الرئيسيةمختاراتمقالاتبالصمود انتصر الأسرى وبالفكر نهزم الإرهاب

بالصمود انتصر الأسرى وبالفكر نهزم الإرهاب

بقلم: ابراهيم دعيبس

بعد إضراب عن الطعام استمر ٤١ يوما حقق الأسرى ما أرادوا من حقوق انسانية، وتم الاتفاق على تعليق الاضراب البطولي. وكان لهذا الانجاز عدة اسباب كما ستكون له عدة تداعيات. اول الاسباب هو الصمود ومن ثم التضامن الشعبي الفلسطيني الواسع، والاتصالات الرسمية الفلسطينية الموسعة مع سلطات الاحتلال وأخيرا التدخل الاميركي، كما اعتقد.
ومن أهم النتائج أن الأسرى وهم من وراء القضبان استطاعوا تحقيق انجاز كبير واتسعت مكانتهم وربما دورهم في الساحة الفلسطينية خارج القضبان، وعزز القائد مروان البرغوثي دوره القيادي وربما زاد من احتمالات الإفراج عنه وتطلعه الى الرئاسة لاحقا، وهذا لا يقلل ابدا من دور قادة آخرين كأحمد سعدات وغيره.
الانفراج في هذه القضية لقي ارتياحًا كبيرا لدى الأهالي اولا وعموم الشعب ثانيا، لأن حياة هؤلاء المناضلين كانت في خطر حقيقي بعد ٤١ يوما من الاضراب والمعاناة، وما بدا أنه تعنت سلطات الإحتلال في التجاوب مع طلباتهم.
وفي الإضراب عبرة للجميع وهي ان القرار والصمود والارادة قادرة على تحقيق الأهداف، ولعل في هذا النجاح المستحق، ما يعطي اشارات وتوجهات للقيادات السياسية وكيفية التعامل مع القضايا التي تواجهها والاحتلال اولا واخيراً.
تبقى كلمة أخيرة وهي أن حل قضية الاسرى هذه قد تكون دفعة جديدة للسلطة الوطنية لكي تتجه نحو استئناف المفاوضات التي تسعى الادارة الاميركية لتحقيقها، وهذه تصبح قضية اخرى مختلفة كليا من ناحية الشروط والمدة والشركاء وغير ذلك.
كيف نهزم الأرهاب..؟
أثار الهجوم الارهابي ضد أقباط مصر موجة واسعة من الاستنكار والادانة حتى ان الرئيس السيسي القى خطابا موسعاً وشن غارات على مواقع للإرهابيين في ليبيا. وتجيء هذه الجريمة الوحشية بعد زيارة الرئيس ترامب للمنطقة والحملة الواسعة التي وعد باتخاذها ضد الارهاب ومن يموله.
واستهداف المسيحيين في مصر ليس الأول من نوعه وإنما هو متكرر في اكثر من موقع، وقد اثار ذلك موجات استياء خاصة شديدة، ولا سيما وقد رافقته اعتداءات عديدة ليس في مصر وحدها وانما في سوريا وليبيا والعراق ايضا، وبدا وكأن الوجود المسيحي هو المستهدف.
هذه وجهة خاصة ولكن الواقع يشير الى أشياء اخرى. إن ارهاب داعش يمتد من افغانستان والفلبين شرقا الى الشرق الاوسط عموما، وصولا الى عدة دول افريقية غربا. داعش يقاتل كل من ليس داعشيا، ومتى كان الامر يتعلق بالمسيحيين تكون المشكلة اكبر والحقد اعمق. ولكنهم بالحقيقة يفجرون مساجد واسواقا شعبية ومحلات عامة كثيرة وهم يقتلون في أوروبا وأميركا وغيرهما. أي أن جرائم داعش ومن هم من أشكالها لا تتعلق بالمسيحيين فقط، ونحن نراهم مثلاً يمزقون سوريا والعراق ويحرقون في اليمن ولا يسلم من شرهم أحد، وهم يتكررون بأسماء مختلفة من «القاعدة» سابقاً الى «داعش» حالياً وعشرات الأسماء للتنظيمات الصغيرة الأخرى.
ونجد دولاً عديدة كبرى تحاربهم بكل طاقاتها، وقد ألحقوا بها هزائم كبيرة في سوريا والعراق ومن قبل في أفغانستان ومع هذا نجدهم لا ينتهون ولا ينتهي شرهم واعتداءاتهم، والسبب بسيط وهو أن المشكلة ليست في التنظيمات ولا الأشخاص القادة، ولكن في العقلية والتفكير والتعبئة والتحريض، ومحاربة داعش لا تكون بالسلاح فقط ولكن بمحاربة الفكر والتفكير التكفيري الذي يشحن العقليات ويغذي التطرف والإرهاب.
قبل أيام خرج علينا مسؤول مصري في وزارة الاوقاف ليكفر المسيحيين علناً ورسمياً وقد اعتذر بعد أن ثارت ضده موجة استنكار واسعة، ولدينا عشرات الفضائيات المعروفة التي لا تتوقف لحظة عن التحريض والتعبئة وإثارة الفتنة بين الناس. كما أن لدينا مئات ممن يدعون الوعظ والارشاد وهم يملأون القاعات والاجتماعات بالتحريض والعنصرية وكل ما تمثله داعش من فكر وممارسات.
ان محاربة داعش وما تمثله غير ممكن بدون محاربة هذا التفكير الأسود. والبداية تكون في مراحل التعليم المختلفة اولاً وقبل كل شيء، ولا سيما، مثلا، ان بعض كتب الأزهر نفسه، تمتلىء بالتحريض والمغالطات، كما يؤكد مفكرون مصريون كثيرون ابرزهم احمد عبده ماهر.
مع تطوير التعليم فكرياً واخلاقياً، لابد من وقف كل أشكال التحريض التي نراها ونسمعها عبر الفضائيات مهما كان مصدرها وتوجهها، ومحاسبة من يقوم بذلك بدل محاسبة وسجن من يقولون كلمة حق ووجهة نظر صحيحة مثل إسلام البحيري وفاطمة ناعوت في مصر.
أخيراً، وربما الأهم، فإن مكافحة الارهاب تكون بالتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي لان الفساد والفقر والمعاناة هي بيئة مناسبة لتفريغ الدواعش.
كلمة أخيرة لا بد منها وهي أن دولا عدة في اوروبا وأميركا والخليج وإسرائيل وتركيا وغيرها، تدعم تنظيمات إرهابية خاصة خدمة لمصالحها الذاتية، كما أن هناك تطرفا لدى كل الأديان من مسيحية ويهودية وبوذية وغيرها وقد رأينا نماذج له ومانزال حتى اليوم كما نعاني نحن الفلسطينيين مثلا. وهذه التطرفات التي ترفع شعارات إسلامية لا تمثل الإسلام أساساً وانما تفسر الدين كما تريد.
ملاحظة حول تزوير الدكتوراة
لم أتوقع ان تلقى ملاحظتي الصغيرة حول تزوير البعض لشهادات الدكتوراة وتفاخرهم المزيف بها ووضع إشارة «د.» قبل اسمائهم، كل هذا الاهتمام. فقد اتصل بي أكثر من صديق وكل واحد منهم يذكر لي قصصاً عن عمليات التزوير واسماء بعض «الدكاترة» المزيفين والذين لا يخجلون من التباهي بما هو باطل.وهذه ملاحظة أخيرة لهؤلاء لعلهم يتوقفون على الاقل عن ربط أسمائهم بالدكتور…!!

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا