الرئيسيةأخباراسرائيليةأضواء على الصحافة الاسرائيلية 21 -22 تشرين أول 2016

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 21 -22 تشرين أول 2016

الجيش يقتل فتى فلسطينيا (15 عاما) من بيت أمر

تكتب “هآرتس” ان قوة عسكرية اسرائيلية قتلت، امس، الفتى الفلسطيني خالد بحر (15 عاما) بالقرب من بيت أمر، شمال مدينة الخليل. وحسب بيان الجيش الاسرائيلي فقد قامت القوة العسكرية بإجراء “اعتقال مشبوه” بعد قيام مجموعة من الفلسطينيين برشق الحجارة عليها، ما اسفر عن قتل الفتى خالد من بيت أمر.

وحسب الجيش فقد كانت القوة تقوم بدورية في سيارة عسكرية، حين بدأ الفلسطينيون برشقها بالحجارة، فخرج الجنود من السيارة ونفذوا اجراء اعتقال مشبوه واطلقوا النار فقتلوا الفتى فيما اصيب احد الجنود بجراح طفيفة نتيجة المواجهة.

وقالت مصادر فلسطينية انه تم اطلاق النار على القسم العلوي من جسده، وان الجنود منعوا طاقم الهلال الأحمر الفلسطيني من الاقتراب من الفتى المصاب، وبعد ان سمح له بذلك كان الفتى قد غادر الحياة.

وتلقت بلدية بيت أمر اشعارا من الجيش بأنه سيتم تسليم جثة الفتى لعائلته، اليوم (الجمعة) لدفنها.

اتهام اربعة فلسطينيين بالتخطيط لتفجير قاعة افراح واختطاف رجل امن اسرائيلي

كتبت “هآرتس” ان نيابة لواء الجنوب، قدمت الى المحكمة المركزية في المدينة، امس، سبع لوائح اتهام ضد اربعة مواطنين فلسطينيين، احدهم مقيم مؤقت في تل السبع وثلاثة من سكان القطاع، بسبب مخالفات امنية. ويتهم الأربعة بالتخطيط لتنفيذ عملية في قاعة للمناسبات في بئر السبع، فيما اتهم رئيس الخلية بالتخطيط لاختطاف جندي اسرائيلي.

ويتهم الأربعة بالاتصال مع ناشط من سرايا القدس (الجناح العسكري في الجهاد الاسلامي)، بهدف ارتكاب عمل ارهابي في قاعة “نيرنيا” يشمل رشق قنابل على المحتفلين في القاعة، زرع عبوات ناسفة على الطاولات واخفاء اسلحة في حاويات النفايات في الخارج. كما خططوا لاختطاف وقتل شرطي او ضابط او جندي في الجيش.

وحسب بيان الشاباك، فقد تم قبل شهر اعتقال الفلسطيني محمود ابو طه (41 عاما) من سكان خان يونس، لدى محاولته الدخول الى اسرائيل عبر معبر ايرز. وتشير لائحة الاتهام الى انه على الرغم من حيازة ابو طه لتصريح دخول الى اسرائيل كتاجر، الا انه يشتبه حصوله على التصريح بالخداع. وحين تم التحقيق معه في الشاباك، اتضح انه يترأس تنظيما قاده الجهاد الإسلامي، وخطط لتنفيذ عملية في قاعة للمناسبات في الجنوب، واختطاف وقتل جندي اسرائيلي.

وقام ابو طه بتجنيد ثلاثة شركاء لتنفيذ العملية: شفيق ابو طه (55 عاما) الذي يحمل تصريحا بالمكوث في اسرائيل، انتهى اجله، وعمل في قاعة “نيرنيا”، وهاني ابو عمرة (40 عاما) وهو مقيم مؤقت في تل السبع، واحمد ابو طه (39 عاما) الذي تواجد في اسرائيل بشكل غير قانوني.

وحسب لائحة الاتهام فقد تخلى ابو طه في نهاية الأمر عن خطة تفجير القاعة، وركز على التخطيط لاختطاف اسرائيليين، خاصة من صفوف الجيش. وخطط ابو طه لقتلهم ودفنهم، واخذ اوراقهم الثبوتية الى غزة من اجل مفاوضة السلطات الاسرائيلية على اطلاق سراح اسرى امنيين يحتجزون في سجونها.

الولايات المتحدة ومصر تطالبان السلطة الفلسطينية عدم القيام بأي خطوة ضد اسرائيل في الامم المتحدة قبل الانتخابات الامريكية

ذكرت “هآرتس” ان الولايات المتحدة ومصر، حولتا مؤخرا، رسائل الى القيادة الفلسطينية، تطالبها بعدم دفع أي خطوة ضد اسرائيل في الامم المتحدة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية، حسب ما قاله مصدر فلسطيني. وحسب اقواله فقد كانت هناك توجهات مباشرة وغير مباشرة الى السلطة الفلسطينية، بواسطة جهات غربية وعربية، تم التوضيح من خلالها بأن الولايات المتحدة لن تسمح بدفع أي خطوة قبل الانتخابات وستفرض الفيتو على كل اقتراح يتعلق بإسرائيل او السلطة، خاصة شجب المستوطنات.

وقال المسؤول الرفيع انه رغم عدم رضا القيادة الفلسطينية الا انها لا تنوي القيام بأي خطوة عملية في مجلس الامن قبل الانتخابات الرئاسية.

مع ذلك قال مصدر رفيع في ديوان الرئيس الفلسطيني ابو مازن لصحيفة “هآرتس” ان الفلسطينيين سيعملون فور انتهاء الانتخابات الأمريكية على تسريع تقديم مشروع اقتراح الى مجلس الأمن. وقال: “نحن في مرحلة التشاور وسندفع الخطوة بعد الانتخابات. حتى هذه اللحظة لا يوجد اتفاق على الصيغة النهائية والموقف الامريكي ليس واضحا لنا”.

وقالت جهات في ديوان عباس انه في كل الاتصالات التي جرت مؤخرا مع الولايات المتحدة، بما في ذلك اللقاء مع وزير الخارجية جون كيري، لم يسد الانطباع بأن واشنطن تنوي المبادرة الى خطوة ما في مجلس الامن او دعم خطوة ما. “ليست لدينا اية اوهام او توقعات بأن لا يفرض الامريكيون الفيتو او لا يعرقلوا اقتراحا يجري تقديمه في مجلس الامن. كما اننا لا نعرف عن أي مخطط يجري اعداده او أي اقتراح سيتم تقديمه في المستقبل. كل ما نسمعه هو ان هناك افكار”.

اتهام مواطن من سخنين بالانضمام مع زوجته الى داعش والمحاربة في الموصل

تكتب “هآرتس” انه تم يوم امس تقديم لائحة اتهام الى المحكمة المركزية في حيفا ضد بسام زبيدات وزوجته صابرين، من سخنين، على خلفية سفرهما مع اولادهما الثلاثة الى سورية والعراق والانخراط في صفوف داعش. ويتهم بسام الذي عاش مع عائلته في الموصل، بالمحاربة في صفوف داعش والعضوية مع زوجته في تنظيم ارهابي واجراء اتصال مع عميل اجنبي واجتياز تدريبات عسكرية ممنوعة.

وحسب تحقيق الشرطة والشاباك فقد سافرت العائلة الى رومانيا للمشاركة في مناسبة عائلية، ومن هناك سافرت الى تركيا وقام ناشط في الدولة الاسلامية، كانت صابرين قد اجرت اتصالا معه، بنقل العائلة الى سورية. وشارك بسام في دورات وتدريبات، من بينها دورة في الشريعة وتدريبات عسكرية. بعد ذلك انتقلت العائلة الى الموصل في العراق، وحارب بسام في صفوف التنظيم، والتحق اولادهما الثلاثة (3 و6 و8 سنوات) بمدارس محلية.

وعلمت “هآرتس” ان ابناء عائلتي بسام وصابرين لم يعرفوا عن مخططهما وعملوا على اعادتهما الى البلاد، بل سافر ابناء عائلة صابرين، وهي من دير حنا، الى تركيا من اجل ضمان عودة العائلة الى البلاد. وفي تموز قررت العائلة العودة الى البلاد في اعقاب عمليات القصف الثقيلة لمدينة الموصل، وعدم انتظام التعليم لأولادهما. وبعد عودتها الى سورية حاولت العائلة التسلل الى تركيا، واحيانا دون توفير طعام وشراب لأولادهما، بل واستخدام دواء مخدر لتنويم ابنتهما الصغيرة كي لا تبكي وتثير الانتباه”.

وبعد تسلل العائلة الى تركيا تم اعتقالها من قبل الشرطة التركية وتسليمها لإسرائيل. وفي نهاية الشهر الماضي وصلت العائلة الى البلاد وتم اعتقال بسام وصابرين وتسليم اولادهما لعائلتيهما.

“التحريض على العرب سبب فوز نتنياهو في الانتخابات”

تكتب “هآرتس انه في 18 آذار 2015، بعد يوم واحد من ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية في اسرائيل، بعث رئيس الطاقم الانتخابي لهيلاري كلينتون، جون بودستا، برسالة الكترونية الى صديقة بول بغالا، كتب فيها عبارة واحدة: “هل لديك تحليل غير مفهوم ضمنا لنتائج الانتخابات في اسرائيل؟”. وكشف النقاب عن هذه الرسالة في موقع التسريب “ويكيليكس” يوم الخميس.

وكان سبب توجه بودستا في هذا الموضوع الى بغالا، المستشار السياسي الامريكي المحنك والمتماثل مع الحزب الديموقراطي ومع عائلة كلينتون، بسيطا. في الأشهر التي سبقت الانتخابات عمل بغالا مع حزب المعسكر الصهيوني وقدم المشورة لمرشح الحزب لرئاسة الحكومة، يتسحاق هرتسوغ.

بعد ساعتين من رسالة بودستا بعث اليه بغالا بتحليل مقتضب ومركز شرح فيه من وجهة نظره، اسباب فوز نتنياهو وخسارة هرتسوغ في الانتخابات. في تلك الفترة كانوا في واشنطن، وفي الجانب الديموقراطي من الخارطة السياسية تحديدا، يسود لديهم الانطباع بأن الخطاب الذي القاه نتنياهو في الكونغرس الامريكي قبل اسبوعين من الانتخابات، في موضوع الاتفاق النووي مع ايران، كان احد اسباب فوز نتنياهو في الانتخابات. لكن بغالا قدم اسباب مختلفة تماما.

وكتب بغالا ان “بيبي لم ينتصر بسبب ايران، لقد انتصر بسبب مسألة العرق، كل الرفاق الحكماء في تل ابيب اعتقدوا ان بيبي اصيب بانهيار عصبي (عندما نشر في يوم الانتخابات الشريط ضد المصوتين العرب). في الولايات المتحدة ما كان يمكن أبدا (لسياسي) النجاح مع مثل هذه التصريحات العنصرية. لكن نتنياهو نجح بذلك”.

وشرح بغالا لبودستا بأن احد اسباب فوز نتنياهو يتعلق بالديموغرافية في اسرائيل. وكتب انه “كما ان طابع الهجرة يجر الولايات المتحدة نحو اليسار، هكذا طابع الهجرة جر اسرائيل نحو اليمين. لم اشاهد ابدا شيئا يشبه انحراف بيبي العصبي نحو اليمين خلال الأيام الأربعة التي سبقت الانتخابات. لا توجد امور كهذه في امريكا. لقد اجرى محادثات فورية مع المصوتين نعت فيها الرئيس باسم “حسين اوباما المسلم”، كانت لديه دعايات قال فيها ان العرب يصوتون بحشودهم. اتهم هرتسوغ بأنه يريد تقسيم القدس”.

وشرح بغالا لبودستا، كيف فكك نتنياهو احزاب اليمين من اجل التحول الى اكبر حزب، بل كيف نجح بانتزاع مقاعد من حزب “كلنا” بقيادة موشيه كحلون، حين نشر قبل يومين من الانتخابات شريطا تم تصويره قبل عامين وفيه يعرب كحلون عن دعمه لنتنياهو، ما جعل جهات معينة من المصوتين تعتقد ان الشريط جديد.

واحصى المستشار السياسي لهرتسوغ اخطاء حملة “المعسكر الصهيوني” التي سببت الخسارة في الانتخابات. “لقد ركزنا في جانبنا على محاولة تحجيم “يوجد مستقبل” ليئير لبيد، لكننا لم نهاجمه ابدا بشكل حقيقي. وكان هذا خطأ. كما اننا لم نعقد أي اجتماع انتخابي في الأيام الأخيرة – بوغي لا يحب هذه الاجتماعات وهو ليس شابا جذابا. وهذا كله نقل الزخم الى بيبي. انا محبط جدا لأنني خيبت امل شاب جيد كهذا في منافسة كبيرة”.

نائب وزير الامن يهدد بحل الائتلاف في حال إخلاء عمونة

تكتب “هآرتس” ان نائب وزير الأمن ايلي بن دهان (من حزب البيت اليهودي)، هدد مساء الخميس، بأن حزبه سيفكك الحكومة اذا لم ترتب مكانة بؤرة عمونة والتي حددت المحكمة العليا بأنه يجب هدمها حتى 25 كانون الاول القادم. وخلال تظاهرة جرت في عمونة، بمشاركة الآلاف، قال بن دهان “نحن نلتزم بتنظيم الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة، وسنصر على تنظيم الاستيطان، واذا لم يتم تنظيمه لن تبقى الحكومة”.

وقال بن دهان: “نقول من هنا لرئيس الحكومة – انت تتحمل المسؤولية. انت رئيس الحكومة ونحن نتوقع منك توفير الحلول، وتوجد حلول لتنظيم الاستيطان في يهودا والسامرة بما في ذلك عمونة. بعون الله لن نتخلى، واذا حدث هذا فسنقوم بانفسنا في بداية دورة الكنيست بطرح قانون التنظيم”.

وشارك في التظاهرة ايضا، الوزير اوري اريئيل والنواب شولي معلم وبتسلئيل سموطريتش من البيت اليهودي، ويهودا غليك وامير اوحانا واورن حزان من الليكود. وقال هؤلاء انهم سيعملون على دفع قانون التنظيم في الكنيست اذا لم يتم التوصل الى حل اخر حتى بداية الدورة الشتوية للكنيست.

ويعتبر تهديد بن دهان هذا مناقضا لما قالته مصادر في البيت اليهودي، من ان الحزب لن يفكك الحكومة بسبب عمونة. كما امتنع رئيسا الحزب نفتالي بينت واييلت شكيد عن الالتزام امام المستوطنين، بالانسحاب من الحكومة في حال إخلاء البؤرة.

اتهام ضد الفلسطيني ايمن الكرد بمحاولتي قتل

تكتب “يديعوت احرونوت” انه في الوقت الذي لا تزال فيه الشرطية التي اصابها تخضع للعلاج، تم يوم امس، تقديم لائحة اتهام ضد ايمن الكرد، بمحاولة القتل المضاعف، وتبين انه خطط مسبقا للاحتفال بعد العملية.

وحسب لائحة الاتهام التي تم تقديمها الى المحكمة المركزية في القدس، فقد سعى ايمن الكرد (20 عاما) من قرية كفر عقب، الى الانتقام لموت ابن عمه رمزي القصراوي، الذي تم اطلاق النار عليه في آذار اثناء قيامه بتنفيذ عملية طعن لجندي في الخليل. وخطط الكرد لتنفيذ العملية بنفسه، وخرج في صباح 19 ايلول من بيته وسافر الى منطقة باب العامود، وانتظر على مقعد طوال ربع ساعة، استمع خلالها الى القرآن وبعث برسائل وداع الى والده عبر الفيسبوك، ومن ثم هاجم شرطيين فاصاب الشرطية بجراح بالغة والاخر طفيفة، قبل اطلاق النار عليه واصابته بجراح متوسطة.

ولأنه قدر بأنه سيتم قتله فقد اعد الكرد مسبقا، عدة وصايا، شملت توجيهات لإحياء ذكراه: “امي لا اريد ان تبكي. اريد منك انت وعمتي ان تقيمان احتفالا، واريد سماع زغروطة”.

اعتقال ثلاثة فنية من اللد بشبهة رشق الحجارة

كتبت “يديعوت احرونوت” انه تم اعتقال ثلاثة فتية عرب في جيل 14 و15 عاما، بشبهة رشق الحجارة على سيارات في مدينة اللد. وادعى الثلاثة انهم لم يعملوا على خلفية قومية.

والحديث عن حادثي رشق للحجارة تفصل بينهما 48 ساعة، وقعا في الأسبوع الماضي، قرابة الساعة 21:30 ليلا. وتم رشق الحجارة على السيارات على شارع 40 بالقرب من مفترق غيناتون، واصابت الزجاج الامامي لحافلة ركاب، دون ان يصب احد.

وتم امس (الخميس) تمديد اعتقال الثلاثة لثلاثة ايام. وقد اعترفوا برشق الحجارة لكنهم نفوا ان يكون على خلفية قومية وانما اعتبروه عمل احمق نجم عن الملل.

20 برلمانيا اجنبيا يدعمون إسرائيل ضد اليونسكو

تكتب “يسرائيل هيوم” ان حوالي 20 برلمانيا من 17 دولة مختلفة، وقعوا يوم الخميس، على معاهدة دولية ضد قرار اليونسكو، وطالبوا العالم بالاعتراف بالقدس كعاصمة ابدية لدولة اسرائيل. وقام البرلمانيون بتسليم المعاهدة لنائب الوزير مايكل اورن، والذي سلمها لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وصرح البرلمانيون بأن “قرار اليونسكو لا يرتبط بالواقع، وليس صحيحا، وسنعمل على الاعتراف الدولي بالقدس كعاصمة موحدة وابدية لدولة اسرائيل”.

وصرح اورن ان “قرار اليونسكو لا يتقبله الوعي، ويجب محاربته بكل الطرق الممكنة. التوقيع على معاهدة البرلمانيين من كل انحاء العالم ضد اليونسكو، هو خطوة واحدة نقوم بها ضد هذا القرار الاجرامي. سنواصل تأكيد الرابط الأبدي بين الشعب اليهودي وعاصمتنا الموحدة الى ابد الآبدين، ولن يتمكن أي تنظيم في العالم، واليونسكو بالتأكيد من تحطيمه”.

الشرطة تعتقل عربيا تورط في حادث طرق وتدعي احتمال تورطه في حادث قومي!

كتبت “يسرائيل هيوم” ان شرطة لواء القدس تحقق في حادث الدهس الذي وقع يوم الاربعاء في شارع “همفكيد” (القائد) المجاور لطريق الخليل – القدس، والذي قام خلاله راكب دراجة نارية بضرب شابين متدينين بواسطة خوذته. وكانت الشرطة قد اعلنت بأن الحادث نجم عن شجار بين الشابين وسائق الدراجة، لكنه بدأ يتعزز الاشتباه لديها بأن دافع الحادث قومي، بعد العثور على سكين في المكان.

وقد وقع الحادث امس الاول في ساعات المساء. فقد اصاب راكب الدراجة وهو من سلوان، بشكل طفيف، عابر سبيل اجتاز الشارع. وتوقف ونزل عن الدراجة ووقع شجار بينه وبين المصاب وصديقه وقام بضربهما على رأسيهما بواسطة الخوذة، واصابهما بجراح طفيفة. ووصلت دورية من الشرطة الى المكان واعتقلت سائق الدراجة.

واعلنت الشرطة ان ما حدث هو شجار، ولكن بعد العثور على سكين في المكان، تطرح امكانية وقوع الحادث على خلفية قومية، رغم ان السائق لم يستخدم السكين، وتقوم الشرطة بفحص ماذا كانت نواياه ولماذا تزود بسكين.

ويستدل من التحقيق ومن افادات تم جمعها ان الشاب تشاجر قبل وقت قصير من الحادث مع صديقته. وتفحص الشرطة ما اذا قرر في اعقاب ذلك الخروج لتنفيذ عملية ضد اليهود. وتم تمديد اعتقاله لمدة اسبوع.

مقالات وتقارير

روسيا تقيد الجيش الاسرائيلي وتفرض على اسرائيل ترتيبات سياسية جديدة.

يكتب عاموس هرئيل، ان روسيا استكملت في الاسابيع الاخيرة تعزيز دفاعاتها الجوية شمال سورية. ونشرت “واشنطن بوست” بعد لقاءت اجرتها مع خبراء امن امريكيين، هذا الاسبوع، خارطة تبين مجال التغطية المتوقع للصواريخ المختلفة، اس 300 واس 400 التي تدعمها صواريخ مضادة للطائرات، تم نصبها على سفن في ميناء طرطوس. ويغطي قطر مجال الاعتراض الذي يصل الى 400 كلم، الأراضي اللبنانية وجزء كبير من الاراضي التركية والاردن وشرق حوض البحر المتوسط الى ما وراء قبرص – وجزء صغير من العراق، وايضا منطقة اسرائيل حتى النقب الشمالي.

وحسب الصحيفة، يجدون في البنتاغون صعوبة في تقدير ما اذا كان يمكن، اذا الح الأمر، اقتحام منظومة اعتراض الطائرات وصواريخ كروز. وبما أن المسألة لم تطرح للاختبار العملي، بعد، يمكن القول إن الامريكيين طوروا على مر السنين، قدرات حربية تكنولوجية تُمكنهم أيضا، من تشويش مجال التغطية المكثف المضاد للطائرات. ولكن “واشنطن بوست” تقول ان تكثيف المنظومة الروسية يقيد قدرة الولايات المتحدة على قصف الاهداف العسكرية لنظام الاسد. وفي نفس الوقت يصعب انشاء مجالات جوية محمية، يمنع الطيران فيها، والتي أيد وجودها مؤخرا، المرشحان للرئاسة، كلينتون وترامب.

هناك تأثير للتعزيزات الروسية على اسرائيل، ايضا، التي أشارت وسائل الاعلام الاجنبية، الى قيامها، في السنوات الأخيرة، بشن العديد من الهجمات الجوية على قوافل السلاح من سورية لحزب الله. وحسب الخارطة فان الطائرة الاسرائيلية لا يمكنها الاقلاع من موقع تل نوف، بالقرب من رحوبوت، دون أن تلاحظها الرادارات الروسية. ومنذ تدمير الصواريخ السورية المضادة للطائرات في 1982، يحظى سلاح الجو الاسرائيلي بالتفوق الجوي المطلق، (وكذلك حرية العمل المطلق) على الحلبة الشمالية. وقد انتهت هذه القصة في اللحظة التي قررت فيها موسكو تعزيز دفاعاتها الجوية في منطقة طرطوس. لقد قيد الروس بدون جهد تقريبا سلاح الجو الاقوى في الشرق الاوسط.

وهذا التقييد ليس عسكري فقط، بل سياسي ايضا. لقد شكلت اسرائيل وروسيا منظومة تنسيق مشتركة من اجل منع وقوع صدام جوي بينهما، والتقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اربع مرات مع الرئيس الروسي بوتين، حيث كانت النية المعلنة هي منع الصدام في سماء سورية. ويتبنى نتنياهو من دون مفر، غرامه الروسي. لكنه في الواقع، فان هذه القصة الرومانسية تشبه غزل ترامب الفظ للنساء الكثيرات اللواتي سقطن بين مخالبه. هذا تقرب قسري اضطرت اسرائيل الى الموافقة عليه منذ قرر العملاق الروسي الوقوف في ساحتها الخلفية.

لقد تم تعزيز الدفاع الجوي الروسي، كما يبدو، ردا على الشجب الامريكي للقصف في حلب، وتخوف معين في موسكو، لا يبدو واقعيا الآن، من قيام ادارة اوباما بخطوات عسكرية ضد الاسد. رغم أن الاقتصاد الروسي يترنح، إلا أن بوتين يواصل السير على الحافة: من خلال التلميحات المتتالية الى خطر نشوب حرب نووية، ومحاولة التخريب على الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وخطوات اخرى مفاجئة في الشرق الاوسط، كالمناورة العسكرية المشتركة التي اعلنت عنها مصر وروسيا هذا الشهر. لكن نوايا موسكو التي تبذل الجهود لبلبلة وردع خصومها، يصعب تحليلها. حقيقة أنه منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، قلصت الاستخبارات الاسرائيلية اهتمامها بروسيا، لا تساعد في فهم اعتبارات بوتين مخططاته.

المحاولة الاولى لمواجهة هذه الاسئلة بعمق، تتم الآن على منبر عسكري، مجلة “عشتونوت” التي يصدرها مركز الابحاث في معهد الامن القومي. لقد خصصت المجلة عددها الجديد لتحليل واسع للتدخل الروسي في سورية، والمغزى الاستراتيجي والدروس العملية، كتبه د. ديما ادامسكي، المحاضر الرفيع في معهد المجالات المتعددة في هرتسليا، والذي يدرس ايضا في المعاهد العسكرية. ويصف ادامسكي طريقة اتخاذ القرارات في الكرملين كطريقة مدروسة ومنظمة تعتمد على التفكير الاستراتيجي بعيد المدى. وحسب اقواله فان الروس يعتبرون أنفسهم يدافعون عن النفس امام الاعتداءات الغربية، في شرق اوروبا (الصراع في اوكرانيا وعمليات توسيع الناتو) وفي العالم العربي (اعمال الناتو في ليبيا، والمحاولة الغربية، التي تم اهمالها حاليا، لتغيير النظام في سورية).

التدخل العسكري في سورية، كما كتب هو الخطوة الاولى من نوعها لروسيا ما بعد الاتحاد السوفييتي، والعملية الاوسع منذ الحرب في افغانستان في الثمانينيات. هذه الخطوة التي تحمل الرمز السري “عملية القفقاز 3″ تم التدرب عليها من قبل القيادة الوسطى لجيش روسيا، خلال الاشهر التي سبقت ارسال القوات الى سورية في ايلول 2015. الدافعان الاساسيان، حسب ادامسكي، هما الرغبة في الدفاع عن نظام الاسد، وعن طريق ذلك الدفاع عن المصالح الروسية في سورية، وعلى رأسها ميناء المياه الساخنة في طرطوس، والخوف من أن نجاح منظمات الجهاد السنية في سورية سيزيد من الارهاب الداخلي في روسيا. ففي روسيا يعيش اليوم اكثر من 20 مليون مسلم معظمهم من السنة، ووصل آلاف المتطوعين من القفقاز الى سورية من اجل محاربة الاسد. لقد تخوفت موسكو من انهيار نظام الأسد ومن ان نجاح المتمردين سيسلب منها السيطرة على شاطئ البحر المتوسط وتدمير منظومات تحالفاتها في المنطقة.

دافع آخر يرتبط برغبة روسيا في كسر العزلة الدولية عليها، واضعاف العقوبات التي فرضت عليها في اعقاب الحرب في اوكرانيا. لقد حرف ارسال القوات الى سورية الاهتمام العالمي بالتورط الروسي في شرق اوكرانيا والزم الغرب على التعامل مع موسكو كلاعب اساسي في ساحة الشرق الاوسط والساحة الدولية.

لقد سعى الروس الى اعادة اعمار التواصل الاقليمي الذي يسيطر عليه الاسد، وبعد ذلك قيادة المفاوضات السياسية التي تحدد مكانة النظام وتضمن مصالحهم. نظرية الانتصار لديهم، والوسائل المتعنتة التي يستخدمونها، وآليات النهاية التي يبحثون عنها، اعتمدت على تجربتهم في حرب الشيشان الثانية في العقد الماضي، التي انتهت بانتصار ساحق وفظيع لموسكو. وحسب ادامسكي، بعد عام من التدخل في الحرب السورية يستطيع الروس السماح لأنفسهم بالتفاؤل الحذر. لكنه يلمح الى ان الأمر ليس كذلك بالنسبة لاسرائيل. لأن حزب الله يساهم اليوم في الحرب التي تقودها روسيا، وقد اطلع التنظيم خلال ذلك على طرق الحرب وطرق العمل التي بلورها الروس. ويمكن لهذه المعرفة ان تزيد من قدرة حزب الله العسكرية، خصوصا في مجال استخدام القوات الخاصة من اجل تحقيق انجازات هجومية في حال حصل صدام مستقبلي مع الجيش الاسرائيلي.

البحث الذي اعده ادامسكي هو مادة قراءة ضرورية للمستوى العسكري الرفيع. التواجد الروسي في سورية غير الواقع الاستراتيجي الذي يعمل في اطاره بشكل حاد. وباعادة للتفكير، في مكتب وزير الأمن، يجلس الآن شخص تربى على الثقافة الروسية وتعلم مفاهيم القوة السوفييتية وينظر الى العالم بمزيج من الاشتباه والشك. ربما يمكن لوثيقة ادامسكي ان تساعد جنرالات الجيش الاسرائيلي في فهم افيغدور ليبرمان ايضا بشكل افضل.

مع نظرة الى الانتخابات

النجاح الروسي في سورية ليس كاملا ولم يكن حسب الجدول الزمني الاصلي لبوتين. في خريف 2015 خططت موسكو لهجوم مداه ثلاثة اشهر، يقوم خلالها سلاح الجو الروسي بمساعدة القوات البرية للجيش السوري، وبدعم ايراني من اجل احتلال حلب وادلب وتحرير شمال شرق سورية من ايدي المتمردين حتى ضفة نهر الفرات. قائد “جيش القدس” في الحرس الثوري الايراني، الجنرال قاسم سليمان، زار موسكو ووعد بأن يرسل الى سورية اكثر من 2000 نفر من رجال الحرس الثوري الايراني. وأمل الروس أن تنتهي بذلك المرحلة الفاعلة والخطيرة للتدخل في سورية.

صحيح أن القوات الايرانية وصلت ودخلت في المعركة، لكنه سرعان ما تكشفت الصعوبات الكامنة في خطة العمل الروسية. فوحدات جيش الاسد تآكلت بسبب ضراوة الحرب على مدى سنوات، وتواجه صعوبة في العمل، وحزب الله تعرض لخسائر كبيرة، والزعيم الروحي الايراني علي خامنئي أمر بإعادة الحرس الثوري الى البيت والابقاء على عدة مئات من المستشارين. وهكذا تولدت الخطة الروسية البديلة التي وصلت ذروتها في عمليات القصف الجوي لحلب في الاشهر الاخيرة، جريمة الحرب التي تنفذها موسكو امام انظار الجميع دون ان تدفع أي ثمن. لقد وسع نظام الأسد قليلا، منطقة سيطرته في سورية وصد تقدم المتمردين، لكن التنظيمات السنة التي تحارب نظامه لن تتوقف عن القتال. الخطوة الروسية، حتى حين يتم دعمها بين الحين والآخر، بمبادرات لوقف إطلاق النار، لا تقرب في هذه الأثناء، نهاية الحرب.

في الوقت الذي يسمح فيه الامريكيون لروسيا بعمل ما تريد في سورية، فانهم يركزون على ما يحدث في العراق. هذا الاسبوع بدأ الهجوم الكبير للجيش العراقي بمساعدة مليشيات شيعية وبغطاء امريكي، من اجل طرد داعش من الموصل. توقيت الهجوم ليس مصادفا. فبالإضافة الى استغلال ظروف الطقس المريحة (نسبة الى العراق)، يهدف هذا الهجوم الى اظهار القوة العسكرية لإدارة اوباما، في الوقت الذي تبقت فيه أقل من ثلاثة اسابيع على الانتخابات الرئاسية، ومن اجل التغطية بعض الشيء، على العجز الذي تظهره الادارة امام المجزرة المتواصلة في سورية.

الهجوم على الموصل يتوقع أن ينتهي بانتصار عراقي. في هذه الأثناء قام مقاتلو داعش بزرع الألغام وحفر الانفاق بين المنازل، ويحتجزون المواطنين كرهائن، لكنهم لن يستطيعوا الصمود لفترة طويلة أمام قوة النار التي ييدرها الجيش العراقي. كما في احتلال الرمادي في بداية السنة، فان تطهير المدينة من جيوب المقاومة بعد احتلالها هو الذي سيتطلب وقتا طويلا. لكن الامريكيين لم يفكروا كثيرا بما سيحدث في المدينة في اليوم التالي. ومنذ الآن بدأت تظهر التوترات بشأن السيطرة المستقبلية في الموصل بين حكومة العراق الشيعية والاكراد الذين ينضمون الى المعركة من الشمال وتركيا التي تساعد من الجو. وستجد الولايات المتحدة صعوبة في منع المليشيات الشيعية من ارتكاب مجازر ضد المدنيين في الموصل، وغالبيتهم من السنة. ويبدو أن واشنطن تتجاهل بشكل متعمد الارباح التي ستجنيها طهران من انتصار الحكومة الشيعية في بغداد والذي سيتحقق عن طريق المساعدة الايرانية المعلنة.

كما تتجاهل ادارة اوباما دور الايرانيين في اطلاق الصواريخ من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن على السفن الامريكية مقابل شواطئ الدولة. طهران هي التي تسلح الحوثيين عن طريق تهريب السلاح عبر امارة عُمان وتؤثر على ما يحدث هناك. وتتجاهل واشنطن التحرشات الايرانية وتآمرها في الشرق الاوسط وتسمح بذلك بزيادة تأثيرها في المنطقة.

سبب ذلك واضح: رغبة الادارة في الدفاع عما يعتقد الرئيس أنه انجاز كبير للسياسة الخارجية في المنطقة. اتفاق فيينا لتجميد المشروع النووي الايراني. يبدو أنه من اجل تحقيق هذا الهدف فان كل الوسائل مباحة، تقريبا، من دمج ايران كشريك فعلي (في العراق، وايضا لبالغ البشاعة في سورية حيث يساعد الإيرانيون في قتل الاسد الجماعي للمدنيين) وحتى تسويق الاتفاق بشكل مبالغ فيه. وهكذا اخرج الامريكيون بعض التحليلات الاستخبارية الاسرائيلية عن سياقها، والتي تعتبر في غالبيتها، الاتفاق النووي مع ايران هو الأقل سوء. صحيح أن رجال الجيش والاستخبارات في اسرائيل ليسوا متشائمين بشكل مطلق مثل نتنياهو من الاتفاق، لكن محاولة الادارة الامريكية تصويرهم كمن يتجاهلون انجاز اوباما، بعيد عن الحقيقة ايضا.

باراك والقنبلة، الجولة الثانية

مرت اشهر منذ القنبلة التي القاها ايهود براك حين اتهم نتنياهو، في خطاب علني، بالتسبب بضرر حقيقي لأمن الدولة على خلفية علاقاته المشحونة مع الرئيس اوباما. فلقد ادعى براك، انه عشية المرحلة النهائية للمفاوضات حول اتفاق المساعدات الامريكية، تسبب نتنياهو “في سلوكه غير الحريص” بتعريض اسرائيل بشكل مقلق لتحدي أمني مركزي”.

لقد استفزت تلميحات براك هذه وسائل الاعلام واعضاء كنيست من لجنة الخارجية والامن الذين طلبوا توضيح ما قصده رئيس الحكومة السابق. ونشرت في الصحف تفسيرات مفترضة ومختلفة من بينها التقارب بين اسرائيل وروسيا ووتيرة التسلح ببطاريات القبة الحديدية. ولم تنجح محاولات استدعائه للمثول امام اللجنة الفرعية للجنة الخارجية والامن في الكنيست، ولم يسارع براك الى تفسير اقواله. وبعد مرور شهر، وخلال جولة من المقابلات الجديدة التي تزامنت مع توقيع الاتفاق، اطلق براك تلميحا آخر. فقد قال للقناة الثانية إن اوباما كان مستعدا لإعطاء اسرائيل مساعدة سنوية تبلغ 4.5 مليار دولار (وليس 3.8 مليار، كما تم الاتفاق في النهاية)، وأن يحدد معها شروط اعادة استخدام العقوبات ضد ايران، ”وايضا، تسليح اسرائيل بالمعدات التي تُمكنها من العمل التقني المستقل، في حال اتفقت الحكومتان على أن ايران تجاوزت الاتفاق النووي”. وحسب ادعاء براك فقد ذهب كل ذلك هباء، بسبب تصميم نتنياهو على مواصلة محاربة الاتفاق النووي مع ايران في الاشهر التي اعقبت توقيعه في تموز 2015.

موقف باراك والتلميحات التي اطلقها يدعمها الكتاب الاخير لدنيس روس، احد الشخصيات السياسية الامريكية سابقا، والذي صدر في تشرين الاول من العام الماضي. وكتب روس ان “الدليل على أن اسرائيل كان يمكنها الحصول على شيء ملموس لتعزيز قوة الردع لديها، لم لو تحارب اتفاق فيينا، هو اتصال الرئيس اوباما معي في آب 2015 وقوله بأنه سيفحص امكانية اعطاء اسرائيل اجهزة كاسحة للأنفاق”، وهي المعدات الاثقل من نوعها، حيث تزن 14 طن، وسلاح جو دقيق يستطيع اختراق طبقات الاسمنت المسلح في عمق الارض، كتلك التي تحمي بعض مواقع السلاح النووي الايراني.

ويضيف روس انه “في ايلول، عندما حصلت الادارة على الأصوات المطلوبة، تم اغلاق هذه الفرصة”. وبكلمات اخرى، وحسب روس فانه عندما رغب اوباما بجعل نتنياهو يتخلى عن خطواته في الكونغرس ضد المصادقة على الاتفاق، كانت القنابل التي رغبت بها اسرائيل منذ سنوات، جاهزة على الطاولة. ولكن عندما واصل نتنياهو العمل ضده في الكابيتول، وفهم اوباما بانه سيحصل على الاغلبية رغم محاولات اسرائيل، تم الغاء الاقتراح.

الغموض الجديد: الى اين تطير الطائرات الاسرائيلية غير المأهولة؟

تنشر غيلي كوهين في “هآرتس” تقريرا حول الطائرات غير المأهولة التي تقوم اسرائيل بتصديرها الى انحاء العالم، وتكتب، ان وزارة الامن نشرت على صفحتها في اليوتيوب شريطا باللغة الانجليزية يدعو الى التعرف على هرمس 450: طائرة المهمات الخاصة. في هذا الشريط القصير يظهر توثيق للطائرة اثناء اقلاعها، ومن ثم اثناء تحليقها في الجو، وصور لقنابل، الى جانب التفصيل التقني للطائرة، من انتاج شركة “البيت” – وزن الطائرة، المسافة التي يمكنها التحليق اليها ومدة الوقت الذي تمضيه في الجو. لكن التفاصيل لا تذكر شيئا واحدا: حسب المنشورات الأجنبية، الهرمس 450 يمكنها حمل صواريخ والقيام بعمليات قصف جوي.

يمكن العثور على تلميح لهذا في موقع وزارة الأمن، الذي يفاخر بأن اسرائيل هي قوة عظمى في مجال الطائرات غير المأهولة. وكتب على الموقع انه “في السنوات الأخيرة ازداد مجال الطائرات غير المأهولة بوتيرة سريعة، في اعقاب ازدياد المهام وطابعها المعقد: جمع معلومات، مساعدة قوات المشاة، الهجوم والدفاع وغيرها”. ويوضح الموقع ان الطائرات غير المأهولة “تستطيع التواجد لفترة طويلة في الجو وحمل مئات الكيلوغرامات والوصول الى مسافات بعيدة جدا”.

الادارة الامريكية التي تستخدم الطائرات غير المأهولة لمهاجمة اهداف في انحاء العالم، تعرضت للانتقاد بسبب تفعيلها كآليات اعدام بدون محاكمة. مع مرور الوقت قلل الرئيس اوباما من استخدام هذه الطائرات وسعى الى فرض نظم جديدة. في تموز اعلن البيت الابيض انه منذ بداية ولاية اوباما في 2009، نفذت الولايات المتحدة 473 هجوما، غالبيتها بواسطة طائرات غير مأهولة، وقتلت بين 2300 و2600 ناشط ارهابي. وعكس هذا البيان عدم الوضوح في كل ما يتعلق بعدد المدنيين الذين قتلوا خلال الهجمات الأمريكية في الباكستان واليمن والصومال، وحسب ادعاء جمعيات لحقوق الإنسان فان العدد اكبر بكثير ووصل الى مئات كثيرة.

في المقابل، ترفض السلطات الاسرائيلية بتعنت التطرق الى المهام التي تنفذها بواسطة الطائرات غير المأهولة، التي تنتجها وتستخدمها، ويحرص رجال الجهاز الأمني على التعتيم في هذا المجال. هذا الأسبوع فقط، رفض الجيش الاسرائيلي طلب نشطاء حقوق الانسان كشف نظم تفعيل الطائرات غير المأهولة في قطاع غزة والضفة الغربية. عندما يقصف سلاح الدو الاسرائيلي في قطاع غزة، يعلن الناطق العسكري بأن “طائرة” نفذت عملية القصف من دون أي تفصيل، ولكن عندما تملك اسرائيل اكثر من مئة طائرة غير مأهولة، يتم حسب التقدير، تكريس حوالي 70% من ساعات الطيران في سلاح الجو لها، يصعب اخفاء عملها لفترة طويلة.

لقد بدأت التقارير الأجنبية حول استخدام الطائرات غير المأهولة من قبل سلاح الجو، تظهر منذ حوال عقد زمني. في عام 2006، نشرت مجلة Aviation Week ان الجيش الاسرائيلي استخدم خلال حرب لبنان الثانية طائرات “هرمس 450” لتنفيذ الهجمات. وقام الجيش البريطاني بتطوير الطائرة البريطانية غير المأهولة Watchkeeper بناء على الطائرة الاسرائيلية. وفي 2014، عندما اعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن انخراط الطائرة في الخدمة، كتب على موقع سلاح الجو الاسرائيلي: “على الرغم من ان المقصود طائرة غير مأهولة ليست هجومية، الا انه يمكن لوحدة المدفعية البريطانية تسليح هذه الطائرة مستقبلا”. في الواقع، لقد قامت شريكة “البيت” في مشروع Watchkeeper، شركة “تالس” بعرض الطائرة مع صاروخين تحت جناحيها، خلال معرض للسلاح في لندن. وكشف موقع “The Intercept” ان اجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية تعقبت نشاط الطائرات الاسرائيلية غير المأهولة ووثقت آليات مسلحة بالصواريخ.

مع مرور السنوات تراكمت المزيد والمزيد من المنشورات: وحسب تقرير نشر في موقع التسريب “ويكليكس” في 2011، فان سلاح الجو الاسرائيلي يستخدم طائرات غير مأهولة لمهاجمة نشطاء الارهاب في القطاع. وكتبت صحيفة “الإيكونيميست” ان اغتيال مسؤول حماس احمد الجعبري في بداية حملة “عامود السحاب” في 2012، تم بواسطة “هرمس 450”. وتبين من الفحص الذي اجراه الباحث الفلسطيني د. عاطف ابو سيف، والذي نشرت استنتاجاته في “هآرتس” في 2014، ان الطائرات غير المأهولة نفذت خلال “عامود السحاب” و”الرصاص المسكوب” اكثر من مئة هجوم، قتل فيها اكثر من 120 مدنيا، بينهم حوالي 30 طفلا. ونسبت منشورات اخرى لطائرة “ايتان” غير المأهولة، قصف قوافل لتهريب الاسلحة في السودان.

خلال عدة سنوات باعت شركات اسرائيلية – خاصة “البيت” و”الصناعات الجوية”، وغيرها- طائرات غير مأهولة لعدة دول في العالم. في ناغورنو كرباخ، الجيب الأرميني في اذربيجان، شوهدت طائرة انتحارية اسرائيلية من طراز “هاروب” اثناء قيامها بتنفيذ هجوم، وهذه الطائرة اشترتها الهند ايضا. وخلال المعارض الرسمية للسلاح في الخارج يعرض على الزبائن الأجانب نوع اخر من الطائرات الانتحارية “هاربي”. وفي السنة الماضية، عندما علم بأن الحكومة الهندية صادقت على شراء عشر طائرات غير مأهولة من طراز “هارون TP ” من الصناعات الجوية، تم النشر بأنها طائرات مسلحة.

وكان هذا هو احد الاسباب التي جعلت المانيا تختار هذا النموذج، المسمى في اسرائيل “ايتان”، في اطار صفقة ضخمة مع اسرائيل. في بداية السنة اعلنت وزارة الدفاع الالمانية انها تنوي استئجار بين ثلاث او خمس طائرات غير مأهولة من طراز “هارون TP”، ضمن صفقة تقدر بـ 580 مليون يورو. وشرحت وزيرة الدفاع الألمانية، اورسولا فون دار لاين، انه يمكن تسليح الطائرة غير المأهولة، وهذا “مهم لحماية الجنود”.

حسب منشورات اجنبية فان الاتفاق بين اسرائيل والمانيا، استثنائي في مشهد الطائرات غير المأهولة، في كونها صفقة استئجار تبقى بموجبها الطائرات المستأجرة في اسرائيل. وحسب مصدر في الجهاز الامني، فان الجنود الالمان الذين سيقومون بتفعيل هذه الطائرات سيتدربون في قاعدة لسلاح الجو الاسرائيلي. في هذه الأثناء يقف عائق قضائي امام تفعيل الطائرات من قبل الجيش الالماني، فقد قامت شركة “جنرال اتوميكس” المنافس الاساسي للصناعات الجوية الاسرائيلية، والتي تنتج طائرات “بارديتور B” بتقديم دعوى ضد وزارة الدفاع الالمانية لتفضيلها الطائرات الاسرائيلية. وفي المقابل، يبثون في اسرائيل بأن الاعمال تجري كالمعتاد بشأن هذه الصفقة.

في الآونة الأخيرة، وبناء على طلب سلاح الجو، تم تغيير المصطلح الذي يتطرق الى الطائرات غير المأهولة: منذ الان باتت تسمى طائرات مأهولة من بعيد، وليس “غير مأهولة” – ايضا لتأكيد الضلوع البشري في اتخاذ القرارات وتنفيذها. ويقول ضابط في سلاح الجو: “في النهاية، هناك من يجب ان يفعل ذلك. كان من المهم لنا، ايضا بسبب المحفزات، وبسبب المسؤولية، التوضيح بأن الأمر لا يختلف عن طيار يجلس داخل المقصورة. ويسأل السؤال: من يقرر ما الذي يجب عمله. هناك حاجة الى شخص كهذا وهو قائم. انه من يقوم بتفعيل الطائرة، والذي تم تأهيله مهنيا واخلاقيا. هناك انسان وهو يفهم مغزى ما يفعله. وهذا يجعله يفكر في الأمر مرتين”.

دعاية مؤيدة للعرب

يواصل المؤرخ بيني موريس، على صفحات “هآرتس” السجال مع المؤرخ دانئيل بالتمان حول مسألة ما اذا تم ارتكاب عمليات تطهير عرقي للعرب الفلسطينيين خلال نكبة 1948، حيث يكتب موريس انه من المؤسف ان دانييل بالتمان وايهود عين غيل لا يقرآن الامور بتمعن، هذا اذا كانا يقرآن على الاطلاق (“هآرتس″، “نعم كان تطهيرا” 14/10؛ “ثفاهة التطهير” 13/10).

لو قرأ بالتمان كتابي “ولادة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين 1947 – 1949″، الذي صدر بالانجليزية في 1988 وبالعبرية في 1991، وفي صيغة موسعة بالانجليزية في 2004 – لكان قد لاحظ بان آرائي عن تاريخ 1948 لم تتغير على الاطلاق. هكذا أيضا استنتاجاتي بالنسبة لتشكل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في الكتب آنفة الذكر، وكذا في كتابي “1948” (الذي صدر بالانجليزية في 2008 وبالعبرية في 2010). بعض الفلسطينيين طردوا (في اللد والرملة مثلا)، وبعضهم أُمروا أو تم تشجيعهم من قبل قياداتهم على الهرب (في حيفا)، ومعظمهم هربوا خوفا من الأعمال العدائية، وعلى ما يبدو ايمانا بأن يعودوا الى بيوتهم بعد الانتصار العربي المرتقب. وبالفعل، تبنت حكومة اسرائيل منذ حزيران 1948 ولاحقا سياسة منع عودة اللاجئين – اولئك الفلسطينيين الذين قاتلوا ضد الاستيطان العبري وحاولوا تدميره.

بخصوص تغيير آرائي: لقد تغير رأيي خلال التسعينيات بشأن أمر واحد فقط: استعداد الفلسطينيين للتوصل معنا الى سلام. في بداية التسعينيات اعتقدت بأنه ربما تغير شيء ما في الحركة الوطنية الفلسطينية وهم مستعدون لان يعترفوا بالواقع والتوصل الى تسوية الدولتين للشعبين؛ ولكن في العام 2000، في ضوء الـ “لا” التي عرضها ياسر عرفات في كامب ديفيد (والتي دعمها محمود عباس) وفي ضوء الانتفاضة الثانية وطابعهاا، فهمت بأن وجهتهم ليست للسلام. ولأسفي، الوضع لم يتغير منذئذ.

في 1947 – 1948 لم تكن هناك نوايا مسبقة او خطة لطرد العرب ولم تكن سياسة طرد في اثناء الحرب. هناك “مؤرخون” كارهون لاسرائيل بوضوح مثل ايلان بابه ووليد الخالدي، وربما أيضا دانييل بالتمان، حسب أقواله، ممن يرون في “الخطة د” للهاغناة التي اقرت في 10 اذار 1948 خطة كبرى لطرد الفلسطينيين، وهي ليست كذلك. لو قرأ بالتمان وعين غيل الخطة – التي نشرت على الملأ في السبعينيات – لأيقنا، منذ التوطئة، بانها تستهدف رسم استراتيجية وخطوات لألوية الهاغناة، لترسيخ سيطرتها على المحاور المركزية للدولة اليهودية القادمة وحدودها، انطلاقا من توقع الغزو العربي المخطط مع خروج البريطانيين من البلاد. وقول بالتمان ان “الخطة د ناقشت نوايا طرد أكبر قدر ممكن من العرب من اراضي الدولة اليهودية المستقبلية” هو تزييف مغرض. هذه أقوال دعائي مؤيد للعرب، وليس مؤرخا.

تتضمن الخطة تعليمات عامة للألوية والكتائب المختلفة حول السلوك تجاه بلدات قروية عربية واحياء عربية في المدن. بالنسبة للقرى كتب بشكل صريح انه يجب طرد وابادة القرى التي تقاتل اليهود، ولكن الابقاء على القرى المحايدة أو الودية (ومرابطة وحدات عسكرية فيها). وبالنسبة للاحياء العربية في المدن المختلطة، أُمر قادة الهاغناة الميدانيين بنقل السكان العرب في الاحياء الهامشية الى المراكز العربية لتلك المدن (حيفا وما شابه)، وليس الى خارج الدولة.

بكلمات اخرى، لا توجد هنا خطة وسياسة “لطرد العرب”، كما يدعي بالتمان وعين غيل حول الوثيقة. فعين غيل يقتبس من الوثيقة فقط الجمل المتعلقة بخيار الطرد – وليس الجمل التي توجه قادة الكتائب والالوية لإبقاء السكان العرب في أماكنهم. وبالمناسبة، فان وصف عين غيل لاحتلال قرية القباب – بمنازلها الفارغة بعد أن فر سكانها ببساطة – ليس بالضبط وصف لتطهير عرقي عنيف ووحشي. وتساؤلاته في مسألة ماذا كان اليهود سيفعلون لو كانوا قد وجدوا عربا داخل المنازل – لا تشهد على أنه تم تنفيذ تطهير عرقي في 1948. كما أنه، في الارض التي نقلت لإسرائيل في اعقاب توقيع اتفاق الهدنة مع الاردن في 1949، نقل الى اسرائيل نحو نصف عدد السكان الفلسطينيين الذين يذكرهم عين غيل.

وينبغي أن يضاف الى ذلك أنه لو كانت خطة كبرى وسياسة “لطرد العرب”، لوجدنا صدى لذلك في الاوامر العسكرية المختلفة للوحدات المنفذة، وفي تقارير الوحدات الى القيادات (“نفذنا الطرد بناء على “الخطة الكبرى” أو “الخطة د””) – ولا يوجد أي ذكر كهذا على الاطلاق. في عشرات الاف الوثائق العسكرية للهاغناة /الجيش الاسرائيلي من الاشهر ذات الصلة (نيسان – حزيران 1948) لم أجد سوى ذكر واحد لتنفيذ عملية حسب الخطة د (في حملة ما للواء الكسندروني، كما يخيل لي، إذ أني أتواجد في الخارج والوثيقة ليست أمامي في هذه اللحظة). وكما هو معروف، فقد بقي عشرات الاف العرب في أراضي الدولة اليهودية مع نهاية الحرب – في حيفا، في يافا، في جسر الزرقاء وفي الفريديس وابو غوش وعين نقوبا، في الجليل وفي النقب.

لقد قلت فعلا، انه في نيسان – حزيران 1948 سادت في المستوطنات وفي صفوف الهاغناة “أجواء ترحيل”، والأمر مفهوم في ضوء الظروف: الهجمات المتكررة منذ أربعة اشهر من قبل الميليشيات الفلسطينية، وتوقع الغزو القريب للجيوش العربية، والذي استهدف إبادة الدولة اليهودية القادمة بل ربما سكانها، ايضا. كل هذا كان يستوجب احتلال وابعاد القرى التي كمنت وقنصت وقتلت اليهود على طول الحدود وعلى طول المحاور الرئيسية. ولم تسمح الظروف بإجراء فحوصات دقيقة للأفعال والنوايا والآراء لكل قرية وقرية (بالتمان وعن غيل يعتقدان على ما يبدو، انه هكذا كان ينبغي إدارة حرب في مناطق مبنية بالوسائل التي كانت تحت تصرف الاستيطان في 1948). ولكن، كما كتبت، فان الغالبية الساحقة من العرب هربوا، وضباط الهاغناة/الجيش الاسرائيلي ما كانوا يحتاجون على الاطلاق لان يقفوا أمام حسم ما اذا كانوا سيطردونهم أم لا.

ليس صحيحا انه “في بداية طريقي” قلت، ان “اسرائيل تتحمل المسؤولية عن الهرب الجماعي للفلسطينيين في 1948″. لقد ادعيت دوما بان المسؤولية تتوزع بين الاستيطان العبري/اسرائيل، الفلسطينيين والدول العربية – بينما تقع مسؤولية كبيرة على الفلسطينيين الذين بدأوا بالمعركة.

لست خبيرا في اعمال التطهير العرقي في العالم (أفترض أن القليل من الناس يرون في بالتمان خبيرا كهذا)، ولكني بالتأكيد افهم قليلا في الموضوع. في حالة الصرب في يوغسلافيا، تبنت بلغراد مسبقا سياسة تطهير عرقي وطبقتها بشكل منهجي – وفي صربيا ذبحوا خلال يومين في 1993 تسعة الاف مسلم، وفي أماكن مختلفة اغتصبوا الاف النساء بشكل منظم. إذا كانت هذه هي مزايا “التطهير العرقي” – فانه لم ينفذ تطهير عرقي في ارض اسرائيل في مرحلتي الحرب التي بدأها العرب. وبالمناسبة، في الموضوع الذي أختص فيه بالفعل – بالتمان مخطئ. صحيح أنه في نهاية الحرب العالمية الاولى بقي عشرات الاف الارمن في آسيا الصغرى (بالتمان يطرح الموضوع كي يلمح الى التوازي بين قتل الشعب الارمني وطرد عرب اسرائيل في 1948)، ولكنهم كلهم، حتى آخرهم تقريبا، قتلوا وطردوا في المرحلة الثالثة من قتل الشعب الارمني، في 1919 – 1924 (وهذا بالتأكيد جديد بالنسبة لـ “الخبير” بالتمان).

من يقرأ بالتمان، لا يمكنه الا الانتباه بانه بشكل غير مباشر وبالتلميحات يساوي، أيضا، بين ما فعله هتلر لليهود وما فعله الاستيطان العبري لعرب ارض اسرائيل. بل انه يشير – مرة اخرى، بطريقة مخادعة – الى الشبه بين اعمال الاستيطان العبري وبين افعال الالمان في جنوب – غرب افريقيا في بداية القرن العشرين، حين قتلوا عشرات الاف الاصليين من قرية هرارو. هذه التشبيهات ليست أخلاقية وتشير الى نية دعائية والى تأريخ غير جدي.

شيء أخير، بالتمان يصفني كـ“عزيز اليمين الاستيطاني”. الرجل وقح. لقد عارضت دوما مشروع الاستيطان في يهودا والسامرة وفي قطاع غزة، ولا أزال اعارضه.

على فوهة بركان داعش

يكتب اليكس فيشمان، في “يديعوت احرونوت” ان فيضان المتطوعين في صفوف داعش من أوروبا الغربية والعالم الإسلامي تحول الى قطرات في الأشهر الأخيرة يكاد يصل حد التلاشي. فمن 1000 إلى 2000 متطوع خلال اشهر صيف عام 2014 تقلص العدد ليصل إلى بضع عشرات، ينجحون بطريقة أو بأخرى بالوصول الى العراق او سورية والانضمام إلى التنظيم.

في حينه، في صيف 2014، كان داعش في قمة قوته. بعد احتلاله للموصل، المدينة الثانية من حيث حجمها في العراق، هزم اربعة فيالق من الجيش العراقي وسيطر على ثلث اراضي الدولة، وكان التنظيم يبدو بأنه لن يُهزم. لقد جرف تسونامي داعش من خلفه الشبان المسلمين المتحمسين من كل انحاء العالم. واليوم، بعد عامين ونصف، بقيت الموصل هي القلعة شبه الأخيرة لداعش في العراق، فالتحمس في العالم العربي ينازع ومعه تيار المتطوعين.

لكن هذه القطرات بالذات، تقض مضاجع رؤساء اجهزة الاستخبارات واذرع الامن في اوروبا الغربية وتركيا والى حد معين في اسرائيل، ايضا، لأن هؤلاء الشبان يصلون الى العراق، ايضا لأن قيادة داعش، امرت عملائها في انحاء العالم بوقف تيار المتطوعين والابقاء عليهم في بلدانهم، كي يواصلوا محاربة “الكفار” في اوطانهم. وبالفعل، كلما ازدادت الأنباء عن استعداد الجيش العراقي لاحتلال الموصل، هكذا ازدادت كمية التحذيرات من عمليات في المطارات والأماكن الحاشدة في اوروبا. بعض هذه العمليات تم تنفيذها، مثلا في تركيا. وفي هذه الأيام يعمل جهاز العمليات في الخارج كما لو أن التنظيم لا يزال في قمة مجده.

حتى اذا اختفت فكرة الخلافة الاسلامية من العالم، فان التنظيم وايديولوجية داعش لن يختفيان. سيغيران من شكلهما فقط وسيواصلان العمل كجسم ارهابي جهادي، عالمي، يمكنه ان يشغل العالم لسنوات طويلة. الدعاية الرسمية والعلنية لداعش تتوجه الى انصار التنظيم في العالم – من الولايات المتحدة وحتى تايلند – وتشجعهم على تنفيذ عمليات. اسرائيل تتواجد حتى الآن على هامش جهود داعش، لكن الشاباك كشف خلال الفترة الأخيرة عددا اكبر من خلايا الفلسطينيين المتماثلة مع داعش، مقارنة بالماضي، ولكن بقوة اقل من قوتها في اوروبا الغربية. بالنسبة للشاباك فان معالجة داعش لم تعد مسألة انشغال في الساحة الخلفية للارهاب، لأن الشبان الذين لا يصلون الى سورية سيسعون الى تطبيق ايديولوجية داعش هنا. وعليه، فان سقوط الموصل لن يقلص تهديد داعش، بل على العكس.

انهار مفخخة

منذ عدة اشهر تستعد الموصل للهجوم الكبير عليها. وقام رجال داعش باغراق نهر دجلة الذي يشطر المدينة وفروعه بالوقود، وسيحرقونه في اللحظة التي تحاول فيها القوات البرية التوغل في المدينة. سيغطون السماء بالدخان الأسود من اجل تصعيب الهجوم الجوي. الدفاع عن الموصل يتولاه قائد عسكري، كما يبدو ضابط سابق في جيش صدام حسين، وتم تقسيم القوات الى الوية وكتائب، وانشاء منظومة من العوائق، وانهار مفخخة. حسب التقديرات يتواجد في الموصل بين 4000 و8000 محارب من داعش. صحيح ان التناسب العددي بين المهاجمين والمدافعين هو في صالح المهاجمين، ولكن في الحرب داخل المناطق السكنية المكتظة – كتلك التي تنتظر الجيش العراقي – يتمتع المدافع بتفوق عنصر المفاجأة.

استعدادا للمعركة الحاسمة، قام رجال داعش بإخلاء عائلات المحاربين والعناصر غير المحاربة بين قواتهم من الموصل الى الرقة في سورية. وفي المقابل وصلت الى الموصل تعزيزات من المحاربين من مناطق اخلاها داعش. التقارير حول رجال داعش الهاربين من القرى الواقعة في محيط عشرات الكيلومترات من الموصل، هي موضوع تحليل. ويتضح انهم يدخلون الى المدينة عمدا. يبدو ان التقدم السريع وغير المتوقع للقوات العراقية هو وهم نظري: ليس نتاجا لانهيار الخطوط وانما نتاج قرار عسكري مدروس من قبل داعش لتجنيد كل المقاتلين في الجهد الأساسي.

عمليا، بدأ الهجوم على الموصل قبل عدة أسابيع، مع ازدياد الهجمات الجوية الأمريكية والعراقية. وفي المقابل استعد الامريكيون في البحر المتوسط والبحر الأحمر والخليج الفارسي مع سفن يمكنها اطلاق النيران المكثفة بصواريخ كروز. ضباط قيادة المركز الامريكيين لم ينشغلوا فقط في بلورة التحالف بين القوات العراقية والكردية على الأرض، وانما قاموا بجولة في دول المنطقة من اجل الحصول على تصريح بالتحليق في اجوائها وصياغة تفاهمات بشأن صواريخ كروز التي ستتطاير في سماء بلادهم. يمكن الافتراض بأن الامريكيين لن يطلقوا صواريخ كروز من فوق الاجواء السورية بسبب الوجود الروسي والتوتر المتزايد في العلاقات بين القوتين العظميين، ولذلك فانهم يحتاجون الى مساعدة من قبل دول اخرى في المنطقة.

عندما أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 17 تشرين الأول عن الحملة لاحتلال الموصل، أعطى في الواقع الإشارة للمرحلة البرية الأولى: محاصرة المدينة. الحلقة الأولى التي وصلت إليها القوات الكردية والعراقية حتى الآن تقع على مسافة نحو 50 كيلومترا من قلب الموصل، ما يعني ان الهجوم لا يزال في البداية. وسيترافق الهجوم بنيران أمريكية ضخمة على أهداف داخل المدينة بقوة لم نر مثلها حتى الآن. القوات الجوية الأمريكية، تدعم عن قرب، القوات البرية العراقية، التي تدربت على ايدي القوات الأمريكية، وقوات البيشمركة الكردية، التي تدربت على ايدي الأتراك. والجميع يستعدون لمعركة ستتواصل لعدة أشهر، ويُصلون كي تستغرق بضعة اسابيع فقط.

أثناء القتال في أفغانستان، طورت القوات الخاصة الامريكية تقنية للقضاء على الزعماء والقادة الميدانيين. مثل هذه الوحدات الصغيرة تعرف كيفية السيطرة خلال يوم واحد، وحتى ثلاثة أو أربعة أيام، على أهداف محددة بناء على معلومات دقيقة، ومطاردة القادة على جميع المستويات. هذا ما حدث في العام الماضي في العراق وسورية من خلال التعاون مع مقاتلي “الخدمة الجوية الخاصة” (SAS)، وحدة الكوماندوس البريطانية الشهيرة.

لقد كان للطائرات غير المأهولة، وزن حاسم في القضاء على المئات من رجال داعش وقادته. ففي اذار اغتيل في سورية أبو عمرو الشيشاني، مدير العمليات في داعش. وفي آب قتل الأميركيون أبو محمد العدني، الرجل الثاني في داعش، الذي كان مسؤولا عن ذراع الهجمات في الخارج، وعن الترسانة العسكرية والعلاقات العامة. زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، يحافظ على مستوى منخفض جدا من الظهور. وكان ظهوره العلني الأخير قبل ستة أشهر، ولا أحد يعرف على وجه اليقين ما آلت إليه حالته. الأميركيون يدعون أن لديهم معلومات تفيد بأن الرجل على قيد الحياة وينشط ويواصل إدارة شؤون المنظمة من الرقة، لأن نظام الاتصالات في داعش لم يتأثر. يمكن الافتراض بأن الاصابة المحتملة لقيادة داعش، والقيادة الميدانية سيكون لها تأثير على عمل التنظيم، ولكن حتى الآن لم يكن كافيا لشله.

ستالينغراد داعش

اداء داعش كدولة يتدهور منذ فترة طويلة، حتى قبل أن تبدأ معركة الموصل. في العام الماضي تقلصت بنسبة الثلث المنطقة التي يسيطر عليها داعش في العراق، ولم يقم التنظيم باحتلال أي مساحة جديدة. وتقلص نطاق قوته البشرية بنسبة تتراوح بين 30 إلى 40 في المائة – على الرغم من أنه لا يزال يسيطر على حوالي 20 ألف مقاتل – وانخفضت ميزانيته بنسبة 50 في المئة، خاصة، بسبب فقدان عائدات الضرائب والنفط والعمل الأمريكي المكثف ضد النظام المالي للتنظيم. راتب المقاتل في داعش يتراوح بين 100-150 دولار شهريا، مقابل 300 دولار في الأيام الخوالي.

خلال السنوات الأولى للدولة الإسلامية، عندما احتلت المدن الأولى، قدم داعش الخدمات البلدية – من المدارس مرورا بحفظ الأمن وجمع القمامة. وأشرف حكام المقاطعات ومجالس الشريعة على فرض قوانين الاسلام، وكل قرار كانت تتخذه المقاطعة كان يجب المصادقة عليه من الحكومة المركزية في مدينة الرقة. بل قام التنظيم بأداء وظائف الدولة في مجالات مثل الأمن والاقتصاد والصحة. لكن هذا كله يختفي مع التخلي عن المواقع الحضرية الكبيرة، ويمكننا أن نرى بالفعل آثار النقص في الطاقة الكهربائية والجوع.

في العام الماضي، ايضا، كدنا لا نشاهد اشرطة الفيديو المروعة التي توثق لقطع رؤوس الأسرى بالملابس البرتقالية. وهذا ليس من قبيل الصدفة. فاعلام ودعاية داعش – الذي كان احد الرافعات التي أدت إلى نجاح التنظيم بين الشباب المسلمين وزرع الخوف بين “الكفار”- تقلص تدريجيا، سواء من حيث الكمية او النوعية. حجم النشاط على الشبكة ونشر اشرطة الفيديو والخطابات والمجلات انخفض بعشرات النسب. انتاج الافلام المشابهة لأسلوب حرق الطيار الأردني يكاد لا يتوفر على الشبكة. من المؤكد ان تصفية العدناني اثرت، لكن التراجع في هذا المجال بدأ قبل ذلك. منذ بدأ الهجوم على الموصل، يلاحظ مرة اخرى ارتفاع حجم الدعاية التي تهدف الى تخويف المهاجمين بقصص عن الأنهار المفخخة والشوارع المفخخة. الرسالة واضحة: الموصل هي فخ مميت لمن يحاول احتلالها. في المقابل تمارس الدعاية على سكان الموصل لمنع هربهم او تعاونهم مع العدو. ويعمل داعش وفقا للطريقة المعروفة: اعدام المواطنين الذين اتهموا بالخيانة.

داعش يشبه الاميبا التي تكيف نفسها مع الظروف. انه لا يختفي وانما يستبدل الموقع. عندما طرد أو تخلى عن المدن تحت الضغط العسكري للتحالف الامريكي في العراق، انتقل إلى الأطراف، الى القرى، وقام بتفعيل الإرهاب من هناك. في سورية يتقلص داعش باتجاه الرقة – مركز السلطة الأكثر أهمية بالنسبة له، منذ صيف 2013. هناك تتواجد القيادة المدنية والعسكرية، وهناك يتم تحديد الاستراتيجية، وهناك يجلس الزعيم أبو بكر البغدادي. المعركة التي ستجري ذات يوم على الرقة، ستكون، بالنسبة لداعش، “معركة ستالينغراد”. صحيح ان الموصل في العراق تعتبر مركزا مهما للغاية، غنية بالموارد، مع ما يقرب من مليون نسمة، ولكن فقط في المركز الثاني بعد الرقة – المدينة التي يعيش فيها 220 ألف نسمة. عندما تسقط الموصل سينسحب رجال داعش الى الرقة. وعندما ستسقط الرقة، ستنتهي الدولة الإسلامية ككيان سياسي يسيطر على الأرض. ولكن الرغبة بضرب الكفار لن تختفي.

تقنية المد والجزر بما يتفق مع التطورات على الأرض هي قرار عسكري، وليس أيديولوجيا. ويقف من خلفه ضباط الجيش العراقي سابقا، انصار نظام صدام حسين. تكتيك الدفاع الذي يتبعه داعش اليوم هو ذات التكتيك الذي استخدمه المتمردون ضد الجيش الأمريكي في حرب الخليج الثانية. في بعض المدن التي سيطر عليها داعش، وسقطت في الأشهر الأخيرة في ايدي الجيش العراقي – كالرمادي وتكريت والرطبة والفالوجة – استنزف الامريكيون في 2003 الكثير من الدماء امام محاربي العصابات والانتحاريين. لقد تراجع داعش من هذه المدن بدون قتل من خلال قرار عملي اتخذته القيادة العليا: عدم اهدار القوات وتركيزها في مواقع اكثر حيوية.

مهمة للرئيس القادم

عندما سيطر داعش على الموصل، استغرقه الأمر بضعة أسابيع. فالمعركة التي بدأت يوم 6 حزيران 2014، انتهت يوم 4 تموز، مع دخول البغدادي الى المدينة واعلانه عن انتصار الخلافة. ليس من الواضح كم عدد الأسابيع التي سيستغرقها القتال الآن، ولكن فصل داعش في العراق بات على حافة النهاية، كما يبدو، ومنذ اللحظة التي سينسحب فيها التنظيم من الموصل سينتقل مركز الثقل للقتال ضد داعش داخل الأراضي السورية. هذا هو التحدي الكبير لروسيا والولايات المتحدة في عام 2017. في حين يدار التحالف في العراق بالكامل من قبل القيادة المركزية الأمريكية، التي تولت تدريب الجيش العراقي وتحظى بتعاون من قبل الأكراد وإلى حد ما من الأتراك – اما سوريا فهي قصة مختلفة تماما. ليس فقط أن الأمريكيين ليس لديهم الاحتكار على القتال في سورية، ولكن الروس هم عامل التأثير الأساسي في هذا البلد. لا توجد للأمريكيين أي مصلحة في تدريب الجيش السوري لاحتلال الرقة، ولا توجد للأكراد السوريين أي مصلحة في التعاون مع الأمريكيين في احتلال الرقة، خاصة في ضوء الادعاء بأن وزارة الخارجية في واشنطن باعتهم للأتراك.

من ناحية أخرى، لا تتواجد الرقة حاليا، على جدول أولويات الجيش السوري والروس. فهؤلاء يركزون على الحفاظ على استمرار حكم الأسد ومحاربة المتمردين في حلب وحماة. اوباما ينقل الى الرئيس القادم حبة البطاطا الساخنة التي طهتها السياسة الخارجية الفاشلة للولايات المتحدة في سورية. ربما يجد هو، او هي، وسيلة للتوصل إلى نوع من التفاهم مع الروس على اقتلاع داعش من الرقة، وهي خطوة تعني القضاء على الخلافة الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط.

احتلال الموصل سيغير وجه العراق وسيؤثر على الشرق الأوسط بأكمله. لقد كان داعش بالذات يشكل العامل الذي اعاق اندلاع حرب أهلية بين السنة والشيعة وبين الشيعة والشيعة، على خلفية النقاش حول مدى التدخل الإيراني في الشؤون العراقية. ويتضح أنه ليس كل الشيعة العراقيين يتحمسون لاحتمال تحول العراق الى تابع لإيران، مثل سورية. معظم سكان الموصل هم من السنة، وتجدد الصراع على السلطة في لحظة سقوط الموصل يمكن أن يسبب عدم الاستقرار في العراق ككل ونمو جماعات إرهابية جديدة. نار الحرب بين السنة والشيعة في العراق قد تشعل المنطقة بأسرها.

الموصل لم تسقط بعد، لكنه تجري منذ الان في مراكز الابحاث المختلفة نقاشات حول التأثير المحتمل لانهيار داعش على امن اوروبا والشرق الاوسط. من الواضح انه حتى من دون دولة واقليم، فان ايديولوجية الجهاد السلفي لن تختفي. اللغز الكبير هو أي شكل ستلبسه هذه الأفكار لدى الشباب الاسلامي المتطرف، الذي يعتبر قاعدة نمو لداعش، والى اين سيتم توجيه الطاقة السلفية هذه، وكيف ستؤثر على امن العالم؟

تقرير المراقب حول “الجرف الصامد”: مسألة ادارة للمخاطر

يكتب دان مرجليت، في “يسرائيل هيوم” ان التقرير المرتقب لمراقب الدولة يوسيف شبيرا سيعيد الى مركز الحلبة العامة، رقصة الشياطين في موضوع محاربة الأنفاق، التي شكلت فصلا حارقا في حملة الجرف الصامد. لكن قد تكون قيمته الاضافية مقلصة، لأن الجيش تصرف في كل الاحوال كما يجب، وعين الجنرال يوسي بيخر من اجل الإشارة الى الشوائب واستخلاص العبر من حرب الانفاق. وكانت هناك نتائج، وتم استخلاص العبر. ومنذ سنة يحرص داني ايزنكوت على تدريب الجيش على الجولة القادمة. تحقيق مهني كما يجب.

لا شك انه يجب كتابة تقرير الرقابة. يمكن ايضا، تعذيب رئيس الحكومة والوزراء المعنيين في مسألة لماذا لم يناقش المجلس الوزاري بتوسع هذا الموضوع قبل الحملة. مع ذلك وجدت نفسي اشارك نتنياهو في ادعائه بأن الوزراء تلقوا معلومات مسبقة، وكان يمكنهم طلب المزيد. الادعاء وكأن المجلس الوزاري بقي اعمى هي حكمة بعد فوات الأوان، وهي في كل الأحوال ليست الموضوع الأساسي.

لأنه في هذا الموضوع، وفي الكثير من التقارير الاخرى، تقوم جنبا الى جنب، وجهتي نظر. الاولى، تسأل كما يجب ما اذا عرف الجيش كل شيء عن الأنفاق وتدرب على محاربتها بأفضل قدراته، والاخرى، ذات نظرة اوسع، تؤكد الرد الذي يجب ان يوفره الجيش على الحدود الشمالية وفي ضوء الحرب الأهلية في سورية واحباط الارهاب الفلسطيني في يهودا والسامرة، وفي الخلفية يتواجد الموضوع الايراني.

بكلمات قاتمة ولكن واقعية، ينشغل الجيش في ادارة المخاطر. انه لا يملك قوى بشرية وميزانيات ومعرفة ووضع سياسي تتيح له استنفاذ كل قدراته بشكل مسبق، في كل القطاعات. يمكنه الاقتراح على الحكومة ادارة المخاطر بشكل ارجح، وهذا ما حدث ايضا في الحرب غير المكتملة ضد الانفاق خلال الجرف الصامد.

في جوهر الأمر، ان الـ34 نفقا لم تشكل خطرا استراتيجيا ملموسا على بلدات غلاف غزة في النقب، والجيش راكم معلومات استخبارية كثيرة، رغم انه يمكن دائما الاضافة اليها في كل الظروف والحروب، وخاصة ان المشكلة لا تكمن في الحصول على المواد وانما في تحليلها، والجرف الصامد التي جرت اليها اسرائيل رغم انفها حققت النجاح سواء بالدمار الذي سببته لحماس، او بالسلوك السياسي الذي حقق الموافقة الصامتة من قبل العالم المستنير على عمليات الجيش، وعززت العلاقة الحيوية مع مصر.

لقد سبقت الجرف الصامد عملية “الرصاص المسكوب” التي حققت النجاح ايضا. وبعدها، في 2009، تم اطلاق 311 صاروخ قسام على اسرائيل، بينما تم هذه السنة اطلاق 14 صاروخا فقط. المقارنة ليست كاملة، لأنه في الجرف الصامد، كانت مصر عاملا معاديا وليس كما في “الجرف الصامد”. وهي تدل على ان كل حديث يعتبر اطلاق النار من غزة وكأنه “نهاية للصهيونية” يذر الرمال في العيون ويحرض الجمهور ويحرفه نحو تصديق السراب، وكانه يمكن للحملات العسكرية وضع حد لإطلاق النار من قطاع غزة المهتز، حتى في ايام افيغدور ليبرمان في وزارة الأمن.

تصويت كاذب كان يمكن ان يتبخر

في واقع عقلاني كانت اليونسكو ستمنح اسرائيل وسام تقدير لقاء مشروع الحفريات الرائع الذي تقوم به في منطقة الحرم القدسي، وبالتأكيد بعد قيام المتوحشين المسلمين بتحطيم وتدمير الكنوز في تدمر القديمة.

صحيح ان اليهود بحثوا عن المواقع في ارض اسرائيل التي تدل على الحياة النابضة لآبائهم في أيام الهيكل الأول والثاني. مع ذلك فقد كشف البروفيسور بنيامين مزار الذي عاد الى المدينة بعد حرب الايام الستة عن اربعة قصور اموية، وكلها تقوم كمفخرة للتاريخ العربي في قلب الحديقة الأثرية بالقرب من الحائط الغربي. اسرائيل لا تخفي ولا تشطب هذه القصور من التاريخ.

مقابل ذلك تولد الخبث الفلسطيني في تشويه سمعة اسرائيل ايضا في موضوع كله حضارة ووجد غالبية مؤيدة للقرار المهووس الذي يدعي عدم وجود جزء او ميراث لليهود في تاريخ القدس. وذلك استمرارا للخط الذي انتهجه ياسر عرفات في مؤتمر كامب ديفيد في عام 2000، عندما صرخ في وجه كلينتون الغاضب بأنه لم يقم ابدا هيكل يهودي على قمة الجبل (يقصد الحرم).

التصويت الظالم لليونسكو لن يدوم طويلا. والسفير المكسيكي من اصل يهودي، هو البادرة التي تبشر بالربيع. وقد تحفظ البرلمان في براغ التشيكية أيضا من نص القرار، وتحفظت منه أيضا بشجاعة، المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا. لكن اسرائيل لم تُجد ادارة صراع ناجح ضد هذا القرار.

لسوء الحظ، وزارة الخارجية مشلولة. وتم انتزاع صلاحيات منها لصالح تساحي هنغبي وغلعاد اردان ومايكل اورن، وفقدت نشاطها الأساسي. لو كانت الوزارة قد قرأت الصورة كما يجب، لركزت الجهود على الفاتيكان والدول المسيحية الواضحة. فالقرار لا يعني تجاهل اليهود في القدس فقط وانما المسيحيين، أيضا.

لولا اليهود لما كانت هناك رواية “العهد الجديد”، ولا حتى الـ14 محطة التي مر بها المسيح في “طريق الآلام”، ومن بينها سبع محطات مجاورة لجبل الهيكل (الحرم)، ولا حتى للعمل الذي يفاخر به المسيحيون، حين صعد السميح الى ساحة الهيكل وقلب طاولة الصرافين، وما كان مكان للنبوءات عن خراب الهيكل الذي تدعي اليونسكو انه لم يقم هناك.

تجنيد المسيحيين يجب ان يشكل عنصرا رئيسيا في المعركة الدبلوماسية. من المهم تشجيع محبي اسرائيل من امثال السفارة المسيحية، الذين يعقدون هذه الأيام مؤتمرا في القدس، وسلطات جنوب افريقيا التي اشتكى صائب عريقات امامها قيام نائب من برلمانيها بزيارة احدى المستوطنات.

لو قامت اسرائيل في الوقت المناسب بتجنيد غالبية العالم المسيحي لما كان الاقتراح الكاذب قد خرج من اطار المسودة التي كانت ستتبخر قبل إجراء التصويت المخجل.

سلام والى غير لقاء؟

لا يوجد احتلال مثالي، ولا حتى احتلال مستنير، ولذلك نظرت بالايجاب منذ البداية الى قيام تنظيم بتسيلم كنقطة مراقبة اخرى للحفاظ على السلوك الاسرائيلي في المناطق في اطار انساني وقانوني. ولم اغير موقفي رغم انه منذ تسلم حجاي إلعاد ادارة التنظيم برز فيه التغرب ازاء اسرائيل. هذا الاسبوع لفت النائب امير اوحانا انتباهي الى ان المتحدثة السابقة باسم بتسيلم، اورلي نوي، صوتت للتجمع، بل نشرت على مدونتها تحفظا من الغضب الاسرائيلي على قرار اليونسكو في موضوع جبل الهيكل.

لقد سقطت كفة الحق التي وجدتها في بتسيلم عندما تهرب إلعاد من القول بأن حماس هي تنظيم ارهابي. بتسيلم لم يتراجع ابدا عن ذلك. وبهذا فقد اجتاز من وجهة نظري اخر خط احمر، سلام والى غير لقاء. خطاب “التجمل” الخانع الذي القاه في الامم المتحدة والتشويه الكامن في كلماته وكأن اسرائيل ليست ديموقراطية لم يفاجئ تقريبا. لقد بقيت منذ البداية بدون أي بارقة امل (وهذا يسري ايضا على قضاة المحكمة العليا الذين امروا بإخلاء عمونة، وكذلك على ميرتس التي دعمت إلعاد على الفور، ووضعت نفسها امام المحكمة العليا. كما يسري على موطي يوغيف وبتسلئيل سموطريتش في الجانب الاخر من المتراس).

لقد رد بنيامين نتنياهو بحدة على كلمات إلعاد في الأمم المتحدة، بينما وقفت الولايات المتحدة الى جانب بتسيلم في نقاش اسرائيلي داخلي. لقد فعلت ذلك بمساعدة بيان رسمي مستهجن من خلال التلميح وكأن الخطر يهدد حرية التعبير في اسرائيل. هذا هراء مطلق، وهو ما يعرفه اوباما ايضا.

توبيخه الغاضب لنتنياهو لم يكن متناسقا، لكن نشره بشكل رسمي يدل بشكل قاطع على تدهور العلاقات بين الرئيس ورئيس الحكومة. لقد شكل ذلك اشارة الى انه اذا لم يقم نتنياهو بايقاف البناء ولم ينفذ قرار المحكمة العليا بإخلاء عمونة، فان اوباما سيستغل الـ70 يوما المتبقية له في البيت الابيض بعد الانتخابات، من اجل تشجيع قرار في الامم المتحدة يعترف بالوجود السيادي لفلسطين.

مثل هذا المسار الصعب هو نتاج العلاقات على مسار اوباما – نتنياهو. امس الاول (الاربعاء) كشفت القناة الثانية انه خلال لقاء مع سكان عمونة وعوفرا، عرض نتنياهو الرئيس الامريكي “كخطر وجودي” على المستوطنات. وبعد ذلك نشر رئيس الحكومة تصحيحا جاء فيه انه اذا لم تتصرف اسرائيل بحكمة، فانه يتوقع ان تواجه مثل هذا الخطر من جانب اوباما. هراء دقيق.

من الواضح لماذا استخدم هذه اللهجة الاشكالية. لقد اراد من المستوطنين في عمونة إخلاء المكان من دون النضال ومن دون وضع سلطة القانون في الاختبار. فنتنياهو أيضا، يفهم ان الاحابيل لم تنجح ولا يمكنه سن قانون تنظيم يلتف على المحكمة العليا من اجل عمونة.

المشكلة هي ان شراء صمت المستوطنين خلال الاخلاء لا يساوي ثمن التحدي المضر من جانب رئيس الحكومة للرئيس الامريكي.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا