الرئيسيةمتفرقاتالموقفلماذا تقمع حماس المحتجين على انقطاع الكهرباء

لماذا تقمع حماس المحتجين على انقطاع الكهرباء

لو كان انقطاع الكهرباء في غزة مزعج من قريب أو بعيد لحركة حماس، لما قامت بقمع و تهديد المحتجين على هذا الانقطاع ، و المعلنين لشكواهم مما يعانونه بسبب فقدان التيار ستة عشر ساعة في اليوم، مما يعيق أعمالهم ، و يعرقل دراسة ابناءهم ، و يتسبب في أتلاف مأكولاتهم التي تحتاج التبريد سيان كان الوقت صيفا أو شتاءا.

المحتجون طالبوا بإيجاد حل لمشكلة التيار ، و لم يوجهوا اتهاما مباشرا لحماس ، و ان كانت المطالبة تحملها ضمنا تلك المسؤولية ، لان المسؤولية فعلا هي التي تتحملها بإعتبارها سلطة أمر واقع، و عليها تحت كل الظروف أن تتحمل الاعباء . لكن حماس بدلا من ذلك ، تجمع أثمان التيار من المشتركين و ترصده في حسابها الحزبي، و الاثمان تسدد لاسرائيل من بدل المقاصة التي هي حق فلسطيني لا خلاف عليه ، و هنا نود التذكير بأن المقاصة المترتبة على مشتريات تجار القطاع من اسرائيل تذهب هدرا للخزينة الاسرائيلية لان الفواتير لا يتم استخراجها اصلا، و لو استخرجت فإنها لن تصل الى وزارة المالية الفلسطينية ، التي تخصص 58% من موازنة السلطة لقطاع غزة.

لقد ظهر بأن انقطاع التيار في غزة ، هو فعل مقصود تقوم به حركة حماس عبر شركة الكهرباء التي تستولي عليها، من أجل إجبار المواطنين على شراء الالواح الشمسية لانتاج الطاقة البديلة التي تريد حركة حماس ان تسوقها بدافع و غايات تجارية ربحية . بعد أن سوقت بنفس الدوافع و الاهداف مولدات الكهرباء بشكل واسع في القطاع على مدار أعوام ، و هي الان تأتي ببضاعة جديدة كي تجني المزيد من الارباح ، و تبتكر مصدر دخل جديد للمتنفذين فيها.

ان تهديد حماس للمواطنين و لابناء حركة فتح التي تقوم بإعتقال العشرات منهم ، و التعرض لهم بالهراوات ، و اقتحام و تفتيش بيوتهم للبحث عن مشاركين في الاحتجاجات ،و تهديدهم بلغة مغرقة في الوقاحة و الصلف، بأن ميليشياتها قد تكرر ما فعلته عام 2007 ، خلال انقلابها الاسود الذي قتلت فيه و اسقطت عن الطوابق العليا، و أطلقت الرصاص على الارجل و الركب، وسحلت فيه الناس في الشوارع ، و نكلت بالجثث بأفعال لم ترتكب في الجاهلية قبل ألف و خمسمئة عام ، و ان كانت ترتكب اليوم على يد داعش و جبهة النصرة حليفة حماس التي قتلت و شردت أهلنا في مخيم اليرموك.

حماس لا تتعدى فقط على الحريات و على الحقوق الاساسية لابناء شعبنا ، بل تهدد بممارسة جرائم لا يمكن السكوت عليها ، فشعبنا و أهلنا في مخيمات القطاع و كافة اجزائه و مناطقه ، ضحوا بكل ما امتلكوا من أجل الخلاص من الاحتلال ، و واجهوا جيشه و سلاحه المتطور ، و لن يقبلوا اليوم بأن يمارس ضدهم القمع و القهر ممن يفترض انهم اخوتهم و ابناء جلدتهم ، فظلم ذوي القربى أشد مضاضة.

اننا نستنكر هذه التصرفات و هذه التهديدات التي لا تعبر الا عن الغباء و الشوفينية و الوقاحة و التعصب الحزبي الاعمى ، فالجماعة لدى هؤلاء المغسولة أدمغتهم أهم من الشعب و أغلى من القضية و الوطن. كما اننا نستغرب أن تأتي هذه المواقف و السلوكيات ، في وقت قطعت فيه اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني المنعقدة في بيروت ، شوطا باتجاه انهاء الانقسام المعيب، المسيئ لصورة شعبنا و فصائلنا امام الاصدقاء و الاعداء ، و شوطا بإتجاه تهيأة الاجواء و الترتيبات لاجراء انتخابات عامة ، تشريعية و رئاسية ، و انتخابات حيثما امكن لمجلسنا الوطني ، و ترتيب لمنظمة التحرير التي تجمع شعبنا و تمثله أمام العرب و العالم.

الرسالة الحركية الاسبوعية لمفوضية الاقاليم الخارجية لحركة “فتح”

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا