الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمتداعيات انتخابات حماس الداخلية

تداعيات انتخابات حماس الداخلية

لم تشكل نتائج انتخابات حماس الداخلية والتي اتضحت ملامحها مفاجأة للمراقبين والمحللين حيث سيطر الجناح العسكري لحركة حماس على حيثياتها وفرض أجندته على مستقبل حماس السياسي وعلى واقع القضية الفلسطينية بشكل عام بحيث بات الجناح العسكري صاحب كلمة الفصل في اتخاذ القرار السياسي. وتنتاب بعض المحللين مخاوف من وصول بعض المتشددين في مواقفهم على رأس الهرم في قيادة حماس حيث وصف بعض المحللين صعود يحيى السنوار على رأس تنظيم حماس في غزة والمعروف عنه بمواقفه المتشددة حيال المصالحة الفلسطينية بأن يحدث ذلك إرباكا في الساحة الفلسطينية في ظل الحراك السياسي القائم لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة. وتتناول بعض التحليلات أن إفرازات انتخابات حماس الداخلية والتي سيطر عليها الجناح العسكري للحركة تنذر باقتراب الحرب على غزة. وما يدعم هذه الفرضية التصريحات الصادرة عن المستويات الأمنية الإسرائيلية والتي تعتبر وصول السنوار في قيادة حماس في غزة بأنه مؤشر على تصعيد عسكري محتمل وربما يكون ذلك أيضا من قبيل جملة من التهديدات الإسرائيلية بشن حرب جديدة على القطاع.
أيا كانت التحليلات والافتراضات فان نتائج الانتخابات وإفرازاتها سوف تترك تداعيات غير محمودة على صعيد إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة إذ أن التشدد في هذا الاتجاه كان قادما من قبل الجناح العسكري والذي تتزعمه قيادات ذات نزعة فئوية ضيقة تنطلق من مصالحها الحزبية والشخصية بعيد عن المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، ويترك محمود الزهار أيضا بصماته على هذا الجناح حيث عرف عن الزهار مواقفه المناوئة للمصالحة والداعية لإحداث انقلاب عسكري على القيادة الشرعية في الضفة الغربية، ولهذا ربما نشهد تصعيدا من قبل حماس باتجاهين.
الأول: تصعيد سياسي مع القيادة الفلسطينية لخلط الأوراق في الساحة الفلسطينية والوصول الى نقطة اللا عودة في موضوع إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وإبقاء الوضع الراهن قائما في تعزيز إمارة حماس في غزة مع وجود دعم عربي وإقليمي لهذا السيناريو مع ازدياد هذا الحراك مؤخرا في هذا الاتجاه.
الثاني: من المتوقع ان تبدأ حماس بالعودة الى خيار التصعيد العسكري في الضفة الغربية من خلال بث خلاياها العسكرية وتحت حجة مقاومة الاحتلال انطلاقا من الضفة الغربية في الوقت الذي تجري فيه إجراءات مشددة جدا من قبل حماس حيال أي تصعيد عسكري مع إسرائيل انطلاقا من أراضي القطاع ، حيث ان حماس لم تسقط من حساباتها بعد إحداث انقلاب على الشرعية في الضفة الغربية.
ثمة موضوع في غاية الأهمية ويتعلق بالعلاقة مع إسرائيل حيث بدأت جنرالات إسرائيل بإطلاق التصريحات حول خطورة وصول المتشددين من حماس على رأس الهرم السياسي واعتبارهم من أنصار الحلول العسكرية وقد تكون هذه التصريحات بداية لحملة عسكرية إسرائيلية جديدة على القطاع او لممارسة ضغوط على قيادة حماس لدفعها نحو خيارات أخرى ليست بعيدة عما يجول من بعض المفاهيم العربية والإقليمية بأن ينتهي إقامة الدولة الفلسطينية في قطاع غزة وهذا سيناريو تؤيده إسرائيل بقوة ويتقاطع مع أهداف حركة حماس .
فقد تحدثت مستويات إسرائيلية أمنية وسياسية وإعلامية مؤخرا عن تنامي قوة حماس العسكرية وكان هناك تناغما في بعض المواقف بين الطرفين ويخشى ان يكون هذا التناغم او حتى التراشق المصطنع يؤسس لمرحلة قادمة بنسف المشروع الوطني الفلسطيني واللقاء مع حماس على ارض غزة بإقامة الدولة الفلسطينية هناك.

مركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا