الرئيسيةأخبارأهم الأخبار"حل الدولتين" أول اختبارات القمة "العربية- الأمريكية- الإسلامية"

“حل الدولتين” أول اختبارات القمة “العربية- الأمريكية- الإسلامية”

من المنتظر أن تستضيف المملكة العربية السعودية في العشرين من الشهر الجاري، قمة عربية إسلامية أمريكية، يحضرها زعماء وقادة العالمين العربي والإسلامي إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يزور المملكة الأسبوع المقبل.

وتأتي القمة بدعوة من السعودية لبحث عدد من الملفات الدولية بشكل عام والإقليمية بشكل خاص، ويحضرها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيما تشكل القضية الفلسطينية محوراً في جدول أعمال القمة.

ويتوقف نجاح القمة العربية الأمريكية الإسلامية على جملة من الشروط التي تفرضها الحالة القائمة دولياً وعربياً وفلسطينياً، فيما تمثل أهمية من جانب السعودية لبحث الملف الإيراني وتدخلات إيران في الشأن العربي والسوري.

وفي هذا السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي، مازن صافي، تغير قوي أوجد نفسه على أجندة وأبجديات عمل وأفكار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تجاه المنطقة العربية والإسلامية؛ فبعد أن كانت مناظراته ووعوده الانتخابية ضد العرب والمسلمين، يتجه الآن إلى تشكيل تحالف قوي رأسه الدول العربية والسنية والإسلامية.

وأوضح صافي، في حديثه لـ “دنيا الوطن”، أنه يمكن قراءة المشهد المقبل بأنه رغبة من الإدارة الأمريكية في عملية تغيير لنمطية العمل المشترك مع الدول العربية والإسلامية؛ بما يخدم الحلف الإقليمي والحل الإقليمي، الأمر الذي يراد به أمريكياً إدخال إسرائيل فيه من خلال إقامة عملية سلام وحل إقليمي يشمل الدول العربية والإسلامية بجانب إيجاد مخرج وحل للقضية الفلسطينية والصراع العربي الفلسطيني- الإسرائيلي.

وأضاف: “المملكة العربية السعودية هي الأقوى تحالفاً بين الدول العربية مع الإدارة الأمريكية إلى جانب الأردن التي تمتلك تفاهمات قوية ومعمقة مع الواقع العربي والإدارة الأمريكية، وفي حال نجحت السعودية بتشكيل التحالف فإنه سيتم العمل خلال السنوات القادمة على حل كافة القضايا الإقليمية وخاصة القضية الفلسطينية؛ أما في حال فشل التحالف ولم تتمكن الإدارة الأمريكية من إيجاد خارطة الطريق من خلال علاقات عربية إسلامية أو تحالف إقليمي فإن الأمور ستتأزم وتدخل في نفق مظلم”، مشيراً إلى أن الأمر واضح من خلال التدخلات الروسية والصينية باتجاه عدم إتمام هذا الحلف الإقليمي الذي يسعى ترامب لتتويجه في ولايته الرئاسية الأولى.

وتابع صافي: “القضية الفلسطينية معقدة وشائكة وتمتد لعشرات السنوات من الصراع والصعوبات، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية من خلال علاقات تطبيعية وحل إقليمي ومعادلات أمريكية إسلامية، يمثل رأس المعادلة القادمة وعنوان لخارطة الطريق المقبلة”.

وشدد على أن ترامب يحمل عدداً من الأفكار تتطلب قدرته على الضغط على إسرائيل لإنجاز حل الدولتين، وإيجاد دولة فلسطينية تتمتع بقابلية الحياة، وقدرته على وقف نزيف الاستيطان في الأراضي الفلسطيني، إلى جانب قدرة المجموعة العربية والإسلامية على اقناع ترامب بالعمل من خلال خارطة الطريق العربية التي كانت في قمة بيروت عام 2002.

ونوه إلى أنه في حال تحقق ذلك؛ فإنه يمكن الحديث فيما بعد عن بدء إيجاد مخرج للقضية الفلسطينية، والأمر سيتوج مباشرة ببدء مفاوضات فلسطينية- إسرائيلية مباشرة ضمن جدول زمني محدد ومرجعيات دولية يمكن من خلالها في فترة زمنية قصيرة إيجاد مخرج للقضية الفلسطينية.

واستطرد صافي، لـ “دنيا الوطن”: “إن بقيت الأمور على حالها والسعي لطرح أفكار وعدم التدخل بشكل مباشر وفعلي وقامت الدول كل بشكل منفرد بعملية تعظيم دورها التحالفي فلن نجد أي بصيص أمل للحالة السائدة في الوقت الراهن، إلى جانب ذلك فإن الصراع العربي الفلسطيني- الإسرائيلي سيتصاعد.

مشروع إقليمي

من ناحيته، يقول المحلل السياسي، أستاذ العلوم السياسية، الدكتور رياض العيلة، إن ما يهم الفلسطينيين في القمة العربية الأمريكية الإسلامية ماهية القضايا التي سيتم النقاش فيها فيما يتعلق بالملف الفلسطيني.

وأضاف العيلة، في حديثه لـ “دنيا الوطن: “ربما يكون هناك مشروع إقليمي سيتم تنفيذه بالمنطقة، يرتكز على إجراء ترتيبات تتضمن حل مبدئي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والعربي الإسرائيلي؛ وبتصوري ربما يكون اللقاء بداية للقاءات أخرى يناقش فيها مشروع أو خطة تعرضها الإدارة الأمريكية على الفرقاء العرب الفلسطينيين والإسرائيليين”.

وتابع: “إذا تبنت الإدارة الأمريكية الرؤى الموجودة عربياً وإسرائيلياً، وأوجدت توازناً بين هذه الرؤى، ربما يكون هناك قرارات ملزمة، تفرض على الإدارة الأمريكية أن تلزم بها الجميع وخاصة الجانب الإسرائيلي”، منوهاً إلى أن الدول العربية لديها رؤية واضحة تتمثل في مبادرة السلام التي أطلقت عام 2002.

وأكمل: “ترامب أصبح سيد البيت الأبيض، وهناك الكثير من التصريحات المتناقضة مع بعضها البعض، وفي نهاية المطاف لا يمكن له معاداة الإسلام والدول الإسلامية والعربية وخاصة أن هناك رؤية أمريكية تجاه الملف النووي الإيراني والوضع في سوريا واليمن وربما هذه القضايا وضعت رؤية خاصة بضرورة وجود محور إسلامي لمواجهة إيران”.

وقال العيلة لـ “دنيا الوطن”: “لإيجاد مثل هذا المحور لا بد من حل قضايا الصراع بشكل عام والقضايا الفلسطينية بشكل خاص، وكل ذلك يجري تداوله حول صفقة جديدة بالمنطقة تمثل القضية الفلسطينية أهم اختبار لها بالنسبة لترامب، خاصة أنه يسعى لحل القضية التي فشل فيها رؤساء سابقون”.

دنيا الوطن

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا