الرئيسيةتقاريرشموع المسيرةعبد المطلب الدنيك (الفسفوري)

عبد المطلب الدنيك (الفسفوري)

بقلم: عيسى عبد الحفيظ

عبد المطلب الدنيك من مواليد مدينة نابلس الملقب بـ (الفسفوري) عام 1944. تلقى تعليمه الأساسي في مدارس نابلس وتخرج من كلية النجاح عام 1963 خلال عمله في محل لبيع قطع السيارات وسفره الى سوريا عدة مرات، تم تنظيمه في حركة فتح.

بعد هزيمة حزيران عام 1967 بدأ نشاطه المكثف في نقل السلاح وتنظيم الشباب ولم يلبث أن انكشف أمره ما اضطره الى الخروج الى الضفة الشرقية والتحاقه بقواعد الفدائيين في الأغوار وفي منطقة الكرامة.

تلقى تدريبه العسكري في معسكر الهامة قرب دمشق ثم عاد ليلتحق بالقواعد في الأغوار.

بتاريخ 21-3-1968 اندلعت معركة الكرامة الحاسمة، فقام الشهيد الفسفوري بالقفز على احدى الدبابات بعد أن تحزم بالمتفجرات وصعد على سطح أحد المباني منتظراً مرور رتل الدبابات. ما إن قفز الى داخلها وتفجرت حتى توقف رتل الدبابات محاولاً العودة من الطريق الضيق ما جعلهم هدفاً لقذائف “الآر بي جي”، حيث تم تدمير عدة دبابات واحترقت بمن فيها وجرى سحبها الى العاصمة الاردنية عمان وعرضت على أجهزة الاعلام المحلية والعالمية والشعب الاردني والفلسطيني.

استشهد سبعة من قاعدة الشهيد الفسفوري وهم: خالد علي كايد كساب، عبد الله ابراهيم، محمود أحمد العوضات، محمد رياض الخياط، حسن داوود شوشاري، داوود محمود قاطوني، واسماعيل محمود نوفل.

كانت قاعدة الشهيد الفسفوري تتواجد قرب مزرعة سنقرط، جنوب الكرامة تضم حوالي 30 مقاتلاً مزودين بقذائف “الآر بي جي” وبصواريخ 3.5 بوصة والألغام المضادة للدروع، استخدمها الشباب كلها في عمليات استشهادية أدت الى فشل شبه كامل في تحقيق الهدف الاسرائيلي وهو القضاء على روح المقاومة التي تجسدت بعد هزيمة حزيران 1967.

أكدت معركة الكرامة على قدرة الأمة العربية في الصمود والمواجهة رغم تفوق العدو، كما منحت المقاومة الفلسطينية فرصة شرعية لمقاومة العدو خاصة بعد ان أصدر الشهيد مشهور حديثه قائد الأركان الاردنية أوامره بفتح النار من كل أنواع الأسلحة وخاصة المدفعية لمؤازرة الفدائيين، الأمر الذي ادى الى انسحاب غير منظم لدبابات العدو، وفي الوقت نفسه كانت المدفعية الاردنية تمطر الجسور المؤقتة التي أقامها الجيش الاسرائيلي على النهر لاستخدامها أثناء العودة، مما اضطرت الدبابات التي تركت أرض المعركة الى الوقوع تحت نيران المدفعية الاردنية.

كانت معركة الكرامة الدرس الأول بعد هزيمة حزيران أن العدو ليس خارقاً وبالامكان الانتصار عليه حين تتوفر الارادة وحين تمتزج الدماء العربية في معارك الصمود والتحدي، وحين تكون الوحدة بين المقاومين على أرض المعركة يشدها المصير المشترك، كان للوحدة التي جسدتها الدماء المشتركة بين الفدائيين وأفراد الجيش الاردني أثرها الواضح في هزيمة العدو على أرض الكرامة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا