الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتهزيمة حزيران عمقت جراح النكبة الفلسطينية

هزيمة حزيران عمقت جراح النكبة الفلسطينية

استجمع الحاج محمود رباح (78 عاما) من عرابة البطوف ذاكرته ليعود بها إلى 15 أيار/ مايو1967، حين تجاوزت قوات برية كبيرة من الجيش المصري قناة السويس ورابطت في شبه جزيرة سيناء لإظهار حالة الاستعداد للحرب نتيجة التوتر الذي ساد على الجبهة السورية، ما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى إعلان حالة تأهب في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وقال الحاج رباح إن ‘تلك الأيام كانت شديدة التوتر إقليميا، وكانت تحمل معها الأمل والخوف في آن واحد، زرت يومها قريتي التي هجرت منها، حطين، في عام النكبة 1948، وكانت البيوت لا زالت فارغة ولم تهدم بعد، والأزقة على حالها. كانت الأمل ينبض فينا بأن العودة قريبة، خاصة على ضوء التوتر الحاصل بين مصر، سورية وإسرائيل، ولأول مرة في حينه، شعرنا أن إسرائيل ستواجه وحدها، أعني لا توجد بريطانيا العظمى لتساندها، ولا التحالف في حرب العدوان الثلاثي عام 1956 ضد مصر الذي ضم إسرائيل، فرنسا وبريطانيا. عشنا القصة الإعلامية المصرية على وجه التحديد، بكامل تفاصيلها وحفظنا أسماء الصواريخ المصرية عن ظهر قلب، ‘القاهر’ و’الظافر’، وفي الوقت ذاته كنا نخشى أن ترتكب إسرائيل المجازر في الداخل الفلسطيني، وهي تهزم في الحرب’.

وأضاف أن ‘الأوضاع اشتدت والتواترات ازدادت بعد إغلاق مضائق تيران، وأذكر أن معظم الأهالي تزودوا بالمواد الغذائية فقد توقعنا فرض حصار وانقطاع للموارد الغذائية والوقود، حتى أن البعض مع اندلاع الحرب خرج للجبال والكهوف’.

وعبّر رباح عن خيبة الأمل بالقول إن ‘الصدمة كانت كبيرة جدا، أكبر من الأمل الكبير الذي لازمنا في تلك الحقبة، عشنا اللحظات الأولى نترقب النصر الكبير، وأملنا بتسوية لا بد منها بعد أن تفرض الدول العربية قوتها، وما هي إلا إيام حتى كُشف عمق النكسة، فحتى القلة التي اعتقدت أن إسرائيل لن تخسر الحرب، لم تتوقع أن تحتل إسرائيل في غضون أيام قليلة هذه المساحات الشاسعة’.

ترهيب وتخويف

وعن تلك الأيام في الحرب، قال الحاج رباح إنه ‘رغم الخوف من انتقام الجيش الإسرائيلي منا، إلا أنه لم يقترب من القرى والمدن العربية، غير أن الترهيب والخوف كان يتغلغل بيننا في تلك الأيام، لم نكن نجرؤ على الحديث أصلا عن الحرب وعن حق العودة علنا، ومن كان يجرؤ على الحديث عن الظلم أو النكبة كان يُستدعى إلى المخابرات والشرطة ويُهان’.

ووصف الحالة في تلك الأيام بالقول إن ‘مجرد الحديث عن الهوية الفلسطينية أو النكبة أو السياسة بشكل عام كان ذلك محظورا علينا، وحتى في أعمالنا لم كنا نخشى أن نتحدث عن تلك القضايا، فأنا كمدرس في حينه لم أنطق بكلمة أمام الطلاب عن الحرب أو أي شيء عن المشهد السياسي، المحلي والإقليمي’.

عبد الناصر والأمل

وعاد رباح إلى ما يذكره عن خطابات القائد جمال عبد الناصر مشيؤا إلى أنها ‘كانت تلزمنا المرابطة حول المذياع، وسيلة الإعلام الوحيدة في حينه، كنا ننتظر نشرة الأخبار من إذاعة القاهرة بشغف، وكذا البيانات العسكرية، كان عبد الناصر القائد الأوحد. أذكر في يوم وفاته حضر شبان إلى المدرسة وبلغوا الطلاب بالعودة إلى بيوتهم بسبب رحيل عبد الناصر، كان المشهد حزينا وكئيبا في كل البلدات الفلسطينية كسائر الأقطار العربية’.

انتهاء الحكم العسكري

وختم رباح بالقول إنه ‘رغم حالة الإحباط واليأس في تلك المرحلة، إلا أن حالة جديدة تطورت بعد هزيمة حزيران، فقد تمكنا من لقاء الأهل في الغربة بعد انقطاع منذ النكبة، صار بالإمكان اللقاء عبر الضفة الغربية، انتهت فترة الحكم العسكري فعليا، بعد أن كانت رفعت شكليا، وانفتحنا على اللغة العربية وعلى الكتب باللغة العربية، بعد فتح الضفة الغربية أمامنا، قبل ذلك كانت الكتب باللغة العربية قليلة وكأننا انقطعنا قرابة 20 عاما عن العالم العربي كليا، وأعيد هذا الارتباط عبر الضفة الغربية’.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا