الرائعة، ترتقي قوى جديدة – قديمة تسبب القشعريرة في الظهر.

وهكذا فان الظاهرة عالمية. الديموقراطية الليبرالية وصلت الى ازمة عميقة، والتنوير يتعرض للهجوم. بسبب عدم قدرة الحكومات المنتخبة على اداء مهامها بشكل معقول – يكثر عدد المصابين بالإحباط. ونظرا لعدم قدرة الرأسمالية الجديدة على توفير الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية – يكثر عدد الغاضبين. وبسبب عدم قدرة العولمة على حماية الهوية الوطنية والثقافية – يشعر الكثيرون بالقلق. الإحباط والغضب والقلق يوجه الى الساحة العامة، التي مرت بخطوات الابتذال والغباء. وهكذا يتولد الواقع السياسي البدائي الجديد، الذي تنمو فيه القوى البربرية الجديدة. المنجزات الكبيرة التي سجلها عصر التنوير منذ الحرب العالمية الثانية تتآكل. والضوء الذي جلبناه الى العالم في السنوات ال 70 الماضية يحاط بشكل متزايد بالظلام.

ولهذا فإن السؤال الذي يجب على اليهود في إسرائيل والشتات طرحه على أنفسهم اليوم، هو اين يقفون امام الظلام. في الماضي كان جوابنا واضحا: اخترنا النور. وباستثناء جماعات هامشية متطرفة، دعم اليهود دائما التنوير وحاربوا الرجعية. هكذا كان في قضية درايفوس، وخلال النضال الذي شنه مارتن لوثر من أجل روح أمريكا، وفي المعركة ضد الفاشية. وهكذا كان غالبا في أرض إسرائيل. سواء كنا في اليمين، اليسار أو الوسط، عرفنا دائما ان علينا كيهود واجب الوقوف في وجه تلك القوى الظلامية التي تهدد النسيج الحساس للديمقراطية الليبرالية.

الأمور اليوم تبدو مختلفة قليلا. بنيامين نتنياهو يعشق فلاديمير بوتين. صحيفة شيلدون أديلسون تعشق دونالد ترامب. حفل الشاي الإسرائيلي يحتفل مع حفل الشاي الأمريكي. جهات اليمين المتطرف في القدس تغازل الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا. بما أن الكراهية في 2016، ليست موجهة ضد اليهود ولكن ضد الآخرين (المسلمين والأفارقة، الخ.) – فان بعض اليهود يفقدون ضمائرهم والبوصلة. من المريح بالنسبة لهم التسكع في ساحات الطغاة واللصوص، الذين علقوا معاداتهم للسامية مؤقتا. من الجيد لهم الاستفادة من صداقة اصحاب المناصب الذين يدوسون كرامة الإنسان، ولكنهم يتعاملون باحترام (مؤقتا) مع اليهود والدولة اليهودية. وبهذا فانهم يتخلون عن الأخلاق اليهودية. وهكذا يخونون المصالح اليهودية. وعن غير قصد وعن غير وعي يساعدون الذين يستخرجون من روح الإنسان ذات الظلام الذي حارب اليهود ضده منذ الأزل.

من تحالف السلام وحتى “بتسيلم”

يكتب يسرائيل هرئيل، في “هآرتس” ان المدير العام لـ”بتسيلم”، حجاي “إلعاد”، حث مجلس الامن على اتخاذ قرار يلزم اسرائيل على “انهاء الاحتلال”، أي اقتلاع مئات الاف اليهود من بيوتهم. لا يوجد أي جديد في استدعاء الضغط على اسرائيل من الخارج، ولا حتى في الدعم الذي حظي به من قبل وزارة الخارجية الامريكية التي عارضت في 1947–1948 اقامة دولة يهودية في ارض اسرائيل.

قبل طموح العرب سكان البلاد الى تقرير المصير (لأنهم اعتبروا انفسهم جزء من الشعب العربي الكبير)، انهكت تنظيمات يهودية مثل “تحالف السلام” والحزب الشيوعي في فلسطين – قواها في الجهود لمنع اقامة دولة يهودية. فعشية الاعلان عن تأسيس الدولة، سافر مؤسس “تحالف السلام” يهودا ليف ماغنيس – اول رئيس للجامعة العبرية – الى الولايات المتحدة وضغط على الادارة لكي تعارض اقامة الدولة. وبالفعل فقد عارض وزير الخارجية، الجنرال جورج مارشال، ذلك، وفقط بفضل الدعم القاطع من قبل الرئيس هاري ترومان، الذي استجاب للضغط الكبير الذي مارسته الجالية اليهودية، تم حرف الكفة. كما دعا ماغنيس الى فرض الحظر على ارسال السلاح الى الاستيطان الذي كان يقف على عتبة المحاربة دفاعا عن حياته امام الجيوش العربية التي كانت تستعد لاجتياح البلاد مع اعلان الاستقلال (وقد نجح في ذلك وتم فرض الحظر على السلاح!)، ومنع تقديم المساعدة المالية للاستيطان العبري رغم انه كان يحارب دفاعا عن وجوده ولم يملك المال لتوطين واطعام الناجين من الكارثة والمهاجرين من الدول العربية الذين بدأوا الوصول بحشودهم.

وكان من بين اعضاء “تحالف السلام” الذين عارضوا اقامة الدولة اليهودية كبار المثقفين، ومن بينهم مارتين بوبر، غرشوم شالوم، عكيفا ارنست سيمون، هوغو برغمان وغيرهم. وقد قالوا انه اذا كانت ستقوم دولة في ارض اسرائيل، كما توهم رجال الحرس الفتي، فلتكن دولة ثنائية القومية، وبما ان الجانب العربي عارض الدولة الثنائية القومية، فقد استنتجوا بأنه يجب عدم اقامة دولة يهودية أيضا.

الكلمات التي تكتب وتقال الان، خاصة من على هذا المنبر، تثبت ان جذوة “تحالف السلام” لا تزال مشتعلة، حتى عندما يتضح للجميع بأن رجالها اخطأوا وضللوا بمقياس تاريخي. كل من يتعقب عالمهم الخيالي والمنقطع لا يمكنه عدم الاستغراب الى أي حد يمكن للإنسان، حتى الانسان الاخلاقي الذي لا تشوبه شائبة، السلوك كأعمى غير مسؤول في المدخنة العامة. واذا كان شخصا مؤثرا، مثل ماغنيس الذي حارب ارسال الاسلحة والمال للاستيطان العبري المحاصر، فان هناك ثمن لأخطائه الأخلاقية على حساب حياة مواطني الامة. وعلى الرغم من الأخطاء الضخمة، يتم عرض رجال “تحالف السلام” – حتى اليوم، عندما اصبحت الأخطاء واضحة ومثبتة – كقدوة. ابرز هذه الشخصيات، الذين حظوا بالعيش في الدولة اليهودية التي عملوا ضد اقامتها، تم تكريمهم (وتلقوا بمتعة كبيرة) جوائز إسرائيل. وتمت تسمية معاهد ودور نشر وشوارع بأسمائهم. ومقابل تحالف السلام، عمل تنظيم مهووس آخر – الحزب الشيوعي – الذي عرّف الصهيونية كرجعية واستعمارية، ودعم أعمال القتل العربية في احداث الشغب في 1929، و1935 و1938، واتفاق مولوتوف- ريبنتروب. بل ان بعض نشطائه شاركوا في اعمال التخريب ضد مؤسسات الاستيطان.

هناك تشابه واضح بين الأوهام الأخلاقية لماغنيس وأصدقائه – وكذلك الدعم الاجرامي للشيوعيين اليهود في فلسطين لأعمال القتل العربية خلال الأحداث والاتفاق الحقير بين الاتحاد السوفياتي والنازيين – وبين مواقف بعض المفكرين في الأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام الذين يتنبؤون اليوم في إسرائيل. في اخطائه ودعمه لأعداء إسرائيل، فإن الجناح الراديكالي لـ”معسكر السلام” في بداية القرن ال21 يشبه إلى حد كبير ذلك الذي حارب ضد الدولة اليهودية في النصف الأول من القرن الـ20.

تأييد الغموض

يكتب زلمان شوفال في “يسرائيل هيوم” ان مقولة “قل امور واضحة، لكي نعرف اخيرا ما هي الحلول التي تطرحها، هي من الادعاءات والمطالب التي لا تتوقف المعارضة وجهات سياسية في الخارج عن توجيهها الى رئيس الحكومة الاسرائيلية. حسب رأيي، هذا هو تماما ما يجب الامتناع عنه، أي التفصيل العلني للاستراتيجية الاسرائيلية.

مصطلح “الغموض” نال مكانة ناجعة في الدبلوماسية الاسرائيلية في موضوع “ديمونة”، لكنه في المقياس ذاته، ملائما، بل مطلوبا في الموضوع الفلسطيني. لقد تحدث هنري كيسنجر وابا ايبن في حينه عن “الغموض البناء” في السياسة، أي السماح بتفسير الخطوات السياسية بشكل لا يحتم الرد الفوري، سواء كان ايجابا ام سلبا. وكما قال في حينه المبعوث الدبلوماسي للرئيس روزفلت، جيمس كونانت، فان “المطلوب من السياسي هو ان يكون واضحا تماما عندما يخدم الأمر المصلحة القومية”.

“في الحب والحرب كل شيء مباح”، وبعكس مقولة كلاوزفيتش بأن الحرب هي استمرار للسياسة بطرق اخرى، فان السياسة تكون احيانا استمرارا للحرب بطرق اخرى، وفي السياسة، كما في الحرب، لا تكمن الحكمة في تعريف الجانب الثاني بنواياك.

لبالغ الأسف، بشأن امكانية التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين، لا يوجد في هذه المرحلة رد مقنع على مسألة الحلول والنوايا. غالبية الأفكار التي طرحت في هذا الصدد هي مستحيلة او غير مرغوب فيها – او كلاهما معا. اقتراح “حل الدولتين للشعبين”، أي الانسحاب الاسرائيلي من كل الضفة الغربية او من غالبيتها، واقامة دولة فلسطينية في المناطق التي سيتم الانسحاب منها، تحولت في السنوات الأخيرة الى نغمة رائدة في موكب الموسيقى في المجتمع الغربي ولدى المعارضة الاسرائيلية. ولكن على الرغم من حقيقة ان مبدأ الانفصال عن غالبية الفلسطينية هي مسألة مبررة في حد ذاتها، الا انه يمكن للمعتوه او صاحب النوايا الخبيثة فقط الموافقة في واقع الفوضى العامة المحيطة بنا على اقامة دولة فلسطينية بجانب غالبية المجمعات الاسكانية، والاقتصادية والبنى التحتية لإسرائيل. عندما ينافس الجهاد السني لداعش والقاعدة، الجهاد الشيعي بقيادة ايران التي تعمل بشكل حثيث بمساعدة حزب الله وحماس على توسيع منطقة نفوذها حتى شواطئ البحر المتوسط، يمكن الافتراض بأن احد هذه الاطراف هو الذي سيسيطر على الدولة الفلسطينية عندما تقوم. اضف الى ذلك انه لا يوجد أي دليل على استعداد أي جهة فلسطينية، بما في ذلك السلطة، لإظهار الليونة في المسائل الجوهرية.

مقابل “آنية” اقتراح الدولتين، هناك “أبدية” “حل الدولة الواحدة” الذي يؤيده اليمين واليسار المتطرف (لأسباب معاكسة). اليسار المتطرف يأمل بأن يضع ذلك حدا للرؤية الصهيونية، واليمين المتطرف يعيش على إيمانه بأنه يمكن تدبر الأمور بطريقة أو بأخرى – اما ان يرى الفلسطينيون في الاندماج بالدولة اليهودية تحقيقا لأحلامهم، أو يسلمون بذلك رغما عنهم.

لكن المسالة اليهودية يجب ان تقلقنا اكثر من المسألة العربية، لأنه حتى اذا لم يتحول العرب الى غالبية في هذه الدولة الواحدة، كما يدعي البعض، فان حقيقة انهم سيشكلون نصف السكان على الأقل تجعل الأمر مستحيلا من ناحية عملية وفكرية. هناك من يتسلون بفكرة “الضم النقي” أي فرض السيادة الاسرائيلية على الكتل الاستيطانية الكبرى، اريئيل ومعاليه ادوميم، لكن العاصفة السياسية والمشاكل الاخرى التي ستحصدها هذه الخطوة المحدودة تجعل الأمر غير جدير بشكل واضح.

هناك افكار اخرى، بعضها تم تطبيقه في اعقاب اتفاقيات اوسلو، والبعض الآخر لم يتم تجربتها بسبب الخلافات الداخلية، السياسية. مثلا الخيار الأردني، تسويات مؤقتة وترتيبات مرحلية. مع ذلك، من المحتمل انه في اعقاب تغيير التحالفات في الشرق الاوسط سيكون من الممكن العودة اليها في المستقبل. الوضع الراهن ليس هدفا في حد ذاته، لكنه كما اعترفت هيلاري كلينتون في حينه، يمكن ان يبقى لفترة طويلة وهو افضل من الحل المتسرع المعروف فشله مسبقا. الغموض السياسي يخدم من هذه الناحية الواقع والمصلحة الاسرائيلية ويجب عدم ابداء الندم على ذلك.

انتصار عسكري امام هزيمة سياسية

يكتب رئيس الموساد سابقا، افرايم هليفي، في “يديعوت احرونوت” انه خلال المراسم الرسمية لشهداء حرب يوم الغفران على جبل هرتسل، اجرى رئيس الحكومة حسابا مع المسؤولين عن اخفاقين، يعتقد انهما كانا في اساس السلوك الفاشل خلال الأيام الاولى للحرب. الأول، التقييم الاستراتيجي الخاطئ لنوايا مصر وسورية والذي رأى بأنهما لا تتجهان نحو الحرب، والثاني، قرار عدم الأمر بإنزال ضربة استباقية مفاجئة قبل اندلاع الحرب. بالنسبة للأول لا يوجد أي جدال، اما بالنسبة للثاني فهناك ما يجب مجادلته.

الافتراض بأنه كان يمكن تكرار الضربة الجوية المفاجئة التي تم توجيهها في حرب الأيام الستة هو افتراض خاطئ. في الأسبوع الأول للحرب نجح المصريون والسوريون بإسقاط او تدمير حوالي ثلث القوات الجوية الاسرائيلية. ولا زلنا نذكر المقولة المثيرة للقشعريرة “الصاروخ احنى جناح الطائرة”، كما شلّ الصاروخ الأرضي “ساغر” حوالي 800 دبابة اسرائيلية. لقد كانت الطائرات والدبابات في غالبيتها امريكية الصنع، والصواريخ كانت من انتاج الاتحاد السوفييتي. وكانت جيوش مصر وسورية تملك وسائل حماية روسية اثبتت فاعليتها، لبالغ الأسف. حتى لو نفذت اسرائيل هجوما جويا مفاجئا، يمكن الافتراض بأن المصريين والسوريين كانوا سينجحون بإسقاط عدد كبير من الطائرات – لأنه في ذلك اليوم لم نملك الرد على منظومة صواريخ أرض – جو الروسية.

ولكن، الى جانب المعايير العسكرية الطاهرة، يجب ان نأخذ في الاعتبار بأن فتح المعركة بمبادرة اسرائيلية كان سيصعب جدا الجهود لتجنيد الولايات المتحدة الى جانبنا. لقد كانت بين اسرائيل والولايات المتحدة تفاهمات والتزامات متبادلة على مستويات استراتيجية، تم بلورتها في السنوات التي سبقت حرب يوم الغفران. وشملت، من جملة امور اخرى، التفاهم على ان اسرائيل لن تفاجئ الولايات المتحدة بالمبادرة الى الحرب. مفاجأة واشنطن في يوم الغفران والخروج للحرب، بينما واصلت اسرائيل خلال الأيام التي سبقت ذلك التقدير الراسخ بأن كل الخطوات العربية لن تقود الى الحرب – لم يكن مجرد خطوة تفتقد الى المنطق، وانما مخاطرة كانت ستجعل واشنطن ستراقب من الجانب على ان تخاطر بغضب العالم العربي لكونها تتماثل مع “المعتدي”.

حتى في هذه الحالة لم تسارع الادارة الأمريكية الى مساعدة اسرائيل. لقد احتاجت واشنطن الى عدة ايام ليس فقط من اجل تقييم الخيارات المفتوحة، وانما، ايضا، لفهم مدى تضرر قدرة اسرائيل على مواصلة الحرب. المعطيات التي تشير الى ان وزير الامن موشيه ديان فكر جديا بالموافقة على وقف اطلاق النار في اليوم السادس للحرب، اثار لدى عدة شخصيات سياسية امريكية افكار التحدث مع الروس في سبيل انهاء الحرب في وضع من التعادل. والحقيقة ان هنري كيسنجر سارع الى موسكو حتى بعد اجتياز اسرائيل للقناة من اجل التحدث مع الكريملين.

لقد اجرت القوتين العظميين محادثات على مستويات عالية مرتين في صراعنا. في 1956، في خضم الحرب الباردة، في الايام التي كانت فيها الدبابات الروسية تجوب شوارع بودابست وتقمع التمرد الهنغاري بشكل دموي، انضم قادة روسيا والولايات المتحدة الى خطوة مشتركة وناجحة اجبرت اسرائيل على الانسحاب من كل المناطق التي احتلتها في سيناء وغزة. وفي حرب يوم الغفران، ايضا، تحدث قادة القوتين العظميين، وفقط بفضل رئيسة الحكومة غولدا مئير، تم منع وضع تنتهي فيه الحرب كما انتهت حملة سيناء (العدوان الثلاثي) – انتصار عسكري وهزيمة سياسية.

من تعقب مناقشات مجلس الامن هذا الأسبوع، في موضوع يهودا والسامرة (الضفة الغربية) لاحظ بالتأكيد التماثل الكامل في مواقف المتحدثين الروسي والامريكي، رغم المواجهة بينهما في مسـألة حلب المشتعلة. لقد ظهرا كمن يقرآن من الورقة ذاتها. من المؤكد ان التفاهم الامريكي – الروسي سيكون لطيفا لترامب. من سينقذنا من كمين كهذا هذه المرة؟

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا