بداية سيئة

(المضمون: السؤال الذي يحوم في هذه اللحظة في سماء واشنطن هو هل سيهدأ هذا أبدا. هل إدارة ترامب ستنتقل في موعد ما الى سلوك عمل هادئ، أم أن هذه ستكون أربع سنوات من عصف التغريدات والاستقالات).

لم يسبق أن تولى شخص منصب مستشار الامن القومي لفترة اقصر من مايكل فلين، والرقم القياسي الذي سجله لن يكون سهلا تحطيمه. فالاشخاص الذين جلبوا لكم “حقائق بديلة” في حملة الانتخابات يكتشفون الان بان الكذب هو موضوع معدٍ. فلا يمكن الكذب لجماهير الشعب المتعطش للترامبية فقط. فالكذب يتسلل الى البيت الابيض، وقد كان هناك منذ أن قال الناطق بلسانه ان “الجمهور في تنصيب ترامب كان الاكبر من أي مرة سابقة”.

فكذب فلين في موضوع محادثاته مع السفير الروسي عرضه للابتزاز من جانب الروس، الذين عرفوا الحقيقة وعرفوا انه يخفيها عن الجمهور الامريكي. ولكن السؤال الاكبر هو التحقيق المتواصل في قضية الاتصالات مع روسيا والرعب الذي تلقي به على البيت الابيض. رجلان كبيران في الادارة، فلين ومدير حملة انتخابات ترامب، بول مانبورت، رحلا الى البيت بسبب علاقات مشبوهة مع روسيا. هذا ايضا رقم قياسي، هذه المرة للرئيس حديث العهد.

محظور محاكمة الرؤساء في أشهرهم الاولى. فعندما دخل رونالد ريغان الى الغرفة البيضوية كان مشلولا جدا من حجم المنصب، لدرجة ان اضطر مستشاروه للتفكير في تكتيك يسمح له بأن يقول ما ينبغي أن يقال ويمنع عنه احراج نفسه واحراج الامة. وذات مرة، فقبل لقاء مع رئيس فرنسا، تلقى ريغان كتاب ارشاد. في الصباح سأله رئيس القيادة اذا كان قرأه. أردت جدا، أجاب الرئيس، ولكن بالضبط كان في التلفزيون “انغام الموسيقى”. فاستوعب المستشارون وبدأوا يكتبون لريغان الارشادات كسيناريو، مع سطور دقيقة ومع أزمنة دخول وخروج للمشاركين. أما التاريخ فيعلمنا بان ريغان كان رئيسا ممتازا. فقد كان يعرف ما يريد عمله واختار جيدا الفريق الذي كتب له السيناريو.

وبالتالي محظور المحاكمة وفقا للبداية، ولكن البداية نفسها مسموح محاكمتها وبداية ترامب هي مصيبة. أيامه الاولى في البيت الابيض هي حادثة قطار متواصلة، ليس لانه يفعل أمور جيدة أو سيئة، بل ببساطة لانه لا ينجح في عمل ما يريده هو نفسه. فالمرسوم ضد المهاجرين متعلق بكبح المحكمة، مستشار الامن القومي يرحل الى بيته، والكونغرس بطيء جدا في ملء شواغر الادارة.

الحلفاء المقربون من أمريكا لا يعرفون الى أين تتجه وجهتها، وترامب نفسه يبدأ اليوم بتغريدات لا تنسق مع رجال إدارته وترتبط في أحيان قريبة بالقصة الاخيرة التي نشرتها في الليلة السابقة “فوكس نيوز”. بعض من الشخصيات تلمع في هذا البيت الابيض كصاحبة نظرة واضحة: بانون، ميلر – وهذا الى هذا الحد أو ذاك.

السؤال الذي يحوم في هذه اللحظة في سماء واشنطن هو هل سيهدأ هذا أبدا. هل إدارة ترامب ستنتقل في موعد ما الى سلوك عمل هادئ، أم أن هذه ستكون أربع سنوات من عصف التغريدات والاستقالات. اذا كان أمامنا اربع سنوات من قطار الجبال، يطرح السؤال أي مهامة حقيقية للحكم يمكن القيام بها على هذا النحو.

(يديعوت – مقال افتتاحي – نداف ايال)

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا