الرئيسيةمختاراتمقالاتحديث القدس: إرادة الأسرى تحقق الانتصار

حديث القدس: إرادة الأسرى تحقق الانتصار

وأخيرا انتصرت الحركة الأسيرة في معركتها، معركة الحرية والكرامة، من خلال إضرابها المفتوح عن الطعام والذي تطور لاحقا الى الامتناع عن الشراب وأخذ المدعمات، الأمر الذي أدى الى استجابة إدارة السجون لمطالبهم العادلة والمشروعة والمنصوص عليها في القوانين والأعراف الدولية.
فإضراب الأمعاء الخاوية ما كان له ان يتحقق لولا عدة عوامل أدت في نهاية المطاف الى الاستجابة لهذه المطالب المطلبية والإنسانية، رغم محاولات الاحتلال ممثلا بإدارة السجون، إفشال هذا الإضراب من خلال عدة وسائل من أبرزها سياسة العزل والتهديد والوعيد وبث الأضاليل بين صفوف الأسرى المضربين في محاولة لزعزعة الثقة في صفوفهم، إلا ان جميع هذه الأساليب باءت بالفشل الذريع أمام ثقة الأسرى ببعضهم وتعاهدهم على مواصلة إضرابهم الذي يعد السلاح الأخير في وجه إدارة السجون لتحقيق مطالبهم ومكتسباتهم التي انتزعت منهم عنوة، ليصبح التعامل معهم كأنهم سجناء جنائيين. والعامل الأول الذي أدى الى تحقيق الانتصار في معركتهم، معركة الأمعاء الخاوية، هي إرادة الأسرى وتصميمهم على الانتصار رغم تردي أوضاعهم الصحية ووصولها الى درجة الخطر واحتمال سقوط الشهداء لا قدر الله.
فالإرادة التي صممت على الانتصار رغم مضي اضرابهم الشامل عن الطعام ٤٠ يوما، هي المنتصرة دوما كما علمنا التاريخ وتجارب الشعوب التي ناضلت من اجل حريتها واستقلالها والتخلص من الاستعمار الذي جثم على صدور أبنائها عشرات السنين.
وثاني هذه العوامل هو الإسناد الجماهيري المتواصل لأسرى الحرية والكرامة والمتمثل بخيم التضامن والإضرابات والمسيرات وغيرها من أساليب التضامن الأخرى، وكذلك التضامن العربي والدولي الذي أثبت جدارته وكشف حقيقة الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى، طالبين الحرية لشعبهم الذي ما يزال يئن تحت أشرس احتلال عرفه التاريخ البشري والذي يعد آخر احتلال في العالم.
أما العامل الثالث الذي ساهم في تحقيق الانتصار فهو التحرك الرسمي الفلسطيني، وان جاء متأخرا، إلا انه أفضل من عدم مجيئه، وقد ساهم هذا التحرك على كافة الأصعدة، الى هذه النتيجة المشرفة التي حققها الأسرى في معركتهم، معركة الحرية والكرامة.
صحيح أن إرادة الأسرى لعبت الدور الحاسم، إلا ان العوامل الأخرى كان لها تأثيرها هي الأخرى في تحقيق الانتصار وتعليق الأسرى لإضرابهم، بانتظار استجابة إدارة السجون لمطالبهم التي وافقت عليها من خلال مفاوضات استمرت عشرين ساعة متواصلة مع قيادة الإضراب وفي مقدمتها الأسير القائد مروان البرغوثي. بعد ان كانت إدارة السجون ترفض مفاوضته هو وقيادة الإضراب.
ومن الواضح ان إدارة السجون تحاول التقليل من هذا الانتصار من خلال ما تبثه وتصرح به من أنها لم تستجيب للعديد من المطالب، ولكنها وعدت بدراسة بعضها; إلا ان مجرد حتى الوعد هو تراجع واضح من قبل هذه الإدارة التي أثبتت وتثبت دائما مدى عنصريتها وحقدها على أسرى الحرية والكرامة الإنسانية.
فالتحية كل التحية للحركة الأسيرة التي استطاعت ليس فقط تحقيق الانتصار، بل أيضا توحيد الجماهير الفلسطينية في جميع أماكن تواجدها خلف مطالبهم والتضامن معهم، فالوحدة الميدانية التي تجسدت من خلال برامج التضامن مع الأسرى رغم الانقسام، هي دليل واضح على ان وحدة الصف، والوحدة الميدانية، باستطاعتها تحقيق ما يعجز عن تحقيقه الانقسام الأسود، وكلنا أمل بان تتواصل هذه الوحدة الميدانية وصولا إلى إنهاء هذا الانقسام المدمر.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا