الرئيسيةمختاراتاخترنا لكماقتلوهم.. في المنيا ومانشستر!

اقتلوهم.. في المنيا ومانشستر!

شريك في الجريمة كل من لا يفتح بوابة الحوار مع ضميره، ولا يبدأ عملية اكتشاف الكم الهائل من التحريض على الجرائم ضد الانسانية وسفك الدماء البريئة، اذ تكفي مراجعة بسيطة لأقاويل بعض أتباع السلف، الذين طغوا بتفسيراتهم وتعاليمهم ومفاهيمهم وفتواهم، بعد أن غلفوها بالقداسة، ليمنعوا مسها او مجرد التفكير بمدى صوابها، لنكتشف حجم الخطيئة المنظومة في هذه الأقاويل!!
أزاح هؤلاء عقل التجريب والتفكر الفردي والجمعي، وعملوا خلال القرون الماضية على احلال عقلية التسليم بما يتفوهون باعتباره مقدسا، حتى ان بعضهم قد أوهم الناس بامتلاكه مفاتيح الجنة ورضا الله، وانه مفوض من الله بتصنيف أبناء آدم، هذا ملحد وذلك كافر وذلكم مشرك، اولئك علمانيون وجب قيام الحد عليهم، أي جز رقابهم، وأن (ذبح الكفار) وقتل المرتدين ترفع المتطوع (المجاهد) درجة تقربه الى الله اكثر، فيرضى عنه ويمنحه سبعين حورية !! وانهار من خمر!!.
لو لم تحفل (بعض كتب السلفيين) المكدسة على رفوف المكتبات منذ مئات السنين بطبعات قديمة وحديثة، بأمر (اقتلوهم)، لما كنا شهدنا الجريمة بحق الانسانية في المنيا ضد المصريين الأقباط، ولا قبلها ببضعة ايام فقط في مانشستر في المملكة المتحدة البريطانية، ولا احرق المجرمون الداعشيون الطيار الاردني حيا، ولا رمى مسلحو حماس منتسبين للأجهزة ألأمنية الفلسطينية من سطح عمارة، ولا فجر ارهابيون الفنادق والحافلات، ولا تحولت باحات الحسينيات والمساجد والكنائس الى برك دماء، ولا تطايرت اشلاء الآدميين في شوارع العواصم من المشرق الى المغرب، ولاذبح ابن آدم اخيه وهو يصرخ (الله اكبر).
تعالوا نضع جانبا التحليلات السياسية والادانات والاستنكارات والشجب بأشد العبارات المنطلقة (كالريح) اثر كل جريمة ضد الانسانية، فهذه ليست أكثر من محاولة التفاف على الحقيقة، وهي أننا ما زلنا ضعفاء، لا نقوى على مواجهة تيار (الموروث المسموم) رغم يقيننا وادراكنا لخطره على مستقبلنا ووجودنا الحضاري على كوكب ألأرض.
لو اجبنا على سؤال: ما الذي يجعل هذا المجرم المسكون (بجن العنصرية) تجاه اي آخر لا يدين بالولاء لجماعته، على ارتكاب جريمة ضد الانسانية، حينها سنعرف الاسباب والدوافع التي اتخذها كمرجعية لتنفيذ جريمته كمفترس؟!
الجواب بسيط، انها (اقتلوهم) التي نجدها بشكل علني ومشروع في نصوص ثلاثية رباعية سباعية الأجزاء وتفوق حتى العشرية، على الرفوف في مكتبات ما يسمى بالمعاهد والكليات ذات الصبغة الدينية، ونجدها في كتب المؤسسات الرسمية التي تعتمد فتاوى وتفسيرات، وتلك التي تقر مناهج تعليمية ايضا، ويقتحمون بها بيوتنا، ومجالسنا، ووعي اطفالنا وفتياتنا وشبابنا، محمولة على ألسنة اشخاص بيضاء اثوابهم سوداء ومريضة قلوبهم.
(اقتلوهم) باتت مصدر إلهام المجرمين للتفنن بابتداع اساليب الجريمة ضد الانسانية.
(اقتلوهم) تعني ببساطة انزعوا الرحمة والمحبة والسلام من قلوب امة الانسان، واجعلوها امة مخلوقات مفترسة، فالمتعة الأعظم عند هؤلاء رؤية الناس يكتوون في (نار) اشعلتها تفسيراتهم وفتواهم ونفخوا بأفواههم على نارها.
فلنحرر (اقتلوهم) من زنزانة تفسيرات الجريمة ونتحرر من نزعتها، فتنجُ أمة الضاد من السقوط النهائي في الجحيم.

بقلم: موفق مطر

المادة السابقة
المقالة القادمة
أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا