الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمألا تسألنا حركة حماس..؟؟

ألا تسألنا حركة حماس..؟؟

لا نعرف اِلى متى سيستمر هذا الوضع في قطاع غزة وإلى متى ستبقى ثنائية الشكوى والرحيل هي التي تسيطر هنا ولكن ما هو واضح أن سلسلة الأزمات المتفاقمة لن تحل قريباً والمؤكد أن هذا الوضع الذي استقرت عليه غزة تحول الى وضع ثابت، مجموعات من البشر المحرومين من كل شيء مقابل نظام حكم لا يجيد سوى الشكوى وتحميل المسئولية لغيره دون ايجاد حل …دائرة مغلقة ستستمر طويلاً.

دعونا نتفق أنه جرت انتخابات هنا منذ زمن طويل كان جيل الشباب الحالي فاقد الأمل أطفالاً لا يعرفون ما حدث، حينها فازت حركة حماس بأغلبية المجلس التشريعي في سلطة محكومة باتفاقيات تلك الاتفاقيات التي تسمح للناس هنا بالحد الأدنى من الحياة، فأوجدت الحركة نفسها في وضع لا تحسد عليه نتاج غياب الحسابات لتشكل حكومة السلطة التي لا تعترف بها، هذا المأزق تحول الى أزمة داخلية فشلت حوارات أولية في حله لتفاجئنا بتدخل قواتها المسلحة لتطرد السلطة من غزة لتصبح هذه المنطقة خارج غلاف السلطة ومن يومها والكل يبحث عن حل.

اعتقدنا في البداية أن الحركة ستتراجع عندما تشعر بعمق أزمة ما فعلته قد يستمر الأمر أشهر أو سنوات قليلة لكن بعد مرور كل هذا الوقت بات يتأكد أن الشعور بالأزمة خارج تفكير الحركة مما نسمعه من مسئوليها يعكس انفصال كبير عن مجموعة المآسي الموزعة في منطقة انقطع اتصالها بالعالم من زمن وانهار فيها المجتمع وتوقف نموه الطبيعي فقد تعرض لعملية وقف قسرية أدت الى كوارث في كل جزء من أجزاءه ليس فقط الصحة والتعليم والخدمات، بل أن التطور الاجتماعي الطبيعي لابد وأن يشهد تشوهاً يحتاج الى دراسات وسنوات لعلاجه.

الكهرباء وحدها نموذجاً لانعدام الأمل اِن استمرت الحركة متجاهلة كل هذا الواقع المحطم ، الناس تشكو على وسائل التواصل الاجتماعي ليل نهار في هذا الشتاء القارس والقاسي والمعتم، وأجواء الامتحانات لأبنائها الذين تصطك أسنانهم من شدة البرد ولا تجد سوى الشكوى والدعاء الى الله بأن يجد لهم حلاً بعد أن أيقنوا أن البشر لا يأبهون بآلامهم، فمنذ تسلمت الحركة غزة ازداد عدد سكانها بحوالي الربع وكان يجب أن يرافق ذلك زيادة في البنية التحتية للكهرباء يبدو أن لا أحد يجري تلك الحسابات فقط أننا نحكم وانتهى.

كل محاولات الحركة برفع الحصار باءت بالفشل وللتذكير منذ شعارات “سنكسر الحصار “َحتى المراهنة على قطر وأخيرا تركيا التي أتمت اتفاقها منذ ستة أشهر دون أن يتغير شيء حتى على شكل حصار .. اعتقدنا أن الحركة التي راهنت على القَسَم التركي منذ 2010 اقتنعت بعدم جدوى المحاولات .. واقتنعت بضرورة التفاهم لعودة غزة لغلاف السلطة حتى تتمكن من الحياة وهذا بالتأكيد يتطلب تنازلات كبيرة منها لكن ذلك لم يحدث.

الحركة بالنسبة لنا سكان القطاع هي من تسببت بالأزمة القائمة منذ عشر سنوات .. كان يجب أن يستمر الحوار وأن تنحى السلاح جانبا لكنها تسرعت وحسمت الأمر لتجرفنا جميعا إلى هذه الهاوية التي بات واضحا أن لا مخرج لها ,, لا نتحدث هنا عن الحروب فلم تهزمنا تلك بل هزمتنا البطالة وانعدام مستقبل أبناءنا والفقر والكهرباء والغلاء والضرائب وإغلاق المعابر وتحويلنا إلى نزلاء دائمين في أكبر سجن في العالم بلا أمل في الإفراج ومن يشكو من الواقع يسمع مقولة ” اللي مش عاجبه يرحل ” على نمط فليشرب من بحر غزة.

لم تسألنا الحركة إذا كنا نقبل بأن تحكمنا كل هذا الوقت الطويل أمام عجزها في توفير أدنى متطلبات الحياة ورفضنا لحكم لا يملك سوى الشكوى عندما نسأله عن تعثر الدابة .. والآن لا تسألنا إن كنا نرغب بأن يستمر هذا الأمر إلى ما لا نهاية .. وأن نستمر بالعيش بلا كهرباء الى ما لا نهاية بالتأكيد أمامها صورة أوسع لسلسلة الكوارث المتفاقمة من حقنا أن نسألها إن كان لديها حل أم ستستمر بالشكوى مثلنا.

لم تسألنا الحركة عندما سيطرت على القطاع إن كنا نقبل بهذا النمط من الحكم فالنظام السياسي له في ذمتنا أربعة سنوات وفق العقد الاجتماعي الموقع بيننا يوم الانتخابات حسب القانون ولكن أن يستمر إلى ما لا نهاية فهذا اعتداء صارخ علينا وعلى خيارنا وعلى إرادتنا وعلى كرامتنا .. من حقنا أن نقرر من يحكمنا إلا إذا كان ذلك خارج ثقافة الذين تم انتخابهم منذ أحد عشر عاما ولا زالوا يتربعون على مسميات فاخرة ودسمة دون أن يصدقوا أننا شعب لكل شعوب العالم ، كيف نقنعهم بذلك ؟وكيف نقنعهم أننا وأطفالنا لا نحتمل الحياة بلا كهرباء في هذا الصقيع كيف ؟

بقلم: أكرم عطاالله

المصدر: نبأ برس

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا