بقلم: د محمود ابو عين
احمد عساف اسم تردد على مسامعنا في الاونة القليلة الماضية وفي الاونة الاخيرة كعلم له مناهضيه وله مناصريه . . . احمد عساف كغيره من الشباب الطموح المتفاني في علمه وعمله، وكغيره من المخلصين الغيورين على الوطن، كان له نصيبين خلال مسيرته الوطنية والعملية .
نصيب من الاصدقاء دعما وإسناد ومباركة. وآخر من ثلة من الحساد اقرباء وأعداء، وبين هؤلاء وهؤلاء دار علانية وخلف الكواليس كلام وحديث وهمس بين مدافع عن عساف، وبين حاسد مهاجم له وعليه، خاصة بعدما صدر قرار السيد الرئيس ابو مازن بتسلمه الإشراف العام والكامل علي الاعلام الفلسطيني الرسمي المرئي والمسموع والمكتوب لدولة فلسطين .
كيف لا يحظى احمد عساف بشرف التكليف هذا وهو من استطاع اثبات جدارته بالمنصب دونا عن غيره من العاملين في ذات المجال؟ كيف وعساف كان ولا يزال سيفا قاطعا وشوكة في حلق كل من ناصب العداء لحركة فتح حين كان يتولى منصب المتحدث الرسمي للحركة. حيث كان مدافعا صنديدا له ملكة الحضور ويتمتع بحسن البديهة والإقناع والإطلاع الواسع والعميق في شتى المواضيع .
هنا أودّ ان أقول للقاصي والداني كلمة حق في هذا الرجل الذي وصل الى ما وصل اليه من منصب ومكانة عملية من خلال اطلاعه ومعرفته، واتساع مداركه، ومن خلال كد وجهد، يعني بصريح العبارة (الزلمة اشتعل على نفسه منيح ) اقول هذا لاني اعرفه معرفة يدي، فهو الصديق الصدوق لشقيقي الشهيد زياد ابوعين رحمه الله والذي تعرفونه عن ظهر قلب واعرف ان الرجال الرجال لا تستطيع ان تصادق او تتفق الكيمياء الشخصية مع بعضها البعض الا اذا كان هناك كثير من الصفات والجينات او الطباع او الأفكار او التطلعات او او او… كثير من الأشياء تلتقي وتتفق وتنسجم مع بعضها البعض .
فكان محمود العالول (ابو جهاد) واحمد عساف والشهيد زياد ابو عين رحمه الله يشكلون أضلاع المثلث الجامع لكل الأفكار والأعمال لتأجيج النضال الشعبي السلمي لمقاومة الاحتلال .
كان العالول فارس علي طاولة القياده، وابو عين فارس الميدان والصراع والاشتباك الدائم يوميا مع الاحتلال مسبباً له الإرهاق النفسي والمعنوي والجسدي والإعلامي والدبلوماسي في مختلف الاماكن مناهضا للاحتلال والاستيطان مشتبكا مع الجنود والمستوطنين بكل انواع ووسائل المقاومة السلمية، فلم يرق للمحتل ما يسطره زياد على الارض فاردوه شهيدا على ارض فلسطين .
اما عساف فكان الصوت المدوي عبر الاثير والفضائيات يدافع عن الحركة بكل ما اوتي من قوه في الصوت والتعبير والحجة والحقائق والأدلة والبراهين كاشفا ومبينا للقاصي والداني كذب المحتل وزيف قول هذا ونفاق ذاك، وذمة هذا وذمة ذاك لانه كان مؤمنا بان الشرعية التاريخية خط احمر ويري الذين يتنفسون من رئة الغير مشبوهين. بل هم والمحتل في خانةعلى حد سواء .
وعلى النقيض من المزايدين المخونين كان عساف واسع الصدر للذين يتنفسون من الرئة الفلسطينية حتى لو ( دعسوا في بطنه) مقبولين ولهم حق الانتقاد ولهم حق ان يقولوا مايريدون وان يبدوا ما عندهم من وجهة نظر … ونحن في حركة فتح كان دائماً يقول القائد الباقي في قلوبنا ما حيينا الرمز الخالد أبو عمار – ان فتح هي عبارة عن غابة البنادق والاختلاف في الرأي لايفسد للود قضيه- من هنا وبعد كل هذا لمَ يستكثر البعض على احمد عساف بعض حقه من وصوله لمنصبه الجديد وهو لم يكن في ذات يوم يسعى اليه .
أبا قيس كنت أرى فيكم انت واضلاع المثلث الأخ ابو جهاد والشهيد أبو طارق دستوركم في الحياة السياسية والحياة العامة فلقد كان دستوركم أن الرجل كلمة ، والكلمة موقف ، والموقف شجاعة ، والشجاعة إيمان ، والإيمان جوهر الدين ، والدين رحمة الله في الارض ن والأرض للخالق وليس للمخلوق .
دستوركم كان أن حقيقة الرجل هي ما يفعل وليس ما ينطق ، دستوركم أن الرجل وعد وعهد إذا خان هان .
أخي أبا قيس اقترح على من كان ولا زال توأم الروح لشقيقي زياد ان يتقدم بإقرار بذمته المالية حسب القانون حتي عندما يترك منصبه هذا لأنه في النهايه سيتركه حتي يعلم القاصي والداني كيف دخل وكيف خرج لان سمعة الهيئة المالية قد لاكتها السن كثيرة منذ الايامً الاولى لها وعبر الغالبيه من المسئولين عنها.
أخي احمد إنني أرى في ثلاثتكم عندما كانت تشتد الأزمات السياسية من الاحتلال أو الأهل أو الاصدقاء او الاقارب كنتم دائماً مبتسمين ومتفائلين واحدكم يقول كما قال الرسول (ص) لابو بكر الصديق عندما اشتدت عليه الكفار بالبحث عنهم وهم في غار حراء وكان الكفار على باب الغار : لا تحزن إن الله معنا .
كنتم دائماً ترددون انت وشقيقي الشهيد زياد والأخ أبو جهاد لا تحزنوا ولا تهنوا فإن الله معنا ومع شعبنا
وكما قال السيد الرئيس حفظه الله لشعبه ارفعوا رؤوسكم فأنتم فلسطينيون .
