الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتمؤتمر باريس للسلام... آمال كبيرة رغم التعنت الإسرائيلي

مؤتمر باريس للسلام… آمال كبيرة رغم التعنت الإسرائيلي

معن الريماوي-ينعقد مؤتمر باريس الأحد المقبل، وسط آمال وتطلعات فلسطينية بإعادة تدويل القضية الفلسطينية بشكل صحيح، وعودتها للواجهة من جديد بأن أن تراجع الزخم السياسي جراء الاستيطان، والانشغال الدولي بما يسمى بمكافحة الإرهاب.

ويأمل أبناء شعبنا وقيادته بأن تتوج هذه الآمال بخروج المؤتمر بمخرجات تنص على جلاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، بناء على حل الدولتين ضمن جدول زمني محدد.

مؤتمر السلام في باريس سينعقد في إطار مبادرة السلام التي أعلنها وزير الخارجية الفرنسي السابق، لوران فابيوس في كانون الثاني من العام الماضي، والتي واصل خليفته في الوزارة جان مارك ايرو دفعها بدعم من الرئيس فرانسوا هولاند.

وفي إطار المبادرة الفرنسية عُقد في شهر حزيران 2016 لقاء في باريس حضره وزراء خارجية أكثر من 25 دولة، حين شددوا على ضرورة الحفاظ على حل الدولتين.

وتبع ذلك عقد اجتماعات بحثت هذه القضية، كما تواصلت الاتصالات التي تناقش سبل إنجاح الجهد الفرنسي، ليتم التوافق على دعوة 70 دولة للمشاركة في اجتماع باريس؛ نظرا لأنها تمثل جميع قارات المعمورة، وكونها تمثل المنظمات الدولية والاتجاهات السياسية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي.

ووفقاً لما يقوله الفرنسيون، سيتمخض عن المؤتمر اعتماد ثلاث فرق عمل تم تحديدها منذ الاجتماع الذي عقد في باريس في حزيران من العام الماضي، وهي مجموعة العمل المتعلقة بمحفزات عملية السلام ويشرف عليها الاتحاد الأوروبي، ومجموعة المجتمع المدني التي تشرف عليها السويد والمجموعة الأخيرة الخاصة بالحوكمة وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وتترأسها ألمانيا.

ومن المتوقع أن تطالب الدول المشاركة في المؤتمر رئيس الوزراء الاسرائيلي لاتخاذ خطوات حقيقية من أجل الدفع بحل الدولتين على الأرض.

وحول هذا الجهد ومدى أهميته بالنسبة للقضية الفلسطينية، قال سفير فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي في حديث لوكالة “وفا”: إن فكرة المؤتمر أطلقتها وزارة خارجية فرنسا، التي دعت فيها لعقد مؤتمر دولي؛ نظرا لتعطل عملية السلام والتعنت الإسرائيلي وتوغل الاستيطان في الأراضي المحتلة.

وأوضح أن التمثيل سيكون عاليا ويمثل بوزراء خارجية الدول المدعوة، وذلك للتباحث في كيفية حماية مشروع حل الدولتين ضمن حدود آمنة، وهي حدود الرابع من حزيران لعام 1967بما فيها القدس الشرقية، مع ضرورة وقف الاستيطان ووضع جدول زمني للمفاوضات ولإنهاء الاحتلال.

وقال الهرفي إن فرنسا تأسف لعدم تلبية إسرائيل للدعوة، مشددا أن المؤتمر سيعقد وسيبحث جميع القضايا كون الملف الفلسطيني يهم الأمن والسلم الدوليين ولأنه مرتبط بالقانون الدولي وحقوق الشعوب.

مخرجات المؤتمر:

وحول المخرجات المأمولة من المؤتمر أجاب الهرفي: إنه من المتوقع أن تنص صراحة حماية حل الدولتين الذي بات مهددا نتيجة سياسة التعنت الاسرائيلي، إضافة إلى التأكيد على إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين، والعمل على تنفيذ جميع القرارات الصادرة عن الرباعية الدولية في هذا الخصوص.

وقال الهرفي إن هناك ثلاث لجان هي: لجنة دعم مؤسسات الدولة الفلسطينية، واللجنة الاقتصادية لتحفيز الأطراف المعنية، ولجنة المجتمع المدني، والتي تعتبر مشكلة ضمن إطار لجنة المتابعة العامة، وستكون فرنسا المنسق الفعلي لها، بالتعاون مع الرباعية الدولية وجامعة الدول العربية وربما يعود لمجلس الامن في مرحلة لاحقة.

وذكر بأنه في ضوء الجهد الفرنسي، باشرت اللجان أعمالها في حزيران الماضي وهي بصدد تفعيل نشاطها المستقبلي بشكل أكبر على صعيد تفعيل وبناء بنية الدولة الفلسطينية، ودعم الاقتصاد الفلسطيني وتشجيع الاستثمار في القطاع الخاص.

قرار مجلس الأمن 2334:

وأكد الهرفي أن المؤتمر سيأخذ بعين الاعتبار قرار مجلس الأمن 2334 الذي يؤكد على ضرورة وقف الاستيطان، وسيتم التطرق له في البيان الختامي للمؤتمر كونه قرار مهم جدا واعتمد بالإجماع الدولي.

وأردف:” القرار سيكون محفزا للدول المشاركة وقد يحثها لاتخاذ قرارات جريئة، حيث أن هذه الدول تسعى لدعم كل الجهود الفرنسية لإنجاح عقد المؤتمر، وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، ومن خلال العمل على تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بفلسطين”.

وحول مشاركة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في المؤتمر، أجاب الهرفي إنها تعد خطوة مهمة من الولايات المتحدة الأميركية باعتبارها عضوا دائم العضوية في مجلس الأمن، وعضوا في الرباعية الدولية إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.

وبين أن مشاركة كيري مهمة جدا، كما أن موافقة أعضاء المؤتمر على البيان الختامي مهم لما فيه من مواقف هامة تجاه القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي.

وأشاد بتصريحات كيري حول ضرورة وقف الاستيطان، متأملا من القيادة الأميركية القادمة أن تأخذ كل هذه المعطيات والمؤشرات لحل القضية الفلسطينية.

وفي ضوء خشية نتنياهو المعلنة بشأن أن تتحول نتائج مؤتمر باريس إلى قرار آخر في مجلس الأمن الدولي لإدانة إسرائيل قال الهرفي: من المبكر الحديث عن هذا الأمر، وعن الاتجاه نحو اتخاذ قرار ثان لمجلس الأمن، وما نحن متأكدون منه أن اعضاء المؤتمر بصدد وضع خطوات ولمسات لحماية حل الدولتين.

وتابع إن الرئيس فرانسوا هولاند أكد اليوم أن فرنسا مصرة على مشروع حل الدولتين وعلى مشاركة المجتمع الدولي جميعا في هذا العمل.

وحول الخطوات التي قد يلجأ إليها الرئيس ترامب لإعاقة الجهد الناجم عن المؤتمر، رد الهرفي: هذه جهود دولية تراكمية لا يمكن لأحد أن ينسفها، وهذه الجهود تكللت بمؤتمر دولي حضره 70 دولة”، وهي لا تتعلق بإرادة دولة واحدة من دول العالم، وأرى أنه لا يمكن لرئيس دولة في أي مكان في العالم أن يتجاهل نتائج المؤتمر.

يذكر أن نتنياهو قد صرح سابقا بأن دولة الاحتلال ستبذل كافة الجهود من اجل منع اتخاذ قرار آخر في مجلس الأمن.

كما أن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، وجه الدعوة للرئيس محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بعقد لقاء معه في باريس بعد المؤتمر، وعندما رد سيادته بالإيجاب على المقترح، رفضه نتنياهو، وأبلغ الرئيس الفرنسي بأنه لن يستجيب للدعوة إلى عقد لقاء ثلاثي في إطار مبادرة السلام الفرنسية. واشترط نتنياهو موافقته على اللقاء بإلغاء مؤتمر السلام الدولي.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا