الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمحديث القدس: أين هي منظمة التعاون الإسلامي من حقيقة ما يجري؟!

حديث القدس: أين هي منظمة التعاون الإسلامي من حقيقة ما يجري؟!

الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى أذربيجان، الدولة العضو في منظمة التعاون الإسلامي واتفاقيات التعاون التي تم توقيعها في باكو وكشف النقاب عن حجم التجارة بالأسلحة بين الدولتين، وتوجيه نتنياهو تهديدات لدولة إسلامية أخرى عضو أيضا في منظمة التعاون هي إيران، وذلك قبيل توجهه إلى دولة إسلامية أخرى عضو أيضا في نفس المنظمة، يبعث ليس فقط على الدهشة والاستياء بل على التساؤل: أين هي منظمة التعاون الإسلامي التي أنشئت عام ١٩٦٩ وعقد زعماؤها أول اجتماع لهم إثر حريق المسجد الأقصى ورفعت هدف حماية المصالح الحيوية للمسلمين ومبادىء الدفاع عن شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس والأقصى؟! وأين هي مما يمارسه نتنياهو وحكومته ومتطرفو اليمين الإسرائيلي من انتهاكات يومية لحرمة الأقصى وتهويد للقدس ومساس بكرامة ومشاعر الأمة الإسلامية بأسرها؟!
عندما تفاخر نتنياهو قبل شهور أن إسرائيل أحدثت اختراقات مهمة في العلاقات مع دول إسلامية وعربية وأجرت وتجري اتصالات معها، اعتقد البعض أن الحديث يدور عن محاولة نتنياهو نسب إنجازات وهمية له ولحكومته بعد فشله في تحقيق السلام والأمن والاستقرار، ولكن سرعان ما اتضح أن نتنياهو كان محقا في حديثه وفي إشارته إلى أن القضية الفلسطينية لم تعد تهم بعض الدول الإسلامية والعربية وأن تل أبيب نجحت فعلا في إحداث مثل هذه الاختراقات، التي ربما يكون ما أعلن منها أقل مما هو مخفي حتى الآن، والمخفي أعظم كما يقال.
إن ما يجب أن يقال هنا إ ن من واجب منظمة التعاون الإسلامي التي رفعت كل هذه الشعارات بشأن الأقصى والقدس وحقوق وكرامة المسلمين أن تفسر كيف يمكن لها تحقيق هذه الأهداف وتحافظ على إسلامية وعروبة القدس والأقصى في الوقت الذي تفتح فيه دولتان، وربما أكثر أبوابها على مصاريعها أمام نتنياهو المسؤول الأول هو وحكومته ومتطرفوه عن المخاطر الحقيقية التي تهدد الأقصى، وعن المساس اليومي بحرمة الأقصى المبارك والتهويد المتسارع للقدس عدا عما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم وتعسف وحرمان من ممارسة حقوقه بسبب الاحتلال الذي يصر نتنياهو على تكريسه.
كما أن ما يجب أن يقال أيضا إن هذه المنظمة الدولية التي طالما أعلنت تضامنها مع الشعب الفلسطيني وحقوقه وعبرت في بياناتها المتتالية حرصها على الأقصى والقدس، يجب أن يكون لها موقف إزاء كل من ينتهك مبادئها وأهدافها ويضربها عرض الحائط. وإذا كانت القدس والأقصى وما يتعرض له المسلمون احد اهم الأسباب لإنشاء منظمة التعاون الإسلامي عام ٦٩ – منظمة المؤتمر الإسلامي سابقا- فمن البديهي ان تطالب الدول الأعضاء كافة باحترام هذه المبادىء والأهداف والعمل فعلا من أجل القدس والأقصى، اللهم إلاّ إذا كان هناك من يعتقد أن الاحتلال الإسرائيلي غير جلده ونهجه وأصبح أهلا لإقامة العلاقات الطبيعية معه وربما دعوته مستقبلا لحضور اجتماعات منظمات إقليمية أو دولية!!

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا