المؤتمر السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والذي سيعقد أواخر الشهر الجاري يعتبر احد المحطات الرئيسية في تاريخ القضية الفلسطينية ويشكل مرحلة جديدة من مراحل النضال الفلسطيني نحو تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني.
إصرار القيادة الفلسطينية على استنهاض حركة فتح وترتيب البيت الفتحاوي نحو ترتيب الوضع الفلسطيني العام فحركة فتح تشكل العمود الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية وحامية المشروع الوطني الفلسطيني وتقف على رأس الهرم السياسي الفلسطيني الذي يقود القضية بحكمة واقتدار.
وقد سرت هناك مقولة انه بقدر ما تكون فتح قوية ومتماسكة فإنها تعطي قوة وزخما لباقي الأطياف السياسية الفلسطينية في سبيل الحفاظ على الثوابت الوطنية وتفرض على المجتمع الدولي التعاطي مع عدالة القضية.
فتح التي تعرضت لهزات عنيفة ومرت في مراحل مد وجزر منذ انطلاقتها وواجهت صراعا مستمرا مع بعض الأنظمة أصبح يهدد بقاءها ووقفت أمام مفترق خطير بعد حصارها وخاصة بعد أزمة الخليج حيث تعرضت منظمة التحرير الفلسطينية لضغوط إقليمية ودولية لكنها استطاعت تجاوز هذه الحواجز وكسر الطوق المحيط بها وخلصت إلى أن خصوصية القضية الفلسطينية تفرض أبعادا قومية وان المعركة القادمة نحو تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني تتطلب تجديد الشرعية الكفيلة بضمان بقاء فتح قوية واحدة موحدة في مواجهة الطوفان المستشري في فكر كافة القوى التي تحاول ضرب الشرعية والانقلاب عليها.
مرحلة نحو ضخ روح جديدة في الحركة ضمن برنامج سياسي يعمل على إعادة توازن القوى وعلى ترتيب أوراق المنطقة من جديد إذ أن فتح التي تقف على رأس منظمة التحرير الفلسطينية هي الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط وهي خط احمر لا يمكن تجاوزه.
فتح ستعمل على لملمة شمل الفلسطينيين من جديد وتحت فكر وطني واحد بعيدا عن أجندة الأفكار والأجندة الخارجية التي تحاول بعض القوى الفلسطينية استنساخها وفرضها على واقع القضية الفلسطينية وفكرها السياسي.
هذا التوجه الجديد سوف يحرر القيادة الفلسطينية من الضغوط ويجبر تلك القوى المحلية والإقليمية والدولية بما فيهم إسرائيل على التعاطي مع هذه المستجدات التي تشكل العصب الرئيسي في توجهات القيادة الفلسطينية ضمن إستراتيجية جديدة.
مركز الإعلام
