الرئيسيةمختاراتمقالاتحديث القدس: قضيتنا هي الاحتلال أيها الرئيس ترامب

حديث القدس: قضيتنا هي الاحتلال أيها الرئيس ترامب

انتهت زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة وقد شكّلت نقطة تحول هامة للغاية كما يبدو. في الرياض التقى قادة السعودية والخليج ثم قادة دول عربية وإسلامية عديدة، وحصل على اكثر من ٤٥٠ مليار دولار في عقود مختلفة مع السعودية أهمها السلاح، كما شكل تحالفا خليجيا – اميركيا لمقاومة الإرهاب ومن يموله.
ثم جاء إلى إسرائيل والتقى قادتها وعددا من المستوطنين وألقى عدة خطابات تميزت بالدعم المطلق لإسرائيل والتحالف الاستراتيجي معها خلال زياراته لعدد من الأماكن الدينية والتاريخية والمتاحف.
وبعد أن قضى أكثر من يوم كامل في إسرائيل التقى الرئيس أبو مازن في بيت لحم ولم يقم بزيارة كنيسة المهد كما كان مقررا لأن ساحة المهد ازدحمت بأهالي الأسرى، وهو لم يكن يريد ان يرى ذلك، ولم يشر إلى هذه القضية التي تهدد حياة أكثر من ١٨٠٠ فلسطيني رغم أن أبو مازن أشار إليها في خطابه. وقد استغرقت زيارته الى بيت لحم أقل من ساعة ثم عاد ليزور أماكن إسرائيلية ويلقي خطب تأييد لها.
في كل مراحل زيارته في السعودية وفلسطين وإسرائيل تحدث عن ضرورة إيجاد حل سلمي ولكنه لم يحدد شروطا ولم يتحدث ولو مرة واحدة عن الاحتلال والاستيطان ولا عن مقومات السلام الذي يتحدث عنه، وإنما أشار إلى تنظيمات فلسطينية ولبنانية ووصفها بالإرهابية، وهي حماس وحزب الله.
عشية زيارة ترامب أعدت إسرائيل خططا لبناء وحدات استيطانية جديدة بالآلاف، كما رفضت الاستجابة لمطالب السلطة الوطنية لتعزيز الاقتصاد الوطني سواء في المناطق “ج” أو بناء مطار وقضايا اقتصادية أخرى.
غادرنا ترامب وخزينته ملأى بالأموال، وأكد في كل لقاءاته على أن إيران هي العدو وأنه يجب العمل لمقاومة دورها ونفوذها، ووافقته دول خليجية عديدة، مما يعزز الاختلاف الطائفي بين السنة والشيعة، ويحول الصراع ضد الاحتلال إلى نوع من التحالف الأميركي ـ العربي ـ الإسرائيلي ضد إيران، كما ان وعود ترامب بتحقيق السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي ترتبط بهذا الواقع الذي يحاولون إيجاده، وهو يدعو الى مفاوضات إسرائيلية فلسطينية بمشاركة عربية، مما يقوي توجهه إلى تطبيع عربي ـ إسرائيلي بدأت بوادره لدى بعض الدول.
إن قضيتنا الأولى أيها السيد الرئيس ترامب، هي الاحتلال، والسلام الذي دعا إليه الرئيس أبو مازن هو حل الدولتين في حدود ١٩٦٧، ولا يمكن تحقيق أي تقدم أو سلم واستقرار إلا في هذا السياق. وشعبنا لم يفقد الأمل بعد في تحقيق هذا السلام، ولعل اللقاء الثلاثي الأميركي ـ الفلسطيني ـ الاسرائيلي المرتقب في واشنطن، يقترب من هذا الحل رغم صعوبة التحديات.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا