الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمفي المقاومة الشعبية

في المقاومة الشعبية

المقاومة الشعبية تمثل عصب الحركة الوطنية الفلسطينية دائما، سواء بالأشكال المستخدمة منها، أو تلك المفضل تأجيلها ريثما يمكن تفعيلها مجددا. كما أن قوانين الطبيعة والتاريخ والعلوم والقوانين الدنيوية والسماوية تقول إن مقاومة المحتل أمر واجب وطبيعي، ويجب ألا ينقطع أو يتوقف يوما.

بالإضافة لأن المقاومة الشعبية بمفهومها الواسع، تشكل حاضنة كبيرة تستطيع استيعاب الكل الفلسطيني، حيث يمكن لكل قوانا واطيافنا القيام بما تستطيع وتفضل. بعد الإتفاق على المناسب حاليا، والغير مناسب بشكل منطقي وعقلاني، عبر حوار حقيقي وجاد. اعتمادا على اساس واحد فقط، المصلحة العليا لشعبنا الفلسطيني في صراعنا للوجود مع عدونا الصهيوني.

كما أنها ستثمر حتما عن توحيد سواعد أبناء الشعب بمختلف توجهاتهم وقناعاتهم، وستعمل على كشف الحقائق للناس أكثر، وبيان حجم البون الشاسع بين الشعارات والممارسات، وستعزل حتما كل تاجر وسمسار ومغرض في ساحتنا الفلسطينية.

ولا يمكن أن نغفل أن المقاومة الشعبية ستضغط حتما نحو إعادة الجماهير الفلسطينية في الشتات لوضعها الطبيعي كجبهة فاعلة، قوية ومنتجة في حربنا المستمرة مع العدو الصهيوني، وترفع من همم أهلنا في أراضي (48)، حتى تحقيق كامل أهداف ثورات شعبنا. وأنها ستجعل من القضية الفلسطينية مركز اهتمام القوى الإقليمية والدولية بعد كل ما شاهدناه ونشاهده من محاولات تهميشها وتغييبها عن جداول الاعمال. وستذكر العالم أجمع بأن السلم يبدأ من فلسطين والحرب تندلع منها. والأهم أنها ستشكل ضغطا قويا وفاعلا على العدو الصهيوني مع حرمانه من اللجوء لترسانته العسكرية الضخمة، ومن إرواء عطشه العنصري والهمجي، إن أحسنا تدبير أمور المقاومة الشعبية.

لهذه الأسباب وغيرها الكثير يتوجب على كل الفلسطينيين العمل على تفعيل المقاومة الشعبية، وتوسيع رقعتها، وتسليط الضوء عليها أكثر. وينبغي على حركة فتح قبل بقية مكونات شعبنا أن تعمل على مضاعفة جهودها في هذا الميدان للحد الأقصى. سيما أن البنية التحتية لهذه المقاومة متوفرة وجيدة. وأن فعالياتها الاسبوعية واليومية منتشرة في أكثر من نقطة في الضفة الفلسطينية بما فيها القدس الحبيبة، وغزة الفلسطينية (نشاهدها في غزة من بعد انطلاق غضبة القدس مؤخرا).

ففي ممارسة المقاومة الشعبية بأنسب الأشكال وأوسع المساحات وأكثف الأعداد حياة لمشروعنا الوطني، وعلاجا لأكثر الأمراض التي تنهش جسدنا الفلسطيني خطورة، ومناعة طبيعية للمستقبل. ومن يا ترى سيتحمل مسؤولية التقصير برفد وبناء المقاومة الشعبية أمام فلسطين المحتلة، والأجيال، والتاريخ، أكثر من حركة فتح وكوادرها بلا استثناء، لما تمثله الحركة في التاريخ المعاصر وفي كل ما يتعلق بفلسطيننا؟

لذلك ونحن على أعتاب المؤتمر العام السابع لحركة فتح نتطلع لأن تتخذ الحركة التدابير القوية لضمان الارتقاء بالمقاومة الشعبية للحد الأقصى، بتقديم نموذج مثمر وجاذب، وبنشر ثقافتها في كل مكان، وتوسيع رقعتها، وزيادة كثافتها بما يؤهلها لأن تكون مقدمة ناجحة للوصول للثورة الشعبية الكافية لدحر الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.

كتب علاء أبو النادي فلسطيني في الشتات
8/صفر/1438 للهجرة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا