الرئيسيةأخبارالرئيسيةمحمود الزق أمين سر هيئة العمل الوطني يؤكد على ضرورة تمكين حكومة...

محمود الزق أمين سر هيئة العمل الوطني يؤكد على ضرورة تمكين حكومة الوفاق للقيام بمهامها في غزة

* مطلوب هبة شعبية غاضبة ضد الانقسام الأسود

* حالة ضياع وفقر وغياب لأي أفق وأمل باتت سمة سائدة في غزة

* غزة تنتظر بشوق إنهاء ارتهانها لأجندات حزبية مقيتة

* معبر رفح رمز سيادي الاقتراب منه يمر فقط عبر جهات رسمية سيادية

* أثق وبالمطلق بقدرة شعبنا على تصويب البوصلة

* لا نستطيع أن ننجز نضالاً فاعلاً ومؤثراً ضد الاحتلال في ظل حالة انقسام خطيرة تغمرنا

غزة- خاص بـ”البيادر السياسي”:ـ حاوره/ محمد المدهون

يتطلع المواطن الغزي إلى فجر تشرق فيه شمس مليئة بالأمل، تذيب الغيوم السوداء الملبدة في أجواء هذه البقعة الجغرافية الصغيرة من فلسطين.. سنوات طويلة من المعاناة عاشها المواطنون في غزة، فمن انقسام إلى حصار، مروراً بحروب مدمرة شردت الآلاف من المواطنين العزل ودمرت بيوتهم، وصولاً إلى فقر مدقع وحرمان من أبسط حقوق المواطن في العيش الكريم.. بارقة أمل يتطلع إليها المواطن في قطاع غزة تنهي معاناته المستمرة، وتجلب له أبسط قواعد العيش الكريم.. حديث يلوح في الأفق عن تسهيلات لقطاع غزة، ومؤتمرات في القاهرة وأخرى قادمة لمناقشة أوضاع غزة والتخفيف عن سكانها، فهل من حلول في الأفق لمشاكل غزة ؟ أم أن هناك سيناريو جديد يجري التخطيط له؟ وهل هناك تجاوز للسلطة وحكومة الوفاق الوطني ؟ أم أن ما يجري فقط مبادرات إنسانية ؟.. هذه الأسئلة وأخرى طرحتها “البيادر السياسي” على أمين سر هيئة العمل الوطني محمود الزق في الحوار التالي.

كارثة حياتية

* هناك حديث عن انفراجة في أوضاع قطاع غزة وتسهيلات مصرية.. هل تلمسون بوادر أمل تلوح في الأفق؟

– أهلنا في قطاع غزة يعيشون ربما أسوأ مرحلة في تاريخهم من حيث تعقيدات الواقع المعاش فيها.. ذاك الواقع الذي تترابط فيه عناوين ساطعة لكارثة حياتية مع انتكاسة وتراجع في الهم الوطني الذي بات باهتاً أمام مأساة الواقع الحياتي المعاش..غزة بالتأكيد تنتظر بشوق إنهاء ارتهانها لأجندات حزبية مقيتة، وبشوق تنتظر أي مؤشر للفكاك من هذا الواقع المظلم .. مصر هي الشقيقة الأقرب لفلسطين موقفاً وموقعاً، ولولا تعقيد الواقع السياسي الراهن في غزة بفعل سيطرة الإخوان على قطاع غزة، لما كنا نحتاج لأي انتظار من مصر لفتح المعبر والسماح بالمرور الحر من وإلى غزة ..

الموجود حتى اللحظة في هذا الأمر هو مبادرات إنسانية لتسهيل المرور لحالات إنسانية كالمرضى والطلبة وأصحاب الإقامات، ولا أعتقد مطلقاً بأن يتم التوافق بشكل كامل على فتح المعبر دون حسم موضوع السيادة عليه من الجانب الفلسطيني.. المعبر رمز سيادي الاقتراب منه يمر فقط عبر جهات رسمية سيادية.. أقصد حكومة الوفاق الوطني والحكومة المصرية.. حماس لا زالت تعيش وهماً بأن مصر يمكن أن ترسم معها ترتيبات دائمة للمعبر رغم أن حماس ليست حكومة بالفهم القانوني.. هم في هذه اللحظة فصيل سياسي وليسوا جهة رسمية.. لا حماس ولا بعض الواهمين يمكن أن يشكلوا بديلاً لحكومة الوفاق كطرف لحل نهائي للمعبر مع الإخوة في مصر.

مبادرة لحل أزمة المعبر

* ولكن حماس هي من يسيطر على قطاع غزة ويتحكم بكل كبيرة وصغيرة به..

– المأساة تكمن في هذا النهج .. حماس تحكم رغم أنها ليست حكومة، والأبشع أنها تنتظر من يرسم حكمها في غزة وتحديداً مصر.. هذه أوهام لن تؤسس إلا لمزيد من استمرار المعاناة لشعبنا… الفصائل بمجموعها، استثنى حماس، قدمت مبادرة لحل أزمة المعبر مع نص واضح ببقاء موظفي حماس ودمجهم مع موظفي حكومة الوفاق على أن يتم تعيين مديرا للمعبر بمرجعية رسمية وهى هيئة المعابر الفلسطينية، وفى نفس الوقت نشر قوات أمن الرئاسة على طول الشريط الفاصل بين غزة ومصر.. حكومة الوفاق وافقت، وحماس هي من رفض تلك المبادرة، مع التأكيد بأن مصر قد وافقت على فتح المعبر 24 ساعة في حال تنفيذ تلك المبادرة.. بعد هذا اسأل من الذي يحاصر أهلنا في غزة؟.

حالة ضياع

* أمام ذلك إلى متى ستستمر معاناة أهلنا في غزة؟

– معاناة أهلنا في غزة يجب وبالضرورة أن تنتهي.. حالة ضياع وفقر وغياب لأي أفق وأمل بحياة كما حياة البشر باتت سمة سائدة في غزة.. هذه المعاناة تنتهي برحيل من صنعوا تلك الحالة التي هي نتاج لهذا الانقسام الأسود، وبفعل تلك السياسيات التي تخضع لأجندات دولية تبهت الوطني لحساب.. تلك الارتباطات الدولية الإخوانية والتي ضربت تحديداً العلاقة مع الشقيقة مصر .. حماس كانت ولا زالت حليفاً لنظام الإخوان الساقط في مصر …

وما هو المطلوب إذاً؟

– الأمر المطلوب تحقيقه هو أن تسلم حماس حكومة الوفاق الحكم في غزة.. حتى تتمكن من ممارسة مهامها، وأهمها حل مشكلة المعبر مع الإخوة في مصر، ولكن وجميعنا يعرف بأن حماس، وبعد توقيع اتفاق الشاطئ، أعلنت عبر الأخ إسماعيل هنية عن نهج غريب بتصريح واضح .. لقد غادرنا الحكومة ولم نغادر الحكم .. هنا يكمن سر استمرار تلك المعاناة في غزة …كيف لحكومة أن تحكم وغيرها هو من يحكم؟

* وهل حكومة الوفاق الوطني قادرة على بسط سيطرتها على غزة في حال رفعت حماس يدها عن القطاع؟

– لا شك في ذلك.. حكومة الوفاق قادرة تماماً على بسط سيطرتها على غزة ولكن بشرط أن ترفع حماس يدها عن حكم قطاع غزة.. لو كان هناك صدق وطني لاستجابت حماس لنداء أكثر من مليون إنسان في غزة طالبوها بتسليم المعبر .

حماس والإخوان

* هل تتوقعون من حماس أن تفك ارتباطاها مع حركة الإخوان؟

– حماس في دستورها تصف نفسها بانها فرع حركة الإخوان في فلسطين، وبهذا الإقرار تلزم نفسها بالالتزام بمرجعية دولية للإخوان، وهذا ما تم فعلاً في سوريا وفى مصر من حيث التزام حماس بقرارات الإخوان الدولية ضد مصر وسوريا، مما ترك أثرا مدمراً على شعبنا، سواءً في سوريا أو في مصر.. أي حركة وطنية فلسطينية يجب أن تلتزم بمرجعية وطنية وأن لا تغلب أبداً الأممي على الوطني.. أساس مأساة حماس وفشلها العميق هو ارتهانها لحركة الإخوان الدولية .

لقاءات الدوحة

* يجري حديث عن لقاءات قريبة في الدوحة.. ما صحة ذلك ؟ وما أهمية هذه اللقاءات؟

الحديث دائم عن لقاءات هنا وهناك.. المشكلة ليست في لقاءات جديدة ولا حتى في صيغ اتفاق جديد.. نحن وقعنا عشرات الاتفاقيات وأجرينا مئات اللقاءات لأجل إنهاء الانقسام، ولكن وللأسف الحصيلة صفر كبير.. المطلوب وبشكل واضح وصريح هبة شعبية غاضبة ضد الانقسام الأسود.. هبة تتسم بالشمولية من حيث جغرافيا الوطن، وبالديمومة المتصاعدة حتى يشعر من صنع الانقسام بأن الشعب لم يعد يحتمل مزيداً من المعاناة، ويفهم بأن الوطن ليس ذاك الفصيل الذي ينتمي له.. هذه هي المهمة المطلوبة لكافة القوى السياسية والشخصيات الوطنية والمؤسسات المجتمعية.. هي المهمة الأكثر إلحاحاً والتي يفترض أن تتصدر أجندة العمل الوطني.. الانقسام تجذر وبات يشكل مصلحة أساسية لقوى متنفذة تشعر أن مصيرها مرتبط بدوام الانقسام، ولهذا يجب أن تهتز أركان تلك الشرائح حتى تشعر بخطر حقيقي بفعل هبة الشعب الغاضبة.. دون ذلك لن تجدي أي حوارات أو حتى أي اتفاقات جديدة.. هذا الانقسام للأسف في حال استمراره سينتقل لحالة انفصال، وهنا تكمن الخطورة الكبرى.. شطب هوية شعبنا السياسية .

غزة تنتظر المظاهرة الأخطر

* شهدنا دعوات من قبل جهات عديدة للمواطنين للنزول إلى الشوارع ضد الانقسام، إلا أنها لم تلق استجابة كبيرة من الجماهير .. بماذا تفسرون ذلك؟

– في غزة مياه النهر وصلت حافته والطوفان قادم.. والمظاهرة الأخطر هي التي تنفجر دون أن ينظمها أحد.. تنفجر بفعل الضرورة.. غزة ستشهد تلك المظاهرة الأخطر بفعل ذاك الواقع المظلم الذي تتشابك فيه المظلومية الحياتية والمظلومية الوطنية التي نحياها.. مأزق وطني خطير، ومأزق اجتماعي معيشي كارثي.. لهذا غزة تنتظر المظاهرة الأخطر.. وتحديداً بعد هذا الإحباط الشديد من قدرة القوى السياسية على فعل ما هو مطلوب منها، وفعل ما هو مبرر وجودها..الدفاع عن مصالح الشعب الوطنية والحياتية.

قوة الحق

* هل انتم على ثقة بأن الفرج قريب؟

– أثق وبالمطلق بقدرة شعبنا على تصويب البوصلة، وأثق بحتمية انتصار شعبنا كوننا نمتلك السلاح الأقوى.. قوة الحق.. المطلوب في لحظتنا الراهنة أن نسحق عار اللحظة.. هذا الانقسام الأسود، وأن نستعيد وحدة شعبنا الوطنية كوننا لا نستطيع أبداً أن ننجز نضالاً فاعلاً ومؤثراً ضد الاحتلال في ظل حالة انقسام خطيرة تغمرنا.. والمطلوب أيضاً أن نغادر نهج العدمية السياسية الموصد الأبواب، وأن نضفى على نضالنا طابعاً من واقعية سياسية أداتها النضالية لا تصطدم والسائد دولياً من حيث أساليب النضال الوطني.. وأعتقد بأن معركة شعبنا في هذه اللحظة يجب أن يكون عنوانها.. صمود شعبنا في وطنه مع ما يتطلبه هذا من توفير مقومات الصمود في الوطن.. والتاريخ سينصفنا، فنحن آخر احتلال في هذا العالم .

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا