و نحن نستعد لانعقاد مؤتمرنا السابع الذي انتظرناه ببالغ الامل ‘ بأن يتمكن من مراجعة التجربة و مناقشة المستجدات و التطورات و وضع الخطط الجديدة و تنقيح البرامج بما يكفل لنا التغلب على العقبات و المعيقات ، التي تعترض درب التحرر و العودة و تقرير المصير ، فإننا نتمنى ان نتطلع جميعا ، برؤية واحدة و موقف واحد ، نحو اهداف حركتنا و وحدتها و تماسكها و اعتباريتها التي علينا ان نعمل بقلب رجل واحد ، كي نستعيدها الى ما كانت عليه في كل المراحل ، تصطف الجماهير خلفها و تعلق عليها الرجاء و الامال ، و تمنحها الثقة العاليه و تلمس منها ما يجعلها تشعر بأن الحركة وجدت من اجل خدمة الجماهير و النضال من اهدافها و احلامها ، و حقوقها الثابته المشروعة.
نود لهذا المؤتمر ان يكون مؤتمرا حقيقيا ، ينجز مهامه، و يشكل لجانه التي تتدارس الموقف في كل مجال و مهمة و تنظر ما يلزم من تنقيح الخطط و صياغة البرامج القادرة على التغلب على الصعاب التي يخلقها الاحتلال في كل لحظة، و التي تحاول ان تصطنعها حركة حماس المصرة على تكريس قسمة الوطن ، و على تشويش برنامج سيرنا باتجاه كشف ادعاءات و اباطيل اسرائيل، و فضح جرائم حربها و محاكمتها امام الجنائية الدولية في جنيف ، و هاهو الوفد الزائر من المحكمة الجنائية سيتجول في الضفة و غزة للاطلاع عن كثب على ما قامت و تقوم به اسرائيل ، من افعال يصنفها القانون الدولي بأنها جرائم حرب و بينها الاستيطان الذي لا تريد له حكومة نتنياهو ان يتوقف.
نريد للمؤتمر ان يخرج بقرارات و دماء جديدة و قادة قادرون على مواصلة الدرب و المهام، يتميزون بالكفاءة و الخبرة و نكران الذات و الاخلاص ، يحظون بتقدير ابناء حركتهم و شعبهم ، لديهم الرؤية الواضحة لكيفية تخطي العقبات ، و استقطاب الجماهير و المؤيدين ، و استنهاض اعضاء الحركة و كادرها بفعل متواصل في الميدان ، متفاعل مع الجماهير و مقدم للخدمة لها، و مشيع للامل في نفوسها ، و مثير لحوافز فعلها باتجاه التضامن و التكافل و التعاون، تلك الروحية التي سادت في الانتفاضة الاولى ، حين شعر الناس بالخطر المشترك ، و المصلحة المشتركة ، و ضرورة التصرف و الفعل المنسق الذي لا بد ان يثمر و يحقق النتائج في كل الاحوال.
نريد لروح الإثره ان تسود، و لروح المسؤولية ان تتغلب ، و ان يدرك الجميع ان الموقع المسؤول هو موقع تكليف لا تشريف، على من يختاره المؤتمرون للمجلس الثوري او اللجنة المركزية ، ان يكون جاهزا و قادرا و مستعدا لبذل الطاقة و الجهد من اجل القيام بالمهمة خير قيام، و العمل بدأب و ثبات من اجل تحقيق الغايات و الاهداف ، دون انتظار مقابل ، غير رضى الضمير، و رضا ابناء الحركة و الجماهير التي تعلق عليه الامال، او تنتظر منه ما يفعم الامال.
و نريد من ابناء الحركة و اعضاءها و كادرها المكافح المناضل ، صادق الانتماء و الالتزام، ان يدرك بأن المؤتمرات عادة تنعقد بإعداد محددة عبر ممثلين للاطراف و المنظمات الشعبية و الاتحادات و الاقاليم و المؤسسات، و ان الحاضر ، هو حامل للامانة بالنيابه عن اخوته الذي افرز من طرفهم و جاء نيابة عنهم ، فلا إمكان لحشد كل من يرى انه مستوفي المعايير و خاصة و ان كادرنا كبير و واسع ، و الذين يتحلون بالصفات و المواصفات المطلوبة يعدون بعشرات الالاف.
نريد مؤتمرا يشكل ورشة عمل لتدارس ما كان و استقراء ما سيكون و التدقيق في الوسائل و المهمات و المتطلبات التي تمكننا من احراز النجاحات، و إفشال المخططات المعادية بغض النظر اتت من اي اتجاه ، نريد مؤتمرا لا مهرجانا ، فلنتحلى بأعمق روح مسؤوليه، و لنضع نصب اعيننا مصلحة الحركة لا مصلحة الذات .
الرسالة الحركية الاسبوعية لمفوضية الاقاليم الخارجية لحركة “فتح”