الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمذكرى الوعد المشئوم

ذكرى الوعد المشئوم

صادف يوم الاربعاء الذكرى التاسعة والتسعون لقرار حكومة بريطانيا ممثلة بوزير خارجيتها ارثر بيلفور والذي قدم ارض فلسطين هدية للعصابات الصهيونية وتسبب في اضخم ازمة سياسية عبر التاريخ لا زالت قائمة وجاثمة على صدر الشعب الفلسطيني.
نصبت حكومة بريطانيا نفسها وصية على مقدرات شعوب المنطقة واستأثرت بالشعب الفلسطيني وأرضه وراحت تعبث بالتاريخ ومصير الشعب الفلسطيني حيث لم تتوقف بريطانيا عند هذا الحد من الصلف بوصفها دولة الانتداب في فلسطين بل راحت تدعم العصابات الصهيونية للاستيلاء على ارض فلسطين وتوفر الدعم المادي والعسكري والسياسي لها حتى اكتملت الحلقة باستيلاء العصابات الصهيونية على كافة الاراضي الفلسطينية عام 1948.
وعد بلفور وما واكبه من سياسة بريطانية ترك الشعب الفلسطيني يواجه الة البطش والحرب الصهيونية وارتكبت المجازر ضد شعبنا وقتل الالاف وسط حالة من الذهول وشرد من تبقى من ابناء شعبنا في موجات رحيل قسري في جريمة هزت ارجاء المعمورة وشكلت وصمة عار في جبين الانسانية جمعاء.
وبقيت عصبة الامم المتحدة ايضا عاجزة عن القيام بدورها في حماية شعبنا الفلسطيني وكانت قراراتها تصب في صالح اليهود نتيجة تحكم القوى المؤيدة لليهود داخل عصبة الامم وحتى قرار التقسيم الذي نصت عليه قرارات عصبة الامم المتحدة بتقسيم الارض بين اليهود والفلسطينيين تم تمييعه ولم يخرج الى حيز الوجود.
توالت الاحداث السياسية وانتهت مأساة شعبنا الفلسطيني باحتلال اسرائيل ما تبقى من فلسطين عام 1967 وبذلك اكتملت حلقات التآمر على القضية الفلسطينية لتشكل بداية تاريخ جديد للشعب الفلسطيني ومرحلة جديدة بإطلاق النضال العسكري الفلسطيني ضد بني صهيون.
رفض شعبنا الفلسطيني الذي بقي وحيدا ينفرد في هذا الرفض وسط حالة من الوجوم خيمت على مواقف الاسرة الدولية،ومنذ ذلك التاريخ بقيت القضية الفلسطينية من اهم القضايا التي شغلت بال الامة العربية والعالم ايضا ومرت بمراحل ومحطات متعددة خارج الوطن وداخله مع انطلاقة الثورة الفلسطينية لتغيير الحقائق على الارض وتناوب على متابعة القضية اجيالا من القيادات تنوعت في ولاءاتها الفكرية والسياسية، لكن بزوغ الفجر الفلسطيني كان في بداية العام 1965عندما انطلق المارد الفتحاوي وخرج من قمقمه يحاكي اثار النكبة الفلسطينية ويوجه رسالة الى العالم بأن الحقوق الوطنية الفلسطينية رقم صعب لا يقبل المساومة.
نعم جاءت انطلاقة حركة فتح في الفاتح من كانون ثاني لتضيف بعدا جديدا للقضية الفلسطينية فكان قرارها بإطلاق الكفاح المسلح وإطلاق الرصاصة الاولى معلنة عن بداية عهد جديد في التاريخ الفلسطيني.ا
وعد بلفور احدث ازمة سياسية استمر عمرها ما يقارب من القرن باغتصاب فلسطين ورغم التحول في المواقف الدولية باعتراف هيئة الامم المتحدة بحقوق الشعب الفلسطيني ومطالبة اسرائيل بالانسحاب من الاراضي التي احتلتها عام 1965 واعتراف بعض دول العالم بدولة فلسطينية مع اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بها حيث كان الفكر السياسي الفلسطيني قد شهد تحولا في المزاوجة بين الكفاح المسلح والنضال السياسي حيث ادى ذلك الى انخراط منظمة التحري الفلسطينية المعترك السياسي من اجل اعادة الحقوق الوطنية ألفلسطينية ورغم ذلك فان بريطانيا لم تكفر عن سيئاتها ودورها في نكبة الشعب الفلسطيني وتكفر عن ذلك باعترافها بدولة فلسطين وتقديم اعتذار عن جرائمها وتحديدا عن جريمة بلفور بل بقيت ترفض الاعتراف ومصرة على السير في سياستها المعادية للاستقلال الفلسطيني. اعتراف العالم بدولة فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني هو اعتراف بالحق الفلسطيني الذي اصرت بريطانيا برفضه وظلت متمسكة بوعد بلفور المشئوم.

خاص بمركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا