الرئيسيةأخباراسرائيليةأضواء على الصحافة الاسرائيلية 24 مايو/أيار 2017

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 24 مايو/أيار 2017

ادارة ترامب، معنية بتسخين علاقات علنية بين اسرائيل والدول العربية”

تنقل صحيفة “هآرتس” عن مسؤول امريكي رفيع، قوله الليلة الماضية، ان ادارة الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، معنية بتسخين علاقات علنية بين اسرائيل والدول العربية، في اطار محاولة تحريك العملية السلمية في الشرق الاوسط. واضاف بأن الادارة معنية بتحديد “مبادئ متفق عليها” للعملية السلمية.

وحسب المسؤول الرفيع، فانه في ظل المبادرة السلمية الجديدة، “ستكون الخطوة الاولى هي تحويل منظومات العلاقات الساخنة والقوية، التي تجري عبر قنوات هادئة، الى علاقات علنية”، مضيفا ان “الادارة معنية بعرض سلسلة من المبادئ المتفق عليها والتي سترغب كل الأطراف بالعمل وفقا لها”.

ولم يفصل المسؤول الرفيع المبادئ التي تفكر بها ادارة ترامب بشأن العملية السلمية. ومع ذلك، فقد اكد ان الادارة ستحافظ على مبدأ مركزي من السرية وادارة الاتصالات الهادئة مع الجهات المختلفة. وقال: “نأمل ان نتمكن وفقا لنجاحنا ببناء الثقة، النجاح في التوصل الى حوار مفتوح وغير مسبوق. اعتقد ان هذا سيمنحنا فرصة اكبر من السابق”.

وحسب أقواله فان الادارة لا تتوقع التوصل الى اتفاق قريب بين اسرائيل والفلسطينيين، والذي لم يتمكنوا من تحقيقه منذ عدة عقود. واضاف المسؤول بأن هدف سفر الرئيس ترامب الى الشرق الاوسط كان في الأساس، الاصغاء ودراسة مواقف الطرفين، وسماع مواقف بقية الدول. واوضح: “لقد كان الهدف هو محاولة خلق رافعة وتفاؤل في المنطقة بشأن فرص تحقيق السلام”.

ترامب التزم بضمان التفوق النوعي للجيش الاسرائيلي

تكتب “هآرتس” ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التزم خلال لقائه، يوم الاثنين، مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بالعمل على ضمان التفوق النوعي للجيش الاسرائيلي على بقية جيوش الشرق الاوسط، وذلك على خلفية صفقة الاسلحة الضخمة التي وقعتها الولايات المتحدة والسعودية خلال زيارة ترامب الى الرياض.

وبعد مغادرة ترامب لإسرائيل، يوم امس، متوجها الى روما، نشر البيت البيض بيانا لخص فيه اللقاءات بين ترامب ونتنياهو. وجاء في البيان أن ترامب اكد الالتزام الامريكي بأمن اسرائيل، وناقش مع نتنياهو الجهود الامريكية لتطوير القدرات العسكرية لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، في مواجهة ايران. واوضح البيان ان “الزعيمان اتفقا على الحاجة لمواجهة ايران واذرعها في المنطقة، ومن بين الخطوات لذلك، بناء قدرات عسكرية قوية من اجل الدفاع عن اسرائيل والمنطقة في مواجهة الخطر الايراني”.

وقال وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون، خلال محادثة مع المراسلين على متن طائرة الرئاسة الامريكية، خلال الرحلة من السعودية الى اسرائيل، ان صفقة الأسلحة مع السعودية لا تتناقض مع الالتزام الامريكي بالحفاظ على التفوق النوعي للجيش. وقال: “انا متأكد من اننا سنتمكن من الرد على كل التساؤلات او المخاوف التي تسود لديهم في هذا الموضوع”.

وكانت الولايات المتحدة والسعودية، قد وقعتا يوم السبت على صفقة اسلحة غير مسبوقة بقيمة 110 مليار دولار. والى جانب منظومات الأسلحة الدفاعية، كمنظومة الدفاع الصاروخي THAAD، او مروحيات الشحن العسكري وسفن الصواريخ، التي تقلق اسرائيل بشكل اقل، شمل الاتفاق بيع كميات كبيرة من القنابل الموجهة والدقيقة لسلاح الجو السعودي، ومساعدة امريكية في مجال السيبر وبيع اكثر من مئة دبابة جديدة ومتطورة”.

وخلافا للإدارات السابقة، فان الادارة الحالية لم تتشاور مع اسرائيل بشأن صفقة الأسلحة هذه قبل التوقيع عليها، علما انه خلال فترة بوش وبداية فترة اوباما، وقفت صفقات الاسلحة بين الولايات المتحدة والسعودية في مركز المحادثات الأمنية بين اسرائيل والولايات المتحدة لتعزيز التفوق النوعي للجيش الاسرائيلي. وفي اعقاب تلك المحادثات امتنعت الولايات المتحدة عن بيع منظومات اسلحة معينة للسعودية او فرضت قيود على استخدام السلاح الذي باعته للسعودية من اجل منع استخدامها ضد اسرائيل.

ترامب: “الفلسطينيون معنيون بالسلام وهناك فرصة حقيقية لتحقيقه”

تكتب صحيفة “هآرتس” ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لخص، امس الثلاثاء، زيارته الى اسرائيل، في خطاب القاه في متحف اسرائيل في القدس. وقال انه يعتقد بأن الفلسطينيين معنيين بالسلام وانه توجد فرصة لتحقيقه، مضيفا انه من اجل ذلك سيضطر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لاتخاذ قرارات صعبة والتوصل الى تسوية. واظهر الرئيس الامريكي تأييدا كبيرا لإسرائيل، وصرح بأن ادارته تقف الى جانبها والتزم بعد السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي.

وجاء خطاب ترامب بعد زيارته الى متحف الكارثة، وقبل ذلك الى بيت لحم حيث التقى الرئيس الفلسطيني، وقبل ساعات قليلة من مغادرته لإسرائيل متوجها الى الفاتيكان. والقى ترامب خطابه امام حوالي 200 مدعو، بينهم رئيس الحكومة نتنياهو والكثير من وزراء الحكومة ونواب الائتلاف والمعارضة. كما دعي الى المتحف عدد من المقربين والداعمين لترامب، امثال الملياردير اليهودي الامريكي شلدون ادلسون، صاحب صحيفة “يسرائيل هيوم” والذي يعتبر الراعي لنتنياهو.

والقى نتنياهو خطابا قصيرا قبل ترامب، هاجم من خلاله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وربط بين العملية الارهابية التي وقعت في مانشستر والمخصصات التي تدفعها السلطة الفلسطينية لعائلات “المخربين”. وقال: “لو كان المهاجم فلسطينيا والضحايا اولاد اسرائيليين لكانت عائلة المخرب الانتحاري ستحصل على مخصصات من السلطة الفلسطينية. هذا هو القانون الفلسطيني، وهذا القانون يجب تغييره. آمل ان يتوقف الرئيس عباس عن تعويض المخربين وتمجيد القتلة. انا اؤمن ان هذه هي الخطوة الاولى والهامة جدا على طريق السلام الحقيقي الذي تطمح اليه اسرائيل. اؤمن اننا سنتمكن معك (ترامب) من تحقيقه. انا اؤمن اننا اذا عملنا معا، سنتمكن من دفع السلام المستديم بين اسرائيل وجاراتها العربية والفلسطينيين، لأن الخطر الذي تطرحه ايران مشترك للعرب واسرائيل”.

وتطرق ترامب في خطابه الى الارتباط بين الشعب اليهودي واسرائيل والقدس، وقال: “الارتباط بين الشعب اليهودي وهذه الأرض المقدسة هو ارتباط قديم وابدي. انه يتواصل منذ الاف السنين. انا ادعو اليهود والنصارى والمسلمين الى الاستلهام من هذه المدينة ومنح الأمل لأولادهم”.

وكرس الرئيس قسما كبيرا لمسألة دفع اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وتحدث عن لقاءاته، في بداية الأسبوع، مع القادة العرب، وفي مقدمتهم الملك السعودي سلمان، وقال انه يعتقد بوجود فرصة نادرة لدفع السلام في المنطقة، بين اسرائيل والفلسطينيين، وبينها وبين الدول العربية. واضاف: “كما قلت المرة تلو المرة، انا ملتزم بشكل شخصي بمساعدة الاسرائيليين والفلسطينيين على تحقيق اتفاق سلام. لقد التقيت مع الرئيس عباس، ويمكنني القول لكم بأن الفلسطينيين على استعداد للتوصل الى السلام. اعرف انكم سمعتم ذلك من قبل، وانا اقول لكم انهم مستعدون للتوصل الى السلام”.

واثنى ترامب على رئيس الحكومة الذي وصفه بصديقي الجيد بنيامين. وقال انه يعتقد بأن نتنياهو يريد تحقيق السلام أيضا، واوضح: “كلنا نعرف ان تحقيق السلام لن يكون سهلا. الطرفان واجها قرارات صعبة، ولكن مع الاصرار والتسوية والايمان بإمكانية تحقيق السلام، يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين عقد صفقة”. وحسب اقواله، فان “المسالة هي متى ستقرر الشعوب بأنها يئست من سفك الدماء. هذا التغيير يجب ان يأتي من الداخل”.

وقال ترامب: “اعدكم بأن ادارتي ستقف دائما الى جانب اسرائيل. علينا تشكيل ائتلاف يقمع التطرف ويمنح السلام لأولادنا. انا التزم بالوقوف الى جانب اسرائيل والدفاع عن القيم المشتركة، لكي نتمكن من هزم الارهاب معا، ودفع الأمن لكل اولاد الله. اسرائيل واجهت عن قرب كراهية وارهاب المتطرفين. حماس وحزب الله اطلقوا الصواريخ على البلدات الاسرائيلية التي اضطر طلابها لتعلم الخوف الكامن في الهرب الى الملاجئ. داعش حددت كهدف لها الاحياء والكنس اليهودية، وقادة ايران يدعون الى تدمير اسرائيل. لكن هذا لن يحدث بوجود دونالد ترامب! رغم كل هذه التحديات تزدهر اسرائيل”.

وحول العلاقة بين اليهود واسرائيل والقدس، قال ترامب انها “علاقة قديمة وابدية متواصلة منذ الاف السنين”، منذ فترة الملك داود. وتحدث الرئيس عن زيارته الى حائط المبكى وكنيسة القيامة في البلدة القديمة ومتحف الكارثة. واكد انه رغم قمع الشعب اليهودي على مر العصور وملاحقته ومحاولة ابادته، الا انه تمكن من الازدهار واسرائيل هي افضل دليل على ذلك. وقال: “اعدكم بذلك – ادارتي ستقف دائما الى جانب اسرائيل”.

ولم يعرض ترامب في خطابه خطة مفصلة لدفع العملية السلمية. ومن المتوقع خلال الاسبوع الجاري عودة المبعوث الامريكي جيسون غرينبلات الى اسرائيل لمواصلة المحادثات. وفي السابع من حزيران ستصل الى اسرائيل سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة، نايكي هايلي، في زيارة تستغرق ثلاثة ايام. وتعتبر هايلي في ديوان رئيس الحكومة نتنياهو، احد اكثر المناصرين لإسرائيل في ادارة ترامب، وفي الأسبوع الماضي اعربت عن دعمها لنقل السفارة الامريكية الى القدس. وكانت هايلي قد قالت في شباط الماضي، بعد لقاء ترامب ونتنياهو في واشنطن، ان السياسة الأمريكية لا تزال تعتمد على حل الدولتين.

وتكتب “يديعوت أحرونوت” ان خطاب ترامب حظي بمحبة الـ300 اسرائيلي الذين جلسوا في القاعة، ولم يتوقفوا عن التصفيق له، والوقوف على اقدامهم ثلاث مرات، تكريما له.

لقد التزم ترامب في خطابه بجعل اسرائيل اقوى من ذي قبل، والاهتمام بأن ايران لن تمتلك السلاح النووي. لكن ما برز في الخطاب هي الامور التي لم يقلها ترامب – بدون تصريحات سياسية، وبدون الغام: ترامب لم يقل “دولة فلسطينية”، “دولتان”، “انسحاب الى حدود 67″، “مستوطنات”؛ “المستوطنات عقبة امام السلام”، “اللاجئون”، “الاحتلال” او “الحدود”.

كما لم يذكر ترامب في خطابه أي اتفاق او خطة انتقالية، ولا حتى معايير او اطار للاتفاق، وذلك على الرغم من الاعراب عن الرغبة المفصلة في دفع العملية السلمية.

في المقابل كان هناك من خاب املهم لكون الرئيس لم يذكر ولو بالتلميح موضوع نقل السفارة الى القدس، ولا حتى في المستقبل وعدم حديثه بشكل واضح عن القدس كعاصمة لإسرائيل.

مسؤول اسرائيلي سابق: “خطاب بار ايلان مجرد كلام”

تكتب “يديعوت أحرونوت” انه عندما انهى الرئيس ترامب خطابه، امس، توجه الوزير اوفير اوكونيس الى رفاقه الوزراء وقال: “يا سادتي لدينا عضو جديد في الليكود. هذا خطاب غير مسبوق، لم يكن مثله في تاريخ العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة”.

ولكن من وفر الاقتباس من الجانب الاسرائيلي كان نتان ايشل، رئيس الطاقم في ديوان نتنياهو سابقا. فبعد الخطاب قال له اوكونيس: “هذا الخطاب تصحيح رائع لخطاب بار مينان (هكذا في الاصل) – وقصد بذلك السخرية من خطاب بار ايلان الذي القاه نتنياهو في 2009 وتحدث فيه لأول مرة عن “دولتان للشعبين”. لكن ايشل فاجأه قائلا: “بار ايلان هو فكرتي. كنت اعرف ان هذا سيمنحنا الكثير من الهدوء. قلت لنتنياهو: انت ملزم بالحديث او العمل. ما الذي سيهمك ان تحدثت قليلا؟ لقد نجحت بإقناعه – وانظر كم من الهدوء منحنا هذا الأمر”.

“ترامب ابلغ عباس نيته استئناف المفاوضات بالسرعة القصوى”

تكتب “يسرائيل هيوم” ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ابلغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، نيته العمل مجددا لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل بالسرعة القصوى، وقال ان الولايات المتحدة ستلعب دورا ناشطا ومركزيا في دفع العملية السلمية. واكد مصدر فلسطيني بعد انتهاء اللقاء بين ترامب وعباس في بيت لحم، امس، ان “الرئيس ترامب معني بتنفيذ صفقة وليس عملية سياسية. نحن لا زلنا نحاول هضم وفهم الابعاد العملية لنواياه”.

وكان ترامب قد وصل الى بيت لحم لجلسة عمل قصيرة مع عباس استغرقت نصف ساعة، دون ان ترافقه زوجته او ابنته وزوجها، الذين الغوا زيارة كانت مقررة لكنيسة المهد.

وفي ختام الزيارة ادلى الرئيس ترامب والرئيس عباس بتصريحات لوسائل الاعلام. وقال ابو مازن ان “الشعب الفلسطيني يطالب بالحرية والاستقلال. هذا هو مفتاح السلام في المنطقة والعالم. اللقاء معك، سيدي الرئيس، منح الأمل للشعب الفلسطيني، ويمنح كل الأمم الأمل بإمكانية تحقيق الحلم بسلام مستقر ودائم. نحن نؤكد مرة اخرى التزامنا بمواصلة العمل معكم كشركاء في محاربة الارهاب. ونؤكد مرة اخرى موقفنا في كل ما يتعلق بحل الدولتين: دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، الى جانب دولة اسرائيل، وحل المسائل الدائمة اعتمادا على القانون الدولي”.

وحول امكانية استئناف المفاوضات مع اسرائيل، قال ترامب: “استكمالا لنقاشي مع الرئيس عباس في واشنطن، انا ملتزم بتحقيق اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وانوي بذل كل ما استطيع من اجل مساعدتهم. الرئيس عباس وعدني بأنه مستعد للعمل من اجل هذا الهدف، وهكذا، ايضا، رئيس الحكومة نتنياهو. انتظر بفارغ الصبر العمل معهما من اجل السلام. لقد سررت لسماعي من الرئيس عباس بأنه ملتزم باتخاذ اجراءات مشددة لمحاربة الارهاب. السلام للعالم لن يعم في بيئة يسيطر فيها العنف ويتم تمويله بل حتى تعويضه”. واكد ترامب نيته العمل مع ابو مازن على تحسين الاقتصاد الفلسطيني “من اجل مستقبل اقتصادي افضل للشعب الفلسطيني”.

اليمين راض عن خطاب ترامب في متحف اسرائيل

تكتب “يسرائيل هيوم” ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب “تمكن من تحقيق السلام”، ان لم يكن بين الاسرائيليين والفلسطينيين، فعلى الأقل بين السياسيين الاسرائيليين الذين عثروا على موضوع واحد يتفقون عليه جميعا: خطاب ترامب في متحف اسرائيل حمل بشائر رائعة لإسرائيل.

وقال وزير الامن الداخلي غلعاد اردان، ان “ترامب القى خطابا تاريخيا حول العلاقة بين اسرائيل وارض اسرائيل. لم يتردد بتحديد المشكلة والعائق الحقيقي للسلام، وهو ليس الاستيطان الاسرائيلي في يهودا والسامرة وانما تنظيمات الارهاب حماس وحزب الله. لقد حمل خطابه دعما غير مساوم لسياسة الحكومة الاسرائيلية”.

وقالت وزيرة الثقافة ميري ريغف ان اهم عبارة في خطاب ترامب هي “ارتباط الشعب اليهودي بالبلاد هو قديم وابدي”. واضافت ان هذا الخطاب “كان شجاعا واعاد الى الحوار السياسي الدولي، القيم والتاريخ والعدالة والتقدير العميق لشعب اسرائيل والصهيونية”.

وقال الوزير يسرائيل كاتس ان “الخطاب هام يؤكد التزام الرئيس الامريكي بأمن اسرائيل ومحبته للشعب اليهودي ولدولة اسرائيل. الولايات المتحدة قوية واسرائيل قوية”.

واشار وزير العلوم والتكنولوجيا اوفير اوكونيس الى ان ترامب لم يذكر فكرة الدولتين، وقال ان هذا يعتبر “انجازا ضخما لكل الذين يعارضون خطة الدولتين. الرئيس الأمريكي لم يذكر مخطط الدولتين ايضا خلال خطابه في بيت لحم. هذا انجاز ضخم، بحجم تاريخي، وانتصار كبير لكل المعارضين للفكرة الخاطئة والخطيرة الكامنة في اقامة دولة ارهاب عربية في قلب البلاد”. وقال اوكونيس: اليوم انضم عضو جديد الى الليكود”.

وقالت نائبة وزيرة الخارجية تسيبي حوطوبيلي، ان “خطاب ترامب هو تعبير عن الصداقة الحقيقية مع اسرائيل وتفكير جديد بشأن المنطقة كلها. حديثه القاطع عن التحالف القوي بين الولايات المتحدة واسرائيل يعزز التحالف السياسي الأكثر اهمية لإسرائيل”.

وحسب اقوال وزير البناء يوآب غلانط، فقد “اعاد الرئيس ترامب امريكا الى منصب صاحب البيت في الشرق الاوسط. الصداقة القريبة بين اسرائيل والولايات المتحدة، التي يقودها ترامب ونتنياهو، تعزز مكانة اسرائيل امام العاصفة الشيعية الايرانية وهي شرط ضروري لصدها. وهذا الأمر مهم بشكل خاص، امام تدخل ايران وحزب الله بما يحدث في سورية، تحت غطاء روسي”.

وقال النائب عوفر شيلح (يوجد مستقبل) ان “ترامب اكد ما نقوله طوال الوقت: هذا عهد الفرصة المميزة وهو يصر على استغلالها. لكن هذا يتطلب قيادة اسرائيلية، فلسطينية واقليمية، لم نشهد مثلها من قبل”. وقالت النائب تسيبي ليفني ان الرئيس ترامب اوضح خلال خطابه بأنه بالنسبة له يعتبر ابو مازن ونتنياهو شريكان للسلام. الان يجب عليهما الاثبات. بالنجاح”.

وقالت النائب شيلي يحيموفيتش (المعسكر الصهيوني) ان “خطاب الرئيس ترامب هو افضل خطاب القاه رئيس امريكي لصالح اسرائيل، والى جانب علاقاته الممتازة مع رئيس الحكومة، يولد فرصة لا تقل تاريخية”.

وتجاهل قادة ووسائل اعلام العالم العربي خطاب ترامب، بسبب طابعه الصهيوني، حسب ادعائهم. وفي المقابل، وصفت حماس الخطاب بأنه عنصري، يرسخ اقامة نظام أبرتهايد اسرائيلي جديد ويشجع الكراهية ازاء الشعب الفلسطيني”.

ترامب لم يلق خطابه في الكنيست بسبب التخوف من مقاطعته

تكتب “يسرائيل هيوم” انه تم خلال الاتصالات المبكرة لتنظيم زيارة ترامب الى اسرائيل تقديم اقتراح من قبل رئيس الكنيست يولي ادلشتين، بأن يلقي ترامب خطابه في الكنيست، لكن جهات امريكية توجهت الى السفارة الاسرائيلية في واشنطن وسألت عما اذا كان من الممكن ضمان عدم مقاطعة النواب خلال الخطاب، فردوا بالنفي، ولذلك تم الغاء الفكرة.

وقال ادلشتين امس ان “موضوع الخطاب في الكنيست طرح كخيار اول في النقاش، وتم التوضيح من قبل الحضور لطاقم الرئيس أنه لا يمكن ضمان خطاب من دون مقاطعات ولذلك زال الموضوع عن الجدول”.

واعرب ادلشتين عن اسفه لأن الرئيس القى خطابه في المتحف بينما بقيت الكنيست خالية وعقدت فيها جلسة قصيرة شارك فيها ستة نواب فقط. وقال ان “الحدث لم يتم في الكنيست بسبب خمسة او ستة او سبعة نواب تهمهم 29 ثانية من المجد الخيالي اكثر من كرامة الكنيست، برلماننا ودولة اسرائيل. اتمنى ان يكون ذلك بمثابة مادة للتفكير النسبة لبعض النواب. هذا محزن لكن هذا هو الواقع. امل ان نغير نهجنا هذا”.

هرتسوغ: “ترامب اكد لي اصراره على دفع السلام”

تكتب “يسرائيل هيوم” ان رئيس المعارضة وحزب المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، اجتمع امس، مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب بعد انتهاء الاخير من القاء خطابه في متحف اسرائيل. وشارك في اللقاء الذي لم يكن مخططا من قبل، نسيب ومستشار الرئيس جارد كوشنير. ووصف رجال هرتسوغ اللقاء بأنه كان “محادثة وداع قصيرة وعملية مع الرئيس ترامب وحاشيته”.

وقال هرتسوغ ان الرئيس “عاد واوضح لي بأنه مصر على دفع السلام في الشرق الاوسط، وشرح لي رجال حاشيته مدى رغبتهم بمواصلة توجه تغيير الأجواء الذي خلفته زيارة الرئيس في الشرق الأوسط. لدي انطباع بأن الرئيس وطاقمه يصرون على عدم التخلي عن رؤية السلام التي عرضها في الرياض والقدس”.

وحول خطاب ترامب في المتحف، قال هرتسوغ: يجب على القادة الان اظهار قيادتهم والتقدم بشكل حقيقي وبقوة نحو رؤية الدولتين. امامنا شباك فرص تاريخي يمنع تفويته”.

اصابة فلسطيني بعد محاولة طعن شرطي في نتانيا

تكتب “هآرتس” ان مواطنا فلسطينيا من منطقة طولكرم، في الضفة، قام صباح اسم الثلاثاء، بطعن شرطي في شارع هرتسل في نتانيا، واصابه بجراح طفيفة. وردا على ذلك اطلق الشرطي النار على الفلسطيني (45 عاما) واصابه بجراح بالغة. ويستدل من التحقيق الأول للشرطة ان الدافع للطعن كان قوميا.

وتم نقل المصاب الى مستشفى لانيادو في المدينة، فيما نقل المهاجم الفلسطيني الى مستشفى مئير في كفر سابا، حيث تبين بأنه اصيب في بطنه وصدره. واصيبت خلال الحادث سيدة نتيجة تطاير شظايا الزجاج.

اطلاق صاروخ من سيناء على اسرائيل

كتبت “هآرتس” انه تم يوم امس، اطلاق صاروخ من سيناء باتجاه اسرائيل، حسب ما اعلنه الناطق بلسان الجيش، دون ان يسفر عن وقوع اصابات او اضرار. وحسب التحقيق الاولي، فقد انفجر الصاروخ خلال طيرانه ولم يتم تفعيل صافرات الانذار لأنه تم اطلاق الصاروخ باتجاه منطقة مفتوحة.

ويأتي اطلاق هذا الصاروخ بعد عمليات اخرى مشابهة، كانت احداها في شهر نيسان الماضي، حيث سقط صاروخ في المجلس الاقليمي اشكول. واعلن تنظيم الدولة الإسلامية داعش مسؤوليته عن اطلاق النار. وجاء من وكالة انباء داعش ان نشطاء التنظيم هم الذين اطلقوا الصاروخ “باتجاه مستوطنات يهودية في منطقة اشكول”.

المصادقة على مرور مسيرة الاعلام الاستفزازية في الحي الإسلامي في القدس

تكتب “هآرتس” ان اسرائيل ستحتفل، اليوم الاربعاء، بـ”يوم القدس”، الذي تحيي من خلاله مرور خمسين عاما على “توحيد المدينة” (ذكرى ضم القدس الشرقية بعد احتلالها عام 67 – المترجم). وستقام عدة نشاطات رسمية وشعبية وسياسية في انحاء المدينة، من بينها مسيرة الاعلام الاسرائيلية التي ستقام في ساعات بعد الظهر في مركز القدس وحول البلدة القديمة.

وكما في كل سنة، ستكون “مسيرة الاعلام” التي تنظمها شبيبة “الصهيونية الدينية”، هي الحدث المركزي، ومن المتوقع ان يشارك فيها عشرات الاف الشبان. وستنطلق المسيرة من الجانب الغربي للمدينة، ثم تخترق الحي الاسلامي وتنتهي في ساحة حائط المبكى. ولأول مرة، صادق قائد الشرطة في القدس، يورام ليفي، على السماح للمتظاهرين بالسير حول اسوار البلدة القديمة وصولا الى باب المغاربة، وهي خطوة منعتها الشرطة في السنوات السابقة لكون المسيرة ستخترق الشوارع الرئيسية في القدس الشرقية والتي شهدت في الماضي مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الشرطة.

وشكلت هذه المسيرة خلال السنوات الماضية، بؤرة للتوتر والعنف، وتم خلالها ترديد هتافات عنصرية ومحرضة على العرب. وفي ضوء حالة التوتر السائدة في القدس، قررت الشرطة توفير حماية مشددة للمتظاهرين اليهود، بهدف منع الاحتكاك مع الفلسطينيين. وسيتم اغلاق الكثير من الشوارع امام حركة السير بين الساعة الثالثة بعد الظهر والتاسعة مساء.

ويشار الى ان بلدية القدس صادقت على زيادة الميزانية المخصصة لهذه المسيرة من 300 الف شيكل الى نصف مليون شيكل. وقالت نائبة رئيس البلدية ومسؤولة الملف المالي، حجيت موشيه، انه تم التصديق على ميزانية المسيرة “رغم انف التنظيمات اليسارية التي تلتمس كل سنة ضد رقصة الاعلام كجزء من محاولتها دفع تقسيم المدينة”.

في المقابل تنوي تنظيمات اليسار التظاهر وتنظيم نشاطات احتجاج ضد المسيرة. فقد اعلنت حركة “بطاقة نور” بأنها ستوزع الزهور على الفلسطينيين في باب العامود، فيما اعلنت منظمة “free Jerusalem”، انها ستتظاهر ضد المسيرة وستدعو الى دعم اصحاب المصالح الفلسطينيين الذين قد تتعرض مصالحهم للضرر نتيجة للمسيرة.

وستقام في ساعات الظهر، مراسم قتلى حرب الايام الستة، على جبل هرتسل، ومن ثم ستقام المراسم الرئيسية في ساعات المساء، في “جبعات هتحموشت” (تلة الذخيرة) بمشاركة رئيس الدولة رؤوبين ريفلين ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

والى جانب النشاطات الرسمية، ستقام في المدينة عشرات النشاطات من قبل تنظيمات تسعى الى منح طابع آخر للقدس، كمسيرة العائلات في “بارك همسيلا”، ونشاط بناء مجسم للمدينة من قطع الليغو، في ساحة “هدفيدكا”.

وبذل نشطاء حركة “جبل الهيكل” خلال الأسابيع الاخيرة، جهود كثيرة من اجل احضار اكبر عدد من اليهود الى الحرم القدسي، اليوم. وعلم انه شارك في هذه الجهود حاخامات وشخصيات رسمية، من بينهم نائبة وزير الخارجية، تسيبي حوطوبيلي، وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف، والنائب يهودا غليك (ثلاثتهم من الليكود).

مقالات

ترامب لخص زيارته الى اسرائيل بخطاب صهيوني فارغ

يكتب يوسي فورتر، في “هآرتس” انه في نهاية الجولة القصيرة، ولكن الحلوة، لدونالد ترامب في اسرائيل، يمكن استخلاص نتيجتين: 1. كان من المهم له بأن يشعر نتنياهو، صديقة “بنجامين”، بالرضا. 2. كان من المهم له بشكل اكبر ان يثبت للعالم بأنه ليس براك اوباما. وفي هاتين المهمتين حقق ترامب تميزا كبيرا. كما انه لم يحرج ويخجل نفسه. ولذلك، وبعد محطاته الثلاث الاولى في رحلة الديانات الثلاث – السعودية، اسرائيل والسلطة الفلسطينية – ظهر لأول مرة كسياسي. وتم هذه المرة تسجيل كل الفضائح وكل الأمور المخجلة ضد اسرائيل.

خطابه في متحف اسرائيل في القدس، كان صهيونيا ومؤيدا لإسرائيل بشكل كبير، لكنه كان فارغا ومن دون أي مضمون ملموس. لقد توقع المدققون من الجانب اليميني للخارطة، سماع بشائر في موضوع السفارة الأميركية في اسرائيل. لكن النتيجة صفر. السفارة يوك – مستخدموها سيواصلون النظر من شبابيك مكاتبهم الى شواطئ البحر المتوسط. وكان الحريصون من الجانب اليساري يأملون سماع الرئيس يتعمق في “الصفقة” التي لا بديل لها: الحاجة الى اقامة دولة فلسطينية الى جانب الدولة اليهودية. وقد خاب أمل هؤلاء ايضا. ووجد اليسار العزاء في كون الكلمة المنسية “سلام” عادت الى الحوار، فيما تعطر اليمين بحقيقة عدم سماع الكلمات الثلاث: “دولة فلسطينية” و”المستوطنات”، وفرح الجميع لسماعه يقول انه في ظل ادارته سيكون “فارق كبير – كبير وجميل” في الشراكة الأمنية بين الدولتين، الاسرائيلية والأميركية.

من كان يعتقد بان الزيارة ستجر في اعقابها صدمات في الائتلاف، خاب ظنه. فهذا الائتلاف سيواصل القيادة بارتياح – بما في ذلك تبادل النيران الاعتيادي بين نتنياهو ونفتالي بينت – نحو عطلة الصيف الطويلة، التي ستبدأ بعد شهرين. حكومة نتنياهو الرابعة موعودة بثلاث سنوات كاملة على الاقل، حتى انتهاء الربع الاول من سنة 2018. في تلك النقطة الزمنية، عادة، يبدأ الائتلاف في اسرائيل العد التنازلي. ويبحث الشركاء عن الفوارق في سبيل توسيع القوة. ويمكن لكل هراء هامشي عن مستوطنة رحبعام (ط) ان يولد ذريعة لتفكيك الائتلاف.

السؤال الكبير هو ما الذي تم الاتفاق عليه بين الزعيمين في الغرفة المغلقة. المنطق يقول انهما لم يمضيا الوقت في التهليل لجمال القدس. ليس لهذا الغرض ادار جيسون غرينبلات المحادثات الكثيرة مع كل من عمل في الموضوع السياسي خلال العقد الأخير.

يمكن الافتراض بانه سيتم البدء بعملية ما خلال الأشهر القريبة. ربما على شاكلة مؤتمر سلام برعاية ترامب. وسيصل نتنياهو وعباس. لأنه لن يكون لدى أي منهما رغبة بالدخول في صراع مع الرئيس الامريكي خلال سنته الاولى. من الواضح ان ترامب، الذي يعتبر نفسه “فنان في الصفقات”، اقتنع بأن الجانبان مستعدان للقيام بخطوات جوهرية من اجل التوصل الى صفقة، ولكن الى أي حد سيوافق على الغوص في هذا المستنقع الذي غرق فيه من سبقوه؟ هل يتحلى بالصبر، الالتزام، الاصغاء، التحمس والايمان الديني، الذي ميز كلينتون مثلا؟

وهذا كله قبل ان نخوض في المشاكل التي تسقط على رأسه في واشنطن، وقبل عودتنا للتعامل مع المشاكل المقابلة لدى نتنياهو الذي بدأ الاستيعاب بأن الشرطة تنوي التوصية بتقديم لائحة اتهام ضده على الاقل في ملف واحد، الملف 1000، المتعلق بـ”الهدايا”. الطريق الى السلام المأمول، او المهدد، مزروعة بالمطبات.

انتهت الذرائع

تكتب “هآرتس” في افتتاحيتها، انه يمكن الاستنتاج من تصريحات الرئيس دونالد ترامب خلال زيارته الى الشرق الاوسط، بأن طموحاته تشذ كثيرا عما نسب اليه. انه ليس معنيا بعقد “الصفقة النهائية” – ترامب يطمح الى تحقيق سلام عالمي. لقد استبدل خلال زيارته كنز المصطلحات التجاري بلغة السلام والأمل. وشرح للإسرائيليين في القدس ان “الصراع لن يبقى الى الابد. انا ملتزم بشكل شخصي بمساعدة الاسرائيليين والفلسطينيين على التوصل الى اتفاق سلام.. صناعة السلام لن تكون سهلة، لكن هذا ممكن مع الاصرار والتسوية والايمان”.

تصريحات ترامب لا تسمح برسم مسار للحل. انه لم يعترف بشكل علني بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وفي المقابل، لم يدعم على الملأ مطلب الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، واكتفى بالاعتراف بدولة اسرائيل. انه لم يذكر حل الدولتين، او بدلا من ذلك، حل الدولة الواحدة مع حقوق متساوية لكل مواطنيها. انه لم يذكر الحدود والمستوطنات، وفي المقابل لم يعترف بوحدة القدس، او يصرح بنيته نقل السفارة الأمريكية اليها. لقد قال ما يعرفه الجميع: “التغيير يجب ان يبدأ من الداخل”.

لقد قال الرئيس ترامب للإسرائيليين الذين يريدون السلام لكنهم يتخوفون منه، كل ما يستطيع قوله من اجل تخفيف مخاوفهم: لقد قال بأن “ارتباط الشعب اليهودي بهذه الأرض المقدسة قديم وابدي”، وهو يقر بذلك مجددا بالعلاقة التاريخية بين الشعب اليهودي وارضه. واضاف: “التزم بالوقوف الى جانب اسرائيل”، ووعد بالدفاع عنها، في مواجهة “كراهية وارهاب العنف المتطرف”، صواريخ حماس وحزب الله، وايضا العمل ضد داعش، التي تهاجم الاهداف اليهودية في العالم. واوضح للفلسطينيين وابو مازن في بيت لحم، بناء على طلب اسرائيل، بأنه لا يمكن دفع السلام مقابل تمويل وتعويض العمل الارهابي؛ وفوق هذا كله، وعد الاسرائيليين بالدفاع عنهم في مواجهة ما يعتبره الكثيرين، اكبر تهديد وجودي: “ايران تدعو الى تدمير اسرائيل؟ هذا لن يحدث ابدا بوجود دونالد ترامب!”.

الأمر الاكثر اهمية من هذا كله، هو ان ترامب اوضح للإسرائيليين وجود شريك في الجانب الفلسطيني. “يمكنني القول لكم بأن الفلسطينيين يريدون السلام”، قال. لقد وجد رئيس الحكومة نتنياهو صعوبة في اخفاء التأثر الذي رافقه طوال الزيارة. بل اعترف في خطابه امس الاول بأنه “لأول مرة منذ سنوات اشعر بالأمل بالتغيير”. هناك شخص واحد على الاقل في العالم اقتنع بمصداقية كلماته وتطوع لضمانه شخصيا: “بنيامين نتنياهو يريد السلام” قال ترامب امس امام كاميرات التلفزيون. انتهت الذرائع. حانت الآن فرصة نتنياهو التاريخية لإثبات رغبته بالعمل.

النشوة التي اصابت الفلسطينيين في واشنطن تبخرت في بيت لحم.

يكتب جاكي خوري، في “هآرتس” انه تمهيدا لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى بيت لحم، امس الثلاثاء، تم تعليق لافتة كبيرة على الشارع الرئيسي، قريبا من مقر الرئيس في المدينة، حملت شعار “مدينة السلام ترحب برجل السلام” وعلى جانبيها صورتين للرئيس محمود عباس والرئيس ترامب. وتم تعليق هذه اللافتة في ساعات الفجر في عدة مواقع على الشارع الرئيسي الذي تم اغلاقه تماما امام حركة المرور، ولم يسمح بدخوله الا للموكب الرئاسي وسيارات الامن الفلسطينية.

لقد قررت الرئاسة الفلسطينية عدم الاستثمار في الزينة، ليس فقط من اجل التوفير، وانما ايضا من خلال تفهم مشاعر الخيبة والاحباط السائدة في الشارع الفلسطيني وتخفيض سقف التوقعات من الزيارة الرئاسية. فالنشوة التي المت بالوفد الفلسطيني خلال زيارته الأخيرة الى واشنطن، تبخرت في بيت لحم.

وجرت مراسم الاستقبال كالمتوقع، وفي التلفزيون الفلسطيني اشاروا الى عدم وجود من سيتدافع من اجل مصافحة ترامب او التقاط صورة “سيلفي” معه. ولم تتمكن الفرقة الموسيقية الرئاسية فقط من اثارة الانطباع عندما عزفت النشيد القومي الامريكي.

وقال احد رجال ديوان الرئاسة الفلسطينية ان “الاجواء شاحبة وهذا صحيح، الناس لا يملكون الكثير من التوقعات ونحن نشعر بذلك. لا يمكننا الحديث عن اجواء احتفالية وشعور بأن السلام في الباب، بينما تجلس على بعد عشرات الامتار امهات الأسرى مع صور اولادهن”.

الاستعدادات في مكاتب الرئيس عباس والحراسة المشددة لم تعكس تماما الاجواء في الخارج. في ساعات الصباح الباكر اصطف مئات العمال في محطات الباصات والركاب في انتظار الخروج للعمل. فالزيارة لا تهمهم بتاتا. وقال بائع متجول وقف الى جانب عربة الكرز في الشارع الرئيسي ان “كل رئيس جديد يأتي ويتحدث عن السلام، لكن كل شيء يتبخر ونحن لا نؤمن بأنه سيحدث أي تطور لأن اسرائيل لا تريد السلام”.

وخلافا لشوارع المدينة، شهدت ساحة كنيسة المهد حركة كبيرة في خيمة التضامن مع الاسرى المضربين عن الطعام، حيث يجلس ابناء العائلات وامهات الاسرى منذ اكثر من شهر في الخيمة. وتم في الأيام الأخيرة تعزيز النشاط هناك، وتم بناء قفص في مركز الساحة وضعت في داخله دمية كبيرة ترتدي ملابس اسير.

وفي حديث مع ليلى زواهري، والدة الأسير محمد زواهري المحكوم بالسجن المؤبد منذ 2002، قالت انها لا تتوقع تدخل الرئيس الأمريكي من اجل الأسرى. “نحن نعرف انه يوجد وزن كبير لموقفه في اسرائيل، ويمكنه التدخل من اجل اولادنا الأسرى. هؤلاء ليسوا قتلة او ارهابيين كما تسميهم اسرائيل، انها محاربون من اجل الحرية ومن اجل وطنهم. انهم لا يطالبون بإطلاق سراحهم وانما تحسين ظروف اعتقالهم فقط”.

وتوقعوا في السلطة انهاء ازمة الأسرى قبل قدوم ترامب، ولكن من دون تحقيق أي نجاح. واضطر عباس نفسه الى التمشي مع الأسرى وعائلاتهم، وليلة زيارة ترامب التقى مع ممثلي العائلات وتسلم منهم رسالة موجهة الى الرئيس ترامب، جاء فيها “اننا نؤمن بقدرتك على التأثير على الحكومة الاسرائيلية من اجل انهاء معاناة اولادنا الاسرى، ونتوقع منك كرئيس للولايات المتحدة التدخل في هذه المسألة”.

وقد اهتم الرئيس عباس بتأكيد الموضوع خلال البيان الذي القاه في ختام اللقاء مع ترامب، على امل ان يطرح الرئيس الامريكي الموضوع مع نتنياهو، واعترف عباس بأن الاضراب أملى جدول العمل في نهاية الأمر. وكرر الموقف الفلسطيني في كل ما يتعلق بحل الصراع، مركزا على حل الدولتين على حدود 67 ومبادرة السلام العربية. لكن عباس، وترامب ايضا، لم يتوقعا بأن ينشغل الرأي العام الدولي في يوم الزيارة، بالعملية التي وقعت في مانشستر، في بريطانيا.

ومن سوء حظ عباس انه كان الزعيم الاول، والعربي المسلم، الذي يجتمع بترامب بعد العملية. لقد كان التوقيت صعبا، والرئيس ترامب تحدث بتوسع عن الحاجة لمكافحة الارهاب. وقال: “السلام لا يمكن ان يتحقق في مجتمع يعتبر فيه الارهاب محتملا، مقبولا وممولا. السلام هو شيء علينا ان نلتزم به من اجل الاجيال القادمة والشعوب. كلي امل بأن تتمكن الولايات المتحدة من مساعدة الاسرائيليين والفلسطينيين على تحقيق السلام”. واضاف بأن اتفاق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين سيحقق السلام في كل الشرق الاوسط. ولم يقل ترامب أي كلمة عن حق تقرير المصير للفلسطينيين وحل الدولتين، واكتفى بالاطراء على عباس، ولخص قائلا: “اكن التقدير للشعب الفلسطيني وللرئيس عباس”.

وينتظر الفلسطينيون حاليا التطورات، وربما عقد لقاء ثلاثي مع اسرائيل والولايات المتحدة، كما صرح هذا الاسبوع، وزير الخارجية تيلرسون. وفي هذه الاثناء، تحدث المستشار السياسي لعباس، مجد الخالدي خلال لقاء مع راديو فلسطين، عن الحاجة الملحة لمعالجة القضايا الاقتصادية التي تخنق الشعب الفلسطيني.

رؤية ترامب تتطلب خطة عمل

يكتب ايال زيسر، في “يسرائيل هيوم” انه مع انتهاء الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية، يتضح بأنه حتى بالنسبة للساحر من البيت البيض، والذي فاجأ الولايات المتحدة كلها قبل نصف سنة في انتصاره غير المتوقع بل والمستحيل في الانتخابات الرئاسية، توجد حدود للقوة، وبالتأكيد حين يجري الحديث عن الشرق الاوسط والصراع بين اسرائيل والفلسطينيين.

ربما لم يكن من الواقعي، منذ البداية، التوقع بأن زيارة ليومين ستحل الصراع الدامي المتواصل منذ اكثر من مئة سنة، ورغم ذلك، فان المقصود زيارة هامة وذات قيمة. وتكمن اهمية الزيارة في اسرائيل والعربية السعودية، ايضا، في التحول الذي طرأ على مكانة الولايات المتحدة في المنطقة، والتعامل معها من قبل الشركاء والحلفاء، لا بل حتى الخصوم والأعداء. حقيقة ان ترامب اختار الشرق الاوسط بالذات واسرائيل كهدف اول لزيارته الى الخارج، تبث رسالة واضحة مفادها انه خلافا لسابقه، الرئيس اوباما، لا ينوي ترامب ادارة ظهره والانفصال عن المنطقة وعن حلفاء واشنطن فيها.

في اعقاب الزيارة، التي تأتي بعد الهجوم الصاروخي على سورية قبل شهر، بات من الواضح الان بأن الولايات المتحدة تصر على القيام بدور في كل واحدة من مناطق الصراع في الشرق الاوسط.: سواء في سورية (احذر يا اسد!) او في الخليج امام ايران، وأيضا محاولة دفع عملية سياسية بين اسرائيل والفلسطينيين.

لكن الحديث يتوقف الان على تصريح نوايا فقط، بكلمات حازمة وشجاعة (وتنطوي على اهمية)، ولم يصل بعد الى العمل. فالعمل يجب ان يشتق من خطة عمل واستراتيجية واضحة، وهذه ليست متوفرة حتى الان. وكما هو متوقع، انتهت الزيارة في اسرائيل بخطاب مؤثر كرر خلاله ترامب التزامه لإسرائيل ولشعبها ولدفع السلام بينها وبين جاراتها. وسبق الخطاب لقاء بين ترامب وابو مازن، كرر الرئيس الأمريكي خلاله التأكيد بأن مكافحة الارهاب يجب ان تشكل قاعدة لكل محاولة تهدف الى دفع خطوة سياسية في المنطقة، والمح بشكل واضح الى الاحتضان الدافئ من قبل السلطة لرجالها الذين قتلوا اسرائيليين. بل لقد اعلن بأن “السلام لن يتحقق ابدا في بيئة يسيطر فيها العنف، ويتم تمويله، بل حتى تعويضه”.

لقد قام ترامب، اذن، بدوره، لكن عندما غادر عائدا الى بلاده تركنا في الخلف مع التحديات والتهديدات. وهذه تحتم طرح خطة عمل حازمة، واحيانا الصبر، وفوق هذا كله الشراكة في الميدان نفسه التي سيتم تجنيدها من اجل قيادة الرؤية التي طرحها ترامب، رؤية التعاون والنمو، في ظل صراع غير مساوم ضد الارهاب ومن اجل السلام.

تكتب سيما كدمون، في “يديعوت احرونوت” انه من الواضح بأن من ذرف دمعة امام خطاب الشعارات الذي القاه ترامب، اكتشف ان المحرمة ضحكت ايضا. بعد يومين من الاجراءات الشكلية الفارغة، التي هدفت فقط لبناء ذروة الزيارة، أي الخطاب، اتضح ان كل ما يمكن تعلمه منه هو في الاساس كيف لا يتم قول شيء بواسطة الكثير من الكلمات.

من السهل جدا، الوقوع في الاغواء واعتباره “خطابا صهيونيا”: فقد وقف هناك رئيس امريكي واعلن التزامه الشخصي لإسرائيل بأن لا يسمح بتدميرها. أي لحظة تقشعر لها الأبدان كانت، حين توجه الينا ترامب ووعد بأنه هو، دونالد جي ترامب، سيحافظ علينا. ما الذي تحتاجه اكثر من ذلك امة تواجه الخطر، ويسيطرون عليها منذ سنوات بواسطة الخوف والتخويف. دولة مع قوة عسكرية ضخمة، لا يهددها أي تهديد وجودي فعلا، لكنها تتصرف وكأنها تقف على حافة كارثة ثانية.

نحن ننسى فقط ان من يعدنا بذلك، وصل مباشرة من السعودية، حيث وقع صفقة لتزويدها بمنظومات عسكرية بقيمة 110 مليار دولار. والحديث عن دولة تمول اكثر المساجد تطرفا في العالم، وتقف وراء عشرات الاحداث الارهابية، بما في ذلك العملية في برجي التوأم.

ولكن ما الذي يساويه هذا امام يد ترامب التي تلامس حجارة حائط المبكى، وايفينكا التي تذرف دمعة، او صورة الرئيس الأمريكي والسيدة الاولى وهما يضعان اكليلا في متحف الكارثة. ما هو المهم في قرار ترامب القيام بالمسار المقلص في متحف الكارثة، وفقا لصيغة ننتهي ونذهب. او انه في يوم الكارثة الأخير نسي التذكير بضحايا الشعب اليهودي، او ان من رافقه خلال زيارته الى السعودية هو ستيف بانون، مستشاره الرفيع والمعادي للسامية بشكل علني.

ولكن من نظر الى رئيس الحكومة خلال خطاب الرئيس لم يكن بإمكانه عدم الانطباع بأن المقصود كلمات حية لله. لغة جسد نتنياهو، حركات الايدي، القبضة المضمومة، انكماش الشفتين، عبرت بما يكفي، عن الشكر وبشكل خاص عن التأثر: أي قوة، أي التزام، أي شجاعة يتمتع بها هذا الرئيس! مثل هذا الرئيس تماما اريد ان اكون، انا بيبي، رئيسا لأمريكا طبعا.

ولكن ما الذي شهدناه هنا فعلا. باستثناء الكثير من الهواء: انه لم يطرح حتى ولو مرة واحدة حل الدولتين للشعبين، لم يتحدث عن المفاوضات، ولم يذكر حتى العملية السلمية. القول ان صنع السلام لن يكون سهلا، ولكن مع الاصرار والتسوية والايمان يصبح هذا ممكنا” – من اجل هذا لا حاجة لرئيس اكبر قوة عظمى. هذا نعرفه جيدا.

ولكن ما الذي تركه لنا ترامب؟ لقد ترك للسعوديين صفقة جيدة. فماذا بالنسبة لصفقتنا؟ خلال الزيارة هنا لم يتم قول أي شيء باستثناء ما قاله ترامب لنتنياهو خلال زيارته الى واشنطن، وترجمته هي “افعلوا ما شئتم”. تريدون دولتان، دولة واحدة – كل شيء على ما يرام. لم يكن هنا أي تذكير بالوعود التي رافقتنا منذ انتخابه، كنقل السفارة الى القدس. كل ما كان هنا هو خليط من الكلمات المؤيدة جدا، والتي كان يبدو لنا احيانا، بشكل معكوس، انه بكل بساطة يضحك علينا.

ما المفاجئ اذن، ان اليمين يشعر بالرضا. فبالكلمات لم يتمكن احد من اقامة دولة. لقد حقق نتنياهو ايضا ما اراده: ان يتركوننا لأنفسنا. لا حق للفلسطينيين بتقرير المصير، لا دولتان، لا حدود 67، ولا حتى تجميد للبناء – ما الذي كان يمكن طلبه ايضا. الأمر المدهش هو ان اليسار يشعر بالفرح ايضا، كما لو ان الهواء الساخن الذي ابقاه لنا ترامب من خلفه، هو شيء يمكن التمسك به.

المادة السابقة
المقالة القادمة
أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا