الرئيسيةمختاراتمقالاتالذاكرة الوفية / باجس أبو عطوان

الذاكرة الوفية / باجس أبو عطوان

بقلم:عيسى عبد الحفيظ

الشهيد باجس أبو عطوان من مواليد قرية دورا قضاء الخليل عام 1950 على اثر نكبة عام 1948 حيث فقد أهله أراضيهم داخل الجزء المحتل ما اضطرهم الى النزوح الى خربة الطبقة. أنهى باجس دراسته الابتدائية والاعدادية في مدرسة دورا ولم يستطع اكمال دراسته الثانوية حيث اضطر الى الانقطاع عن المدرسة والتوجه للعمل لمساعدة والده في مقهى متواضع بالقرية.

حدثت حرب حزيران التي اطاحت بما تبقى من الوطن فما كان من باجس الا أن التحق بالعمل الفدائي، فكان ان التحق بفتح بتاريخ 5-12-1967.

بدأ عمله بسرية تامة محولاً منزلهم الى مكان لتجمع الشباب ومخزن للسلاح والتخطيط للعمليات العسكرية ضد الاحتلال، وحول والده المقهى الى مكان لرصد تحركات العدو ونقل المعلومات وتبادل الرسائل، لم يغب هذا النشاط عن عيون أجهزة الأمن الاسرائيلية فوضعت البيت والمقهى تحت المراقبة المستمرة.

التحق باجس بالمجموعات المقاتلة في الجبل بعد معركة الكرامة بأيام قليلة، فهدمت قوات الاحتلال المنزل واعتقلت والده و طلبت منه ان يقوم باجس بتسليم نفسه ما جعله يلجأ الى الجبل مع مجموعته حيث بدأ بتنظيم وتنفيذ عدة عمليات عسكرية.

تسلم زمام المسؤولية لمجموعته بعد استشهاد القائد أبو مليحة. حاولت قوات الاحتلال الايقاع به أكثر من مرة عن طريق بعض المتعاونين الا ان يقظته الدائمة وحسه الأمني المرهف أفشل كل تلك الخطط ما دفع قوات الاحتلال الى اعتقال شقيقته لاجباره على تسليم نفسه الا أنها فشلت في ذلك أيضاً.

سبع سنوات كاملة وهو يتنقل بين المغاور والجبال والوديان يقارع خلالها قوات الاحتلال لكنه بقي سراً غامضاً حير الجميع. نصبت له عدة كمائن لكنه أفلت منها جميعاً فقد كانت جبال الخليل خريطة واضحة المعالم بالنسبة له.

أخيراً استطاعت المخابرات الاسرائيلية الوصول اليه بما تملكه من امكانيات مادية ودهاء وخبرة وعن طريق بعض ضعفاء النفوس مستغلة حاجة المجموعة الى السلاح والذخيرة مقدمة لهم صندوق ذخيرة مفخخ فانفجر عندما كان باجس يحاول فتحه داخل القاعدة في خربة الجوف وكان ذلك يوم 18-6-1974.

أبلغ عمه رئيس بلدية دورا، الذي قام بدوره بابلاغ سلطات الاحتلال بشرط ألا يدلهم على مكان وجود الجثة الا بعد التعهد بعدم احتجازها.

تم نقل الجثمان الى بلدة دورا بعد لفه بالعلم الفلسطيني وسجي في مسجد دورا الكبير لالقاء النظرة الاخيرة عليه وكانت جنازته حاشدة شارك فيها كل أهالي البلدة وووري الجثمان في مقبرة النبي نوح عليه السلام قرب مدرسته التي تعلم فيها.

كانت آخر رسالة خطها الشهيد باجس أبو عطوان الى القائد العام الاخ ابو عمار يقول فيها: “نعاهدكم ونعاهد شعبنا ونعاهد الله اننا لن نستسلم، ولن نلقي السلاح وسنقاتل حتى بالحجارة”.

رحل باجس ابن دورا البار، أسد الجبال، بطل من أبطال فترة الكفاح المسلح بامكانيات بسيطة لكن بعزيمة لا تلين، دوخ جيش الاحتلال عدة سنوات، لم يبارح الجبال التي عشقها التي حمته كل تلك السنين.

أسطورة كتبت عنها أقلام عديدة وحفظتها الاجيال وتغنى بها الشاعر الراحل معين بسيسو وتركت أثرها الجميل في قاموس الثورة الذي لا ينضب.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا