الرئيسيةمختاراتاخترنا لكماردوغان يسعى لتسويق حماس في المنطقة

اردوغان يسعى لتسويق حماس في المنطقة

دلت المعطيات التي نتجت عن توقيع اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل على ان الدور التركي سيتجه أكثر فأكثر نحو القيام بدور في المسألة الفلسطينية بحكم علاقة تركيا مع حماس. وكان واضحا منذ البداية ان التطبيع للعلاقات التركية الإسرائيلية سيكون له انعكاساته المباشرة في مسألة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لان تركيا وقفت في منتصف الطريق بين إسرائيل و “حماس” التي سعت تركيا لتسويقها لتكون الطرف الرئيسي في إدارة الصراع مع إسرائيل والتوصل الى اتفاق سلام معها يكون على حساب المشروع الوطني الفلسطيني في سبيل الحفاظ على شبكة علاقاتها الإقليمية.
وقد ساهم هذا الاتفاق بين تركيا وإسرائيل أيضا في تعزيز التحركات السياسية لتعزيز دور تركيا في المنطقة من خلال الورقة الفلسطينية بحكم علاقتها مع حركة حماس محاولة إزالة بعض العقبات التي تعترض طريق حماس كي تتمكن من الإطباق على الشأن الفلسطيني من خلال مد جسور الثقة مع إسرائيل في ظل غياب الخيار السياسي التفاوضي.
وقد بدأ الدور التركي في إطار الوساطة في مسألة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل وحل بعض المشكلات التي يمكن ان تعزز من وضعية حماس من خلال مطالب تركيا لاسرائيل بإنشاء ميناء ومطار يخدم القطاع وهو في الأساس جاء لخدمة حماس ومصالحها وتعزيز دورها في مسألة الصراع كمقدمة نحو انخراط حماس في العملية التفاوضية بحيث يبقى الدور التركي أيضا تحت أعين إسرائيل وبما يتطابق مع نظريتها الأمنية.
وهكذا تمت الاستدارة التركية لتستكمل حلقاتها في مطامع تركيا بترك بصماتها على الورقة الفلسطينية التي تبقي تركيا لاعبا رئيسيا في المنطقة. فبعد ان تبجحت حماس بدعم تركيا لمقاومتها تحول الموقف التركي من “داعم” للمقاومة الى مطالبة حماس بالانخراط في العملية السلمية وفق مقاييس إسرائيل وبمباركة تركية.
بدأن تسويق حماس واعدادها لهذا الدور في مقابلة اردوغان مع القناة العبرية الثانية عندما أكد أنه لا يرى في حركة حماس “حركة إرهابية” وإنما جهة سياسية نشأت لاعتبارات وطنية ويسعى معها لتحقيق السلام بالمنطقة”. وأضاف اردوغان ان حماس يجب ان تكون جزءا من أي حل مع اسرائيل قائلا ” حماس نشأت لاعتبارات وطنية، جلستم مع فتح ولم تحققوا شيئا، فتح وحماس يجب أن يجلسا على الطاولة للوصول لحل”. وهكذا وقع اردوغان في فخ ضريبة التطبيع مع اسرائيل عندما حاول طرح حماس بديلا لحركة فتح واحتلت المصالحة الفلسطينية الفلسطينية جانبا ثانويا في مواقف اردوغان مفضلا ان تحل حماس مكان حركة فتح او منظمة التحرير الفلسطينية في التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل بدعم تركي لكن من المؤكد انه لن يكون انطلاقا من الثوابت الوطنية الفلسطينية التي حافظت عليها القيادة الفلسطينية خلال مرحلة التفاوض مع إسرائيل، ولكنه سيكون بمقاييس تركية اسرائيلية وستوضع حماس بمنتصف الطريق بين الطرفين لممارسة الضغوط عليها بحيث يؤدي ذلك الى قبول حماس بسياسة الأمر الواقع.
بالطبع فان إسرائيل ستكون المستفيد الأكبر من عملية التطبيع مع تركيا حيث ان ما يجري الآن ربما كان احد البنود السرية في اتفاق المصالحة التركي الإسرائيلي بان تقوم تركيا بدفع حماس سواء كانت مخيرة أم مجبرة على التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل يبعد منظمة التحرير الفلسطينية عن الساحة السياسية المحلية والإقليمية بما يشكل نهاية للمشروع الوطني الفلسطيني.

مركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا